معركة فاصلة.. هل آن أوان العصيان المدني..
أتساءل : هل آن أوان تطوير المليونيات والاعتصامات و إعلان العصيان المدني؟
وإلى متى تظل حركاتنا مبتورة لا تتطور..
أتصور أن الملايين الحاشدة التي خرجت في كل أنحاء مصر يوم الجمعة الماضية كانت كافية لإعلان العصيان المدني.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة - أحداث عالمية وقضايا سياسية -
لست أدرى نسبة من يدركون أن المعركة الدائرة في مصر الآن هي أهم وأخطر معركة في تاريخها كله. منذ فجر التاريخ إلى الآن. معركة الاستقلال الحقيقي الذي يؤهلها لقيادة العالم .. لكن الذي أدريه..إنه كلما صغر السن وقل الجاه وتواضع المنصب وازداد الفقر كلما زاد الوعي والإدراك لهذه الحقيقة.. وأن وعي بقية الأمة مغيب بشكل مأساوي..
ليست المعركة بين الإخوان والع
سكر.. ولا بين التيار الإسلامي والليبراليين والعلمانيين.. ولا بين الدكتور محمد مرسي والسيسي.. وإنما هي معركة الاستقلال المصري الحقيقي الذي لم تحصل عليه أبدا.. لا مع عمر مكرم ولا 1882 ولا 1991 ولا 1952 ولا حتى ثورة 25 يناير.. التى تمحى الآن نهائيا بالانقلاب العسكري.. أما دور السيسي فلا يتجاوز دور المندوب السامي للصليبية الصهيونية العالمية في مواجهة عملية التحرر الكاملة التي يمثل الإسلام محركها الرئيسي بل الوحيد. مندوب سام مصري.. ندفع أجره وتكاليفه ومضاعفاته بدلا منهم.. كرومر مصري.. بل لكم كان كرومر رحيما وعاقلا!!..
بل إنني أتصور أحيانا رغم إدانة بلا حد للسيسي فإنني أشك أنه يدرك حقيقة الدور المدمر الذي يقوم به ضد الجيش والدولة والأمة والدين.. وضد الجغرافيا والتاريخ. لقد أغراه الخرز الملون ورقائق الصفيح الذهبية اللامعة فباع نفسه وجيشه ووطنه ودينه.
المعركة هائلة..
وفاصلة..
وليس لدي أي شك من النصر فيها.. فذلك وعد الله.. لكن ما لا أعرفه هو موعد النصر.
========
أخبرني أصدقاء أثق فيهم أن أنصار أمريكا وإسرائيل.. أقصد أنصار مبارك..أقصد أنصار السيسي في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية لم يتجاوز ثلاثين ألفا نصفهم من الجنود..لكن الفوتوشوب والضمائر الخربة حولتهم إلى ثلاثين مليونا.. معظم من يقولون ذلك يعلمون أنهم كاذبون.. أما من يصدق فعلا فلا ريب عندي في حموريته التي يعبر أحمد مطر عن استنكار الحمير لها:"إن حموريتنا تأبى أن يلصق بها هذا العار"
لم يكن السيسي ينتظر عددا حقيقيا ولا تفويضا.. فبنود الخطة موضوعة منذ زمان طويل.. لكنها المكسرحية التي تمثل على المسرح الآن رغم أن الرواية مؤلفة منذ زمان طويل وأن عمليات الإخراج والديكور تعد طيلة الشهور الماضية وأننا الآن نشاهد العرض بعد المونتاج.
==========
لست أدرى كيف يفكر السيسي ومن حوله.. لكنهم حتى إن نجحوا في فض الاعتصامات فسوف تعود الملايين للاعتصام بعد ساعات قليلة في نفس الأماكن أو في أماكن أخرى.
فرية تركيز الصراع مع الإخوان تنكشف كل يوم والثورة تنتقل الآن لكل فئات المجتمع. وهي فئات أخرى مقاومة شجاعة لا تهاب الموت وستواجه وتنتصر ولن تتصرف تصرف أجيالنا السابقة التي تصرفت كالدجاج الأبيض في قفص ينتظر الذبح دجاجة بعد دجاجة. لم يعودوا دجاجا أبيض بل نسورا جارحة قادرة على المقاومة والانتصار.
لذلك فإن الأخطر فعلا هو نجاح خطة فض الاعتصامات وأسر الزعماء.. حين يتحول ملايين الشباب إلى قنابل مشحونة بالغضب والرغبة في الرد والانتقام والانتصار.. بلا زعامات تنظم وتكبح وتردع. وبلا اتصالات تكشفهم أو تجمعات تؤدي إلى كشفهم ومواجهتهم..
============
أتساءل : هل آن أوان تطوير المليونيات والاعتصامات و إعلان العصيان المدني؟
وإلى متى تظل حركاتنا مبتورة لا تتطور..
أتصور أن الملايين الحاشدة التي خرجت في كل أنحاء مصر يوم الجمعة الماضية كانت كافية لإعلان العصيان المدني.
د. محمد عباس