ملاحظات: حول كتاب البحث عن الحقيقة الكبرى
صالح بن عبد الرحمن الحصين
تعليق الشيخ وملاحظاته حول كتاب البحث عن الحقيقة الكبرى
- التصنيفات: طلب العلم -
1- في (ص 489-490) قال المؤلف الفاضـل: "في العـام الثـامن للهجرة جهز محمد جيشًا من عشرة آلاف مقاتـل … وفتح المسلمون مكة … وبعد ذلك بعدة شهور توفي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة".
الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم توفى بعد أكثر من سنتين من فتح مكة .
2- في (ص 491) وردت عبارة: "أي ليس من بني إسرائيل، ويسوع هو من بني إسرائيل فليس هو المقصود".
وينبغي أن تعدل بهـذه العبـارة: "أي ليس من نسل يهوذا، ويسوع من نسل يهوذا وليس هو المقصود".
3- بعض المعلومات لم توثق. انظر في (ص 500) العبارة المنسوبة لكريستوفى ديفيس.
4- في (ص 251) عبـارة: "وتذكرت الحكمة من تحريم الإسـلام التدخـين".
ينبغي أن تعدل: "وتذكرت السبب الذي من أجله حرم بعض علماء المسلمين التدخـين" لأن تحريم التدخـين اجتهاد بعض العلماء، فلا ينسب إلى الإسلام .
5- في (ص 502) جاء على لسان ديفيد أحد شخصيات الحوار الخيالي: "بما أننـا لسنـا في مستوى عال في معرفة القانون والتشريع يسمح لنا بمناقشة ما قيل عن الإعجاز التشريعي في القرآن ومقارنته بشريعة (حمورابي) المشهورة مثلاً ".
وفي (ص 504) وردت العبـارة: "قلت الإعجـاز العلمي في القرآن هـو الطريـق الوحيـد في هذا العصر لاقناع الآخـرين بأن القرآن ليس من تأليف محمد بل هو من لدن خالق الحقائق العلمية".
ويلاحظ هنا ما يأتي :
أ- بالغ المؤلف كما نرى في قيمة (ما يسمى بالإعجاز العلمي) كطريق الهداية الكافي أو الوحيد للإسلام ولذا خصص له الصفحات من 502 إلى 580 من بين كل الصفحات التي خصصها للإسلام من 487 إلى 608 أي 80 صحفة من مجموع 121 صفحة.
ولا شك أن البحوث الجديدة في ما يسمى (بالإعجاز العلمي للقرآن) ومقارنة الحقائق العلمية المكتشفة حديثاً بنصوص القرآن، تهدي إلى معلومات نافعة، وقد يكون بعضها صالحاً ليعتبر ضمن مفهوم الآية الكريمة: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت:53] كما إنها تعطي إمكانية لفهم جديد للنص، لم يلحظه المفسرون من قبل .
ولكن يرد على المبالغة في هذا الأمر ملحوظتان :
- أن المسلمين منـذ العصر الأول للإسـلام فهموا النص القرآني على وفق تصوراتهم وهذا الفهم يحتمله النـص في الجملة حتى لو نوزع في أن غـيره أرجـح منه وإذًا فلقائل أن يقول: "لماذا لا يكون هذا المفهوم الذي فهمه السابقون -مادام لا يخالف الحقائق العلمية- هو المقصود بالنص؟"
- في هذا العصر يدخل في الإسلام (يهتدي) المفكرون والمثقفون والأشخاص العاديون فكم نسبة من اهتدى من هؤلاء للإسلام عن طريق الاقتناع ببحوث الإعجاز العلمي للقرآن؟ لا شك أنها نسبة قليلة، أما الكثيرون فقد اهتدوا للإسلام عن طريق اقتناعهم بسمو قيمه، وبحكمة تشريعه. وقد عبر عن هذا أوضح تعبير محمد أسد في كتابه (الإسلام على مفترق الطريق) حيث يقول ما ترجمته: "أنه يتكرر سؤالي لماذا أسلمت؟ ما الذي جذبني إلى الإسلام أكثر من تعاليمه؟ ولا بد أن أعترف أنه لم يكن لدي جواب محدد، أنه لم يكن جزءاً معيناً من تعاليم الإسلام هو الذي جذبني إليه، بل إن النظام البالغ الروعة من التعاليم الخلقية، والمنهج العلمي. هذا النظام بمجموعه هو الذي جذبني، وحتى الآن لا أستطيع أن أقول أن جزءاً معيناً منه جذبني أكثر من غيره، لقد ظهر لي الإسلام بنـاء محكمًا كاملاً، كل من أجزائه يعمل في تناسق كامل ليكمل أو يسند الأجزاء الأخرى، فليس فيـه جزء لا يحتاج إليه وليس هناك جزء ناقص، والنتيجة وجود بناء متوازن على أكمل مايكون التوازن ومحكم أقـوى من يكون الإحكام، من المحتمل أن الشعور بأن كلًا من تعاليمه قد وضع في مكانه الصحيح هو الذي خلق أقوى انطباع لدى" (Islam At The Cross Road 1982 p.11)..
ب- ربما كان أبلغ أمر في الإقناع بأن القرآن من عند الله وليس من عند غيره، في مجال المقارنة بين الكشوف العملية الحديثة ونصوص القرآن، أنه لا يوجد نص في القرآن الكريم يخالف الحقائق العلميـة وهذا لا يتحقق لأي كتاب وجد في ظروف متشابهة، وهذا يندرج في معنى الآيـة الكريمة: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء:82]، والاختلاف يوجد لو وجـد تناقض بين نصوصه أو تعارض بينها وبين الواقع (الحقائق العليمة مثلًا) وهذا المعنى هو ما لاحظه موريس بوكاي في كتابه (العلم البايبل والقرآن ).
6- قلل المؤلف الفاضل في (ص 504-505) من أهميـة دعـوى الإعجاز في الآيـة الكريمة: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا} [الفرقان:53] وشدد على أهميته في الآية الكريمة الأخرى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ . فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} [الرحمن:19-22] مع أن مطابقة الآية الأولى للكشوف العلمية الحديثة على ما قرره الباحثون، لا تقل إثارة للدهشة: توضيح ذلك كما قال الباحثـون: أن المفسرين السابقين قالوا عن البرزخ في الآية الأولى: أنه حاجز لايراه أحد (الطبري) أو مانـع من قـدرة الله لا يراه أحد (ابن الجوزي) أو حائـل من قدرته تعالى لقوله: {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد:2] (الزمخشري).
وقالوا أن الأقمار الصناعية اليوم تزودنا بصور باهـرة تبين وجود برزخ مائي يحيط بمنطقة المصب، ويحافـظ على هـذه المنطقة بخصائصها المميزة لهـا حتى لـو كان النهر يصب إلى البحر من مكان مرتفع في صورة شلال ولا يوجـد لقاء مباشر بين مـاء النهر وماء البحر في منطقة المصب بالرغم من حركة المد والجزر وحالات الفيضان والإنحسار التي تعتبر من أقوى عوامل المزج (المرج) لأن البرزخ المحيط بمنطقة المصب يفصل بينهما على الدوام ومعظم الكائنات الحية التي تعيش في هـذا البرزخ لا تستطيع أن تنتقل منـه إلى النهر أو إلى البحر فهذه المنطقة تعتبر حجراً (حبسًا) على هـذه الكائنات، وتعتـبر في الوقت نفسه محجـورة لا تنتقل إليها معظم الكائنات الحية، التي تعيش في النهر أو في البـحر (انظر البحث الصادر عن هيئة الاعجاز العلمي في رابطة العالم الإسلام حلقه 15).
7- في (ص 505) تحدث المؤلف الفاضل عن مسألة وجود اللؤلؤ والمرجان، ويلاحظ هنـا أنه إن قيل عن وجود اللؤلؤ في النهر فالمرجان لم يقل أحد أنـه موجـود في النهر، والآية الكريمة: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [فاطر:12] لم يـرد فيها ذكر لوجـود اللؤلؤ والمرجان، ربمـا كان المؤلف قد خطرت في ذهنه آية ثالثة: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} [فاطر:12].
ولكن في هذه الآية لم يرد ذكر اللؤلؤ والمرجان وإنما ورد ذكر (الحيلة التي تلبس) والحلية أعم من أن تخص باللؤلؤ والمرجان، والثابت كما هو معروف أن النهر يخرج منه أنواع من الحليـة مثل العقيـق واليشم Agate والحجر الذهبي Gold Stone و بلورات الكوارنز وهذه توجد بكثرة في نهر Kem في مقاطعةBanda في الهند مثلًا، كما أن من المعروف أن القرويين في بعض بلدان إفريقيا يجمعون شذرات الذهب من الأنهار بطريقة بدائية إذ يمررون الطين في حوض النهر من خلال مناخل فتصفو لهم شذرات الذهب .
إن المقارنة بين الآيات الثلاث أثارت إشكالاً مزمنًا لدى المفسرين بقى أثره حتى وصـل إلى المؤلف، إذ المقارنة توهم أن البحرين التي تتحدث عنهما الآيات الثـلاث هما النهر والبحر فمع أن آية الرحمن لم تصف البحرين بأنهما عذب ومالح فإن الآيتين الأخريين صرحت بذلك وتفسير القرآن بالقرآن يعني أن المعنى واحد في الآيات الثلاث، وعندئذ وجد الإشكال كيف يقرر القرآن أن كلا البحرين يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان في حين أن المعروف أن اللؤلؤ والمرجـان إنما يخرجان من البحر المالح وليس من النهر العذب .
إلا أنه بالمقارنة بين ألفاظ الآيات الثلاث وبمعونة الكشوف العلمية الحديثة يزول هذا الإشكال إذ يلاحظ تغاير الأوصاف في الآيات الثلاث وهذا التغاير معناه ظاهر في ضوء الكشوف العلمية الحديثة، فمع أن آية الفرقان وآية الرحمن كلتاهما تضمنتا لفظ (مرج، وبرزخ) إلا أن آية الرحمن اختصت بأن ذكرت أن البحرين يلتقيان أي أن لهما في (المرج) فعل مشترك يستويان فيه، بينما في التقاء النهر بالبحر الفاعل المؤثر هو النهر الذي جاء من مستوى أعلى، كما ذكرت آية الرحمن أنهما لا يبغي أحدهما على الآخر بسبب البرزخ ولم يذكر هذا الأثر في آية الفرقان وإنما ذكر أثر آخر أن البرزخ كان حجراً محجور يمنع الدخول إليه والخروج منه، كما ذكرت آية الرحمن أنه يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ولم يذكر ذلك في آية الفرقان ولما ذكر استخراج مـا يتحلى بـه من النهر العذب والبحر المالح في آية سورة فاطر ذكرت الحليـة ولم يذكر اللؤلؤ.
إن وجود هذا الإشكال الناشىء عن معلومات الناس ومشاهداتهم مدة ثلاثة عشر قرناً ثم ارتفاعه بعد اكتشاف معلومات لم تكن معروفة من قبل هو أظهر دلالة في دعوى الإعجاز العلمي للقرآن .
8- في (ص 508) فرق المؤلف بين الإعجاز العلمي والتفسير العلمي، وقال: "في التفسير العلمي يسارع المفسر إلى البحث عن تفسير قرآني لكل فرضية أو نظرية علمية اشتهرت حتى لو لم تصل إلى درجة الحقيقة العلمية).
الواقع أن دعوى الإعجاز العلمي لا يمكن أن توجد إلا بعد التفسير العلمي وكما يوجد تفسير علمي قاصر أو خاطىء -كما وصف المؤلف- فكذلك يوجب دعوى إعجاز علمي قاصرة أو خاطئة . فالشأن في نفس دعوى الإعجاز، أو دعوى التفسير أي دعوى (أن هذه الآية أو تلك تعني المعلومة التي كشفها العلم الحديث).
بل إنه من الناحية العملية، ربما كان نفع الحقيقة العلمية الحديثـة في التفسير أجـدى من نفعها في إثبات الإعجاز، إذ أنها -ولو لم تكن دلالتها قاطعة في دعوى الإعجاز- إذا أمكن المنازعة في دلالتها على الإعجاز، فإنه لا يمكن المنازعة في أنها على الأقل تعطي وجهاً جديداً لتفسير الآية .
9- في (ص 508-509) قال المؤلف في الكلام على الآية الكريمة: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [لقمان:10]: "عندما عجز المفسرون عن تصور خلق السموات بغير عمد لا يرونها قالوا الآية تعني أن الله خلق السموات ورفع بعضها فوق بعض وهي بغير عمد كما ترونها بوضوح، بينما عندما أثبت العلم أن الكون متماسك بعضه مع بعض قال علماء الإسلام قد ظهر تفسير أكثر صحة وأن {تَرَوْنَهَا} معطوفـة على الكلمة الأقرب لهـا وهي {عَمَدٍ} أي أننا لا نرى العمد ذاتها".
يقصد المؤلف إن التفسير القديم يستلزم أن الضمير في ترونها يرجع إلى (السموات) وليس إلى (عمد) وهذا غير لازم بدليل أن من المفسرين من رأى أن الضمير يرجع إلى عمد بدون أن يؤثر ذلك على احتمال اللفظ للتفسير القديم .إذ من المعروف أنه يوجد دائماً أوصاف لا بقصد منها التقيد وإنما يقصد التوضح ويعبرون عن هذا المعنى بأنه (قيد غير مراد) وهو في القرآن غير قليل وفي اللغة العرب كثير وهذا الوجه في التفسير هو الذي رجحه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي تفسيره (أضواء البنيان) عند تفسير قوله تعالى: {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد:2] في سورة الرعد. فالقول بأن الضمير في {تَرَوْنَهَا} يعود على {عَمَدٍ} لا يقتضي بالضرورة أن النـص غير محتمل للفهم الذي فهمه المفسرون قبل العصر الحديث .أي مرفوعة بقوى معينة ليست عمدًا مرئية ولا عمدًا غير مرئية .فدعوى الإعجاز هنا قابلة بلا شك للمنازعة وبالعكس فإن التفسير العلمي لا ينازع فيه من حيث أن اللفظ يحتمله .
10- في (ص 510) قال المؤلف: "بعض المكابرين لا يقبلون الحقيقة العلمية ليس لذاتها بل لأنها وردت في كتاب سماوي في حين أنها لو وردت على لسان داروين أو فرويد أوسارتر لتهافتوا على تأييدها ظنًا منهم أن الدين والعلم لا يلتقيان".
بصرف النظر عن مدى أهمية إيراد هذا التقرير في الموضع الذي ورد فيه إلى أنه يلاحظ أن داروين عالم طبيعي أما فرويد فبالرغم من جهوده في علم النفس، فلا يصنف ضمن العلماء Scientist والجائزة التي حصل عليها في الأدب وليست في العلم الطبيعي، وسارتر فيلسوف وأديب .
وفي الجزء الأخير من الصفحة ذاتها قسم الإعجاز العلمي إلى قسمين وهذا التقسيم غير واضح فتعريف الإعجاز العلمي كما جاء في كتاب تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الصادر عن هيئة الاعجاز العلمي (رابطة العالم الإسلامي) بمكة: "أخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي وثبت عدم إمكانية ادراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول".
11- في (ص 514) الكلام في هذه الصفحة غير واضح، ويلاحظ أن النص {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت:11] ورد مباشرة بعد قوله: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ . وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ . ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} [فصلت:9-11]. فإذا قيل أن {ثُمَّ} لترتيب الحوادث كما يفهم من كلام المؤلف فإن كلامه عن تخليق الكون يصبح مختلاً أما إن قيل أن {ثُمَّ} لترتيب الأخبار فلا معنى لقول إن {ثُمَّ} تعني مرحلتين واحدة قبل ثم وواحدة بعدها .
12- في (ص 523) فسر المؤلف الآية الكريمة: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الأنبياء:44] "بأنها تعني حقيقة أن قطر الأرض بين القطبين أقل منه عند خط الإستواء".
وهذا الرأي وإن كان يرد في كلام بعض الباحثين إلا أنه غير واضح لأن في الآية {نَأْتِي} و {نَنقُصُهَا} فعل المضارع الذي يدل على التجدد ولم يرد (أتينا) و (نقصنا) لكي يقال أن الحدث المخبر عنه حصل في الماضي فقط عند خلق الارض .
وحتى لو قلنا ان النص يحتمل هذا المعنى البعيد فهو على كل حال ليس أولى من المعاني التي ذكرها المفسرون الأقدمون .
13- في (ص 527) عند الكلام على الآية الكريمة: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل:88] ذكرها على أنها من ضمن آيات الإعجاز العلمي ووصفها بأنها: "لا يتحقق إلا بجريان الأرض" يقصد أنه لا يكون لها معنى إلا بافتراض دوران الأرض وأن معنى {تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} إنها تدور بدوران الأرض .
إذا أمكن القول بأن المعنى الذي ذكره المؤلف يحتمله اللفظ فهو بلا شك ليس المعنى الذي لا يحتمل اللفظ غيره كالمعاني التي ذكرها المفسرون السابقون بل قد لا يكون أرجح منها توضيح ذلك إن الآية الكريمة وردت بين آيات قبلها وبعدها تتحدث عن البعث وما يكون من أحداثه .
وفي آيات آخرى ذكر أن من أحداث القيامة: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} [التكوير:3]، {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} [النبأ:20] {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا . فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا} [الواقعة:5-6] {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً} [الكهف:47].
أليس من المحتمل على الأقل أن يكون معنى الآية معنى الآيات التي ذكرت .
14- في (ص 530) في الهامش ذكر جفري لانج وكتابه الذى ترجم بعنوان (صراع من أجل الإيمان) وقال المؤلف لقد كانت الآيات العلمية سببًا في إسلامه، ومن ثم تأليفه لهذا الكتاب.
إني أعرف شخصياً قصة إسلام الدكتور جفري لانج بروفيسور الرياضيات لأن الشخص الذي أسلم على يده صديقي، وقد أشار إليه الدكتور لانج في كتابه وذكره باسمه الأول وقد قرأت كتابه بالإنجليزية، ثم قرأت الترجمة العربية للكتاب ولم يذكر الدكتور لانج أن الآيات العلمية سبب إسلامه، صحيح أنه ذكر أن القرآن كان دافعًا لإسلامه ولكنه كان يقصد القرآن بمفاهيمه العامة، ويصور تأثير القرآن عليه بهذه الكلمات: "وإذا ما أخذت القرآن بجدية فإنه لا يمكنك قراءته ببساطة فإما أن تكون لتوك قد استسلمت له، أو أنك ستقاومه، فهو يحمل عليك كان له حقوقاً عليه بشكل مباشر وشخصي وهو يجادلك وينقدك ويخجلك ويتحداك ومن حيث الظاهر يرسم خطوط المعركة، ولقد كنت على الطرف الآخـر في المواجهة، ولم أكن في وضع أحسد عليه، إذ بدا واضحاً أن مبـدع هذا القرآن كان يعرفنى أكثر مما كنت أعرف نفسى … لقد كان القرآن يسبقنى دومًا في تفكيري ويزيل الحواجز التي كنت قد بنيتها منذ سنوات وكان يخاطب تساؤلاتي وفي كل ليلة كنت أضع أسئلتي واعتراضاتي ولكني كنت إلى حد ما اكتشف الإجابة في اليوم التالي ويبدو أن هذا المبدع كان يقرأ أفكاري ويكتب الأسطر المناسبة لحين موعد قراءاتي القادمة لقد قابلت نفسي وجهًا لوجه في صفحات القرآن، وكنت خائفًا مما رأيت كنت أشعر بالانقياد بحيث أشق طريقي إلى الزاوية التي لم تحدد سوى خيار واحد" (ص: 24 من الترجمة العربية).
واضح أن القرآن وإن كان عاملاً مهمًا في إسلام الدكتور لانج فإن ما يسميه المؤلف الفاضل الآيات العلمية ليست هي السبب في إسلامه ولم يكن إسلامه بسبب أنه اقتنع بالإعجاز العلمي للقرآن بل حتى بعد أن مضى على إسلامه مدة وعندما كتب كتاب (صراع من أجل الإيمان) ظل يصور القرآن وتأثيره على النفس على النحو التالي: "على الرغم من أن القرآن بالتأكيـد هو أشد تأثيراً على القارئ في اللغة الأصلية والعربية من الترجمات إلا أن شيئاً من الروعة والرهبة والجمال والإشراق من التصوير الفني القرآني قد يحيا في الترجمة ليثير في النفس انعكاساً عميـقاً … على الرغم من أن جميع معتنقي الإسلام الغربيين مجبرون على الاعتماد على التفسيرات (الترجمات) إلا أني واثق من أن جميع هؤلاء قادرون على التمييز والانتباه إلى أن أكثر ما يثير الإعجاب بالقرآن هو أسلوبه الأدبي لأنه يغرس في قارئه ذلك الشعور اللاملموس من أنه صادر عن وحي سماوي وخير ما يستشهد به قول دني: أثناء قراءة الناس للقرآن كمثل حالة الدراسه الفردية التي تعتمد على المعنى سواء كانت هذه القراءة جهرية أم صامتة تأتى لحظات على بعض هؤلاء القراء يشعرون من خلالها بحضور شي ما غامض -وأحياناً راعب- معهم وبدلاً من قراءة القرآن فإن القارىء يشعر كأن القرآن يقرأه، إن هذه خبرة تثير المشاعر والعقل بشكل رائع، وليس من الضروري أن يكون المرء مسلماً حتى يشعر بها، إن هذا الوصف للقوة الضمنيه للقرآن كانت أحد الأسباب الرئيسية في انتشار الإسلام" (ص: 80 – 81 من الترجمة العربية- الصرع من أجل الإيمان) ويقول في موضع آخر: "القرآن هو كالمحيط الهائل الرائع يغريك كي تبحر في أمواجه، في أمواجه الباهرة نحو الأعمق فالأعمق حتى تنجرف في داخله، ولكن بدلاً من أن تغرق في بحر لجي مظلم … فإنك تجد نفسك مغموراً في بحر من النور والرحمة الآلهية" (ص 119).
وعندما سأله سائل لماذا يحرص على حضور الصلوات الجهرية مع أنه لا يفهم العربية أجابـه: "لماذا يسكن الطفل الرضيع ويرتـاح لصوت أمـه؟ ذلك أنـه على الرغـم من أن الرضيع لا يفهم كلمات أمه إلا أن صوتها مألوف له ويسكنه، إنـه ذلك الصوت الذي عرفه الطفل من الماضي البعيد، وذلك الصوت الذي كان يعرف طفله دوماً، لقد كان هناك لحظات كنت أتمنى فيها أن أعيش تحت حماية ذلك الصوت إلى الأبد" (ص 120).
ويقول: "فعندما يقرأ أحـدنا وصف القرآن كيف يفكر النـاس وكيف يتصرفـون وحال الضياع الروحي لمعظم الإنسانية وقصص أنماط كثيرة من الأفراد فإن تحولاً ملحوظاً يحدث له، فعند قراءتنا للقرآن تنبثق لنا من خلال صوره الذهنية وآياته وسوره صورة أكثر حيوية وإشرافاً فهناك تبدأ بالبزوغ صورة مركزه حادة عن نفسك ثم تأخذ بالظهور لتتضح شيئاً فشيئاً، لقد اطلع القرآن عليك وأصبح مرآة ترى من خلالها عيوبك ونقاط ضعفك وآلامك وضياعك وإمكاناتك وإخفاقك وإذا ما أمعنت النظر داخل أعماق نفسك فإنك سوف تدرك أنك كنت دوماً تعرف أن لا إله إلا الله" (ص 116- 117).
أما عندما تعرض دكتور لانج لموضوع القرآن والعلم، فقد تشكك في بعض اقتراحات مالك بن بني (ص 82-83). وعندمـا تعرض له شخصياً إمكانية بعض التفسيرات العلمية مثل قوله عن الآية الكريمة {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ} [الأنبياء:104]: "من خلال هذه الإشارة إلى طي السموات كما تطوى لفائف الورق كما في الخلق الأول ومع علمنا بالإنفجار الكبيرBigBANG هل يمكن لنا أن نخمن أن الكون استمر بالانشطار والتمدد! هل ستكون نهاية الكون حركة عكسية! يسارع فيقول: "بالطبع هذا مجرد تخمين مبني فقط على افتراضات يؤمن بها الكثيرون الآن والتي يمكن أن يوجد لها قاعدة علمية يوماً ماً بالأرض" (ص 78-79) ويقول: "لا نستغل هذه الفرصة لنؤكد أن هناك آيات قرآنية معينة تشير إلى اكتشافات علمية محددة بل أن ما نقوم به هو فقط مقارنة جمل قرآنية تتعلق بالكون الطبيعي وبعض الأفكار العلمية المعينة وغالباً ما نجد أن هناك مشابهات عميقة" (ص79).
وتحت عنوانه (القرآن والعلم) ذكر عده أسباب توجب الحيطة في الانسياق إلى تفسير الآيات وفق الاكتشاف العلمية الحديثة (ص 72-74).
على أن الملاحظة الهامة، ما أشار إليه في (ص 79) حيث يقول: "ما يلفت النظر أكثر هنا كما يقول بوكاي هو أن القرآن يمتاز عن كافة الكتب القديمة التي تصف أو تحاول أن تشرح وظائف الطبيعة بحيث أنه يتجنب المفاهيم الخاطئة لأن القرآن يشير إلى عدد من الموضوعات التي تحتوي على مضامين من المعرفة المعاصرة دون أن تخالف ولو جملة واحدة من هذه الموضوعات ما قد تم التوصل إليه في العالم الحديث".
لقد أطلت الاقتباس من كتاب د . لانج (صراع من أجل الإيمان) لا لكي أثبت عدم صحة ما قرره المؤلف الفاضل في (ص : 530 هامش 277) من أن: "الآيات العلمية كانت سبباً في إسلامه (يقصد د . لانج) ومن تم تأليف هذا الكتاب" وإن هذا الكتاب (من أواخر الكتب الصادرة في هذا الموضوع) أي موضوع الإعجـاز العلمي في القرآن، لأن هذه قضية بسيطة لا تستحق كل هذه الإطالة، وإنما أطلت الاقتباس لأنه يوضح الأفكار التي أشرت إليها سابقاً في موضوع إعجاز القرآن وملخصها:
أ- أن المؤلف الفاضل يبالغ في تقدير القيمة الدعوية والعلمية لفكرة الإعجاز العلمي في القرآن .
ب- إن مفاهيم القرآن وأحكامـه وتشريعاتـه هي كما يشهده الواقع التـي لها الأثر البالغ في الهداية إلى أن القرآن مصدره إلهي وليس بشرياً ولا شك أن الذين اهتدوا للإسلام بسبب هذا التأثير (د . لانج نموذج) أكثر بكثير من الذين اهتدوا بسبب اقتناعهم ببحوث الإعجاز العلمي في القرآن .
ج- أن قيمة بحوث الإعجاز العلمي في القرآن هي في وجود وجه جديد من وجوه التفسير يحتمله اللفظ .
د- ولكن القيمة الأهم هي ما أشار إليه موريس بوكاي وما أشرت إليه من ظهور تطبيق لما قصدت إليه الآية الكريمة من إثبات المصدر الإلهي للقرآن في قوله تعالى {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء:82].
إن سر الإعجاز في القرآن هو قوة التأثير الحاسمة التي لا تقاوم والتي جعلت المشركين من قريش يصفونه بالسحر ولا يجدون سبيلاً للمقاومة إلا الصد عن سماعه فيقولون: "لا تسمعوا لهذا القرآن" وهذا المعنى هو الذي جعلهم يعجزون عن الإتيان بسورة من مثله .
15- ورد في الصفحات (531-533) ما يفهم منه أن القرآن فرّق بين مفهوم الكوكب ومفهوم النجم، على نحو التفريق الموجود في الاصطلاح الحديث.
لا أعتقد أن لهذا التقرير ما يسنده والمؤلف عند ما استدل بالآيتين {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ} [الملك:5] و {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ} [الصافات:6] ليثبت أن القرآن فرق بين مفهوم النجم والكواكب، لم يقرأ ما بعد الآية الثانية وهو قوله تعالى {وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ} [الصافات:7] والا لعرف أن الآيتين تتحدثان عن معنى واحد، وأن مفهوم المصابيح في الآية الأولى هو مفهوم الكواكب في الآية الثانية، صحيح أن القرآن فرّق بين طبعة القمر وطبعة الشمس ولكن هذا أمر آخر وهو على كل معروف من قديم عرفه الإنسان من رصد ظاهرتي الكسوف والخسوف .
16- في (ص 536-537) استدل المؤلف بعلم الملائكة أن بني آدم سيفسدون في الأرض على أنهم شاهدوا في مكان ما من الكون مخلوقات عاقلة تسفك الدماء، وذلك يدل على وجود هذه المخلوقات، وذكر أن هذا مقرر بصريح الآية الكريمة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30].
إن المدلول الذي ذكره المؤلف الفاضل ليس لازمًا للدليل، يرجع إلى كتب التفسير .
17- في (ص 537) قال المؤلف: "أن الله قسم المخلوقات إلى عدة فئات :
- الدابة التي تدب على الأرض فتمشي على رجلين أو على أربع
- الطائرة تطير بجناحين
- الزاحفة تمشي على بطنها".
يلاحظ أن الزاحفة ليست قسيمًا للدابة بل هي نوع تحتها قال تعالى: {وَاللَّـهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ} [النور:45] وقد ذكر المؤلف الفاضل هذه الآية فكيف لم يتنبه إلى أن ما يمشي على بطنه هو نوع من الدواب وليس قسيمًا للدابة .
18- في (ص 540) تحدث المؤلف عن الإعجاز العلمي في وصف القرآن لمكان المعركة بين الفرس والروم بأن أدنى الأرض بمعنى أخفض نقطة فيها في قوله: {غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} [الروم:2-3].
وظاهر أنه حتى مع وجود احتمال لهذا المعنى فإن الاحتمال الأرجح أن يكون المقصود أدنى أي أقرب ما هو من الأرض تحت سلطة الروم إلى ما هو تحت سلطة الفرس .
19- في (ص 545) ذكر المؤلف الفاضل أن هناك تفسيرين للآية الكريمة: {كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ . نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} [العلق:15-16] الواقع أنهما تفسير واحد لأنه لا تعارض بينهما ولا اختلاف. وذكر أنه: "تحفظ آخرون على قبول التفسيرين لأن القرآن نسب الكذب للناصية وليس للإنسان وإلا لوجب القول ناصية كاذب وخاطىء، بقي التفسير معلقاً إلى أن قام العلماء في القرن العشرين بدراسة المخ … فتوصلوا إلى أن مقدمة المخ التي هي تحت الناصية … هي مركز قيادة تصرفات الإنسان وإرادته وتوجيهها".
لا شك أن بعض الباحثين في التفسير العلمي ذكروا شيئاً مثل هذا ولكن من المفسرين القدماء تحفظ على التفسير السابق؟ وأن التفسير بقي معلقاً حتى الكشوف الحديثة لوظائف المخ؟ وإذا جاز أن اللفظ يحتمل ما ذكره الباحثون في الإعجاز العلمي فليس هو على كل حال الاحتمال الراجح لأن القول بأن وصف الناصية وهي مقدم شعر الرأس بأنها كاذبة خاطئة مجاز عن الإنسان لا شك أرجح وأقرب من القول بأنه مجاز عن الجزء من المخ الذي يقع تحت الناصية.
20- في (ص 563) قال المؤلف: "الإسلام يعد عقد الزواج منتهياً لحظة وفاة أحد الزوجين وأي لقاح من الزوج للزوجة بعد وفاته يعد لقاحاً غير شرعي" فنسب الفتوى الأخيرة للإسلام وينبغي أن يقال في رأي بعض علماء الإسلام إن كان هذا فعلاً رأياً لبعض العلماء .
21- في (ص 586) قال المؤلف: "وكان -أي النبي صلى الله عليه وسلم- يركز على الآيات الحديثة في صلاته حتى تثبت في صدور الصحابة" ولم يذكر مصدر هذه المعلومة، والكلام في الصفحة نفسها تحت عنوان (الجمع النبوي) يحتاج إلى تحرير وكذلك يحتاج إلى تحرير الكلام تحت عنوان (جمع عثمان بن عفان) في (ص 587) .وكذلك يحتاج إلى تحرير ما ورد في (ص 588-589) من أن عمل الحجاج في نقط المصاحف كان بسبب أن بعض النسخ فيها شيء من اللحن، وكلمة (لم يتسن) (أنا آتيـكم) (معايشهم) ليست لحنًا .
22- في (ص 590) قال المؤلف: "إذا كانت هذه الآيات يإجماع المشككين" هذه العبارة وما بعدها غير واضحة في المعنى المقصود.
23- في (ص 592) جاء: "ووجب علينا رجم حجر – رمز الشيطان" الحجر يرمي به ولايرمي، والشاخص في المرمى ليس رمزاُ للشيطان ومع ذلك فالكلام في الصفحة يحتاج إلى تحرير .
24- في (ص 602) أورد المؤلف الفاضل حديث: "سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية". لم يعز المؤلف هذا الحديث، ولم أجده في كتب السنة ولا المسند ولا الموطأ، والغالب أنه غير صحيح.