حوار مع جارتي
منذ 2006-06-01
لي جارة لا تلتزم الحجاب، على
الرغم من أنها تؤدي الصلوات في أوقاتها، وذات خلق حسن. حرصت على أن
تكون صلتي بها صلة مودة وبر يأمرني بها إسلامي، ألبي لها ما تطلبه مني
دون تلكؤ أو تردد، وأطعمها من بعض ما أصنعه من حلويات ولا أكتم عنها
طرائق صنعها حين تطلبها مني.
كنت أؤجل مفاتحتي لها في عدم حجابها، حتى جاء اليوم الذي توجهت فيه لزيارتها، ففتحت لي الباب وهي ترتدي ثياب الصلاة، وما أن ألقيت عليها السلام، وأخذت مكاني في الصالة:
قلت لها: هل أبارك لك في الحجاب؟
ردت مبتسمة: كنت أصلي.
قلت: هو حجاب الصلاة.
قالت: أجل.
قلت: أجد حرجا في البوح بتساؤل في نفسي.
قالت: لا تنحرجي يا هدى.. ما التساؤل الذي ثار في نفسك؟
قلت: تتحجبين من الله الذي يراك دائما... ولا تتحجبين من الرجال الذين أمرك الله بالحجاب عليهم!
قالت: والله لا أدري ما أقول لك؟
قلت لها بلطف ومودة: ألست محقة في هذا التساؤل؟
قالت: أنت محقة.
قلت: لنبحث معا في تفسير هذا التناقض.. إن صح وصفه بـ "التناقض".
قالت: لعل كون الصلاة عبادة تطيع المسلمة فيها ربها، والحجاب أيضا واجب تطيع المسلمة فيه ربها، جمع بينهما.
قلت: لكن الحجاب ليس مقتصرا على الصلاة وحدها، إنه فرض على المسلمة أمام جميع الرجال من غير محارمها.
قالت: هل أبوك لك بتساؤل ثار في نفسي كما بحت لي بتساؤل ثار في نفسك؟.
قلت مبتسمة: قولي يا "لينة"... قولي كل شيء.
قالت: فما ضرورة الحجاب؟
قلت: قبل أن أجيبك عن سؤالك.. لنعلم أولا من الذي فرض الحجاب على المسلمات؟.
قالت: الله سبحانه وتعالى.
قلت: وهي يفرض الله سبحانه على عباده ما يضرهم؟
قالت: حاشاه سبحانه.
قلت: ثم هل نحن نسأل عن ضرورة كل عبادة نقوم بها؟
قالت: طبعا لا.
قالت: لو سألتك لماذا تؤدين الصلاة فما تجيبين؟
قالت: طاعة لله سبحانه.
قلت: ولن تقولي لأنها رياضة بدنية مفيدة لجسمي وصحتي، فلو قلنا لإنسان عليك بالصلاة لأنها رياضة تنفعك وتفيدك، فقد يرد علينا بأنه يسبح كل يوم ويمارس تمارين سويدية ومن ثم فهو لا يحتاج الصلاة، وجسمه غني عنها.
قالت: وهكذا الحجاب.
قلت: أجل، وهكذا الحجاب، فلو دعونا المسلمات إلى ارتداء الحجاب ليحفظن أنفسهن، لقلن لنا: نحن نقدر على حفظ أنفسنا من غير حجاب. أو كما ثار ذلك التساؤل في نفسك: المهم هو الخلاق... أو الأخلاق هي الأساس.
قالت: إذن، علينا أن نطيع ربنا في ما أمرنا به دون أن نسأل عن الحكمة فيه. قلت: الله سبحانه حكيم، ولا يأمرنا إلا بما فيه صلاح دنيانا وصلاح آخرتنا، وعلينا طاعته سبحانه ظهرت لنا الحكمة أم لم تظهر.
قالت: مثل الصلاة.
قلت: نعم، مثل الصلاة، فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يصلون الصلوات الخمس منذ أن فرضت عليهم ليلة الإسراء والمعراج دون أن يسألوا عن حكمتها وفائدتها.
قالت: واليوم تظهر الدراسات والأبحاث التي تؤكد الآثار الصحية العظيمة للصلاة، في جميع حركاتها من قيام وركوع وسجود.
قلت: هذا مما يزيد المسلم طمأنينة ورضا إلى عظم هذه الفريضة وكثرة ما فيها من حكم، لكن هذه الحكم تبقى حكما، ولا يمكن جعلها دوافع لأداء الصلاة، وإلا لما خلصت النية في أدائها لله تعالى.
قالت: إذن تريدينني أن ألبس الحجاب طاعة لله، ثم لا بأس من التأمل في حكمه الكثيرة وفوائده المتعددة.
قلت: أصبت.
قالت: أشكرك على بيانك الواضح والمقنع وجزاك الله خيرا.
قلت: وأنت جزاك الله خيرا على حسن محاورتك وسعة صدرك.
وكم كانت سعادتي عظيمة حين رأيت "لينة" في اليوم التالي وهي ترتدي الحجاب.
سلمت عليها، وباركت لها وقلت: ما دمت قد تحجبت طاعة لله، وخلصت نيتك، فلا بأس من الحديث عن حكم الحجاب وفوائده. واتفقنا أن تزورني في اليوم التالي.
كنت أؤجل مفاتحتي لها في عدم حجابها، حتى جاء اليوم الذي توجهت فيه لزيارتها، ففتحت لي الباب وهي ترتدي ثياب الصلاة، وما أن ألقيت عليها السلام، وأخذت مكاني في الصالة:
قلت لها: هل أبارك لك في الحجاب؟
ردت مبتسمة: كنت أصلي.
قلت: هو حجاب الصلاة.
قالت: أجل.
قلت: أجد حرجا في البوح بتساؤل في نفسي.
قالت: لا تنحرجي يا هدى.. ما التساؤل الذي ثار في نفسك؟
قلت: تتحجبين من الله الذي يراك دائما... ولا تتحجبين من الرجال الذين أمرك الله بالحجاب عليهم!
قالت: والله لا أدري ما أقول لك؟
قلت لها بلطف ومودة: ألست محقة في هذا التساؤل؟
قالت: أنت محقة.
قلت: لنبحث معا في تفسير هذا التناقض.. إن صح وصفه بـ "التناقض".
قالت: لعل كون الصلاة عبادة تطيع المسلمة فيها ربها، والحجاب أيضا واجب تطيع المسلمة فيه ربها، جمع بينهما.
قلت: لكن الحجاب ليس مقتصرا على الصلاة وحدها، إنه فرض على المسلمة أمام جميع الرجال من غير محارمها.
قالت: هل أبوك لك بتساؤل ثار في نفسي كما بحت لي بتساؤل ثار في نفسك؟.
قلت مبتسمة: قولي يا "لينة"... قولي كل شيء.
قالت: فما ضرورة الحجاب؟
قلت: قبل أن أجيبك عن سؤالك.. لنعلم أولا من الذي فرض الحجاب على المسلمات؟.
قالت: الله سبحانه وتعالى.
قلت: وهي يفرض الله سبحانه على عباده ما يضرهم؟
قالت: حاشاه سبحانه.
قلت: ثم هل نحن نسأل عن ضرورة كل عبادة نقوم بها؟
قالت: طبعا لا.
قالت: لو سألتك لماذا تؤدين الصلاة فما تجيبين؟
قالت: طاعة لله سبحانه.
قلت: ولن تقولي لأنها رياضة بدنية مفيدة لجسمي وصحتي، فلو قلنا لإنسان عليك بالصلاة لأنها رياضة تنفعك وتفيدك، فقد يرد علينا بأنه يسبح كل يوم ويمارس تمارين سويدية ومن ثم فهو لا يحتاج الصلاة، وجسمه غني عنها.
قالت: وهكذا الحجاب.
قلت: أجل، وهكذا الحجاب، فلو دعونا المسلمات إلى ارتداء الحجاب ليحفظن أنفسهن، لقلن لنا: نحن نقدر على حفظ أنفسنا من غير حجاب. أو كما ثار ذلك التساؤل في نفسك: المهم هو الخلاق... أو الأخلاق هي الأساس.
قالت: إذن، علينا أن نطيع ربنا في ما أمرنا به دون أن نسأل عن الحكمة فيه. قلت: الله سبحانه حكيم، ولا يأمرنا إلا بما فيه صلاح دنيانا وصلاح آخرتنا، وعلينا طاعته سبحانه ظهرت لنا الحكمة أم لم تظهر.
قالت: مثل الصلاة.
قلت: نعم، مثل الصلاة، فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يصلون الصلوات الخمس منذ أن فرضت عليهم ليلة الإسراء والمعراج دون أن يسألوا عن حكمتها وفائدتها.
قالت: واليوم تظهر الدراسات والأبحاث التي تؤكد الآثار الصحية العظيمة للصلاة، في جميع حركاتها من قيام وركوع وسجود.
قلت: هذا مما يزيد المسلم طمأنينة ورضا إلى عظم هذه الفريضة وكثرة ما فيها من حكم، لكن هذه الحكم تبقى حكما، ولا يمكن جعلها دوافع لأداء الصلاة، وإلا لما خلصت النية في أدائها لله تعالى.
قالت: إذن تريدينني أن ألبس الحجاب طاعة لله، ثم لا بأس من التأمل في حكمه الكثيرة وفوائده المتعددة.
قلت: أصبت.
قالت: أشكرك على بيانك الواضح والمقنع وجزاك الله خيرا.
قلت: وأنت جزاك الله خيرا على حسن محاورتك وسعة صدرك.
وكم كانت سعادتي عظيمة حين رأيت "لينة" في اليوم التالي وهي ترتدي الحجاب.
سلمت عليها، وباركت لها وقلت: ما دمت قد تحجبت طاعة لله، وخلصت نيتك، فلا بأس من الحديث عن حكم الحجاب وفوائده. واتفقنا أن تزورني في اليوم التالي.
المصدر: مجلة البشرى العدد الثلاثون / أغسطس 2005م
- التصنيف: