يوميات صائم... الدِّينُ النَّصِيحَة
النصيحة هي فعل الخير للناس، وإرشادهم إلى الخير وطريقه، وتنبيههم إلى الخلل الذي في نفوسهم، أو إلى الأخطاء التي يمكن أن يرتكبوها، بالحكمة والموعظة الحسنة، ليعملوا على إصلاحها.
النصيحة هي فعل الخير للناس، وإرشادهم إلى الخير وطريقه، وتنبيههم إلى الخلل الذي في نفوسهم، أو إلى الأخطاء التي يمكن أن يرتكبوها، بالحكمة والموعظة الحسنة، ليعملوا على إصلاحها.
وقد ورد في محكم التنزيل على لسان نوحٍ عليه السلام: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:62]، كما ورد على لسان هودٍ عليه السلام: {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [لأعراف:68].
النّصيحة.. لماذا ؟!
1- لأنّ إسلامَنا العظيمَ مَبْنيٌّ على النصيحة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدّينُ النّصيحة، قلنا لِمَن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمّة المسلمين، وعامَّتهم» [مسلم:55].
2- لأنّ النصيحة أساس من أسس القوّة في المجتمع المسلم، وهي وسيلة لتخليصه من الخلل، ولتنقيته من الشوائب والأخطاء: «لا يؤمنُ أحدُكُم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنفسه} [متفق عليه].
3- لأنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يبايع - فيما يبايع - على النصيحة بين المسلمين، فعن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: "بايعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، على إقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، والنُّصحِ لكل مسلم" [متفق عليه].
4- لأنّ أداء النصيحة للمسلمين، يستجلب الأجر العظيم من الله عز وجل، فذلك من الخُلُق الكريم: «مَن دَلَّ على خيرٍ، فله مثل أجر فاعله» [مسلم:1893].
ما الآداب التي يجب التزامها لدى أداء النّصيحة ؟!
1- الرَّفقُ والِّلين:
لأنّ النفسَ الإنسانيةَ مجبولةٌ على مَحبّة مَن يُحسِن إليها وبُغضِ مَن يُسيئ إليها: {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك} [آل عمران:159]، «إنّما بُعِثتُم مُيَسِّرين ولم تُبعَثوا مُعَسِّرين» [رواه الجماعة إلا مسلماً].
2- السرّية في النّصيحة:
يقول الشافعيّ رضي الله عنه ورحمه: "مَن نصحكَ في مَلأٍ فَرُدّ عليه نصيحتَه، فإنه قد ابتغى فضيحتَك ولم يبتغِ نصيحتَك"، وقال الفضيل بن عياض: "المؤمن يَستر وينصح، والفاجرُ يَهتِك ويُعَيِّر". وما أكثر الذين يفضحون باسم الإسلام، وباسم الحرص على دعوته وتعاليمه!
3- بُغضُ الذنب لا صاحبَ الذنب:
قال أبو الدرداء لقومٍ يَسُبُّون رجلاً أذنب: "لا تَسُبّوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا: أفلا تَبْغُضُه؟ قال: إنما أبغُضُ عَمَلَه، فإذا تركه فهو أخي".
4- إشعار المنصوح بالرغبة الصادقة في هدايته، مع الدعاء له بالهداية:
«إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي برجل قد شرب الخمر ، فقال : اضربوه ، فمنا الضارب بيده ، والضارب بثوبه ، والضارب بنعله ، ثم قال : بكتوه ، فأقبلوا عليه يقولون : ما اتقيت الله ؟ ! ما خشيت الله ؟ ! وما استحييت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ ! فقال بعض القوم : أخزاك الله ! قال : لا تقولوا هكذا ! لا تعينوا عليه الشيطان ، ولكن قولوا : اللهم ! اغفر له ، اللهم ! ارحمه » [قال الألباني في تخريج مشكاة المصابيح/3548: إسناده صحيح].
5- أن نعلم أنّ مهمّتنا هي الدعوة بالحكمة وبالنصيحة والموعظة الحسنة:
فلسنا قُضاةً على إيمان الناس، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة} [الحجرات:10].
اللهم ألهمنا السداد والرشاد، والنُّصحَ بحقه.. اللهم آمين.
محمد بسام يوسف
- التصنيف:
- المصدر: