فتنة الإعجابات على الفيسبوك

منذ 2013-05-04

لابد أن نعلم أنَّا مُحاسبون حتى على "الإعجابات" بين يدي الله فما بالنا بسواها وهي أقل ما يُمكن أن نفعله على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ويقاس على ذلك غيره من مواقع التواصل الاجتماعي.

جلس متسنكحاً على حسابه عبر الفيسبوك يُراقب اتجاه جمهور سوق الفيسبوك ليضع كلماته، أو إن شئت فقل: سلعته التي يبيعها مُقابل عدد من "الإعجابات".

تارة يجد النَيِل من شخص بعينه بقصد هدمه أو جماعة معينة أو حزب معين بقصد هدمه هو الذي سيَجني الربح المُراد من "الإعجابات" فيسن أنامله ويشحذ همته ويطلق فكره، ثم يكتب بعض العبارات ويجمع بعض المقاطع المجتزأة التي تفي بالانتقاص المطلوب، ثم يجلس في انتظار جني الأرباح من "الإعجابات".

وتارةً يجد السوق مُتعطش إلى روح الفُكاهة السخيفة وبما أنه يرى نفسه متفتـق الظُّرف المُنقطع النظير يبدأ في القذف بعبارات كوميدية ساخرة لا تحمل أي شيء سوى الضحك السخيف والسخرية الرخيصة تلبية لمتطلبات السوق ويجلس وينتظر أرباحه من "الإعجابات".

 

وتارةً يجد السوق مُتعطشاً للسب والشتم - وقليل ما يتعطش السوق لهذا - فيقوم بإلقاء ما في جعبته السوداء من سب وشتم لهذا وذاك ثم يجلس ليعد عدد من قاموا بتأييده عن طريق "الإعجابات".

 

وتارةً يجد أنه لابد من إرضاء واستمالة فرقة بعينها أو جماعة بعينها أو حزبٍ بعينه فيذهب مؤيداً لأي فعل خاطئ يقومون به، ويزيد ناطحاً لمن حوله بفذلكة تبريرية، ثم يجلس أيضاً كعادته ويجني "الإعجابات".

 

وتارةً يرى من الخير ما هو جدير بالإعجاب ثم يُمسك يده عن الضغط على "أعجبني" قائلاً لنفسه في ورع بارد  احذر من الممكن أن تكون سبباً في افتتان الكاتب وإعجابه بنفسه إن صرت من المعجبين بمنشوره فأنت صاحب الاسم اللامع و"الإعجاب" المُتَابع وكذلك أنت الحائز على كأس الفيسبوك في عدد "الإعجابات".

 

وتارةً يود أحدهم لو بدأ علاقة بأحد الفتيات فتجده يبتعد عادة عن أجواء الفيسبوك المزدحمة في الصفحة الرئيسية ثم يفتح صفحتها وينهال عليها بـ "الإعجابات" مُتمنياً أن تؤتي مفعولها في إرسال رسالته العاطفية المُلتحفة.

 

وتارةً يبني المعيار الدولي للسطحية عن طريق عدد "الإعجابات"، فبمجرد النظر في صفحة أو حساب شخصي لأحد الأشخاص، فقط عن طريق "الإعجابات" يمكنه الحكم بمُنتهى السطحية دون النظر لأي معايير حقيقية أخرى.

 

ما ذكرته قليل من كثير وتبقى "الإعجابات" على الفيسبوك سلاح ذو حدين في أمور مثل التي ذكرتها وأكثر وقد تكلمت عن "الإعجابات" حيث أنها أقل ما يمكن أن نقوم به على الفيسبوك.

 

لابد أن نعلم أنَّا مُحاسبون حتى على "الإعجابات" بين يدي الله فما بالنا بسواها وهي أقل ما يُمكن أن نفعله على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ويقاس على ذلك غيره من مواقع التواصل الاجتماعي.

 

علينا بتجديد نياتنا واستغلال النت بشكل عام في الخير، أسأل الله أن يُلهمنا رُشدنا ويقينا شر أنفسنا ويقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

حسام كمال النجار

 

  • 9
  • 0
  • 7,290

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً