المحكمة الدستورية العسكرية
تتعدد الأسماء والشبه واحد بين المحكمة الدستورية وبين منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومن قبل عصبة الأمم بل تتشابه كثيراً مع المحاكم العسكرية الاستثنائية التي استخدمها النظام السابق للعصف بالمعارضين الحقيقيين حينما عجزت القوانين الطبيعية عن الفتك بهم..
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
تتعدد الأسماء والشبه واحد بين المحكمة الدستورية وبين منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومن قبل عصبة الأمم بل تتشابه كثيرًا مع المحاكم العسكرية الاستثنائية التي استخدمها النظام السابق للعصف بالمعارضين الحقيقيين حينما عجزت القوانين الطبيعية عن الفتك بهم..
فكم هي كثيرة أوجه التشابه بينهم في خلط الأوراق، وإقرار الظلم والجور، ومحاباة الأقوياء وقلب الحقائق، والاستقواء بذوي النفوذ والتأثير؟! وكم أضاعوا حقوق تاريخية ثابتة؟! ولكن الله بالمرصاد..
تريد الدستورية العسكرية أن تُسير الدنيا رغم أنف الجميع، حتى لو تعارضت الأحكام واختلفت فيما بينها، فمن الحكم بأحقية العسكريين بممارسة العمل السياسي.. إلى التخبط في حل مجلس الشعب وحل ثلث مجلس الشورى، مع أنه نفس القانون الذي رفض قانون الانتخابات وتعطيل إجراء الانتخابات! التي هي أعلى مطالب الديمقراطية في العالم إلى مجاوزة اختصاصاتها في الأساس..
فتتنكر للحقوق المستحقة لأصحابها، وتتستر علي كثير من مطامع الكبار، وتقلب الحقائق لتعاكس سير التاريخ، ولكن هيهات لا بد أن يعود الحق لأصحابه، وتنتزع الصلاحيات والحقوق، وتسير الدنيا إلي الأمام ولن ترجع عجلة التاريخ للخلف..
إذا خـــــــان الأميـــــــــر وكاتبـــــــاه *** وقاضي الأرض داهن في القضـــــاء
فويـــــل ثم ويـــــــــل ثم ويــــــــــل *** لقاضي الأرض من قاض السمـــــاء
المحاكمة الحقيقية في الآخرة وليست في الدنيا، ومهما تعددت الأسباب والمعطيات فإنها نسبية، والعادلة المطلقة الأبدية بين يدي الله وليست بين يدي البشر، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: «القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاضي في الجنة.. قاضي قضى بالهوى فهو في النار، وقاضي قضى بغير علم فهو في النار، وقاضي قضى بالحق فهو في الجنة» (صحيح الجامع).
ولكننا نثق في الله الذي نجانا ونصرنا فيما مضي، فما كان من مؤامرة أو فتنة أو مكر سيئ إلا خرجنا منها أقوى وأفضل من ذي قبل.
اللهـــــم إن العبــــد يمنع رحـــــله *** فامنــــع رحـــــالك
لا يغلبن صليبهــــم ورحالـــــــــهم *** أبــــــــدا رحـــــالك
فإن كنت تاركهــــــــــم وقبلتــــــك *** فأمــــر قد بـدا لك
ماهر إبراهيم جعوان
[email protected]
تعقيب المشرف: ما يحدث من المحكمة الدستورية يدل بجلاء على عوار الحل الديمقراطي، فالمحكمة الدستورية الحقيقية العادلة هي التي تتخذ من القرآن والسنة وأحكام الشريعة دستوراً أبدياً لها.