الليبراليون .. غربة الدين والوطن
منذ 2006-05-31
الليبرالية في بلادنا تجمع غربتين: غربة الدين وغربة الوطن..وهذا هو (المسْخ الحقيقي)..
الليبراليون المسْخ على فريقين: إما مولع برموز الفجور الفكري، والعهر الأخلاقي في الخارج.. وإما عميل يتردّد على الأجنبي في الداخل، وكلاهما مُفرط في الدين، خائن للوطن..
كنت أحسن الظنّ في بعض المثقفين الذي يتشرّفون بأن يصنّفهم المجتمع ضمن (التيار الليبرالي)، فإن غابت الغيرة على الدين في لقاءاتهم ومنتدياتهم فإن الغيرة على الوطن حاضرة في أطروحاتهم الفكرية، ورؤاهم الثقافية، ومشاعرهم الوجدانية.
حسن الظن هذا نسفَتْهُ بعض مواقف هؤلاء في غير مناسبة ثقافية أو لقاء فكري.
في جمع ثقافي، قال أحدهم:
"ندعو (محمود درويش) ليأتي إلينا، هو علم، وله جماهير، وسيأتي إلينا جمع غفير من داخل بلادنا وخارجها". واستطرد مادحاً حتى قلنا ليته (سكت).
صوت عاقل يجيب:
كيف تدعون من يسبّ الله، والرسول، ويشتمكم، ويسب بلادكم، بلاد الحرمين وقبلة المسلمين؟!
إن لم تكن بكم غيرة على الدين، فلتكن غيرة على وطنكم!!
إني لأعجب منكم أيها الليبراليون السعوديون: كيف أكون أكثر غيرة منكم على بلادكم؟!
آخر يتفاعل:
لقد وجهتم إليه الدعوة للحضور، فرفض .. فلماذا التملّق والتميّع؟! ولماذا تصرّون على دعوة من يسب الله والرسول والمؤمنين، ويستهزئ بنا وبوطننا؟! لا أظن أن هناك (شريفاً) يرضى أن يُسبّ أبوه في داره؟!
هذان فريقان ليبراليان متطرفان، وبينهما فئة متميّعة، لا تعرف معروفاً، ولا تنكر منكراً.. يتقلّّبون كما الليل والنهار.. يبيعون آخرتهم وانتماءاتهم بعرض من الدنيا، يخالفون ما عليه إجماع الأمة، فإن أُعطوا من الدنيا رضوا، وإذا لم يُعطَوْا منها تحدثوا وكتبوا، وناقشوا، وخالفوا ليدخلوا في دائرة المؤلفة قلوبهم!!
الليبرالية في الغرب: علمانية التوجه، وطنية الإنتماء..
والليبرالية في بلادنا تجمع غربتين: غربة الدين وغربة الوطن..
وهذا هو (المسْخ الحقيقي)..
ليست هذه حماسة جيّاشة أو تصعيد في الظن أو اجتهاد خاطئ.. بل إن أسماءهم وأشخاصهم وهيئاتهم حاضرة في الذهن، تذكّرني بقوله تعالى: { وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } [محمد:30].
- التصنيف:
المهندس عبد الله
منذ