لن تحصل على الكل ولن تنسحب

منذ 2013-07-23

لابد من أخذ معطيات الواقع في الحسبان، وأن يراعي كل منا حجمه الحقيقي في الحدث، وأن يبني تطلعاته على إمكاناته لا على أمنياته!!


بموجب ما لك من إمكانات قد تكون جزءًا من المشهد خلف جماعة كبيرة مهيمنة، ويكون هذا أفضل خيارٍ لفكرتك.. لقضيتك.. لهويتك.

وبعضهم يحزنه أنه جزء من المشهد.. أنه "لونٌ واحد في لوحةٍ يرسمها غيره" ومن حق كل ذي فكرة أن يطمح في أن يكون هو الكل .. أن يكون هو مَن يرسم اللوحة، من يستفيد من إمكانات غيره.، ولكن ذلك لا يأتي بالتمني.

لابد من أخذ معطيات الواقع في الحسبان، وأن يراعي كل منا حجمه الحقيقي في الحدث، وأن يبني تطلعاته على إمكاناته لا على أمنياته!!


ومنطق أولئك الذين يريدون أن يكونوا هم من يرسم المشهد وغيرهم لون يُستعمل منطقٌ يستبطن الحزبية، وأن النجاة لن تكون للأمة إلا من خلال تقويض تلك الجماعة التي تتصدر المشهد وإقامة تلك الطريقة التي هي على هامش الحدث.. التي لا تأخذ حجمها الطبيعي في الحدث كما يظن أصحابها.

وإن مزيدًا من التدبر في خطاب هؤلاء، وحال هؤلاء، يبين لنا أنه حالة ذهنية أكثر منها واقعية، فلا يمكنهم أن ينسحبوا من المشهد حتى يعدوا أنفسهم ويصيروا كلًا يفرض رؤيته على الحضور، ويصير هو من يرسم اللوحة وغيره ألوان فرعية يُرسم بها. فأنت وأنا دائمًا جزء من مشهدٍ ما؛ وهذا ما يتحدث عنه الفقهاء تحت مسمى خير الخيرين وشر الشرين، فالعاقل هو الذي يختار خير الخيرين ويتجنب شر الشرين. فعلينا أن نختار من الخيرين أفضلهما ومن الشرين أهونهما، إذ لا يمكننا أن ننعزل بعيدًا في فضاءٍ وحدنا، نبني فيه قواعد مجدنا.

وإننا حين ندقق أكثر في حالهم ومقالهم نجد أنها كثيرًا ما تكون حالة من افتعال المبررات الشخصية للتخلي عن تبعات المواجهة الحالية. {
وَاللَّـهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]. أسأل الله العظيم للجميع رشدًا.

 

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 1,300

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً