مسرحيـّة: ليلـة الإجتـماع بالرئيـس!

منذ 2013-04-09

فليس شيءٌ يصلـحُ العبـادَ *** كحــاكمٍ يحاربُ الفسادَ

 


يحكون أنَّ دولة الـ(إبليس) *** دعتْ إلى اجتماعٍ بالرئيسِ

وأصبحتْ بحالةِ استنْفـارِ *** كشوْكَـةٍ بآخـِـرِ الحمـارِ

وجاءَ كلُّ منْ لهُ زعامـَـهْ *** علـى الأنامِ، فوقَـهُ علامَهْ

وأُجلسوُا ورتِّبوا كقرْبهـمْ *** من الرئيسِ ضاحكاً من رُعْبهمْ

نادى بهمْ يـا معْشرَ الطُّغاةِ *** ومعْشـَرَ الخبائـثِ البُغـاةِ

لأيِّ شيءٍ يا حميرُ عرشُكمْ *** غيرَ الذي من أجْلهِ وضعْتكمْ

الظلمُ، والفسادُ، والتجارهْ *** بالدّينِ والأخلاقِ كالدعارهْ

والقمـْعُ بالحديـدِ للعبادِ *** وكـلُّ مُخْضِـعٍ خَلا الرَّشادِ

مالي أرَى الشعوبَ أسْقَطتْ *** عروشَكُم بسرْعةٍ، وما بنتْ

هل كنتمُو بغفلةٍ عن أمْـري *** أم تبْتمُو وظنـُّكم لا أدري


مالي أرى النداءَ: يا عَدالـهْة *** وصوتهَم: لتسْقطَ العَمَـالةْ

ونهضـةً بمطلـبِ الحريـَّـةْ *** بثـورةٍ بجـْـرأةٍ جليّـهْ

وانتدبَ الأقـدمُ للكــلامِ *** فقـالَ إبليسُ: إلى الأمامِ

وقرَّبــوهُ ماثـلاً أمامـَهْ *** ومُعْلنـاً شيطانـَهُ إمامَـهْ

فقيلَ لا: يا صاحبَ السموِّ *** وصاحـبَ الجلالِ والعُـلوِّ

إنّ الذي جَـرَى لنا عجيبُ *** يحَـارُ فيـهِ الحازمُ اللبيبُ

اتَّحـدَ الشَّعوبُ للنهوضِ *** ليجعلوُا الفسـادَ بالحضيضِ

ولم يعُدْ يخُيفهم عِقـَـابُ *** ولا السـُّجونُ طيُّها العذابُ

ولا فتاوى الـذلِّ والتبْريرِ *** بـدتْ تعيـقُ ثورةَ التغييـرِ

ولا الوعودُ سيِّدي تفيـدُ *** ولا الرصـاصُ رميُـهُ سديدُ


لذا نريدُ منــْكَ يا رئيسُ *** إنقاذَنـا أو تسْقطُ الرؤوسُ

فأطـرقَ الشيطانُ في غرور *** وصفـَّقَ الجميـعُ في سُرورِ

لظنِّهم سيُنقـذُ العـروشَ *** بخطـَّةٍ ليحْمـيَ الكـُروشَ

فقال: مهلاً إنها السُّنــنْ *** يا معْشـرَ السَّاعينَ بالفتـنْ

ألم تروْا مصارعَ الملـُـوكِ *** بظلْمهـِـمْ ومَسْلكِ الهلُوكِ

ودولــةَ الظُّلْم إلى زوالِ *** ولـو بدتْ كأرْسـخِ الجبالِ

أمْ قدْ ظننتمْ أنـهُ الخلـودُ *** بجوركْـمْ شعوبُكـمْ عبيدُ

هيَّا إلى الجحِيمِ يا كـلابُ ***  فادْخلوُا، وأُغلـقتْ أبوابُ

وقال إبليسُ لجنْدِ الجــانِ *** هيا اذْهبـوا يا لعنةَ الخسْرانِ  

ولْتحْضِروا أتباعَنا من غيرِهمْ *** ليحْكموُا كخبثهمْ وجوْرِهمْ


فليس شيءٌ يصلـحُ العبـادَ *** كحــاكمٍ يحاربُ الفسادَ

وطارَ جندُ الجانِ في الأقْطارِ *** ليبْحثـُـوُا عن حاكمٍ جبَّارِ

فخابَ منهمْ ظنُّهم تِباعَـا *** وصارَ الجـَهْدُ فيهمُو ضَياعـا

وعاد كلُّ يلطـمُ الخـدودا *** ويشْتكـي لا نفْـعَ أن يعودا

وعضَّ إبليسُ على الشِّفــاهِ *** فخـرَّتِ الجنُّ على الجباهِ

وقـال إبليسُ فما أخْشـاهُ *** أن يبعـثَ الأمَّـةُ في هداهُ

إذا غـدوْا بغيــرِ ما قيودِ *** سيحطِمـونَ سائرَ السّدودِ

فيُرْجعـونَ نهضـةَ الإسلامِ *** ويُرفـعُ الذلُّ عـن الأنـامِ

ويطلـعُ النورُ معَ الإيمـان *** ويخْسـأ الشّـرُّ مع الشيطانِ

ورنَّ فيهـمْ رنَّةً قبيحَـهْ *** وطـار يبكـي نفسُهُ جريحـةْ

وبعدها تشعْشَعَتْ أضْـواءُ *** أنارَ منهـا الناسُ والأجـواءُ

وأشرقتْ كواكـبٌ تـلالاَ *** ثلاثـةٌ تزيــدُنـا جلالاَ

العدلُ والكرامـةُ، الحريَّـةْ *** بها تصيـرُ أمـَّتي علَيـَّةُ
 

حامد بن عبد الله العلي

أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية

  • 3
  • 1
  • 3,123

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً