برنامجٌ للأخت المسلمة في رمضان

منذ 2013-07-04

ينبغي أختي المسلمة أن يكون لك وِردٌ يوميّ لقراءة القرآن الكريم، فهو خير معينٍ على استثمار وقتك، وفي تلاوته الأجر العظيم، ففي كلّ حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها كما بيّن ذلك الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصحيح.


أختي المسلمة

لا شكّ أنّك مسؤولة عن عمرك الذي تعيشين، هل قضيتيه في الخير وطاعة الله عزّ وجلّ، أم في الشّر وطاعة الشّيطان والعياذ بالله، يقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن م?له من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟» سنن الترمذي (2416)، فمن هذا كان لزاماً على الجميع الحفاظ على الوقت، لاسيما في شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركات والمسارعة في الطّاعات، وكذلك المرأة فإنّ هناك عدّة أمورٍ يمكن أن تستغلّ بها وقتها منها:

أولاً: تلاوة كتاب الله عزّ وجلّ:
ينبغي أختي المسلمة أن يكون لك وِردٌ يوميّ لقراءة القرآن الكريم، فهو خير معينٍ على استثمار وقتك، وفي تلاوته الأجر العظيم، ففي كلّ حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها كما بيّن ذلك الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصحيح.

ثانياً: قراءة الكتب النّافعة:
إنّ قراءتك لها تزيد حصيلتك العلميّة والثقافيّة، فابدئي بقراءة الكتب الإسلاميّة التي تتفقهين بها في دين الله تعالى وتعبدين الله تعالى على بصيرةٍ وعلم.

ثالثاً: ذكر الله عزّ وجلّ:
اجعلي من الأمور المهمّة التي تقضين بها وقتك ذكر الله فهو أمرٌ يسيرٌ على النفس، تستطيعين أداءه وأنت تقومين بأعمال البيت، وتعلمين فضل ذكر الله ومدح الله للذاكرين، كما قال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب:35]، وفي أداء الذّكر شكرٌ لله تعالى والله مدح الشّاكرين.

رابعاً: تربية الأولاد:
إنّ على الأمّ مسؤوليّة عظيمة ومهمّة جسيمة في تربية أبنائها التربية الإسلاميّة الصّحيحة، وتنشئتهم النّشأة القويمة على المنهج الربانيّ الرّشيد، وكما قال عليه الصّلاة والسّلام: «ألا كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤولٌ عن رعيّته، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولة عنهم» صحيح مسلم (1829)، والتّربية الصحيحة تكون بتنشئتهم على حبّ الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، وحبّ الطّاعات، وعلى الأخلاق الفاضلة، والآداب الإسلامية، إمّا بتحفيظهم لبعض الآيات أو بعض الأدعية والأذكار، أو قصّ بعض القصص الإسلاميّة، فكم من أخوات تظنّ أنّ التّربية للأولاد في إعداد الطّعام وتنظيف الملابس وغيرها، وتنسى تربية القلب والرّوح، وهذا من الجهل بالتربية الحقيقية.

خامساً: صلة الأرحام:
صلتهم واجبةٌ عليك أختي المسلمة لقول الله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النّساء:1]، ولحديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: «الرّحم معلّقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» صحيح مسلم (2555)، واستغلّي هذه الزيارة بإسداء الهديّة المفيدة كشريطٍ نافعٍ أو كتابٍ توقظين به الغافلات من أقاربك وتعاملينهم بالكلمة الطيّبة، وكما قال عليه الصّلاة والسّلام: «الدّال على الخير كفاعله» سنن الترمذي (2670).

سادساً: برّ الوالدين:
تعلمين أختي المسلمة أنّ الله تعالى قرَن طاعتَه بطاعة الوالدين، فقال سبحانه: {وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النّساء:36]، ولكي تفوزي برضا الله ورضا الوالدين لابدّ من التفرّغ لطاعة الوالدين والبرّ بهما والإحسان إليهما، وأنبّه الفتيات إلى مساعدة أمّهاتهن في أعمال المنزل وبذلك تستطيع الأمّ التفرّغ للعبادة أيضا.

سابعاً: الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ:
قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصّلت:33]، فالدّعوة إلى الله سبحانه وتعالى منهج الرّسل الكرام عليهم الصّلاة والسّلام، فلا تبخلي على نفسك بالأجر العظيم من الله، يقول الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا يُنقص ذلك من أجورهم شيئاً» صحيح مسلم (2674)، فخصّصي أختي المسلمة جزءاً من وقتك لنشر الخير والدّعوة إلى الله سبحانه، فالكلمة الطّيبة دعوة، وحُسن الأخلاق دعوة، والأمر بالمعروف دعوة، والنّهي عن المنكر دعوة، إلى غير ذلك.

ثامناً: حلقات الذّكر والدّروس العلميّة:
حاولي أختي المسلمة التعاونَ فيما بينك وبين أخواتك على وضع دروسٍ علميّة في ليالي رمضان، لتحفّكنّ الملائكة وتغشاكنّ الرّحمة وتنزل عليكنّ السكينة ويذكركنّ الله فيمن عنده.

تاسعاً: حلقات تحفيظ القرآن:
إذا كانت الأخت تُحسن قراءة القرآن، فينبغي لها أن تجعل لها حلقةً لتدريس القرآن الكريم لأهل بيتها أو جيرانها، لما في ذلك من الثواب العظيم.

هذا وأسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته، وأن يجعلنا من عباده المتّقين، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، مقرّباً لمرضاته، نافعاً لعباده.

المراجع:
1- (للصّائمات فقط) لحمد بن إبراهيم العريفي.
2- (توجيهات للأخت الصّائمة) لعمر بن سعود العيد.

 

المصدر: موقع أنا المسلم
  • 1
  • 1
  • 1,601

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً