مرسي مرحلة فلا تتسرعوا في التخلُّص منها
أبو الهيثم محمد درويش
من خلال قراءة التاريخ والبحث في تطور نمو الأمم ومراحل انطلاقها. لا أشك في أن المرحلة التي تمرُّ بها مصر الآن -مرحلة الدكتور محمد مرسي بعد ثورة يناير- هي مرحلة ابتدائية ستشهد الكثير من التقلبات والقلاقل، وسيتحمل الرجل وكل المصلحين في مصر الكثير من الأعباء للمرور بهذه المرحلة؛ التي ولا شك لن تتحقق فيها كل المطالب أو كل المكاسب المأمولة دفعة واحدة...
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
من خلال قراءة التاريخ والبحث في تطور نمو الأمم ومراحل انطلاقها. لا أشك في أن المرحلة التي تمرُّ بها مصر الآن -مرحلة الدكتور محمد مرسي بعد ثورة يناير- هي مرحلة ابتدائية ستشهد الكثير من التقلبات والقلاقل، وسيتحمل الرجل وكل المصلحين في مصر الكثير من الأعباء للمرور بهذه المرحلة؛ التي ولا شك لن تتحقق فيها كل المطالب أو كل المكاسب المأمولة دفعة واحدة.
بل أكاد أوقن بأنها مجرّد مرحلة تمهيدية فقط للبناء والإصلاح. الاستعجال فيها غير مطلوب والبذل والصبر هما الأداة الحقيقية للبناء. فالمطالب الشرعية تحتاج لتهيئة كما المطالب الدنيوية تحتاج لبنية تحتية وعمل دؤوب لجني ثمار منتظرة بعد سنوات من الجد والعمل.
الاستعجال بجانب عمالة البعض بجانب خيانة الكثير من وجوه الإعلام التي تهدف لمصلحتها البحتة -وهي مع من أطعمها وملأ أياديها بالمال- حتى ولو على حساب مصلحة الأمة.
الساسة اللاهثون خلف المصالح الخاصة وتحقيق الانتصارات الآنية ولو على حساب مصالح منتظرة للأمة ولو كلفهم الأمر بيع الضمير والتعاون مع أعداء الخارج والداخل.
الكثير من معاول الهدم تعمل وبسرعة فائقة في مقابل أيادي ضعيفة تعمل للبناء تحتاج للعون والمساعدة للوصول إلى بداية طريق الإصلاح.
الصورة متشابكة وتحتاج لتعاونٍ مع قوةٍ، مع حزمٍ، مع دهاءٍ سياسي وحنكةٍ وخبرة؛ على أن يُوضَع كل هذا في وعاء سعة الصدر واستيعاب الجميع وعدم الإقصاء.
التوكل على الله هو السلاح الآكد. العمل والبناء والصبر هم الأدوات الناجحة. الأخذ بأسباب التنمية سبيل واضح لتحقيق النجاح.
ولكن هل نملك ثقافة التعاون وإعطاء الفرصة للمخالف كي يعمل لمصلحة الأمة ولو بمقتضى ما يُحسِن وما يمتلك من أدوات؟!
ثقافة الهدم والتشويه والبحث عن المصالح تسود الموقف؛ فالكل إلا من رحم الله ينظر تحت قدميه.
سوء الظن يسيطر على الجميع.
أخلاق جديدة دبت في أوصال المجتمع وتنتشر كانتشار النار في الهشيم، يسودها عدم احترام الكبير أو احترام المبادئ أو توقير الدين وأهله. الحرية العمياء التي لا تعي حدودها تسود الأرجاء.
للأسف الموقف سيء.
وفي ظل الفهم بأن هذه مرحلة تمهيدية لمرحلة الانطلاق الحقيقي علينا أن نبدأ بالإصلاح من قاعدته الأساسية وبسرعة وبلا تباطؤ. وأرى أن المسجد والأسرة هما السبيل الوحيد للوصول إلى بر الأمان.
على الدعاة الرجوع إلى ثغورهم التي تئن؛ فالمساجد تشتكي من قلة الداخلين، ومن إهمال الدعاة. فالكل منشغل بقيلٍ وقال وكثرة السؤال فيما يُحسِن وما لا يُحسِن. دخلنا في تيه أكل معه البنية الأسرية المتينة. على الوالدين الاهتمام بالتربية الدينية والخلقية للأبناء.
نحن في ظرفٍ طارئ نحتاج فيه لإعادة البنية الدينية والأخلاقية بالتوازي مع تنمية البنية التحتية والاقتصادية والصحية والعسكرية والزراعية والصناعية... الخ.
لابد من تكاتف الجميع وخفض الجناح ووضع مصالح الأمة فوق مصالح الفرد أو الحزب.
فهل سنصبر لنكمل الطريق؛ أم سيتغلب الهدم على البناء؟
الله المستعان.
أرجو أن يأخذ المصلحون فرصتهم.