دور الشيعة في تقويض الحكم السني

منذ 2013-08-04

الصراع بين الشيعة الروافض وأهل السنة صراع وجودي، وهو صراع قديم قِدم الإسلام ذاته، تولّى كِبْره ثلة من المنحرفين بقيادة رأس الفتنة عبد الله بن سبأ، اليهودي الذي ادّعى الإسلام، وذهب لينشر سمومه بين المسلمين، تحت ستار التشيع، وحب آل البيت، وموالاة سيدنا علي رضي الله عنه، ثم حمل لواء النفاق بعده جماعة من المبطلين إلى أن قامت لهم دولة.


الصراع بين الشيعة الروافض وأهل السنة صراع وجودي، وهو صراع قديم قِدم الإسلام ذاته، تولّى كِبْره ثلة من المنحرفين بقيادة رأس الفتنة عبد الله بن سبأ، اليهودي الذي ادّعى الإسلام، وذهب لينشر سمومه بين المسلمين، تحت ستار التشيع، وحب آل البيت، وموالاة سيدنا علي رضي الله عنه، ثم حمل لواء النفاق بعده جماعة من المبطلين إلى أن قامت لهم دولة.

فمنذ ظهور هذه الشخصية -السبئية- الحاقدة ولمسألة الصراع بين الإسلام والكفر طابع مختلف إلى حدٍ ما، حيث تحوّل الصراع من كونه صراع "خارجي/داخلي"، بين كفر وإيمان، إلى صراع "داخلي/داخلي"، بين نفاق وإيمان، ولهذا كثرت الاضطرابات والفتن، ودخل المسلمون في تطاحنٍ محموم بين أنفسهم، قبل أن يكون بينهم وبين أعدائهم من خارج المشهد الإسلامي.

وهو صراع أشد ضراوته؛ لنفاق الطرف الآخر، وتقيته، وخداعه المستتر، فالشيعة قوم بهت تعودوا على العمل في الخفاء والظلام، ومهادنه أهل الإسلام، إلى أن يتمكنوا، فإن تمكنوا قلبوا ظهر المجن، وظهروا للمسلمين بشرِّ مظهر، وقد تكرر هذا المشهد على مرّ التاريخ مراتٍ ومرات، سنكتفي في هذا المقال بالتحليق سريعاً على عدد منها، لبيان أثر الشيعة في تقويض الحكم السني، ومحاولاتهم الدؤوبة لإسقاط دُول الخلافة الإسلامية.

بادئ ذي بدء نشير إلى أن للشيعة عقيدة خبيثة تدفعهم دفعاً إلى أخذ هذا المنحى؛ وهذه العقيدة تقوم في الأساس على تكفير كل من لم يؤمن بولاية الأئمة الاثنى عشر، وعلى هذا الأساس يرى الشيعة كفر جميع أهل السنة، وبناء على هذا الأمر أيضاً يرون أن أموال أهل السنة ودمائهم وأعراضهم حلال لهم، بل ويرون نجاستهم، وبناء عليه تحوّل خيارهم الوجودي إلى خيار مصادم لأهل السنة وساعٍ إلى تقويض ملكهم، وهدمِ دولتهم في سبيل إقامة مملكتهم المجوسية الساسانية الصفوية.

يقول محدِّث الشيعة الشيخ الصدوق فيما يخص تكفير الجاحد لإمامة الأئمة: "واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده عليهم السلام أنه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدًا ممن بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله" (1).

والجاحد للأنبياء أو لنبي منهم كافر لا شك في ذلك.

ظهرت منذ اللحظات الأولى في مسيرة الدولة الإسلامية أمارات ودلالات على خيانة الشيعة لأهل السنة، وسعيهم إلى تقويض ملكهم ومملكتهم، وقد ظهر ذلك مع علي بين أبي طالب نفسه، وهو إمامهم المُكرَّم -كما يزعمون- بل رأس أئمتهم -وعليه والوا وعادوا، وعلى ولايته عقدوا مقصلة الإيمان والكفر، وأخرجوا جموع أهل السنة من الإسلام- حيث غدر به أهل العراق أكثر من مرة، وتخاذلوا عن نصرته، سيما أتباع عبد الله بن سبأ.

والأمر ذاته حدث مع الحسن بن علي والحسين بن علي رضي الله عنهم، حيث أغر العراقيون الحسن بنصرتهم له، ثم تخاذلوا وغدروا، حتى أخذوا ماله وابتغوا قتله (رسالة الاعتقادات، للشيخ الصدوق: [ص:103])، والأمر ذاته حدث مع الحسين حيث تنكر الكوفيون له وخذلوه مقابل أموال ابن زياد (العالم الإسلامي في العصر الأموي، لعبد الشافي عبد اللطيف: [ص:473]).

هذا عن وعود الشيعة وخياناتهم لأئمتهم، أما ما فعلوه مع مخالفيهم من المسلمين ودول الإسلام، فأدهى وأعظم؛ فكانوا يسلكون في هذا الأمر مسلك التقية حتى إذا تمكنوا انقلبوا على الدولة التي ترعاهم والحاكم الذي وثق فيهم ومكّن لهم، ومالوا إلى عدو المسلمين، سيما النصارى، وقد تكرر هذا الأمر في أكثر من مشهد وأكثر من مرحلة.

يقول ابن تيمية واصفاً حال الشيعة مع أهل السنة: "وقد رآهم المسلمون بسواحل الشام وغيرها إذا اقتتل المسلمون والنصارى هواهم مع النصارى، ينصرونهم بحسب الإمكان، ويكرهون فتح مدائنهم، كما كرهوا فتح عكا وغيرها، ويختارون إدالتهم على المسلمين حتى أنهم لما انكسر عسكر المسلمين سنة غازان سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وخلت الشام من جيش المسلمين عاثوا في البلاد، وسعوا في أنواع من الفساد؛ من القتل، وأخذ الأموال، وحمل راية الصليب، وتفضيل النصارى على المسلمين، وحمل السبي والأموال والسلاح من المسلمين إلى النصارى، فهذا أمر مشهود من معاونتهم للكفار على المسلمين ومن اختيارهم لظهور الكفر وأهله على الإسلام وأهله" (منهاج السنة النبوية لابن تيمية: [6/ 374-375]).

ومن أمثلة هذه الخيانات ما ذكره ابن كثير في قصة مقتل الطواشي؛ حيث ذكر أن الطواشي مؤتمن الخلافة الفاطمية في مصر قد "كتب من دار الخلافة بمصر إلى الفرنج ليقدموا إلى الديار المصرية، ليخرجوا منها الجيوش الإسلامية الشامية. وأرسل الكتاب مع إنسان أمن إليه، فصادفه في بعض الطريق من أنكر حاله، فحمله إلى الملك صلاح الدين، فقرره، فأخرج الكتاب، ففهم صلاح الدين الحال، فكتمه، واستشعر الطواشي مؤتمن الدولة أن صلاح الدين قد اطّلع على الأمر، فلازم القصر مدة طويلة، خوفاً على نفسه، ثم عنَّ له في بعض الأيام أن خرج إلى الصيد، فأرسل صلاح الدين إليه من قبض عليه، وقتله، وحمل رأسه إليه" (البداية والنهاية، لابن كثير: [12/ 257-258]).

فقد سعت الدولة الفاطمية إلى تقويض الحكم السني من خلال تعاونها مع الفرنجة، وحدث ذلك مع صلاح الدين الأيوبي عندما تولّى حكم مصر وأوهن الحكم الشيعي بها، وقصة الطواشي السابقة واحدة من عشرات القصص التي تحكي لنا خيانة هذه الدولة وتآمر أتباعها على الإسلام والمسلمين.

ولم تختلف دولة القرامطة في منحاها التآمري عن الدولة الفاطمية بل ربما فاقت في شراستها وبغيها، ومن القصص المفجعة التي رواها المؤرخون قصة المقتلة التي أعدها القرامطة للحجيج في بيت الله الحرام، وأخْذهم للحجر الأسود.

وفي ذلك يقول ابن كثير: "وفي سنة 317هـ خرج القرامطة إلى مكة في يوم التروية فقاتلوا الحجيج في رحاب مكة وشعابها، وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة، وقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وجلس أميرهم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة والرجال تُصرَع حوله والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام؛ ولما قضى القرمطي اللعين أبو طاهر أمره، وفعل ما فعل بالحجيج؛ أمر رجلاً من رجاله بأن يقلع الحجر الأسود، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة، حتى ردوه في سنة 339هـ" (المرجع السابق: [11/ 160-161]).

وعلى يد ابن العلقمي قامت أكبر مذبحة للمسلمين على مرّ التاريخ، وقد وصفها ابن تيمية بقوله: "لم يُر في الإسلامِ ملحمةٌ مثلَ ملحمةِ التركِ الكفارِ المسمين بالتترِ" (منهاج السنة، لابن تيمية: [3/38]).

ففي هذه الملحمة تآمر الوزير الشيعي ابن العلقمي على الدولة العباسية، وساعد التتار على قتل المسلمين، رغبة منه في هدم الدولة الإسلامية، وإقامة دولة شيعية رافضية.

حيث "كاتب التتارَ، وأطمعهم في أخذِ البلاد، وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقةَ الحال، وكشف لهم ضعف الرجال" (البداية والنهاية، لابن كثير: [13/202]).

ثم حاك خطة مع ملك التتار ليمكنه من الخليفة العباسي المستعصم، وبالفعل تم له ما خطط له، وتمكن ملك التتار من خليفة المسلمين وسبعمائه آخرين من القضاة والعلماء والأمراء والأعيان، فقُتِلوا جميعاً ثم حدثت بعد ذلك الملحمة الكبرى التي راح ضحيتها غالبية أهل بغداد عدا اليهود والنصارى، ومن احتمى بهم، أو بدار ابن العلقمي الخائن.

وشارك في هذه المؤامرة الشيعي الرافضي نصير الدين الطوسي، فقد كان ضمن خدم ملك التتار وأعوانه، يقول ابن كثير: "الخواجا نصير الدين الطوسي وزر لأصحاب قلاع الألموت من الإسماعيلية، ثم وزر لهولاكو، وكان معه في واقعة بغداد" (المرجع السابق: [13/267]).

وعن عدد من قتل في هذه الغدرة يقول ابن كثير: "وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة؛ فقيل: ثمانمائة ألف، وقيل: ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل: بلغت القتلى ألفي ألف نفس، فـ {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة من الآية:156]، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" (المرجع السابق: [13/202]).

وفي العصر الحديث أسهم الشيعة بشكل كبير في ضياع كثير من الدول الإسلامية كأفغانستان والعراق وسوريا، وفي نشر الفتن والقلاقل في دول أخرى، وفي سبيل ذلك تعاونوا مع كل كاره للإسلام والمسلمين.

ففي أفغانستان تكرر التآمر الشيعي على دولة الأفغان الفتية، وكادوا لأهل السنة هناك، حيث قام شيعة أفغانستان المتركزون في ولاية باميان وسط البلاد بالتحالف مع الروس في الغزو الأول للأراضي الأفغانية، وحالوا بين المجاهدين وبين الأهداف الأفغانية، كما قام الشيعة بالتجسس على المجاهدين لصالح الروس.

ونفس الدور قاموا به حيال الغزو الأمريكي لأفغانستان، وزاد الأمر بازدياد الدعم الإيراني للشيعة الأفغان، وبفضل خيانات شيعة إيران وأتباعهم في أفغانستان، تم للأمريكان ما أرادوا من إنهاء الحكم الطالباني السني، وخلعه من الأراضي الأفغانية.

وفي العراق تحالف محوري الشر: شيعة إيران، وصليبي أمريكا، ليتحول المشهد العراقي إلى مشهد عبثي تتحكم فيه القوى "الشيعية/الصليبية"، في مقابل الإقصاء التام للسنة ولكل ما هو سني، إلى غير ذلك من الإجراءات التعسفية التي أسهمت بشكل كبير في تغيير المشهد السياسي والديمغرافي للدولة العراقية.

وأكد هذه الحالة التآمرية محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية حيث قال في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية سنوياً بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 15/1/2004م، قال إن بلاده: "قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق"، ومؤكدا على أنه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة"!

ومن أكثر المشاهد التآمرية ضراوة على الدول الإسلامية ما بدأته أسرة الأسد النصيرية في سوريا منذ ما يقرب من أربعين عاماً، حيث سامت هذه الأسرة السوريين سوء العذاب، فقتلتهم، وشردتهم، وتآمرت مع الصليبيين، وطمست في أهل سوريا -وبينهم- روح السنة إلا قليلا.

ومذبحة حماة 1982م أوضح شاهد على جُرم هذه الأسرة، ففيها تم محاصرة المدينة وقصفها، ما أدّى إلى سقوط ما يقرب من 40 ألف قتيل، واليوم يمارس بشار الأسد ما مارسه أبوه في السابق مع الشعب السوري، خوفاً من تحوّل قيادة هذه الدولة إلى أهل السنة من جديد، بعد هبَّة السوريين الأخيرة التي أحدثت ثورة عارمة في كل أرجاء الوطن السوري.

أما آخر مخازي الشيعة وأدوارهم التآمرية فكان في أحداث الثورة المصرية وما تلاها من أحداث، ويعد ما حدث في 30 يونيو وقبله بقليل ذروة العمل التآمري الشيعي بالتعاون مع أجهزة أخرى، حيث اعترفت صفحة الشيعة المصريين على موقع التواصل "الفيس بوك" بضلوعها في عملية إسقاط الرئيس محمد مرسي، فقالت الصفحة: "كنا نحن المصريين الشيعة من أهم من دعموا وساعدوا حملة تمرد لإسقاط مرسي وإخوانه، وهذه معلومة احتفظنا بها لأنفسنا؛ لمنع أي تشويش على نجاح الحملة".

وأوضحت الصفحة أن المقر الرئيس لحملة تمرد منذ ولادتها هو مقر مركز مصر الفاطمية للدراسات وحقوق الإنسان، وقد انطلقت الحملة من داخل المركز.

كانت هذه تطوافة سريعة على جملة من المخازي والخيانات التي قام بها الشيعة بهدف طمس الوجود السني وإنهائه من الوجود، وهي غيض من فيض، وقطره من بحر، فخيانات الشيعة لا يحصرها مقال، بل لا يكفيها عشرات المجلدات، وفي عصرنا الحالي لا تكاد توجد دولة سالمة من دائهم وشرهم، ففتنتهم في كل مصر وشرورهم لا تكاد بلد تخلو منه، {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون} [الصف الآية:8].

ـــــــــ

الهوامش:

1- (رسالة الاعتقادات، للشيخ الصدوق: [ص:103]).

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

رمضان الغنام

كاتب إسلامي مصري التحصيل العلمي: "باحث بالدكتوراه"، تخصص الدراسات الإسلامية، جامعة طنطا.

  • 1
  • 0
  • 8,716

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً