الفجر الكاذب للديمقراطية

منذ 2006-04-21
الديمقراطية الأمريكية هي تجديد لأنماط الديمقراطية اليونانية، ولأبشع ممارسات الرومان، فالعالم ينقسم إلى عبيد وأحرار، الرومان أحرار، والعبيد هم الأجناس الأخرى، عليهم الخدمة والحرب والمصارعة، وإمتاع السادة، ويصطفي الرومان من العبيد طبقة تمكنهم منهم من ضبط بقية جنسهم من العبيد، ولكنهم لا ينالون حتى درجة رعاع الرومان...

ليست المشكلة في أن الديمقراطية الكاذبة قادمة، وهي شر من الديكتاتورية، ولا نودّ أن نستبق القول، ولا نجانب الحق، فنحن أولا نتفق مع الليبراليين العرب على أن الديمقراطية المسوّقة في العالم العربي هي من النوع الرديء جداً، الذي لا يصلح للاستعمال، وكذبة كبيرة، أخف منها كذبة سلاح الدمار الشامل، هذا إن كان في تلك الكذبة خفة، أو مصلحة، فتلك الكذبة كانت وسيلة لذبح أكثر من مائة ألف عراقي قبل مذبحة الفلوجة، والمذابح جارية بسبب الاحتلال لا غيره، ونهب المليارات التي خزنها صدام له أو لشعبه، منها ما ناءت به الطائرات ولم تستطع إكمال توصيل المبالغ إلى منتهاها -والعهدة على الخازن في الخبر- وشركة تشيني هاليبرتن تمتص البترول العراقي حتى دون عدادات، والبرميل وصل لأكثر من 50 دولاراً، احتقنوها مجاناً أو شبه مجان، والديمقراطية القادمة كفيلة بنهب الباقي.
وشارون ديمقراطي ما دام يذبح العرب، ويغصب أرضهم، ويدين بالصهيونية، ويتفق مع عصابة الشر.

وبعد انكشاف كذبة السلاح الشامل جاءت كذبة كبيرة بديلة "الديمقراطية" وهي أشنع من سابقتها، ولكنها قابلة للتزويق والعبث أكثر، وترن رنة جميلة في الآذان، بالرغم أن محتواها هو الاحتلال، والاحتلال هو أشر أنواع الإرهاب، والإرهاب هو الابن الشرعي للاحتلال، لا بد من أن يولد صبيحة أو بعيد ليلة الاحتلال في كل مكان، وأمريكا من الأمم التي مارست الإرهاب للخلاص من المحتل البريطاني، مع فوارق كبيرة لا نجد مجالاً لسردها تجعل الاحتلال البريطاني لأمريكا أقل مبررات من أن يقاوم ورحمة إذا ما قورن باحتلالات عصرنا.

أودّ أن يذكر القراء الأفاضل عن الديمقراطية هذه الحقائق:

1- أن في مناطق الاحتلال الصهيوني عرباً يتمتعون بالديمقراطية الإسرائيلية، ولهم بعض الحقوق التي يشاركون فيها الصهاينة، ولهم أعضاء في البرلمان، وكل ذلك يحصلون عليه بعد إقرارهم بالسيادة الصهيونية، وبكونهم هامشيين، وغامضي المصير.

2- أن الزعيم الذي ينتخبه شعبه، ولا يقبل أن يخونهم، ولا يبيع أرضه ولا موارده للمحتلين الغربيين فإن المحتلين ينكرون عليه الديمقراطية، ويسحبون التزكية، ويصادرون حق الأمة في زعيم منتخب لها، ويبحثون عن خائن بأي طريق، وقصة عرفات نعرفها جميعاً، لأنه لما صعب عليه تسليم ما بقي من فلسطين والالتزام بشروط مذلة، أو القبول بعار عليه وعلى تاريخه وعلى شعبه عزلوه، وقد وصل بطريق ديمقراطي. وقيل إن في قصته جانب آخر وهو أنه عرف أن إسرائيل تمارس إرهاباً يومياً مقدّساً، وذبحاً لشعبه وإرهاباً مقراً ومؤيداً من أمريكا، قال لنفسه لست أقل من غيري فلأمارس الخلق الأمريكي الصهيوني نفسه، وقيل إنه كانت لديه فرق بقيادة البرغوثي حاولت تقليد بعض الأخلاق والأساليب الديمقراطية الصهيونية في الاغتيال!!

3- أن أمريكا تحتل العراق وتسمي ما يحدث ديمقراطية.

4- أن المتطرفين العنصريين كهتلر وصل عن طريق حكم ديمقراطي، وكان حاكماً ديمقراطياً بحسب القانون.

5- ستالين حاكم ديمقراطي، والمستبدون الأسوأ في العالم كانوا ولم يزالوا يضعون شعار الديمقراطية على رؤوسهم ورؤوس حكوماتهم.

6- الديمقراطية الأمريكية كانت تدعى بذلك وتسمى زعيمة العالم الحر، وهي تستعبد طائفة من السكان عبودية هي الأشنع في تاريخ البشرية.

7- أن وزيرة الخارجية الأمريكية والوزير السابق الذين يعدون الناس بالحريات، هم أنفسهم لم يكن لهم أن يركبوا في الحافلات في أقسام البيض، ولا يدخلوا المطاعم المخصصة للبيض، وكانت المطاعم إلى عهدهم يكتب عليها: "ممنوع دخول السود والكلاب"، واليوم وضعوا شعارا آخر: "ممنوع دخول الكلاب والحفاة".

سياسة أمريكا مع المستعمرات أن تؤيد الحاكم الذي يطلق لها اليد في بلده تماماً، وتؤيده وترعاه، وكل من فكر في أن تكون الأولوية لمصلحة بلده أو دينه أو كرامته فلن ترضى عنه، وسوف تسمه بأنه: مستبد وإرهابي ومن محور الشر، وتهجوه وتطارده، وتصفه بكل شنيعة.

أخيراً..

الديمقراطية الأمريكية هي تجديد لأنماط الديمقراطية اليونانية، ولأبشع ممارسات الرومان، فالعالم ينقسم إلى عبيد وأحرار، الرومان أحرار، والعبيد هم الأجناس الأخرى، عليهم الخدمة والحرب والمصارعة، وإمتاع السادة، ويصطفي الرومان من العبيد طبقة تمكنهم منهم من ضبط بقية جنسهم من العبيد، ولكنهم لا ينالون حتى درجة رعاع الرومان. ومثال ذلك نورويجا حاكم بنما فلم تشفع له كل سنين العبودية والخدمة الصريحة في السي آي آيه، والوظيفة والراتب المقرب أن ينال رحمة ولا مكانة بعد أن فكر في العقوق.

ونسي الناس قصة بنما، وكانت الأمنية أن تكون العراق بنما أخرى. ولهذا فإن وجود علاقات وتفاهم جيد ووضوح بين ما بقي من البقية في العالم الإسلامي بل وغيره، يخفف من تنفيذ أساطير روما، وأحداث بنما وبغداد. وهذه أمريكا الجنوبية تطالب بالتفاهم والوعي، ولكننا لا نسمع، لأن كل منا يريد أن يجرّ بإذنه حتى يفهم أن الصوت له! أو يفهم ولات ساعة فهم!

وتحتاج أمريكا أن تعلم أن الآخرين بشر مثلهم!! لأن كل الممارسات التي صعدت بعد أحداث أيلول تنم عن عنصرية كريهة متخلفة، وعن حقد ديني عميق آخره ما كشفته اليوم ‏17‏/4‏/1426هـ الموافق: ‏26‏/5‏/2005م الـ بي بي سي: من أن تدنيس القرآن حقيقة لا كذب، واعترفت أخيراً المباحث الأمريكية إف بي آي. أما الحكومة الأمريكية المتعصبة فهي تكذب كعادتها، وتضغط على المجلة أن تسحب القصة وقد فعلت!! ولن يعيد أمريكا إلى شيء من الإنسانية والعلاقة البشرية المحترمة مع الناس إلا بتخلصها من القوى المتعصبة، المصابة بالهوس الديني اليهودي والتعصب الحاقد دينياً على المسلمين، وتتخلى عن الكذب والاحتلال، وسوف تجد نفسها في عالم يمكن أن تفهمه أولاً، وأن يفهمها؛ لأننا نريد الخير للناس، مسلمين أو غير مسلمين ونحن أمة رحمة وهداية، ونحن نستطيع أن نتعايش ونتفاهم مع الذي لا يذبحنا باسم السلاح الكاذب، ولا الديمقراطية الكاذبة، ولا تحت ستار حقوق المرأة، فهذه المرأة العراقية، مقتولة العائل، منهوبة البلاد، قتلوا من أطفالها نصف مليون في الحصار، ثم قتلوا الزوج والأب، يريدونها فقط عدوا لدينها، ولأخلاقها، ومتعة لجنودهم، ومبررا لوجودهم، فهل سيغزون بلادا أخرى دفاعا كاذبا عن المرأة؟؟

هل نحتاج ديمقراطية أم ماذا؟

نحن أحوج الناس للعدل، وللحرية، للمساواة، ولحماية المال العام، ولنيل حقوقنا التي أعطاها الله لنا، نلناها بالولادة، ولم يمن بها بشر، ولا يملكها ولا ينزعها إلا هو، نحن بحاجة إلى سيادة الكرامة، أن يكون الحاكم محترماً والمحكوم محترماً، والحقوق مصونة، لأن الأمة المسلمة بعدت عن الحق، ثم عاشت قروناً من عدم احترام الإنسان، فلم تستمع لله قائلاً: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }، ولم تقلد الغرب في فكرة "حقوق الإنسان"!!

عشنا كقبيلة تيمٍ قروناً متتابعة.. 
          "ويقضى الأمر حين تغيب تيمٌ****ولا يستأمرون وهم شهود"
وسقطت الأمة بإسقاط الكرامة لإنسانها، يعلو شخص، وتهبط أمة، وسقط في أعين العالم بما يعانيه مواطنوها من الاضطهاد، وحكّامها من الصلف والجهل والأمية، والديكتاتورية البالغة الشأو في الغباء.

فالاستبداد خيانة عظمى، وصدام شاهد حي ضد كل مكابر، فلو كان عادلاً لاستمع لنداء العقل، ومن شعبه رجال، جللوا وجوههم حياء، وهربوا من العار، أو ماتوا غيلة أو مقاومة، ويحي لأمة يهينها مستبد، يقتلها ويقطع منها الآذان والأنوف ويسرقها جهراً، ثم يسوقها وهو الأناني الحقير لمذبحة الغزاة الحاقدين.

نريد ما يضمن لنا الخلاص من جحيم نراه يقع لإخواننا على بعد أميال، نريد النجاة لنا جميعاً من مشرق الإسلام إلى مغربه. سمّوه ما تشاءون، شورى ملزمة منتخب أفرادها، أو سموه حكماً عاقلاً عادلاً، الغاية هي المطلوب، الوضوح هو المقصود، ولا تسقطوا عند عتبات الألفاظ.

محمد الأحمري

رئيس التجمع الإسلامي بأمريكا الشمالية

  • 2
  • 0
  • 10,156
  • اللغز المقدس

      منذ
    [[أعجبني:]] كلامك جميل جدا لكن صدقني لم ولن تقوم حضاره الا على جماجم الشعوب لن تكون حريه وهنا مستفيد مستبد فما يحدث في الديمقراطيه الغربيه يحدث ايضا في الملكية الشموليه في بلاد العرب مع اختلاف المسميات اتمنى قراءتك مره اخرى في مقال اروع يسمي الامور بمسمياتها ويلامس جروحنا بدواخلنا اكثر واكثر لعلنا نفيق من ؟؟!!!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً