أجمل ليالي العمر
منذ 2006-06-07
الليلة أجمل ليالي
العمر..
انتهى حفل الزفاف الجميل، وتوجّهنا سوياً إلى منزلنا الأنيق تحفّنا سعادة شاملة؛ أخيراً تحقق الحلم، وسنبدأ حياتنا معاً.
دخلنا إلى الشقة وأغلقت بابها فأحسست بأمان عميق وراحة فيّاضة. نظرت إلى وجه زوجتي المتورّد حياءً، وأمسكت بيديها وأنا أبتسم.
جلسنا على الأريكة الوثيرة نتحدث، ونستعيد أحداث الحفل البهيج. فجأة، خيّل إليَّ أن هناك أصواتاً تنبعث من حجرة الصالون. أصخنا السمع، لاشك في الأمر! إنها بالفعل أصوات لأناس يتحدثون!
أسرعنا إلى الغرفة، كان بابها مغلقاً ولكن ينبعث من خلفه نور مضاء. فتحت الباب لأجد مشهداً مذهلاً! كان بالغرفة سبعة أشخاص، أربعة رجال أحدهم في ثياب ضابط شرطة وامرأتان يتبادلون الأحاديث، وأمامهم بقايا طعام وشراب.. احتبست أنفاسي من هول المفاجأة ثم تمالكت نفسي وصرخت: من أنتم؟ وماذا تفعلون هنا؟ وكيف دخلتم بيتي؟ رفعوا إليّ وجوهاً جامدة قبل أن يصيح الضابط متهللاً: ألف مبروك يا عريس، ألف مبروك يا عروسة.. لماذا تأخرتم؟ كدنا أن ننام..
- تنامون!! من أنتم سوف أبلغ الشرطة، لابد أنكم لصوص مجرمون!
ضجّوا بالضحك قبل أن يتمالك الضابط نفسه ويقول: أنا ممثل الشرطة، فكيف ستطلب الشرطة وهي موجودة وهذه بطاقتي الصادرة من وزارة الداخلية.
- وهل كونك ضابط شرطة يعطيك الحق في انتهاك حرمة بيتي؟
- لم يحدث أي انتهاك؛ نحن هنا في مهمة عمل رسمية ولدينا الأوراق الحكومية المؤيدة.
- أي مهمة هذه؟
- حسناً، أرجوك اهدأ ودعني أعرّفك بالمجموعة..
- وهل سنتعارف أيضاً؟
- بالطبع أنا النقيب ( سيف الجلاد ) ومهمتي تأمين المجموعة والتأكد من قيامها بالمهمة..
- سأصاب بالجنون أي مهمة هذه؟!! أنا مواطن شريف وبعيد تماماً عن أي مشاكل!!
- ومن الذي قال عكس ذلك؟ نحن متأكدون من هذا لذا أرجوك دعني أعرّفك بالباقيين حتى ننهي مهمّتنا
- اللهم طولك يا روح..
أشار إلى رجل ذو عينين ضيقتين وأنف مدبب قائلاً: الأستاذ (منّاع خير الله ) مندوب شئون الحج والعمرة بوزارة الداخلية..
- وماذا يريد مندوب شئون الحج والعمرة منّي؟
تحدث ( منّاع ) لأول مرة قائلاً بصوت كالفحيح: ألف مبروك أولاً، فقط أريد أن أسألكما، ألم تقدّما جوازَيْ سفركما للحصول على تأشيرة سفر للأراضي المقدسة؟
- نعم هذا صحيح والمفروض أن نسافر بعد أسبوعين لأداء العمرة، هل هناك مشكلة؟
- أبداً أبداً، ولكن هذا غير معتاد! في العادة يسافر المتزوجون حديثاً إلى باريس أو لندن، أو حتى ماربيلا، فلماذا تسافران إلى العمرة؟
- يا أخي نحن أحرار! نريد أن نبدأ حياتنا بالطاعة ليبارك الله لنا في زواجنا. ألسنا أحراراً؟؟
- طبعاً طبعاً أنتم أحرار في السفر، ولكن تذكّروا أن هناك قانوناً صدر اليوم لتحديد عدد مرات الحج والعمرة بمرة واحدة في الحياة لكل شخص.
- ماذا؟ غير معقول!! هذا تدخل سافر في الحريات الشخصية..
- حريتك تتوقف عندما تؤذي الآخرين وتكرار العمرة يؤدى لنزيف العملات الصعبة، ويضر بالاقتصاد الوطني..
- وهل السفر لباريس ولندن لا يؤدي لنزيف العملات الصعبة؟؟!
- هذا هو القانون.. تدخّل الضابط وقال: دعنا تتابع من فضلك.. وأشار إلى رجل أخر مفرط البدانة قائلاً: أقدم لك السيد ( علماني المنهاجي ) مندوب الرقابة بوزارة الثقافة صحت..
- وماذا يريد هو الآخر؟
تحدّث ( علماني ) قائلاً: سوف تكون مهمتي التأكد من خلو كل ما تقرؤونه مما يدعو إلى الكراهية والعنف والإرهاب، وأيضاً التأكد من أن القنوات التي تشاهدونها لا تحتوي على برامج للدعاة المتشددّين، والعمل على توفير الكتب الأمريكية والقنوات المتطوّرة التي تهتم بمكونات الحضارة والعولمة، مثل عروض الأزياء وحفلات ملكات جمال الشواطئ والفيديو كليب
- لم أنبس ببنت شفة!!
تحدّث الضابط مشيراً إلى سيدة ضئيلة الحجم ترتدي نظارة سميكة: أقدم لك الدكتورة ( ركيبة اللولبي ) مندوبة جهاز تنظيم الأسرة
- لولبي !!!!
تحدثت ( لولبي ) قائلة: مهمتي التأكد من أنكما ستحددان النسل وتكتفيان بطفلين..
- ولكن نحن لا نريد تحديد النسل!!
- لقد صدر قانون بذلك..
قهقهتُ ضاحكاً وقلت: وكيف ستمنعيننا؟
- لدى صلاحيات كاملة لاستخدام جميع الوسائل المتاحة للتأكد من عدم إنجابكما لأكثر من طفلين؛ بما فيها المتابعة الميدانية
- يا لها من مصيبة!! ما هو الذي ستتابعونه ميدانياً؟؟!!
- القانون ينص على السماح لمندوبة تنظيم الأسرة بالمراقبة المباشرة لأي أنشطة قد تؤدى لإنجاب أكثر من طفلين بأي صورة من الصور..
صرختُ مذهولاً: هذا جنون مطبق!!
تدخّل الضابط قائلاً: احترس لكلماتك؛ أنت تعتدي بالقول على ممثلي الدولة والقانون.. دعنا نتابع تعريفك بالمجموعة، أعرفك بالأستاذ ( حافظ النفاقى ) مندوب وزارة الداخلية لشئون الانتخابات الديموقراطية..
ما شاء الله سيماهم على وجوهم!!
تحدّث ( حافظ ) قائلاً: مهمّتي إرشادكم وتوعيتكم بضرورة المشاركة في الحياة السياسية، والتأكد من مشاركتكم في جميع الانتخابات واختياركم للمرشح المناسب..
-المرشح المناسب!!! وهل هناك شخص مناسب يترشح لأي منصب في هذا البلد؟؟
- لا تقلق؛ نحن نعرف الرجل المناسب للمكان المناسب..
تدخّل الضابط مشيراً إلى سيدة ترتدي ملابس تكشف معظم جسدها: أقدّم لك الآنسة ( حرية العريان ) مندوبة الجمعية العامة لحقوق المرأة..
إذاً أكتمل محور الشرّ..
تحدّثت حرية وهي تضع ساقاً على ساق -رغم أنها ترتدي جيبة لا يتعدى طولها سبعة سنتيمترات، وتنفث دخان سيجارتها في الهواء-: مهمّتي التأكد من أنك لن تفرض على زوجتك ارتداء ما لا ترغب في ارتداءه، والتأكد من أنك لن تمنعها من أي حرية شخصية، مثل الخروج عندما ترغب أو ممارسة الرياضة أو دعوة أصدقاءها للمنزل..
قفزتُ من مكاني محاولاً الوصول إلى رقبتها، ولكن اعترضني الضابط شاهراً مسدسه وهو يصيح: هذا أخر إنذار لك؛ أنت تعرض نفسك للاعتقال حسب القانون قانون!!
- أتسمّي هذا الهراء قانوناً؟!!
- حسناً دعنا ننهي الموضوع، لدينا أوراق يجب أن توقعانها تثبت علمكما بهذه القوانين وموافقتكما على التعرض للجزاء في حال مخالفتكما لها..
- و إذا رفضنا؟
- في هذه الحال سأضطر لاستدعاء قوة من الشرطة لاعتقالكما.. في هذه اللحظة دخل رجلان إلى الغرفة وبيد كل منهما حقيبة معدنية ضخمة.. وجّه الضابط كلامه إليهما: هل انتهيتما؟ هزّا رأسيهما بالإيجاب..
صحت: من هؤلاء؟ وماذا كانا يفعلان؟!!
قال الضابط: لقد كانا يضعان كاميرات مراقبة في كل مكان بالمنزل لتتابع كل إدارة مدى التزامكما، وسيتم تسجيل كل ما تفعلانه بالصوت والصورة.. ولكن اطمأنّا؛ الشرائط سرّية ولن يطلع عليها غير المختصّين..
كاد رأسي ينفجر، ولكني تماسكت وبهدوء قلت للضابط: هل من الممكن أن انفرد بزوجتي قليلاً، أريد أن أتحدّث معها..
وافق الضابط على منحنا خمس دقائق، فأخذت زوجتي إلى غرفة النوم وأغلقت الباب وقلت: اسمعي أنا لن أرضخ لهذا الجنون..
- وماذا ستفعل؟؟
- سأقاوم..
- وهل تستطيع؟؟ إنهم أغلبية، ولديهم كل الوسائل التي تضمن لهم التفوّق عليك..
- لديّ مسدس صغير بالدولاب..
اكتسى وجهها الجميل بالهلع، وقالت: أنت تطلب الموت!!
- بل أطلب الحياة..
- فرصتك تكاد أن تكون معدومة؛ هناك قوات بالخارج أيضاً..
- سأموت حراً..
تعانقنا وهي تجهش بالبكاء...
انتهى حفل الزفاف الجميل، وتوجّهنا سوياً إلى منزلنا الأنيق تحفّنا سعادة شاملة؛ أخيراً تحقق الحلم، وسنبدأ حياتنا معاً.
دخلنا إلى الشقة وأغلقت بابها فأحسست بأمان عميق وراحة فيّاضة. نظرت إلى وجه زوجتي المتورّد حياءً، وأمسكت بيديها وأنا أبتسم.
جلسنا على الأريكة الوثيرة نتحدث، ونستعيد أحداث الحفل البهيج. فجأة، خيّل إليَّ أن هناك أصواتاً تنبعث من حجرة الصالون. أصخنا السمع، لاشك في الأمر! إنها بالفعل أصوات لأناس يتحدثون!
أسرعنا إلى الغرفة، كان بابها مغلقاً ولكن ينبعث من خلفه نور مضاء. فتحت الباب لأجد مشهداً مذهلاً! كان بالغرفة سبعة أشخاص، أربعة رجال أحدهم في ثياب ضابط شرطة وامرأتان يتبادلون الأحاديث، وأمامهم بقايا طعام وشراب.. احتبست أنفاسي من هول المفاجأة ثم تمالكت نفسي وصرخت: من أنتم؟ وماذا تفعلون هنا؟ وكيف دخلتم بيتي؟ رفعوا إليّ وجوهاً جامدة قبل أن يصيح الضابط متهللاً: ألف مبروك يا عريس، ألف مبروك يا عروسة.. لماذا تأخرتم؟ كدنا أن ننام..
- تنامون!! من أنتم سوف أبلغ الشرطة، لابد أنكم لصوص مجرمون!
ضجّوا بالضحك قبل أن يتمالك الضابط نفسه ويقول: أنا ممثل الشرطة، فكيف ستطلب الشرطة وهي موجودة وهذه بطاقتي الصادرة من وزارة الداخلية.
- وهل كونك ضابط شرطة يعطيك الحق في انتهاك حرمة بيتي؟
- لم يحدث أي انتهاك؛ نحن هنا في مهمة عمل رسمية ولدينا الأوراق الحكومية المؤيدة.
- أي مهمة هذه؟
- حسناً، أرجوك اهدأ ودعني أعرّفك بالمجموعة..
- وهل سنتعارف أيضاً؟
- بالطبع أنا النقيب ( سيف الجلاد ) ومهمتي تأمين المجموعة والتأكد من قيامها بالمهمة..
- سأصاب بالجنون أي مهمة هذه؟!! أنا مواطن شريف وبعيد تماماً عن أي مشاكل!!
- ومن الذي قال عكس ذلك؟ نحن متأكدون من هذا لذا أرجوك دعني أعرّفك بالباقيين حتى ننهي مهمّتنا
- اللهم طولك يا روح..
أشار إلى رجل ذو عينين ضيقتين وأنف مدبب قائلاً: الأستاذ (منّاع خير الله ) مندوب شئون الحج والعمرة بوزارة الداخلية..
- وماذا يريد مندوب شئون الحج والعمرة منّي؟
تحدث ( منّاع ) لأول مرة قائلاً بصوت كالفحيح: ألف مبروك أولاً، فقط أريد أن أسألكما، ألم تقدّما جوازَيْ سفركما للحصول على تأشيرة سفر للأراضي المقدسة؟
- نعم هذا صحيح والمفروض أن نسافر بعد أسبوعين لأداء العمرة، هل هناك مشكلة؟
- أبداً أبداً، ولكن هذا غير معتاد! في العادة يسافر المتزوجون حديثاً إلى باريس أو لندن، أو حتى ماربيلا، فلماذا تسافران إلى العمرة؟
- يا أخي نحن أحرار! نريد أن نبدأ حياتنا بالطاعة ليبارك الله لنا في زواجنا. ألسنا أحراراً؟؟
- طبعاً طبعاً أنتم أحرار في السفر، ولكن تذكّروا أن هناك قانوناً صدر اليوم لتحديد عدد مرات الحج والعمرة بمرة واحدة في الحياة لكل شخص.
- ماذا؟ غير معقول!! هذا تدخل سافر في الحريات الشخصية..
- حريتك تتوقف عندما تؤذي الآخرين وتكرار العمرة يؤدى لنزيف العملات الصعبة، ويضر بالاقتصاد الوطني..
- وهل السفر لباريس ولندن لا يؤدي لنزيف العملات الصعبة؟؟!
- هذا هو القانون.. تدخّل الضابط وقال: دعنا تتابع من فضلك.. وأشار إلى رجل أخر مفرط البدانة قائلاً: أقدم لك السيد ( علماني المنهاجي ) مندوب الرقابة بوزارة الثقافة صحت..
- وماذا يريد هو الآخر؟
تحدّث ( علماني ) قائلاً: سوف تكون مهمتي التأكد من خلو كل ما تقرؤونه مما يدعو إلى الكراهية والعنف والإرهاب، وأيضاً التأكد من أن القنوات التي تشاهدونها لا تحتوي على برامج للدعاة المتشددّين، والعمل على توفير الكتب الأمريكية والقنوات المتطوّرة التي تهتم بمكونات الحضارة والعولمة، مثل عروض الأزياء وحفلات ملكات جمال الشواطئ والفيديو كليب
- لم أنبس ببنت شفة!!
تحدّث الضابط مشيراً إلى سيدة ضئيلة الحجم ترتدي نظارة سميكة: أقدم لك الدكتورة ( ركيبة اللولبي ) مندوبة جهاز تنظيم الأسرة
- لولبي !!!!
تحدثت ( لولبي ) قائلة: مهمتي التأكد من أنكما ستحددان النسل وتكتفيان بطفلين..
- ولكن نحن لا نريد تحديد النسل!!
- لقد صدر قانون بذلك..
قهقهتُ ضاحكاً وقلت: وكيف ستمنعيننا؟
- لدى صلاحيات كاملة لاستخدام جميع الوسائل المتاحة للتأكد من عدم إنجابكما لأكثر من طفلين؛ بما فيها المتابعة الميدانية
- يا لها من مصيبة!! ما هو الذي ستتابعونه ميدانياً؟؟!!
- القانون ينص على السماح لمندوبة تنظيم الأسرة بالمراقبة المباشرة لأي أنشطة قد تؤدى لإنجاب أكثر من طفلين بأي صورة من الصور..
صرختُ مذهولاً: هذا جنون مطبق!!
تدخّل الضابط قائلاً: احترس لكلماتك؛ أنت تعتدي بالقول على ممثلي الدولة والقانون.. دعنا نتابع تعريفك بالمجموعة، أعرفك بالأستاذ ( حافظ النفاقى ) مندوب وزارة الداخلية لشئون الانتخابات الديموقراطية..
ما شاء الله سيماهم على وجوهم!!
تحدّث ( حافظ ) قائلاً: مهمّتي إرشادكم وتوعيتكم بضرورة المشاركة في الحياة السياسية، والتأكد من مشاركتكم في جميع الانتخابات واختياركم للمرشح المناسب..
-المرشح المناسب!!! وهل هناك شخص مناسب يترشح لأي منصب في هذا البلد؟؟
- لا تقلق؛ نحن نعرف الرجل المناسب للمكان المناسب..
تدخّل الضابط مشيراً إلى سيدة ترتدي ملابس تكشف معظم جسدها: أقدّم لك الآنسة ( حرية العريان ) مندوبة الجمعية العامة لحقوق المرأة..
إذاً أكتمل محور الشرّ..
تحدّثت حرية وهي تضع ساقاً على ساق -رغم أنها ترتدي جيبة لا يتعدى طولها سبعة سنتيمترات، وتنفث دخان سيجارتها في الهواء-: مهمّتي التأكد من أنك لن تفرض على زوجتك ارتداء ما لا ترغب في ارتداءه، والتأكد من أنك لن تمنعها من أي حرية شخصية، مثل الخروج عندما ترغب أو ممارسة الرياضة أو دعوة أصدقاءها للمنزل..
قفزتُ من مكاني محاولاً الوصول إلى رقبتها، ولكن اعترضني الضابط شاهراً مسدسه وهو يصيح: هذا أخر إنذار لك؛ أنت تعرض نفسك للاعتقال حسب القانون قانون!!
- أتسمّي هذا الهراء قانوناً؟!!
- حسناً دعنا ننهي الموضوع، لدينا أوراق يجب أن توقعانها تثبت علمكما بهذه القوانين وموافقتكما على التعرض للجزاء في حال مخالفتكما لها..
- و إذا رفضنا؟
- في هذه الحال سأضطر لاستدعاء قوة من الشرطة لاعتقالكما.. في هذه اللحظة دخل رجلان إلى الغرفة وبيد كل منهما حقيبة معدنية ضخمة.. وجّه الضابط كلامه إليهما: هل انتهيتما؟ هزّا رأسيهما بالإيجاب..
صحت: من هؤلاء؟ وماذا كانا يفعلان؟!!
قال الضابط: لقد كانا يضعان كاميرات مراقبة في كل مكان بالمنزل لتتابع كل إدارة مدى التزامكما، وسيتم تسجيل كل ما تفعلانه بالصوت والصورة.. ولكن اطمأنّا؛ الشرائط سرّية ولن يطلع عليها غير المختصّين..
كاد رأسي ينفجر، ولكني تماسكت وبهدوء قلت للضابط: هل من الممكن أن انفرد بزوجتي قليلاً، أريد أن أتحدّث معها..
وافق الضابط على منحنا خمس دقائق، فأخذت زوجتي إلى غرفة النوم وأغلقت الباب وقلت: اسمعي أنا لن أرضخ لهذا الجنون..
- وماذا ستفعل؟؟
- سأقاوم..
- وهل تستطيع؟؟ إنهم أغلبية، ولديهم كل الوسائل التي تضمن لهم التفوّق عليك..
- لديّ مسدس صغير بالدولاب..
اكتسى وجهها الجميل بالهلع، وقالت: أنت تطلب الموت!!
- بل أطلب الحياة..
- فرصتك تكاد أن تكون معدومة؛ هناك قوات بالخارج أيضاً..
- سأموت حراً..
تعانقنا وهي تجهش بالبكاء...
المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
- التصنيف:
Magdy Emam Hila
منذ