يا أمة ساعدي حماس
أبو الهيثم محمد درويش
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
بسم الله نبدأ، وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير..
منذ تولّي حماس مقاليد الحكومة الفلسطينية، والقدور تتهيأ لها لتصليها
بنيران الفتن، والمدي تسنُّ لذبح هذه النبتة الإسلامية الوليدة, التي
عساها شرارة المد الإسلامي القادم..
انتصرت حماس في معركة الشعب الفلسطيني انتصاراً مؤجلاً؛ فقط أزيلت بعض
الأقنعة وأتيح للشعب بعض حقه فرفع الستار عن الخيار الإسلامي.. ثم
تتسلم حماس دولة خزانتها خاوية مع رفض دولي للمساعدة بحجة الإرهاب
المزعوم -شماعة العصر الحديث- في القضاء على كل خير ومبدأ، وعلى الأخص
إذا كان إسلامياً..
يعترف العرب بحماس في مؤتمرهم، ويكتفون بالاعتراف دون مد يد العون,
ويقف العالم ليشاهد ماذا عساه يفعل هذا الأسد الفلسطيني الصاعد أمام
جوع شعب بأكمله, وأمام حصار كبير شح فيه المساعد وندر المنجد..
معادلة صعبة تكاد تصل للاستحالة أمام مجاهدي الأمس وساسة اليوم, فهل
سيُثْبِتُون للعالم عبقريتهم في الحكم كما أثبتوا له من قبل عبقريتهم
في الجهاد, هذا ما سننتظره, وعسى أن نرى ما يسعدنا..
أولاً:
نذكـّر حماس بمسئولية الشريعة الملقاة على العواتق؛ فلن يتحقق النصر
على الأرض ما لم ننصر شريعة السماء, فأين جدول حماس من تطبيق
الشريعة؟! أرجو أن يكون الأمر في الحسبان..
ثانياً:
يا أمة الإسلام!
يا شعوب الدول الإسلامية: الخيار الآن لكم وإن نكص الحكـّام!
أين فتح باب التبرع الشعبي لإنقاذ قلب الأمة وحماة القدس, وحماس
القلوب؟
أين من قاموا بالمظاهرات مع كل انتفاضة, ومن قدموا الاحتجاجات مع كل
قتيل فلسطيني؟
ها نحن الآن على أول أعتاب فتح الباب للإسلام في فلسطين, وكما قمتم
بالاحتجاج وخرجتم بالمظاهرات, وأبدى الكل الاستعداد بالأمس للذود
بروحه فداء الأقصى, ها هو ذا الأقصى يطلب العون بضخ الأموال لسد رمق
الجياع، ولاستمرار المجاهدين على سدة الحكومة الفلسطينية, عسى أن
نراها قريباً إسلامية خالصة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وقد
أظلتها شريعة السماء.. واعلموا أنه يومئذ بداية النصر الأكبر والصلاة
في المسجد الأقصى أفواجاً.. فهلا جاهدتم بدراهمكم يا شعوب الإسلام كل
على قدر طاقته، فالقليل مع القليل كثير إن شاء الله..
فيا زعماء المدّ الإسلامي في أنحاء المعمورة، ويا قادة الحركات
الإسلامية باختلاف توجهاتها: حُضوا الناس على جهاد المال، ومُدوا
إخوانكم بكل مستطاع أمدكم الله بمدده.
ثالثاً:
يا زعماء المسلمين: كما اعترفتم بحماس، أما آن الأوان لمد يد العون
الحقيقية، حتى يصح لكم اعتراف.. أم أنكم اكتفيتم كعادتكم بجهاد
اللسان؟! ولتكن أولى الخطوات فتح باب التبرع للشعوب وفتح حساب لحكومة
فلسطين في بنوككم فهلا وجدنا استجابة؟؟!!
قال تعالى: { مَّثَلُ الَّذِينَ
يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ
وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء } [البقرة:261]، وقال تعالى:
{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ
جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ } [آل عمران:103]، وقال: { الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ
فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً
عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
}[التوبة:20].
وأقول يا أُمّة: أنتِ الآن في اختبار حقيقي، والحل بيدك والنصر
يقترب.. فهلا اقتربت؟!!
ثم أخيراً:
عن عصبة يقفـون في الأزمــات كالشـُّـمِّ الجبال
فــإذا تحــدَّثت الشفــاه سَمِعْــتَ ميــزان المقــال
وإذا رأيــــت فِـــعالهم رأيـــــت أفـعــال الرجال
يَصِلـُــونَ للغــــايات لو كــانت على بعد المحال
ويحـقـقــون مآثـــراً كـــــانت خيـــــالاً في خيال
اللهم نصرك اللهم نصرك اللهم نصرك، اللهم أيِّد جندك وعبادك الصالحين,
اللهم أنزل بركات السماء على المجاهدين في كل أرض وحين, اللهم أعلِ
راية الإسلام, وحكـِّم شريعة السماء, وولِّ على المسلمين من تحب،
وأرِنا انتصار دينك بأعيننا قبل أن نموت, نعوذ بعزّتك أن نموت بحسرتنا
على حال المسلمين وديارهم.. اللهم لا تمتنا إلا وقد متعت أعيننا بنصرك
ووعدك، وصلاة في الأقصى يارب العالمين, أنت القوي المتين، اتْخِذنا من
جندك، وشرّفنا برعايتك وحمايتك ونصرك يا أرحم الراحمين.