كيف يسود الحب والود بين أبنائك؟

منذ 2006-06-20

أولاً: اعلم متى تطبع القبلة وتوزع الحب..
جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل له ابنان فقبّل أحدهماوترك الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فهلا ساويت بينهما؟»، إذاًلا تنسى في المرة القادمة التي تريد أن تقبل فيها أحد أبنائك أو تضمه إلىصدرك، وتعطف عليه بالحب والحنان، ولا تنسى أن عليك أن تفعل ذلك في وقت لايلحظك فيه أبناؤك الآخرون، وإلا فإن عليك أن تواسي بين أبنائك في توزيعالقبلات، ويعني ذلك إذا قبّلت أحد أبنائك في حضور إخوانه الصغار حينئذ لابد أن تلتفت إليهم وتقبلهم أيضًا وإن لم تفعل بالخصوص, إذا كنت تكثر منتقبيل أحد أبنائك دون إخوانه, فكن على علم أنك بعملك هذا تكون قد زرعتبذور الحسد وسقيت شجرة العدوان بينهم، لذلك يقول صلى الله عليه وسلم» اعدلوا بين أولادكم، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف«


ثانيًا: احذر مشكلة أخوة يوسف..
عندما يولد الطفل الثاني ويأخذ بالنمو والكبر ويدرك ما حوله، لا يجد الوالدين منحوله فحسب بل يجد كذلك في الميدان أخاه الأكبر الذي سبقه في الميلاد والذييفوقه قوة ويكبر عنه جسمًا ووزنًا, وكلما كبر أدرك أنه أصبح في مرتبةثانوية في المعاملة تتضح له من الأمور الآتية:


نعطي له اللعب القديمة بعد أن يكون أخوه قد استلمها جديدة واستعملها أمامه، ونعطي له كذلك ملابس أخيه القديمة بعد أن تصبح غير صالح للاستعمال إلا قليلاً.


والذي يزيد الطين بلة ميلاد طفل ثالث في الأسرة يصبح موقع رعاية جديدة من الوالدين فيقل لذلك مقدار الرعاية التي كانت توجه إليه، وهنا يأخذ الطفل الثاني ترتيبًا جديدًا بين الإخوة ويصبح طفلاً وسطًا، وإن مركز الطفل الأوسط لا يحسد عليه إذ إنه يكون مهاجمًا من الأمام (عن طريق الأخ الأكبر) ومن الخلف (عن طريق الأخ الأصغر) أما الطفل الأخير في الأسرة فإن مركزه تحدوه العوامل التالية:


أولاً : أن هناك اختلافًا في معاملة الوالدين له عن بقية الإخوة والأخوات وميلاًلإطالة مدة الطفولة؛ لأن الوالدين حينئذ يكونان غالبًا قد تقدم بهما السنوأصبح أملهما في إنجاب أطفال جدد محدودًا.


وفي بعض الحالات نجد أنالطفل الصغير الأخير يكون موضع رعاية خاصة و (دلال) الوالدين أو من أحدهماوهنا تدب نار الغيرة والحقد في نفوس إخوته، وتذكرنا هذه الحالات بقصة يوسفعليه السلام وما تعرض له من إيذاء نتيجة كره إخوته له، لإيثار والديه لهبالعطف الزائد.

ثالثًا: لا تفاضل إلا بالحكمة
نجد أن بعض الآباء يزدادون حبًا وعطفًا على أحد أبنائهم دون إخوته الآخرين، ليس لأنه الأجمل أو الأكبر أو الأخير وإنما لأنه الأفضل نشاطًا وعملاً وخدمة لوالديه.


هنا لا بأس بهذا كأن يقول الأب لأبنائه على سبيل المثال "لا بارك الله فيكم، إنكم جميعًا لا تساوون قيمة حذاء ولدي فلان"، أو يقوم باحترام ابنه والاهتمام به دون إخوانه أو أخواته، بينما الطريقة الإيجابية تقضي بأن يقوم الأب بمدح
الصفات التي يتحلى بها ابنه الصالح دون ذكر اسمه أو حتى إذا ما اضطر إلى ذكر اسمه فلا بد أن يقول لهم مثلاً:


إني على ثقة من أنكم ستتخذون حذو أخيكم فلان في مواصفاته الحميدة، ولا شك ياأبنائي أن لكم قسطًا من الفضل في مساعدتكم أخاكم حتى وصل إلى هذه الدرجةمن الرقي والتقدم والكمال.


والتفاضل لا يعني إعطاء أحد الأبناء حقوقًاأكثر، وفي المقابل سلبها من الأبناء الآخرين، كأن يعطي الابن المتميزطعامًا أكثر، أثناء وجبة الغذاء، أو أن تقدم إليه الملابس الأجود واللوازمالأفضل، فإن هذه الطريقة هي طريقة الحمقى والذين لا يعقلون.


إذًا إن آخر ما نريد قوله هو الملاحظة الجيدة لكيفية توزيع الحب بين الأبناء.

رابعًا: بيِّن أهمية الأخ لأخيه
إذا كنت ترغب أن يسود الحب والود بين أبنائك فما عليك إلا أن تبين أهمية الأخ لأخيه وتشرح له عن الفوائد الجمة التي يفعلها الإخوان لبعضهم البعض.


وهنا يجدر بك أن تسرد لأبنائك الأحاديث التي توضح تلك الأهمية التي يكتسبهاالأخ من أخيه، إذًا فالأخ هو الساعد الأيمن لأخيه، وقد تجلى ذلك أيضًا فيقصة موسى حينما قال: {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي . هَارُونَأَخِي . اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي . وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طـه:29 ـ 32].


بهذه الطريقة تكون قد أشعرت ابنك بأهمية أخيه, وبالتالي تكون قد شددت أواصر العلاقة والمحبة بينهم.

خامسًا: اسقِ شجرة الحب بينهم
ولكن كيف يتم ذلك؟


اسمع تأتيك الإجابة على لسان أحد الآباء:


"
لقد رزقني الله عز وجل الوليد الثاني بعد أن جاوز عمر الأول السنتين، وحمدت الله تعالى كثيراً على ذلك، وكما هو الحال عند كل الأطفال أخذ ولدي الأول يشعر تجاه أخيه كما يشعر الإنسان تجاه منافسيه، وكان ينظر إليه باستغراب ودهشة وعدم رضا، وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيلته تقول:


لماذا احتل هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمي مني؟


وبدأ الحسد والغيرة يدبان في نفسه, حتى أنه تسلل إليه وصفعه وهو في مهده, لقدكانت تلك هي آخر صفعة، حيث أدركت على الفور أنه لا بد من وضع حل ناجح يمنعالأذى عن هذا الرضيع. فكرت بالأمر مليًا حتى اهتديت إلى فكرة سرعان ماحولتها إلى ميدان التطبيق حيث جئت ببعض اللعب الجميلة والمأكولات الطيبةووضعتها في المهد عند طفلي الرضيع, ثم جئت بولدي الأكبر، وأفهمته بالطريقةالتي فهمها الأطفال أن أخاه الصغير يحبه كثيرًا، وقد جاء له بهدايا حلوةوجميلة ثم أمرته بأن يأخذها منه فأخذها وهو فرح مسرور.


ومنذ ذلك اليوم لم أترك هذا الموضوع، حيث أوصيت زوجتي أن تقدم لابننا ما تريد أن تقدمه باسم الابن الصغير.
وكل يوم كان يمضي كان ولدي الأكبر يزداد حبًا لأخيه حتى وصل به الأمر إلى البكاءعليه فيما لو أخذه أحد الأصدقاء، وقال له مازحًا: إنني سأسرق أخاك منك،والعكس صحيح.. ادفع الكبير إلى أن يقدم الهدية للصغير، وهكذا اسقِ شجرةالحب بينهم.

سادسًا: اقضي على الظلم والحسد بينهم
ابحث عن أسبابالشقاق وبواعث الحقد والخصام بين الأبناء ثم اقتلها من الجذور وازرعمكانها رياحين المودة والإخاء. ومن أسباب الخصام السيئة هي: الاعتداءوالظلم والحسد.


فلو كان أبناؤك يعتدون على بعضهم البعض ويمارسون الظلموفي صدروهم يعشش الغل والحسد، حينئذٍ فلا غرابة إذا لم تجد فيهم الحبوالود والإخاء. مثال: أحيانًا نجد الأخ الكبير في العائلة يصبح مستبدًاإلى آخر حد، يقوم بأحكام سيطرته الحديدية على أخواته مكسورات الجناح وكأنهسلطان جائر. هنا لابد أن يتدخل الأب ويفك القيد ويرفع الظلم وإلا فالأبناءكلهم سيصبحون على شاكلة أخيهم الكبير، لأن الأجواء الملتهبة تخلق من أفرادالأسرة وحوشًا ضارية تضطر الكبير أن يستضعف الذين هم أصغر منه، وهكذابالتسلسل حتى آخر طفل.

سابعًا: اجعل الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات
كثيرًا ما يحدث أن يتشاجر طفلان على لعبة معينة ويبدأ كل منها يجر اللعبة، هناعلى الأم أو الأب أن يسرع إلى والديه ويحاول أن يرضي أحد الطرفينبالتنازل.. مثل أن يقول لهما: ليلعب كل واحد منكما بهذه اللعبة نصف ساعةواحدًا بعد واحد'. (ترانيم النفس عالم بلا مشاكل)


ماذا أفعل عندما يتشاجر الأولاد؟!
1ـ إذا كان أحد الأولاد عرضة للإصابة بأذى جسدي فعليك أن تتدخل فورًا حتى تمنع الخطر.


2
ـ بعد تحقق الهدوء حاول أن تقضي وقتًا قصيرًا في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة.


3
ـ إذا لم يكن هناك ضرب أو استعمال العضلات في النزاع فلا حاجة إلى المسارعةللتدخل وحل النزاع، فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعات والخلافات, فهميتعلمون منها أمورًا كثيرة ويفرغون طاقاتهم.


4
ـ تذكر أن الخلاف بين الأولاد ليس كله ضارًا وليس بالسوء الذي يبدو للكبار.


5
ـ حاول ألا تنحاز مع أحد الأولاد ضد الآخر، أشعر الكبير أن عليه أن يعطف علىأخيه الصغير واطلب منه أن يخبرك فورًا إذا كان قد حاول الصبر ولم يتمالكنفسه .


6
ـ ساعد الصغير على أن يحترم الكبير وألا يحاول إزعاج الولد الأكبر فينتقم منه.


7
ـ لا تسرع بمعاقبة المذنب فإن ذلك ينمي بينهم روح الغيظ والانتقام.


8
ـ لا تقارن الواحد منهم بالآخر فتقول لأحدهم: إن أخاك كان أفضل منك عندما كان في سنك.


9
ـ أفضل طريقة لامتصاص ثورة الشجار أن تدفعهم فورًا إلى عمل إيجابي كمساعدة الغير أو دعوتهم إلى مساعدة أمهم أو ما شابه.


10
ـ على الأم المحافظة على هدوئها قدر الإمكان أثناء غضب ابنها أو مشاجرته مع إخوته.


11
ـ على الأبوين أن يكونا قدوة حسنة فيقلعوا عن عصبيتهم وثورتهم لأتفه الأمور أمام الأبناء.


12
ـ لا تدع ابنك يذوق حلاوة الانتصار بتحقيق الرغبة التي انفجر باكيًا من أجلها.

  • 3
  • 0
  • 41,735

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً