الصبر على الأبناء ضرورة تربوية

منذ 2013-07-03

هل الصبر في التعامل مع الأطفال أمر سهل هذه الأيام؟ الحقيقة أن هذه السمة أصبحت نادرة ولا تتمتع بها أغلب الأمهات في عالم اليوم؛ وذلك يرجع لأسباب عديدة، فما بين ضغوط الحياة والمسئوليات المتزايدة والخلافات مع الزوج أو العائلة، وما بين احتمال أن تكون الأم عاملة ومسئولة عن توفير دخل مالي لإعاشة الأسرة، ما بين كل هذه الأمور تفقد الأم ميزة الصبر في احتكاكها مع أطفالها.



الصبر على الأبناء ضرورة تربوية..
الأم الحنون هي الأم التي تستطيع أن تتشبث بالصبر إلى أقصى مدى ممكن في تعاملها مع الأطفال، لأن الصبر وطول البال والقدرة على الاحتمال تكون المفتاح الرئيسي لتربية الأبناء بصورة صحيحة، وبدون هذا الصبر لن تستطيع الأم أن تخلق قنوات التواصل المستمرة مع أبنائها، وبالتالي ستعجز عن غرس أية قيمة أو معنى تربوي في نفوسهم.

ولكن هل الصبر في التعامل مع الأطفال أمر سهل هذه الأيام؟ الحقيقة أن هذه السمة أصبحت نادرة ولا تتمتع بها أغلب الأمهات في عالم اليوم؛ وذلك يرجع لأسباب عديدة، فما بين ضغوط الحياة والمسئوليات المتزايدة والخلافات مع الزوج أو العائلة، وما بين احتمال أن تكون الأم عاملة ومسئولة عن توفير دخل مالي لإعاشة الأسرة، ما بين كل هذه الأمور تفقد الأم ميزة الصبر في احتكاكها مع أطفالها.

إذا كنتِ حريصة كأم على أن تكون قضية تربية أطفالك قضية ذات أهمية كبيرة وحقيقية في حياتك ورسالة تؤدينها على الوجه الأكمل، فلا بد أن تتعرفي على بعض الخطوات التي تساعدك على امتلاك ميزة الصبر وطول البال.

أولاً: تعلمي أهمية الصبر في معاملة الأطفال..
الأطفال بطبيعتهم يحتاجون إلى أن تكون الأم حنونة صبورة؛ لأنهم يريدون أن يشعروا بحرية الخطأ، ومن خلال الأخطاء سيتعلمون الصواب، فلو كانت الأم شديدة العصبية، غاضبة طوال الوقت تشعر بالملل من كثرة الأخطاء التي يقع فيها أطفالها فإن هذا يضع الأطفال في حالة من الخوف الدائم والقلق من رد فعل الأم، وبالتالي لا يكونون مؤهلين لاستقبال أي نوع من التوجيه أو التربية.

ثانيًا: حاولي أن تغوصي في أعماق طفلك..
لا بد أن تكوني قادرة كأم على إدارة حوار مستمر ومفتوح مع طفلك أو طفلتك، فتعلمين يوميًّا ما هي مخاوف طفلك وما هي آماله؟ ما الذي يمكن أن يؤلمه أو يشعره بالحزن؟ وما الذي يتمنى تحقيقه أو الحصول عليه؟ حاولي أن تستغرقي وقتًا وبطيب نفس وهدوء أعصاب في الاستماع إلى ما في داخل نفس طفلك، واعلمي أن مجرد قدرته على الكلام إليك والاطمئنان بفتح قلبه معك سيجعل مكانتك في قلبه تزداد، ويشعر بالأمان في مكاشفتك بكل شيء، الأمر الذي يصبُّ في نهاية المطاف في صالح تربيتك له على الوجه الأمثل.

ثالثًا: لا تصدمي طفلك..
إذا وجدتِ أن طفلك يريد أشياء غير مناسبة أو يرتكب أخطاء لا يمكن قبولها فحاولي ألا يكون رد فعلك سريعًا وصادمًا لطفلك، بل اتخذي قرارًا مسبقًا مع بداية كل يوم جديد بأنك ستتريَّثين قبل القيام برد فعل معين تجاه ما يصدر عن طفلك، وأنك تفكرين جيدًا ولو لدقائق قبل أن تقدمي على رد الفعل والتصرف المناسب، وثِقِي أن هذا سيمنحك فرصة كافية لكي يكون سلوكك مع طفلك غير صادم له، وبالتالي تستطيعين أن تتفادي حدوث أية هزات أو اضطرابات نفسية لديه.

رابعًا: اتركي لطفلك هامشًا واضحًا من الخطأ..
لا بد أن تسمحي لطفلك بأن يتعامل بنوع من الحرية داخل المنزل؛ لأنه يريد أن يتفتح على الحياة ويجرب الكثير من الأشياء ويتعرف على الكون من حوله، ولو كانت شخصيتك لا تتمتع بالصبر وطول البال فإن طفلك سيكون منطويًا خائفًا يخشى التجربة ويميل دومًا إلى الإحجام والتردد وعدم القدرة على المبادرة أو اتخاذ القرار، ومن ثم لا بد أن تغيري من نفسك قليلاً لأجل مصلحة طفلك، وأفسحي له مجالا لكي يتصرف بحرية، ولو صدرت عنه بعض الأخطاء فأصلحيها بهدوء من دون أن تصبي عليه غضبًا وعقوبات.

 

المصدر: موقع رسالة المرأة
  • 17
  • 0
  • 22,198

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً