مسرحيـّة: ليلـة الإجتـماع بالرئيـس!
فليس شيءٌ يصلـحُ العبـادَ *** كحــاكمٍ يحاربُ الفسادَ
يحكون أنَّ دولة الـ(إبليس) *** دعتْ إلى اجتماعٍ بالرئيسِ
وأصبحتْ بحالةِ استنْفـارِ *** كشوْكَـةٍ بآخـِـرِ الحمـارِ
وجاءَ كلُّ منْ لهُ زعامـَـهْ *** علـى الأنامِ، فوقَـهُ علامَهْ
وأُجلسوُا ورتِّبوا كقرْبهـمْ *** من الرئيسِ ضاحكاً من رُعْبهمْ
نادى بهمْ يـا معْشرَ الطُّغاةِ *** ومعْشـَرَ الخبائـثِ البُغـاةِ
لأيِّ شيءٍ يا حميرُ عرشُكمْ *** غيرَ الذي من أجْلهِ وضعْتكمْ
الظلمُ، والفسادُ، والتجارهْ *** بالدّينِ والأخلاقِ كالدعارهْ
والقمـْعُ بالحديـدِ للعبادِ *** وكـلُّ مُخْضِـعٍ خَلا الرَّشادِ
مالي أرَى الشعوبَ أسْقَطتْ *** عروشَكُم بسرْعةٍ، وما بنتْ
هل كنتمُو بغفلةٍ عن أمْـري *** أم تبْتمُو وظنـُّكم لا أدري
مالي أرى النداءَ: يا عَدالـهْة *** وصوتهَم: لتسْقطَ العَمَـالةْ
ونهضـةً بمطلـبِ الحريـَّـةْ *** بثـورةٍ بجـْـرأةٍ جليّـهْ
وانتدبَ الأقـدمُ للكــلامِ *** فقـالَ إبليسُ: إلى الأمامِ
وقرَّبــوهُ ماثـلاً أمامـَهْ *** ومُعْلنـاً شيطانـَهُ إمامَـهْ
فقيلَ لا: يا صاحبَ السموِّ *** وصاحـبَ الجلالِ والعُـلوِّ
إنّ الذي جَـرَى لنا عجيبُ *** يحَـارُ فيـهِ الحازمُ اللبيبُ
اتَّحـدَ الشَّعوبُ للنهوضِ *** ليجعلوُا الفسـادَ بالحضيضِ
ولم يعُدْ يخُيفهم عِقـَـابُ *** ولا السـُّجونُ طيُّها العذابُ
ولا فتاوى الـذلِّ والتبْريرِ *** بـدتْ تعيـقُ ثورةَ التغييـرِ
ولا الوعودُ سيِّدي تفيـدُ *** ولا الرصـاصُ رميُـهُ سديدُ
لذا نريدُ منــْكَ يا رئيسُ *** إنقاذَنـا أو تسْقطُ الرؤوسُ
فأطـرقَ الشيطانُ في غرور *** وصفـَّقَ الجميـعُ في سُرورِ
لظنِّهم سيُنقـذُ العـروشَ *** بخطـَّةٍ ليحْمـيَ الكـُروشَ
فقال: مهلاً إنها السُّنــنْ *** يا معْشـرَ السَّاعينَ بالفتـنْ
ألم تروْا مصارعَ الملـُـوكِ *** بظلْمهـِـمْ ومَسْلكِ الهلُوكِ
ودولــةَ الظُّلْم إلى زوالِ *** ولـو بدتْ كأرْسـخِ الجبالِ
أمْ قدْ ظننتمْ أنـهُ الخلـودُ *** بجوركْـمْ شعوبُكـمْ عبيدُ
هيَّا إلى الجحِيمِ يا كـلابُ *** فادْخلوُا، وأُغلـقتْ أبوابُ
وقال إبليسُ لجنْدِ الجــانِ *** هيا اذْهبـوا يا لعنةَ الخسْرانِ
ولْتحْضِروا أتباعَنا من غيرِهمْ *** ليحْكموُا كخبثهمْ وجوْرِهمْ
فليس شيءٌ يصلـحُ العبـادَ *** كحــاكمٍ يحاربُ الفسادَ
وطارَ جندُ الجانِ في الأقْطارِ *** ليبْحثـُـوُا عن حاكمٍ جبَّارِ
فخابَ منهمْ ظنُّهم تِباعَـا *** وصارَ الجـَهْدُ فيهمُو ضَياعـا
وعاد كلُّ يلطـمُ الخـدودا *** ويشْتكـي لا نفْـعَ أن يعودا
وعضَّ إبليسُ على الشِّفــاهِ *** فخـرَّتِ الجنُّ على الجباهِ
وقـال إبليسُ فما أخْشـاهُ *** أن يبعـثَ الأمَّـةُ في هداهُ
إذا غـدوْا بغيــرِ ما قيودِ *** سيحطِمـونَ سائرَ السّدودِ
فيُرْجعـونَ نهضـةَ الإسلامِ *** ويُرفـعُ الذلُّ عـن الأنـامِ
ويطلـعُ النورُ معَ الإيمـان *** ويخْسـأ الشّـرُّ مع الشيطانِ
ورنَّ فيهـمْ رنَّةً قبيحَـهْ *** وطـار يبكـي نفسُهُ جريحـةْ
وبعدها تشعْشَعَتْ أضْـواءُ *** أنارَ منهـا الناسُ والأجـواءُ
وأشرقتْ كواكـبٌ تـلالاَ *** ثلاثـةٌ تزيــدُنـا جلالاَ
العدلُ والكرامـةُ، الحريَّـةْ *** بها تصيـرُ أمـَّتي علَيـَّةُ
حامد بن عبد الله العلي
أستاذ للثقافة الإسلامية في كلية التربية الأساسية في الكويت،وخطيب مسجد ضاحية الصباحية
- التصنيف:
- المصدر: