بين الفقيه الدكتور أحمد طه ريان، والمفتي السابق (اعتذار واجب)
أحمد سعد الدمنهوري
أنا آسف يا فضيلة المفتي بحق، مولانا وسيدنا الشيخ ريان!
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
كنت حريصًا على الحضور -قدر الإمكان- لكل من الشيخين: المفتي السابق والدكتور الفقيه المالكي المعروف (أحمد طه ريان) حفظه الله، وعملتُ معهما لفترة في موسوعة الفقه الإسلامي التي كان رئيس لجنتها الدكتور ريان ولم يكن (جمعة) إلا عضوًا فيها كغيره، ورأيتُ الدكتور (جمعة) قبل أن يتولّى المنصب يُقبّل يد الدكتور (أحمد طه ريان) ويقول: شيخي!
حكى لنا الدكتور ريان في إحدى الجلسات الخاصة أن الافتاء عرض عليه مرتين، وقال إنهم كانوا يستدعونه إلى إحدى الأماكن فيُسأل عن رأيه في مسألة فوائد البنوك (القول بحلها شرط من يتولّى المنصب) فكان الرجل يُجيب بما يُرضي ربه ويعتذر عن قبول المنصب (وفي المسألة تفاصيل أخرى ورؤى وإشارات ربانية لا وقتَ لها الآن).
بعد الاعتذار الأول تولّى المنصب الدكتور نصر فريد، وبعد الثاني تولّى المنصب الدكتور علي جمعة!
لكن موقف الشيخ الجليل من الإثنين بعد توليهما المنصب لم يكن واحدًا، ففي حين لم يتحدّث تقريبًا إلا بالمعروف من مواقفه في عهد الدكتور نصر، وجدته حانقًا على (جمعة) أشدّ الحنق!
سافرتُ خارج البلاد وانقطعتُ عن الدكتور ريان -وإن كنتُ حريصًا على زيارته في الإجازات-، وقد أهداني في إحداها كتابه (فتنة المال) الذي يرد به على فتاوى (جمعة) وعلمتُ من أحد تلامذته أنه يدعو في دروسه على (جمعة) لشدة ما يشذّ في الفتاواى ومواقفه المشينة، وكان هذا قبل الثورة بثلاث سنوات.
كنتُ وقتها ما زلتُ أُحسِن الظن بـ (جمعة)، وكنتُ أتحفَّظ على طريقة الدكتور ريان!
لكن يبدو أن هذا العالِم الرباني كان يرى ما لا نرى، ويقرأ ما لا نقرأ بحسّ المؤمن الصادق المتجرِّد للحق.
أنا آسف يا فضيلة المفتي بحق، مولانا وسيدنا الشيخ ريان!