دروس وعبر من قصة هشام بن عمار
محمد بن عبد الله الهبدان
من هذه اعبر: اعتناء السلف الصالح بتربية أولادهم على العلم، فوالد هشام باع بيته كله من أجل أن يرسل ولده لطلب لعلم، فقدم العلم على الدنيا فما خسر والله، ايضا حرص السلف على العلم وتحمل الأذى فيه، والحرص على طلب العلم منذ الصغر.
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة - قصص مؤثرة -
يقول المحدث الإمام هشام بن عمار رحمه الله: "باع أبي بيتا له بعشرين دينارا وجهزني للحج، فلما صرت إلى المدينة أتيت مجلس مالك ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها، فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك، وغلمان قيام، والناس يسألونه، وهو يجيبهم، فلما انقضى المجلس قلت له: حدثني. فقال: اقرأ. فقلت: لا، بل حدثني. فقال: اقرأ. فلما أكثرت عليه، قال: يا غلام، تعال اذهب بهذا، فاضربه خمسة عشر، فذهب بي فضربني خمس عشرة درة فبكيت، فقال لي: ما يبكيك؟ أوجعتك هذه الدرة؟ قلت: إن أبي باع منزله، ووجه بي إليك كي أتشرف بك، وبالسماع منك، فضربتني بغير جرم، و لا أجعلك في حل! فقال مالك: فما كفارته؟ قلت: كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديثا، قال: فحدثني بخمسة عشر حديثا، فقلت له: زد من الضرب، وزد في الحديث، فضحك مالك وقال: اذهب" (انظر: سير أعلام النبلاء: 11/429 بتصرف).
دروس وعبر:
1- اعتناء السلف الصالح بتربية أولادهم على العلم، فوالد هشام باع بيته كله من أجل أن يرسل ولده لطلب لعلم، فقدم العلم على الدنيا فما خسر والله، لقد أصبح ولده محدثا يقرأ عليه كبار علماء عصره.
2- حرص السلف على العلم وتحمل الأذى فيه، فقد ضُرِبَ هشام ومع ذلك لم يترك حلقات العلم من أجل ذلك، ولم يهجر الإمام مالك لأنه ضربه بل استمر حتى صار إماما في الحديث.
3- الحرص على طلب العلم منذ الصغر، بل والرحلة في طلبه وهو غلام كما ذكر؛ وهذا هو الأصل فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر.
4- إجلال الناس للعلماء في ذلك الوقت كما في مجلس مالك رحمه الله.
5- جلوس العلماء للناس للتعليم والإفتاء.