اليزيدية عقائد منحرفة وأفكار ضالة
اليزيدية فرقة منحرفة ضالة نشأت سنة 132هـ إثر انهيار الدولة الأموية، تقدس يزيد بن معاوية وإبليس -الذي يسمونه طاووس ملك-، وعزرائيل، ويتردد أتباعها على المراقد والأضرحة، ولهم عقيدة خاصة في كل ركن من أركان الإسلام، ولهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية، ويجيزون لليزيدي أن يُعدِّد في الزوجات حتى ست إلى غير ذلك من الأقوال الضالة والكفرية، وجدير بالذكر الإشارة إلى أنهم يختلفون عن عبدة الشيطان الذين ظهروا بشكل ملحوظ أواخر القرن الماضي في عدد من الدول الغربية والعربية، غير أنهم يتفقون في مسألة تقديسهم للشيطان، وعبادتهم له.
اليزيدية فرقة منحرفة ضالة نشأت سنة 132هـ إثر انهيار الدولة الأموية، تقدس يزيد بن معاوية وإبليس -الذي يسمونه طاووس ملك-، وعزرائيل، ويتردد أتباعها على المراقد والأضرحة، ولهم عقيدة خاصة في كل ركن من أركان الإسلام، ولهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية، ويجيزون لليزيدي أن يُعدِّد في الزوجات حتى ست إلى غير ذلك من الأقوال الضالة والكفرية، وجدير بالذكر الإشارة إلى أنهم يختلفون عن عبدة الشيطان الذين ظهروا بشكل ملحوظ أواخر القرن الماضي في عدد من الدول الغربية والعربية، غير أنهم يتفقون في مسألة تقديسهم للشيطان، وعبادتهم له.
سبب التسمية -تقرير عن اليزيدية مجلة الراصد-: ورد في سبب تسميتهم بهذا الاسم أقوال عدة منها:
1- سموا بذلك نسبة إلى الخليفة الأموي يزيد بن معاوية حيث يظنون أنه دخل في دينهم.
2- نسبة إلى مدينة (يزد) الإيرانية، حيث يعتقد البعض بظهور اليزيدية للمرة الأولى في تلك المدينة.
3- نسبة إلى كلمة (يزدان) أو (إيزدان) التي تعني "الله" في اللغة الكردية، وأن هذه الديانة كانت موجودة قبل مجيء الإسلام واليهودية والمسيحية، وأنها تتبع نبي الله إبراهيم وإسماعيل.
4- هناك من يربط بين اليزيدية والمثرائية تلك الديانة القديمة التي انتشرت في مناطق من إيران قبل ميلاد المسيح بفترة من الزمن، حيث أنهم قد وجدوا طقوساً مشتركة بينهما.
والراجح نسبتهم إلى يزيد بن معاوية، حيث غالت هذه الفرقة في يزيد حتى وصل الأمر إلى تأليهه عند البعض.
النشأة:
عندما انهارت الدولة الأموية في معركة "الزاب" الكبرى شمال العراق سنة 132هـ هرب الأمير إبراهيم بن حرب بن خالد بن يزيد إلى شمال العراق، وجمع فلول الأمويين داعياً إلى أحقية يزيد في الخلافة والولاية، وأنه السفياني المنتظر الذي سيعود إلى الأرض ليملأها عدلاً كما ملئت جوراً، ويرجع سبب اختيارهم لمنطقة الأكراد ملجأ لهم إلى أن أم مروان الثاني الذي سقطت في عهده الدولة الأموية كانت من الأكراد.
ومرت اليزيدية بأربعة مراحل نقلتها من الإسلام إلى الكفر والخروج منه، وهي التالي -من كتاب: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة إشراف: مانع بن حماد الجهني: [1/371]، دار الندوة-:
المرحلة الأولى:
وكانت عبارة عن حركة أموية سياسية تتبلور في حب يزيد بن معاوية، ساعية لإعادة مجد بني أمية.
المرحلة الثانية:
تحولت الحركة فيها إلى طريقة عدوية أيام الشيخ عدي بن مسافر الأموي (467-557هـ)، وكانت طريقة مستقيمة وسليمة من الانحرافات في عهد مؤسسها الشيخ عديّ الذي قدم من قرية يقال لها بيت فار من أعمال بعلبك في لبنان، وكان الشيخ عدي بن مسافر على منهج أهل السنة، وعندما مات خلفه ابن أخيه واسمه صخر بن صخر بن مسافر ويكنّى بأبي البركات، وكان محباً لأهل الدين، شديد التواضع، حسن الأخلاق، وبعد موته خلفه ابنه عدي (عدي الثاني) وكان على شاكلة أبيه صخر، وعم أبيه (الشيخ عدي الأول)، ويمكن القول أن الطريقة العدوية سارت على منهج سليم طوال فترة تولّي هؤلاء الثلاثة مشيخة الطريقة.
المرحلة الثالثة:
انقطاع الشيخ حسن ست سنوات، ثم خروجه بكتبه مخالفاً فيها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، فبعد وفاة الشيخ عدي، والشيخ صخر، والشيخ عدي الثاني بفترة؛ تولّى مشيخة الطريقة الشيخ حسن وهو ابن عدي الثاني، وفي عهده تحولت الطريقة إلى حزب سياسي معارض للحكم العباسي، وقد حاول بسط نفوذه على المنطقة ولكن تم القضاء عليه وعلى أنصاره من قبل صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ، فالشيخ عدي بن مسافر كما هو معروف من الأمويين، وينتهي نسبه إلى مروان آخر الخلفاء الأمويين.
ولما رأى حسن كثرة الأتباع حوله والذين كانوا دوماً رهن إشارته؛ ألقى هالة من القداسة حول نفسه، وانعزل عن أتباعه ست سنوات زاعماً أنه سوف يأتي بشيء جديد للملّة، فجاء لهم بكتاب "الجلوة لأهل الخلوة" وأحاط أفكاره بسياج من السريّة والكتمان، كما أمرهم بالابتعاد عن التعلّم والقراءة والكتابة كي يسهل انقيادهم له، والتحكم في مصائرهم، وبدأت العدوية أو اليزيدية بالانحراف شيئاً فشيئاً، ومن الذين أثروا على الشيخ حسن وغيروا أفكاره وعقيدته ابن عربي (550-638هـ) أثناء تردد الشيخ حسن إلى الموصل حيث كان يقيم ابن عربي.
المرحلة الرابعة:
خروجهم التام من الإسلام، وتحريم القراءة والكتابة، ودخول المعتقدات الفاسدة والباطلة في تعاليمهم.
أماكن الانتشار:
تنتشر الطائفة اليزيدية في مناطق واسعة من كردستان العراق، وتركيا، وسوريا، وجمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق مثل: أرمينيا، وجورجيا، ويبلغ تعدادهم حوالي 120 ألف نسمة، منهم سبعون ألفاً في العراق، والباقي في الأقطار الأخرى، وهم مرتبطون جميعاً برئاسة البيت الأموي، وغالبهم من الأكراد؛ إلا أن بعضهم من أصل عربي.
علاقة اليزيدية بالشيعة:
يقول الباحث آزاد سعيد سمو في بحث له عن اليزيدية: أما اليزيدية الذين هم موضوع هذه الرسالة فقد كان للشيعة دور بارز في ظهورها، فاليزيدية بتأثير من الشيخ عدي بن مسافر الأموي كانوا يعتقدون ببراءة يزيد بن معاوية من دم الحسين، ومن جميع ما ألصقه به الروافض من تهم، وعندما رأى الشيعة تحمس هؤلاء ليزيد بن معاوية ودفاعهم عنه أطلقوا عليهم اليزيدية، أما اليزيدية وكرد فعل فقد أطلقوا على المسلمين اسم الحسينيين نسبة إلى الحسين بن علي، ولا يزال بعض اليزيديين إلى يومنا هذا يطلقون اسم الحسينيين على المسلمين (اليزيدية من خلال نصوصها المقدسة. آزد سعيد سمو: [ص:22]، المكتب الإسلامية بيروت).
رأي اليزيدين في أصل فرقتهم:
يذهب اليزيدين أو الإيزيدين إلى أن أصولهم ليست إسلامية، وأن فرقتهم تسبق الإسلام بزمن بعيد، يقول صبحي كنجي (باحث يزيدي) رداً على اعتبار الباحث آزد سعيد اليزيدين فرقة من الفرق الإسلامية الضالة: "يختزل السيد آزاد منذ البداية الديانة الإيزيدية التي ما زال مصراً على تسميتها باليزيدية إلى مجرد طائفة من تلك الطوائف التي انبثقت من الإسلام التي حدد اتجاهها بالصوفية العدوية، المستقيمة، والسليمة من الانحراف في عهد مؤسسها عدي بن مسافر الأموي، وهو رأي ليس جديداً في نطاق البحث العلمي حول منشأ الديانة الإيزيدية، وأصولها وجذورها، فقد ورد هذا الرأي في دراسات وبحوث سابقة تناولت الإيزيدية من خلال كتاب عرب ومسلمين شوفينيين انطلقوا في تحديد رؤياهم لهذا الدين من خلال نظرة إسلاموية متعصبة، استندت على بعض المعلومات المشوهة في المصادر الإسلامية اللاعلمية، التي اجترهّا الدملوجي والحسيني وغيرهم منذ بداية القرن الماضي" (آزد سعيد تخرصات باحث أو نفايات إرهاب، صباح كنجي: [ص:5]).
الرد:
لكن الحقيقة أن اليزيدية نحلة حديثة النشأة متحولة عن الإسلام، وإن كانت تستلهم غالب معتقداتها من ديانات وأساطير قديمة، يقول الباحث آزد سعيد: "لو كانت اليزيدية ديانة قديمة لورد اسمها في الكتب التي تحدثت عن تلك الأديان القديمة التي ظهرت في المنطقة، لذلك فإنني لم أرَ أي وجود للفظة اليزيدية ولا اليزدانية ولا الإيزدانية في تلك الكتب القديمة، وأول من ذكر هذه الطائفة باسم اليزيدية هو عبد الله بن شبل المتوفي في 725 هجرية أي بعد وفاة الشيخ عدي بن مسافر الموي بـ 170 سنة تقريباً في كتابه "الرد على الرافضة واليزيدية" (اليزيدية من خلال نصوصها، آزد سعيد: [ص:31]، والموسوعة الميسرة: [1/373]).
أفكارهم ومعتقداتهم (الموسوعة الميسرة: [1/373]):
• وقف اليزيديون أمام مشكلة لعن إبليس في القرآن فاستنكروا ذلك، وعكفوا على كتاب الله يطمسون بالشمع كل كلمة فيها لعن أو لعنة أو شيطان أو استعاذة بحجة أن ذلك لم يكن موجوداً في أصل القرآن، وأن ذلك زيادة من صنع المسلمين، ثم أخذوا يقدسون إبليس الملعون في القرآن، وترجع فلسفة هذا التقديس لديهم إلى أنه لم يسجد لآدم، ولذلك فهو عندهم الموحد الأول، وهذا يدل على قوته لأنه تحدى الإله في زعمهم لذلك فهم يخافونه ويقدسونه، ويقولون كذلك إن إبليس لم يطرد من الجنة بل إنه نزل من أجل رعاية الطائفة اليزيدية على وجه الأرض!!
• جرَّهم اعتبار إبليس طاووس الملائكة إلى تقديس تمثال طاووس من النحاس على شكل ديك بحجم الكفِّ المضمومة، وهم يطوفون بهذا التمثال على القرى لجمع الأموال.
• وادي لالش في العراق: مكان مقدس يقع وسط جبال شاهقة تسمى بيت عذري مكسوة بأشجار من البلوط والجوز.
• المرجة في وادي لالش: تعتبر بقعة مقدسة، واسمها مأخوذ من مرجة الشام، والجزء الشرقي منها فيه على حد قولهم جبل عرفات، ونبع زمزم.
• لديهم مصحف رش (أي الكتاب الأسود) فيه تعاليم الطائفة ومعتقداتها.
• الشهادة: أشهد واحد الله، سلطان يزيد حبيب الله.
• الحشر والنشر بعد الموت: سيكون في قرية باطط في جبل سنجار، حيث توضع الموازين بين يدي الشيخ عدي الذي سيحاسب الناس، وسوف يأخذ جماعته ويدخلهم الجنة.
• يقسمون بأشياء باطلة ومن جملتها القسم بطوق سلطان يزيد وهو طرف الثوب.
• يترددون على المراقد والأضرحة كمرقد الشيخ عدي، والشيخ شمس الدين، والشيخ حسن وعبد القادر الجيلاني، ولكل مرقد خدم، وهم يستخدمون الزيت والشموع في إضاءتها.
عباداتهم (المرجع السابق):
- الصوم: يصومون ثلاثة أيام من كل سنة في شهر كانون الأول وهي تصادف عيد ميلاد يزيد بن معاوية.
- الزكاة: تجمع بواسطة الطاووس، ويقوم بذلك القوالون، وتجبى إلى رئاسة الطائفة.
- الحج: يقفون يوم العاشر من ذي الحجة من كل عام على جبل عرفات في المرجة النورانية في لالش بالعراق.
- الصلاة: يصلون في ليلة منتصف شعبان، يزعمون أنها تعوضهم عن صلاة سنة كاملة.
- يحرمون التزاوج بين الطبقات، ويجوز لليزيدي أن يعدد في الزواج إلى ست زوجات.
- الزواج يكون عن طريق خطف العروس أولاً من قبل العريس، ثم يأتي الأهل لتسوية الأمر.
- يحرمون اللون الأزرق لأنه من أبرز ألوان الطاووس.
- يحرمون أكل الخس والملفوف (الكرنب)، والقرع والفاصوليا، ولحوم الديكة وكذلك لحم الطاووس المقدس عندهم لأنه نظير لإبليس طاووس الملائكة في زعمهم، ولحوم الدجاج والسمك، والغزلان ولحم الخنزير.
- يحرمون حلق الشارب بل يرسلونه طويلاً وبشكل ملحوظ.
- إذا رسمت دائرة على الأرض حول اليزيدي فإنه لا يخرج من هذه الدائرة حتى تمحو قسماً منها اعتقاداً منه بأن الشيطان هو الذي أمرك بذلك.
- يحرمون القراءة والكتابة تحريماً دينياً لأنهم يعتمدون على علم الصدر، فأدى ذلك إلى انتشار الجهل والأمية بينهم مما زاد في انحرافهم ومغالاتهم بيزيد وعدي وإبليس.
- يعتقدون أن الرجل الذي يحتضن ولد اليزيدي أثناء ختانه يصبح أخاً لأم هذا الصغير، وعلى الزوج أن يحميه ويدافع عنه حتى الموت.
- اليزيدي يدعو متوجهاً نحو الشمس عند شروقها وعند غروبها، ثم يلثم الأرض، ويعفر بها وجهه، وله دعاء قبل النوم.
- لهم أعياد خاصة كعيد رأس السنة الميلادية وعيد المربعانية، وعيد القربان وعيد الجماعة، وعيد يزيد وعيد خضر إلياس، وعيد بلندة ولهم ليلة تُسمّى الليلة السوداء (شفرشك) حيث يطفئون الأنوار، ويستحلون فيها المحارم والخمور.
- كتبهم المقدسة (تقرير عن اليزيدية مجلة الراصد):
لديهم كتابان مقدسان:
الكتاب الأول: "مصحف رش" وينسبونه إلى الشيخ عدي بن مسافر، ويتحدث عن بداية خلق الكون، ومراحل تكوينه وخلق آدم، وامتناع عزازيل (الشيطان) عن السجود لآدم، كما أنه يحتوي على بعض الأوامر والنواهي، وذكر بعض المحرمات.
الكتاب الثاني:"الجلوة لأصحاب الخلوة" وينسبونه إلى الشيخ حسن، ويعتقد اليزيديون أن الله خاطبهم فيه، ويتكلم عن قدم الله -تعالى- وبقائه، والوعيد لمن يقاوم الله سبحانه.
ويوجد كذلك بعض الوصايا الخاصة للطائفة اليزيدية.
أما موقفهم من كتب الأديان الثلاثة فإنهم يؤمنون بها، ويقدسونها، ويقرأونها، ولكنهم يتجنبون التلفظ بالكلمات التي تأباها عقيدتهم مثل: شيطان، التعوذ، إبليس، اللعنة...، وتقدس اليزيدية سوراً وآيات خاصة من القرآن الكريم، ويولونها اهتماماً مثل: يس والفاتحة، والإخلاص وآية الكرسي.
واليزيدية وبالرغم من تقديسهم للكتب السماوية إلا أنهم يعتقدون أن أصحاب هذه الكتب قد حرّفوها وغيّروا فيها أشياء كثيرة، وبعضهم يعتقد أن القرآن الكريم هو من صنع محمد صلى الله عليه وسلم، وأن أحد القساوسة قد كتبه له في بلاد الحجاز، ولذلك فهم يخافون على كتبهم من أهل المملل الأخرى، جاء في أحد كتبهم: "أطيعوا وأصغوا إلى خدامي بما يلقنونكم به، ولا تبيحوا به قدام الأجانب كاليهود والنصارى وأهل الإسلام لأنهم لا يدرون ماهيته، ولا تعطوهم من كتبكم لئلا يغيروها عليكم وأنتم لا تعلمون".
اليزيدية خليط من الأديان والأساطير (مقال: اليزيديون.. التسمية والانتماء الحقيقي.. رسالة إلى القاضي زهير كاظم، أميرة شموئيل؛ واليزيديون.. التسمية والانتماء؛ والموسوعة الميسرة: [1/373]):
في معرض المدح ذهب أحد الكتاب ليصف الطائفة الزيدية فمدحها بما يذم قال الكاتب: "يمكن اعتبار اليزيدية أشبه بقصر تاريخي مظهره إسلامي، مزين بنقوش عربية، وعبارات كردية، لكن لو أزلنا هذه الأصباغ الخارجية عن الجدار لاكتشفنا تحتها طبقة من نقوش مسيحية بأيقونات ملونة، وصلبان منحوتة، ولو تعمقنا أكثر بالحفريات لاكتشفنا طبقة ثالثة من جداريات آشورية، ورسومات آلهة النهرين، وكتابات مسمارية، ولو تعمقنا في الحفريات سنصل إلى أعماق تاريخ المنطقة وجذورها البدائية المخفية"، وقد قال الأمير أنور معاوية الأموي أمير اليزيدية عن هذا التصوير التاريخي لليزيديين للكاتب العراقي سليم مطر: "إن هذا المقطع الوارد في كتاب (الذات الجريحة) للكاتب العراقي (سليم مطر) هو في اعتقادنا أفضل ما عبر عن تاريخ تطور اليزيدية، وجذورها الدينية...
- ومما يدل على هذا كثرة التشابهات بين معتقدات اليزيدية وعدد من الفرق والديانات، ومن هذه التشابهات:
- اعتقادهم بالكواكب السبعة المقدسة لدى العراقيين، لكنهم غيروا أسماء الآلهة البابلية بأسماء الملائكة السريانية المسيحية: يودائيل وإسرافيل، وميكائيل وجبرائيل، وشمنائيل ونورائيل، أما زعيم الملائكة الأكثر قدسية فهو إبليس (الملك الطاووس)، ويمثل هؤلاء الملائكة سبعة شيوخ مقدسين مثل: الشيخ عدي والشيخ حسن وأبو بكر.
- يحتفلون بأول أربعاء من شهر نيسان بهبوط الملاك (طاووس) إلى الأرض مثلما كان يحتفل أهل النهرين في بابل وآشور بشهر نيسان أو أشهر السنة حسب التقويم البابلي، لأنه شهر الربيع والخصب، والميلاد والبداية، وهو عيد الإله (تموز). ويبدو جلياً أن هنالك تشابهاً بين اسمي (طاووس وتموز)، ونفس هذا الشهر أيضاً كان يحتفل المانويون البابليون بيوم صلب (ماني البابلي) وخلوده في الأبدية، وكذلك هو عيد الفصح، وعودة المسيح للحياة.
- أنهم اقتبسوا من المانوية مسألة تناسخ الأرواح، وانتقال البشر بين حيوات عدة.
- أنهم يشتركون مع المسيحيين في الكثير من المناسبات والأعياد مثل: عيد الفصح والقيامة، وكذلك التعميد بالماء وقطع الخبز، ثم زيارة الكنائس والحج لمزار الشيخ عدي المقدس لدى المسيحيين في العراق.
- أنهم يحتفلون بعيد (القربانط) أي عيد الأضحى حيث ضحى النبي إبراهيم بولده إسماعيل.
- يعتمدون التقويم الشمسي الشرقي الذي كان يعتمده من قبلهم أهل النهرين في بابل وآشور.
- أنهم يمتلكون تنظيماً دينياً هرمياً مثل نظام الكنيسة المسحية والمانوية، وكذلك الشيعة الجعفرية، بالإضافة إلى تقديسهم أحفاد عدي والحسن البصري مثلما يقدس الشيعة أحفاد الإمامين على والحسين.
- يحترمون الدين النصراني حتى إنهم يقبلون أيدي القسس، ويتناولون معهم العشاء الرباني، ويعتقدون بأن الخمرة هي دم المسيح الحقيقي، وعند شربها لا يسمحون بسقوط قطرة واحدة منها على الأرض، أو أن تمس لحية شاربها.
- أخذوا عن النصارى (التعميد) حيث يؤخذ الطفل إلى عين ماء تُسمّى (عين البيضاء) ليعمد فيها، وبعد أن يبلغ أسبوعاً يؤتى به إلى مرقد الشيخ عدي حيث زمزم فيوضع في الماء، وينطقون اسمه عالياً طالبين منه أن يكون يزيدياً ومؤمناً (بطاووس ملك) أي إبليس.
- عندما دخل الإسلام منطقة كردستان كان معظم السكان يدينون بالزرادشتية، فانتقلت بعض تعاليم هذه العقيدة إلى اليزيدية.
- داخلتهم عقائد المجوس والوثنية فقد رفعوا يزيد إلى مرتبة الألوهية، والتنظيم عندهم (الله، يزيد، عدي).
- (طاووس ملك) رمز وثني لإبليس يحتل تقديراً فائقاً لديهم.
- أخذوا عن الشيعة (البراءة) وهي كرة مصنوعة من تراب مأخوذة من زاوية الشيخ عدي يحملها كل يزيدي في جيبه للتبرك بها، وذلك على غرر التربة التي يحملها أفراد الشيعة الجعفرية، وإذا مات اليزيدي توضع في فمه هذه التربة وإلا مات كافراً.
- التصنيف:
- المصدر: