لماذا يقتلنا الجيش في الشوارع؟

منذ 2013-08-17

لماذا نُضرب ونُقتل في الشوارع رجالًا و نساءً، وأطفالًا و شيوخًا؛ مع التركيز على الملتحين و المنتقبات؟! وهل هذا الذي يجري جديدٌ على مصر؟!


غلى الدمُ في عروقي على إثر مقطع فيديو لتكتل جماهير البلطجية حول أخت منتقبة خرجت من حصار مسجد الفتح وضربهم إياها والله أعلم ما جرى لها غير ذلك!

و مع غليان الدم أذّن العصرُ -و هم قد حوصروا 24 ساعة من عصر يوم 16/8 إلى عصر يوم 17/8-؛ فقمتُ أتوضّأ عالمًا أن الوضوء يُطفىء الغضب! لكن الغضب لله لا ينطفىء أثرُه إلا بشفاء الصدور من القصاص!
حينها بدأت فكرةٌ  أخرى تنمو في خيالي!


و بدأت إجابةُ أحد الأسئلة المصيرية تتكون رويدًا رويدًا في ذهني!

لماذا نُضرب ونُقتل في الشوارع رجالًا و نساءً، وأطفالًا و شيوخًا؛ مع التركيز على الملتحين و المنتقبات؟!
وهل هذا الذي يجري جديدٌ على مصر؟!


هل هذه الممارسات جديدة على نظام العسكر الحاكم منذ 1952؟!
ورأيتُ الإجابة صافية صفاء ماء الوضوء!


إن هذه الممارسات ذاتها ليست جديدة مُطلقـًا!
فقد كان عبد الناصر يقتل الإخوان بعد التعذيب الشديد ويدفنهم في صحراء مدينة نصر آنذاك!

نعم..! موضع مسجد رابعة العدوية حيث جرت مذبحة فضّ الاعتصام!

فما الجديد في قتل الإخوان ومن مع الإخوان في ذات الموضع؟!

لا جديد إلا أنه هذه المرة على رؤوس الأشهاد! وأمام الأعين! وعلى كافة وكالات الأنباء لحظة بلحظة! وقطرة دم بقطرة دم!

"ولقد كان السادات ثعلبًا لا يحب الإيذاء البدني بقدر ما يحب المؤامرات والمكر؛ فسأهمله هُنا ولعلي أتحدث عنه لاحقاً حين أعود لفتح ملف (تدجين وإدارة الحركة الإسلامية) وقد تحوَّر الإخوان فيها من القطبية إلى التلمسانية ونشأت جماعات أكثر تحفظاً وأنشأ الأمنُ جماعات أخرى ليضرب بها الجميع!"

أما مبارك فقد كان يقتل الجهاديين والجماعة الإسلامية بعد التعذيب غير ذي الشبيه على كوكب الأرض! ويدفنهم في مقابر مجهولة! ويغتصب نساءهم أمامهم دافعًا إياهم للاعتراف بحرق روما بدلًا من نيرون لو أراد!
فما الجديد في تعمُّد قنص الملتحين والمنتقبات وإيقافهم و الاعتداء عليهم في لجان البلطجية والجيش والشرطة؟!


لا جديد هذه المرة أيضاً إلا أنه يجري أيضا على رؤوس الأشهاد و أمام أعين الناس! وعلى كافة وكالات الأنباء لحظة بلحظة! وقطرة دم بقطرة دم!

إن أعداد الضحايا اليوم لم تزد عن الأمس! و لكن زادت نسبتها إلى الأيام فقط؛ بمعنى أن السيسي قتل في شهرين ماقتله عبد الناصر في عقدين وفعل لإسرائيل ما لم تكُن تجرؤ أن تحلم أن تحصل عليه من السادات وكذلك اعتقل قدر من اعتقلهم مبارك في عهده؛ لعن اللهُ الحيَّ من أربعتهم  والميِّت!

إذا يا إخوتي باختصار!!
الوضع ليس أسوأ فقط .. هو أوضح!


لقد كنا نذوب شوقًا للشهادة  ونتمناها في كل سجود {وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ المَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ} [آل عمران:143].

وما كان هذا البلاء أصلا إلا {لِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران من الآية:140]!
ولقد كنا في جمع غفير يدعي الشوق لنصرة المستضعفين؛ فلما وجبت النصرة خذلوا المسلمين حتى قتلوا؛ ثم جاؤوا يمصمصون الشفاة يقتلون القتيل ويسيرون في جنازته؛ بل  ويلومونه أنه قُتل! أولئك {الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ المَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران:168]!


ولينقي الله الصف {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ} [آل عمران:141]!
تفسير الوضع كله يتلخص في: أن الله يُقيم الحُجّة على الناس.
يُرينا و يُريهم ما هو نظام مبارك!
فيمتاز الناس إلى فريقين!


فريق يُنكر الباطل و فريقٌ يرى الباطل هو المعروف!
فريق كفر بنظام مبارك، وفريق آمن بذلك النظام الطاغوتي اللعين!


{وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ المُنَافِقِينَ} [العنكبوت:11]؛ وإن الله يعلم المؤمن من المنافق بعلمه المحيط الأزلي، ولكن ليعلمهم علم شهادة على رؤوس الأشهاد يحاسبهم به ويُلقيهم في النار؛ بعد أن كان قد علمه بعلمه الأزلي علم غيب لا يعرف عنه الناس شيئاً ولا يُحاسبهم به!

ليكشف دسائس نفوسهم أمام الناس بعد أن كانت غيبًا؛ يُحسن الناس بهم الظنّ، ويتبعونهم إلى النار حيث يقفون على أبوابها يدعونهم! إن الله يكشف غطاء الباطل في الدنيا ويُرينا نموذج اتِّباع الناس للدجال!

وإن ما نحن فيه رغم كثرة القتل والإفساد؛ لهو هينٌ مقارنة بما يجري لإخواننا في سائر أقطار الإسلام!
ورغم أن القطر المصري مُرشّح لإحدى سيناريوهات الدم: الليبي أو السوري؛ إلا أنني أرى بعين قلبي قُرب العافية و كسر الانقلاب.


أرى أن الفريق الذي كفر بنظام مبارك يتكون من أخلاط متعددة متخالفة هو الآخر، وينقسم هو الآخر إلى فريقين: فريق يؤمن بالديموقراطية؛ وفريق يكفر بها.

لذلك لابد من مرحلة أخرى من الصراع ستأتي بعد كسر الانقلاب؛ مرحلة الصراع بين الإسلام الصافي وبين الجاهلية بنكهة الإسلام.

إنني أحسبُ من اليوم حسابًا لمواجهة الفتنة القادمة باكتساح بعد تمكُّن الفريق الذي كفر بنظام مبارك لكن لا يزال جزء منه يؤمن بنوع آخر من الجاهلية (الديموقراطية).


إسلام أنور المهدي
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 35
  • 0
  • 7,716
  • Ahmed Ganem

      منذ
    هل هؤلاء الاخوان غير مسلحون هل اعتدى احد عليهم النساء والمنتقبات الاخوانيين ليسو الا كالاخوان دعاة حرب وانقسام ولن يعود الاسلام كما كان وهؤلاء هم المدافعون عنه
  • Ahmed Mohamed

      منذ
    نحن كما قال سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم في اخر الزمان تكثر الفتن ويكثر القتل ولا يعرف الناس الحق من الباطل اللهم احقن دماء المصريين والمسلمين في كل مكان وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً