فلسطين بين (نصر الله) و(صلاح الدين)
في ظل الأحداث المتصاعدة التي تشهدها لبنان، تعلقت قلوب بعض المسلمين بحزب الله، وانهالت بعض وسائل الإعلام في إسباغ المديح والثناء على الأمين العام لحزب الله (حسن نصر الله) حتى وصفه البعض بأنه (صلاح الدين) الأمة، وبعيداً عن التحليلات السياسية، نود أن نتساءل هل حقا يرقى (حسن نصر الله) أن يكون مثل (صلاح الدين الأيوبي)؟، والإجابة عن هذا السؤال تدور حول محورين؛ الأول: بيان موقف الشيعة قديماً وحديثا من (صلاح الدين الأيوبي)، والثاني: بيان ما قدمه كل منهما لفلسطين.
في ظل الأحداث المتصاعدة التي تشهدها لبنان، تعلقت قلوب بعض المسلمين بحزب الله، وانهالت بعض وسائل الإعلام في إسباغ المديح والثناء على الأمين العام لحزب الله (حسن نصر الله) حتى وصفه البعض بأنه (صلاح الدين) الأمة، وبعيداً عن التحليلات السياسية، نود أن نتساءل هل حقا يرقى (حسن نصر الله) أن يكون مثل (صلاح الدين الأيوبي)؟، والإجابة عن هذا السؤال تدور حول محورين؛ الأول: بيان موقف الشيعة قديماً وحديثا من (صلاح الدين الأيوبي)، والثاني: بيان ما قدمه كل منهما لفلسطين.
موقف الشيعة من صلاح الدين قديماً وحديثاً:
ظهر (صلاح الدين الأيوبي) في عهد كثرت فيه دول الشيعة واستعلت بقوتها، ومن أبرز تلك الدول الشيعية والتي احتك به (صلاح الدين الأيوبي) الدولة الفاطمية العبيدية في مصر، ولما ضعفت دولتهم في أيام آخر خلفائهم (العاضد) وصارت الأمور إلى الوزراء، وتنافس (شاور) و(ضرغام)، فكر (شاور) في أن يثبت ملكه ويقوي نفوذه، فاستعان بـ(نور الدين محمود)؛ فأعانه ولما خلا له الجو لم يف له بما وعد، بل أرسل إلى (أمنلريك) ملك الفرنجة في بيت المقدس يستمده، ويخوفه من (نور الدين محمود) إن ملك الديار المصرية، فسارع إلى إجابة طلبه، وأرسل له حملة أرغمت (نور الدين) على العودة بجيشه إلى الشام، ولكن سرعان ما عاد (نور الدين) المحاولة في عام 562هـ، فاستنجد (شاور) بالفرنجة مرة ثانية وكاتبهم، وجاءت جيوشهم خشية أن يستولي نور الدين على مصر ويضمها إلى بلاد الشام فيهدد مركزهم في بيت المقدس.
ولما وصلت عساكر الفرنجة إلى مصر انضمت جيوش (شاور) والمصريين إليها والتقت بجيوش (نور الدين) بمكان يعرف بـ(لبابني) قرب المنيا. فكان النصر حليف عسكر (نور الدين محمود)، ثم سار بعدها إلى الإسكندرية، وكانت الجيوش الصليبية تحاصرها من البحر وجيوش (شاور) وفرنجة بيت المقدس من البر، ولم يكن لدى (صلاح الدين) - القائد من قبل (نور الدين) - من الجند ما يمكنه من رفع الحصار عنها، فاستنجد بأسد الدين شيركوه فسارع إلى نجدته، ولم يلبث الفرنجة وشيعة شاور إلى أن طلبوا الصلح من (صلاح الدين) فأجابهم إليه شريطة ألا يقيم الفرنجة في البلاد المصرية، غير أن الفرنجة لم تغادر مصر عملاً بهذا الصلح بل عقدت مع (شاور) معاهدة كان من أهم شروطها وجود حامية صليبية بالقاهرة، وتكون أبوابها بيد فرسانهم، وما أن ذهب الفرنجة في هذا العام حتى عادوا مرة أخرى عام 564هـ، حتى دخل (صلاح الدين الأيوبي) مصر ونجح بعد سنوات من إنهاء الدولة الفاطمية الشيعية، غير أن هذا الأمر لم يرض فلول النظام الشيعي في مصر الذين حاولوا اغتيال (صلاح الدين) أكثر من مرة ولم يجدوا حرجاً في الاستعانة بالصليبيين للقضاء على (صلاح الدين)، ونذكر هنا بعضاً من تلك المحاولات.
- كانت أولى هذه المؤامرات في عام 564هـ عندما شغل (صلاح الدين) منصب الوزارة للخليفة الفاطمي (العاضد)، وكان يقود هذه المؤامرة مؤتمن الخليفة (العاضد) (المسؤول الأول في القصر) واعتمدت الخطة على قدوم الصليبين لغزو دمياط وإذا ما خرج (صلاح الدين) لمقاتلتهم انقلب عليه مؤتمن الخليفة ومن معه من بقايا الشيعة، غير أن الله سلم وانكشفت هذه المؤامرة.
- ثاني هذه المحاولات كانت في عام 569هـ بعد وفاة (العاضد) حيث تجمعت مجموعة من بقايا الشيعة ووضعوا خطة مماثلة للخطة الأولى عبر الاستعانة بالصليبيين، غير أن هذه الخطة فشلت كسابقتها، يقول المقريزي: "وفيها اجتمع طائفة من أهل القاهرة على إقامة رجل من أولاد (العاضد)، وأن يفتكوا بـ(صلاح الدين)، وكاتبوا الفرنج، منهم القاضي المفضل (ضياء الدين نصر الله بن عبد الله بن كامل القاضي)، والشريف الجليس، و(نجاح الحمامي)، والفقيه (عمارة بن علي اليماني)، و(عبد الصمد الكاتب)، والقاضي الأعز (سلامة العوريس متولي) ديوان النظر ثم القضاء، وداعي الدعاة (عبد الجبار بن إسماعيل بن عبد القوي) والواعظ (زين الدين بن نجا)، فوشى (ابن نجا) بخبرهم إلى السلطان.. فأحيط بهم وشنقوا في يوم السبت ثاني شهر رمضان ببين القصرين".
- وشهد عام 570هـ المحاولة الثالثة والتي قادها أحد قادة الشيعة من أجل القضاء على صلاح الدين وإزالة الحكم السني، يقول المقريزي: "وفيها جمع (كنز الدولة) والي أسوان العرب والسودان وقصد القاهرة يريد إعادة الدولة الفاطمية، وأنفق في جموعه أموالاً جزيلة، وانضم إليه جماعة ممن يهوى هواهم، فقتل عدة من أمراء (صلاح الدين)، وخرج في قرية طود رجل يعرف بـ(عباس بن شادي)، وأخذ بلاد قوص، وانتهب أموالها؛ فجهز السلطان (صلاح الدين) أخاه الملك (العادل) في جيش كثيف ومعه (الخطير مهذب بن مماتي) فسار وأوقع بـ(شادي) وبدد جموعه وقتله؛ ثم سار فلقيه (كنز الدولة) بناحية طود، وكانت بينهما حروب فر منها (كنز الدولة) بعدما قتل أكثر عسكره، ثم قتل (كنز الدولة) في سابع صفر، وقدم (العادل) إلى القاهرة".
- وفي سنة 571هـ، كانت محاولة أخرى لاغتيال (صلاح الدين الأيوبي) أثناء حصاره لحصن عزاز، يقول المقريزي: "وفي سنة 571هـ في رابع عشر ذي الحجة، وثب عدة من الإسماعيلية على السلطان (صلاح الدين) فظفر بهم بعدما جرحوا عدة أمراء والخواص..." .
- وقد تكررت هذه المحاولة مرة أخرى أثناء حصار السلطان (صلاح الدين الأيوبي) لحلب.
- وفي سنة 584هـ بعد تحرير المسجد الأقصى من أيدي الصليبيين ثار اثنا عشر رجلاً من الشيعة في الليل ينادون: يال علي! يال علي! وسلكوا الدروب وهم ينادون كذلك ظناً منهم أن رعية البلد يلبون دعوتهم، ويقومون في إعادة الدولة الفاطمية فيخرجون من في الحبوس ويملكون البلد فلما لم يجيبهم أحد تفرقوا".
هذه بعض المحاولات التي قام بها الشيعة في القديم للقضاء على (صلاح الدين الأيوبي)، أما شيعة اليوم فإنهم وإن فشلوا في اغتيال (صلاح الدين) جسدياً، فإنهم يسعون إلى تشويه تاريخه واغتياله معنوياً، فما من نقيصة إلا وألحقوها بـ(صلاح الدين)، وأوضح مثال على ذلك كتاب (صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبيين) لحسن الأمين أحد مؤرخي الشيعة ومنظري حزب الله في لبنان.
والقارئ لهذا الكتاب المذكور يخرج منه بالنتائج التالية عن (صلاح الدين الأيوبي):
- جميع من ترجم لصلاح الدين وأشاد بأعماله وأخلاقه إنما خدرتهم انتصاراته.
- (صلاح الدين الأيوبي) طالب للسلطة والملك، وقد حازهما بكل خسة ونذالة، وطامح لمجد شخصي ناله بالغدر والخيانة.
- (صلاح الدين الأيوبي) خائن ومستسلم.
- (صلاح الدين الأيوبي) متعطش للدماء ونهاب الأموال.
- (صلاح الدين الأيوبي) رجل سكير ومدمن للخمر.
- والأخطر أن (صلاح الدين الأيوبي) كان ميالاً للنصرانية واليهودية.
إلى غير ذلك من الدعاوى الباطلة التي اعتمد المؤلف في ذكرها على مصادر غربية أو يهودية أو شيعية أو روايات مرسلة لا سند لها، فضلاً عن منهجه في ليّ الحقائق وطمس الواضحات وتضخيم الصغائر ولا أدل على منهجه الفاسد من أن نعلم أن هذا المؤلف ذاته ذهب في كتابه (موسوعة المعارف الإسلامية الشيعية) إلى إنكار وجود أخريات لـ(رسول الله صلى الله عليه وسلم) سوى فاطمة رضي الله عنها وما ذلك إلا لدعم فكرة الإمامة لدى الشيعة الاثنى عشرية.
ويدافع المرجع الشيعي العراقي (ناصر الأسدي) عن كتاب (حسن الأمين) زاعماً أنه لم يأت بشيء من عنده إنما هي المصادر والوقائع التاريخية، الأمر الذي يؤكد أن هذا الموقف من (صلاح الدين الأيوبي) ليس موقفاً منفرداً، بل هو موقف جماعي لدى الشيعة.
ونرى كاتباً آخر من كتّاب الشيعة، وهو الشيعي المصري (صالح الورداني) يعتبر (صلاح الدين الأيوبي): "هو واحد من أولئك الذين غطت السيوف على انحرافاتهم وحجبت عن أعيننا مساوئهم وغمرت بالدماء التي أسالتها جسد الحقيقة" ، ثم يفيض في السب والهجاء لـ(صلاح الدين الأيوبي) حتى يصوره لنا مجرماً سفاكاً لدماء المسلمين متساهلاً مع اليهود والنصارى، محارباً للعلم والعلماء.
وهكذا نرى أن الشيعة المعاصرين لم يبقوا شيئاً لـ(صلاح الدين الأيوبي) حتى أنهم شككوا في إسلامه وألمحوا إلى ردته، وليس ذلك بمستغرب على من تطاول على أصحاب (رسول الله صلى الله عليه وسلم) وعلى أمهات المؤمنين.
ماذا قدم الشيعة لفلسطين؟
ما قدمه (صلاح الدين الأيوبي) لفلسطين أمر لا ينكره إلا جاهل أو مكابر، وما كنا نتصور أن يأتي يوم ندافع فيه عن (صلاح الدين) ذلك البطل الذي صار رمز الأمة غير أن سعي الشيعة الدؤوب لهدم رموز الأمة لم يترك لأحد مقالاً، غير أنه بدلاً من الدفاع عن (صلاح الدين) نتساءل ما قدمه الشيعة لفلسطين، لقد سقطت فلسطين إبان وجود الدولة الفاطمية في مصر وكانت أقوى دولة موجودة في ذلك الوقت على الساحة العربية، فماذا فعلت لفلسطين.
ذكر (ابن الأثير) في كتابه (الكامل) في حوادث عام 491هـ أنه:
"لما بدأ الصليبيون في التوجه نحو بيت المقدس، ولما رأى أصحاب مصر من العلويين قوة الدولة السلجوقية، وتمكنها واستيلاءها على بلاد الشام إلى غزة، ولم يبق بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم، خافوا، وأرسلوا إلى الفرنج يدعونهم إلى الخروج إلى الشام ليملكوه، ويكونوا بينهم وبين المسلمين".
هكذا كان موقف الفاطميين الاتفاق على تسليم بلاد المسلمين للصليبين، غير أنه لما سقط بيت المقدس في أيدي الصليبين وما تبع ذلك من دوي هائل في الشعوب المسلمة، كان لابد من الدولة الفاطمية من عمل تحفظ به ماء وجهها، وقد كان، حيث يذكر (ابن الأثير) في حوادث عام 492هـ :
"في هذه السنة، في رمضان، كانت وقعة بين العساكر المصرية والفرنج، وسببها أن المصريين لما بلغهم ما تم على أهل القدس، جمع الأفضل أمير الجيوش العساكر، وحشد، وسار إلى عسقلان، وأرسل إلى الفرنج ينكر عليهم ما فعلوا، ويتهددهم – شجب واستنكار ولا مزيد – فأعادوا الرسول بالجواب ورحلوا على أثره، وطلعوا على المصريين، عقيب وصول الرسول، ولم يكن عند المصريين خبر من وصولهم، ولا من حركتهم، ولم يكونوا على أهبة القتال، فنادوا إلى ركوب خيالهم، ولبسوا أسلحتهم، وأعجلهم الفرنج، فهزموهم، وقتلوا منهم من قتل..." ، وهكذا نرى أن ما فعله الفاطميون لا يعدو الاستعراض الإعلامي لذلك لم يعدوا للأمر عدته ولم يستعدوا لهذه الحرب استعداد من يرغب في التحرير والنصر، لذلك لم يكن غريباً أن تتسع الإمارات الصليبية في بلاد الشام على الرغم من قرب الدولة الفاطمية وقوتها في ذلك الوقت؛ يقول ابن كثير في البداية والنهاية: "وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالا، وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم وأنجس الملوك سيرة، وأخبثهم سريرة، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات، وكثر أهل الفساد، وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد، وكثر بأرض الشام النصيرية والدرزية والحشيشية، وتغلب الفرنج على سواحل الشام بأكمله، حتى أخذوا القدس ونابلس، وعجلون والغور وبلاد غزة وعسقلان وكرك الشوبك وطبرية وبانياس وصور وعكا وصيدا وبيروت وصفد وطرابلس وأنطاكية، وجميع ما والي ذلك إلى بلاد إياس وسيس واستحوذوا على بلاد آمد والرها ورأس العين... وبلاد شتى، وقتلوا من المسلمين خلقاً وأمما لا يحصيهم إلا الله، وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان مما لا يحد ولا يوصف وكل هذه البلاد كانت الصحابة قد فتحوها، وصارت دار إسلام، وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يحد ولا يوصف...
وحين زالت أيامهم - يعني الفاطميين - وانتقض إبرامهم أعاد الله عز وجل هذه البلاد كلها إلى المسلمين بحوله وقوته وجوده ورحمته".
وقد أشرنا في المحور الأول إلى محاولات الفاطميين الاستعانة بالصليبين للقضاء على (صلاح الدين الأيوبي) والذي كان يعمل في ذلك الوقت على توحيد الجبهة المسلمة من أجل تحرير فلسطين.
أما في العصر الحديث فإن ما قدمه الشيعة لفلسطين فلا يزيد عن تلك الخطب الرنانة والتصريحات سواء من طهران أو جبل عامل أما على أرض الواقع فالحقائق تنطق بغير ذلك، ودلائل ذلك كثيرة نحصرها فيما يلي:
- في عام 1982م ومع الاجتياح الإسرائيلي للبنان يعلم الجميع أن حركة أمل الشيعية تعاونت مع اليهود في القضاء على منظمة فتح الفلسطينية، وعن ذلك قالت صحيفة (الجراوزاليم بوست) في عددها بتاريخ 23/5/1985:
"إنه لا ينبغي تجاهل تلاقي مصالح أمل وإسرائيل، التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان وجعلها منطقة آمنة خالية من أي هجمات ضد إسرائيل".
- وفي مذكراته اعترف (أرييل شارون) قائلاً:
"ومن دون الدخول في أي تفاصيل، لم أر يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد".
(مذكرات أرييل شارون- ص: 583، 584).
- وبعد عام 1982م ونشوء (حزب الله) لم نسمع عن عملية عسكرية واحدة نفذتها تلك الحركة في فلسطين بل كانت جل عملياتها تدور على أرض لبنان.
- وبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000 م عمل (حزب الله) كما شهد بذلك أمينه الأول (صبحي الطفيلي) حارس حدود لحماية إسرائيل من أية هجمات تأتي من جهات غير منضبطة، ولا تتحرك وفقاً لقواعد اللعبة بين الطرفين، يقول الطفيلي في حواره مع الشرق الأوسط:
"إن العمليات الفلوكلورية التي تحصل بين حين وآخر لا جدوى منها لأن الإسرائيلي مرتاح، وهل هناك فرق بين الإسرائيلي في مزارع شبعا والإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ هذا اعتراف بالاحتلال.. وما يؤلمني أن المقاومة التي عاهدنا شبابها على الموت في سبيل تحرير الأراضي العربية المحتلة، تقف الآن حارس حدود للمستوطنات الإسرائيلية، ومن يحاول القيام بأي عمل ضد الإسرائيليين يلقون القبض عليه ويسام أنواع التعذيب في السجون".
- ويقول سلطان أبو العينين وهو أمين سر حركة فتح في لبنان:
"لقد أحبط (حزب الله) أربع عمليات للفلسطينيين خلال أسبوع، وقدمهم للمحاكمة، إننا نعيش جحيم منذ ثلاث سنوات ومللنا الشعارات والجعجعة".
وقبل الوعد الصادق بأيام، اعتبرت (هأرتز) الإسرائيلية حزب الله حزباً منضبطاً لا يتحرك إلى وفق قواعد اللعبة، وهو يبدو ما لم يتغير حتى بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان.
- وحتى عملية "الوعد الصادق" التي اندلعت بسببها حرب لبنان فقد اتضح أنها لم تكن لفلسطين بل كانت من أجل قواعد جديدة للعبة بين حزب الله وإسرائيل، بل إن هذه العملية وما أعقبها من أحداث عتمت تماماً على ما يجرى في فلسطين، حتى اشتكت حماس من ذلك وطالبت بالتوازن الإعلامي بين ما يجري في فلسطين ولبنان.
- وإذا كان هناك من يرى في (نصر الله) (صلاح الدين) الجديد، فلنا أن نتساءل ما الذي ينتظره (نصر الله) حتى يضرب تل أبيب وقد استباحت إسرائيل لبنان كلها من شمالها إلى جنوبها، وهل ما يتردد عن امتناع (حزب الله) عن ضرب تل أبيب وضرب الكيمياويات في حيفا إلا خضوع لأوامر إيرانية بعدم تخطي هذا الحاجز، وإلا فما الذي ينتظره حزب الله، ونكاد نجزم أن إسرائيل لم تقدم على مذبحة قانا الثانية إلا وهي تعلم أنها في أمان من صواريخ حزب الله.
هذا ما قدمه الشيعة لفلسطين، وهذا موقف الشيعة من (صلاح الدين)، فكيف يوصف (نصر الله) بهذا البطل المجاهد (صلاح الدين الأيوبي) رحمه الله، بل إننا نؤكد أنه لن يحرر فلسطين من يطعن في (صلاح الدين) ويسب (عمر) أمير المؤمنين.
- التصنيف: