طُرُق الوقاية في الطب النبوي

منذ 2013-08-27

لاشك أن الوقاية خير من العلاج، وفي الطب النبوي طرق كثيرة للوقاية من كل الأمراض، ثبتت فوائدها العظيمة بإقرار أهل الطب في العصر الحديث أذكر هنا ثلاثة علي سبيل المثال لا الحصر، والله المستعان.

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

لاشك أن الوقاية خير من العلاج، وفي الطب النبوي طرق كثيرة للوقاية من كل الأمراض، ثبتت فوائدها العظيمة بإقرار أهل الطب في العصر الحديث أذكر هنا ثلاثة علي سبيل المثال لا الحصر، والله المستعان.

1- الوقاية بنظافة اليدين بغسلهما قبل الأكل:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جُنب توضأ"، "وإذا أراد أن يأكل أو يشرب -قالت- غسل يديه ثم يأكل أو يشرب" (أخرجه النسائي في الطهارة وانظر السلسلة الصحيحة ح:[745]).

2- عدم الإسراف في الطعام والشراب:

لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ» (أخرجه الترمذي في الزهد ح:[2380]، وصحح الألباني إسناده في أرواء الغليل ح:[1983]).

3- التنسيق بين أنواع الأطعمة وتجانسها:

التخليط بين الأطعمة دون النظر إلي تجانسها وفوائدها الصحية وتناول ما يحسنها لأمر شاذّ يقع فيه الكثير من المسلمين ويجب مراعاته حتى لا يتضرر البدن، وهذا أمر ينبه عليه الأطباء في عصرنا هذا، وفي هدي النبي صلى الله عليه وسلم ما يكفي ويشفي.

قال ابن القيم في (الزاد: [4/204]):

"ومن تدبر أغذيته صلى الله عليه وسلم، وما كان يأكله، وجده لم يجمع قط بين لبن وسمك، ولا بين لبن وحامض، ولا بين غذاءين حارين، ولا باردين، ولا لزجين، ولا قابضين، ولا مسهلين، ولا غليظين، ولا مرخيين، ولا مستحيلين إلى خلط واحد، ولا بين مختلفين كقابض ومسهل، وسريع الهضم وبطيئه، ولا بين شوي وطبيخ، ولا بين طري وقديد، ولا بين لبن وبيض، ولا بين لحم ولبن، ولم يكن يأكل طعاماً في وقت شدة حرارته، ولا طبيخاً بائتاً يسخن له بالغد، ولا شيئاً من الأطعمة العفنة والمالحة، كالكوامخ والمخللات، والملوحات، وكل هذه الأنواع ضار مولد لأنواع من الخروج عن الصحة والاعتدال. وكان يصلح ضرر بعض الأغذية ببعض إذا وجد إليه سبيلاً، فيكسر حرارة هذا ببرودة هذا، ويبوسة هذا برطوبة هذا، كما فعل في القثاء والرطب، وكما كان يأكل التمر بالسمن، وهو الحيس، ويشرب نقيع التمر يلطف بك كيموسات الأغذية الشديدة وكان يأمر بالعشاء، ولو بكف من تمر".

ثم قال:
"وذكر أبو نعيم عنه أنه كان ينهي عن النوم على الأكل، ويذكر أنه يُقسِّي القلب، ولهذا في وصايا الأطباء لمن أراد حفظ الصحة: أن يمشي بعد العشاء خطوات ولو مائة خطوة، ولا ينام عقبه، فإنه مضر جداً، وقال مسلموهم: أو يصلي عقيبه ليستقر الغذاء بقعر المعدة، فيسهل هضمه، ويجود بذلك. ولم يكن من هديه أن يشرب على طعامه فيفسده، ولا سيما إن كان الماء حاراً أو بارداً، فإنه رديء جداً".

ثم قال:
"ويكره شُرب الماء عقيب الرياضة، والتعب، وعقيب الجماع، وعقيب الطعام وقبله، وعقيب أكل الفاكهة، وإن كان الشرب عقيب بعضها أسهل من بعض، وعقب الحمام، وعند الانتباه من النوم، فهذا كله مناف لحفظ الصحة" ا. هـ

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
 

 

سيد مبارك أبو بلال
 

 

  • 6
  • 2
  • 10,882

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً