مهجَّر .. وذكريات في يوم النكبة
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
أبو منيف يفتح قلبه لـِ (الإسلام اليوم) بعد أن كان على حافة القبر، الزوج باعمصاغ زوجته واشترى بندقية ليدافع عن عقيدته وأرضه.. الزوجة فقدت أطفالها.. والطفل يبحث عن لعبته البسيطة التي مزّقها رصاص الحقد إلى أشلاء.. أماالبيت فأصبح قاعاً صفصفاً بفعل صواريخ القتل والتشريد..
مشهد قد
يبدوخيالياً، إلا أن هذا
وأكثر هو ما حدث فعلاً مع الشعب الفلسطيني عام
48،لنطّلع على المعاناة
ممن عاشها. كان لنا هذا الحوار مع أحد
المهجّرينالفلسطينيين
.
-
صِفْ
لنا طبيعة الحياة في حليقات..
-
هي
قريةمثل أي قرية من قرى
فلسطين تعتمد على الزراعة، أهلها أُناس بسطاء،
يسودبينهم التكافل
الاجتماعي. وأشهر ما في قريتنا أنهم اكتشفوا فيها
النفط،وقد كان هذا في بداية
الأربعينيات، وكانت تنقب عنه شركة فرنسية،
وإلىاليوم هناك من يحملون
بطاقة هذه الشركة، وقبل ثلاثة أو أربعة أعوام
جاءصحفي من جريدة
(شيكاغو تريبيون) وأجرى معي لقاء حول النكبة ونشر
الموضوعفي الجريدة، فاستقبلت
رسالة من شخص في شيكاغو ذكر فيها أنه كان يعمل
فيالشركة، وقد كان
مسؤول العمال، وفعلاً تعرّف بعض من كانوا يعملون
فيالشركة من أهل القرية
على هذا الشخص. قريتنا ذات موقع إستراتيجي لأنه
فيآخر زياراتي لها قبل
الانتفاضة الأولى، حيث كنت أذهب وآخذ معي أبنائي.
رأيت الاحتلال قد وضع
لافتة مكتوباً عليها بالعبري والإنجليزي شرْح
وقائعاحتلال قريتنا،
ومكتوب عليها: باحتلال حليقات تم افتتاح بوابة النقب،
وكانفي بلدنا "مفرزة" أي
كتيبة من الجيش السعودي وكتيبة من الجيش
المصري،والحقيقة أن الجيش
السعودي أبلى بلاءً حسناً في هذه المعركة التي حصلت
فيقريتنا وأوقعت خسائر
شديدة في الاحتلال، ولو أُتيحت الفرصة لأي زائر
فسيرىالنصب التذكاري
للجنود اليهود الذين قُتلوا في قريتنا والقرى
المجاورة،والنصب موجود في قطعة
أرض لنا كانت كرم عنب كما حدثتني
الوالدة.
-
حدّثنا
عن مشهد التهجير..
-
أستطيع وصف المشهد
كما تخيلته من أحاديث الناس التي عايشته؛ لأني
عندماغادرت البلد كان عمري
مابين (8- 9) شهور، ولكن تخيلت المشهد بعد أن
استمعتإليه، بعد الهجمات
على قريتنا؛ ولأنهم كانوا يرغبون في فتح الطريق
باتجاهالنقب من أجل الوصول
إلى البحر الأحمر وخليج العقبة، فكان لا بد من
احتلالقريتنا لأنه لا يمكن
الوصول إلى النقب إلا عبر قريتنا، لذلك كانت
الهجمةعلى قريتنا والقرى
المجاورة، وهي: كوكبة وبرير وبيت طيبة. كانت
الهجمةشرسة واستعملوا كافة
الأسلحة بما فيها الطائرات، اجتاحوا القرية،
والناسكانت تعلم بمذابحهم
التي ارتكبوها في دير ياسين وبيت داراس وبرير،
اجتاحواالقرية بقوة النيران،
فاضطرت الناس للخروج إلى ناحية الغرب إلى
قريةتسمى"بيت
طيبة".
-
قبل
أن يكتمل مشهد التهجير نرجو أن تحدثنا عن المقاومة التي قادها الجيش
السعودي والمصري والثوار الفلسطينيون..
-
حدثت مقاومة شديدة،
وكان الثوار ينتقلون من بلد إلى بلد، والمصيبة أنه
ليسلديهم تمويل، فكان
الرجل تأخذه الحمية فيبيع مصاغ زوجته ويشتري قطعة
سلاح،وكان السلاح بسيطاً
يتمثل في البندقية التي تطلق طلقة واحدة، في
مقابلسلاح الاحتلال
المتطور، وحتى الرصاصة التي يطلقها المقاتل العربي لا
يأتيغيرها، في الوقت الذي
كان الاحتلال يملك مصانع للذخيرة، ناهيك عن
الدعمالذي كان يتلقاه.
كانت المقاومة شديدة، وكانت المقاومة الأكبر من
الجيشالسعودي والمصري،
وكان منهم ضحايا كثيرين، وبعد انسحاب الجيش خرج
الناسخلفه
.
-
خرجتم
إلى "بيت طيبة" وأثناء الطريق ألقت عليكم إحدى الطائرات قنبلة، وأطلقت
النار عليكم. ماذا حدث بعد ذلك؟
-
هذا المشهد لم تخبرني
به الوالدة، هي حاولت أن تحميني وفعلاً كانت
حمايتهالي السبب في إنقاذ
حياتي؛ لأن يدها اليسرى التي كانت تضعها على رأسي
فيهاحفرة كبيرة، وقد
أُصيبت بعدة شظايا، وبعد أن خف الضرب نظرت إليّ فشكّت
أنيفي النّزع الأخير،
نادت ابنها الكبير محمد، وقد كان يجهز نفسه للدراسة
فيالأزهر بمصر، وأختي
الكبيرة كان الناس يحاولوا خطبتها؛ لأنها من
أكثرالفتيات جمالاً، كنا
ثلاثة أولاد وخمس بنات، ووالدي توفاه الله قبل
النكبةإثر عملية
جراحية.
بعد أن أفاقت من حالة
الإغماء التي أصابتها نادت علىأبنائها فلم يجبها
أحد، كانوا جميعاً قد ماتوا، ولم تستطع أن تقوم
لأنإصابتها شديدة فزحفت
فوجدت أبناءها قد استشهدوا، ومنذ ذلك اليوم وإلى
الآنوهي تتألم، لأن
ابنتها الكبيرة، وهي في الرمق الأخير قالت لها:
اسقينيشربة ماء، فلم تجد،
فلما استشهدت بين يديها ظل ذلك جرحاً عميقاً في
قلبها،وكانت كلما جلست
وحدها ذرفت عيناها دمعاً؛ فأعلم أنها تتذكر ذلك
المشهد،بعد ذلك انتشر الخبر
بين الناس فجاء الأقارب فوجدوا أن أشقائي
قداستشهدوا، حتى إنهم
شكّوا باني قد فارقت الحياة، وفي ذلك الوقت لا
يوجدوسيلة نقل إلا
الدواب، فأخذوا والدتي وبجهد كبير نقلوها إلى
المستشفىالعسكري للجيش المصري
في المجدل، وأنا وأشقائي أخذونا للدفن وعادوا
بناعلى عجل ليدفنونا في
أقرب مكان للقرية ظانين أننا سنعود قريباً
إلىقريتنا، وحفروا
حفرتين الأولى للبنات ووضعوهنّ مع بعضهن، والأخرى
للشبابووضعوا أشقائي
وتركوني لأكون آخر من يوضع في القبر، وعندما جاؤوا
لدفنيحملني أحدهم من الجهة
التي أُصبت بها فصرخت فوضعوني على جهة وأثناء
الدفنحدث إطلاق نار شديد
عليهم فتركوني وهربوا من المكان، وبقيت في المكان
فيالعراء وأنا أنزف مع
العلم أن هناك سباع.
ولما أصبح
الصباح كانت هناكامرأة عجوز لا تزال
في القرية فخرجت إلى "بيت طيبة" وهي في طريقها
وجدتنيفحملتني إلى أن وصلت
إلى أول تجمع للناس فعلمت ابن من هذا الطفل، وفي
ذلكالوقت كانت كل الأسرة
قد انتهت، فوالدي ليس له أشقاء إلا أخ أكبر منه
شاركفي حرب تركيا في
اليمن ولم يعدْ، فتولّى أمري أخوالي، لكن كان لي عمة
وهيامرأة عجوز فوق
الستين فأخذتني لتعتني بي وأنا جريح ومكثنا فترة،
ثمانتقلنا بعدها إلى
قرية "نعلية" ثم إلى "الخصاص" ثم ذهب الناس إلى
بيتلاهيا وغزة، وذهبت
أنا وأخوالي وسكنّا في منطقة الشجاعيّة بغزة عند
أناسمن أهل الخير، ومكثنا
فترة إلى ما قبل توقيع اتفاقية الهدنة في نهاية
عام48، وكان أحد أصدقاء
والدي قد رأى جروحي فأخذني إلى المستشفى، ولم يكن
فيغزة سوى المستشفى
المعمداني فقرر الأطباء بتر ساقي فرفض الفكرة،
وأخذنيإلى طبيب خاص، وفي
تلك الفترة كان عدد الأطباء قليلاً جداً، منهم
الدكتورحيدر عبد الشافي
وصالح مطر فأخذني لصالح مطر، وكان الناس في تلك
الفترةمنهم من يتسلل عائداً
إلى بيته ليأخذ أغراض عزيزة عليه ويعود، وكثير
منالناس ذهب إلى القرية
ولم يعد؛ إذ تكتشفهم دوريات الاحتلال، وهذا
الرجلذهب إلى القرية ولم
يعد، ولكنه قال لعمتي: إنه تركني عند الطبيب صالح
مطر،وهي لا تعلم أين هذا
الطبيب، إلى أن جاء توقيع الاتفاقية، ونُقلت
والدتيمن المجدل مع الصليب
الأحمر إلى مستشفى الطوارئ في غزة، وقصة أمي
فيمستشفى المجدل وحدها
قصة، وكيف كان الجرحى على الأرض والدماء على
وجوههم،وتدخل إلى أفواههم،
عندما أُدخلت والدتي إلى مستشفى الطوارئ كانت قد
كرهتالحياة؛ لأنها فقدت
كل عائلتها، فكانوا يقدمون لها الدواء فتلقيه،
فعندماعلمت أن ابنها أحمد
على قيد الحياة خرجت مسرعة، وعلى العكاز، وبحثت
عنالطبيب إلى أن وجدته،
فعندما رأتني أغمي عليها، وتقول: إنني أصبت بعد
ذلكبمرض الجدري، فكانت
تخرج في الليالي إلى العراء وتنادي بأعلى صوتها:
اللهمأخذت أسرتي فابق لي
هذا الطفل!!
-
كيف
سارت عجلة الحياة بعد ذلك؟
-
في ذلك الوقت لم يكن
هناك هيئات دولية تدعم الناس، وقد كان الفقر
مدقعاً،فكل الناس مهاجرين،
وحتى المواطنين كانوا بسطاء بالكاد يملك الواحد
منهمقوت يومه، فقد كان
الشعب تحت الاحتلال البريطاني الذي هيأه لهذه
اللحظات،في تلك الفترة بدأت
أسير وبدأت حياة الشقاء.
-
بعد
معرفة الفتى أحمد بتفاصيل هذه المعاناة، كيف كان شعوره، كيف نظر إلى
الحياة؟
-
هذا الشعور جعلته
واقع حياة، لقد عانيت بعد ذلك كثيراً، كنا نحتاج أن
نأكلونشرب، فماذا نفعل؟
كنت أسير أنا ووالدتي في الشارع ونجمع روث
الحيواناتونبيعه لأصحاب
الأراضي والمزارع ونبيعه بقرش لنشتري ما نسد به جوعنا،
ولميكن لدينا بيت، فآخر
مكان نصل إليه هو بيتنا تحت شجرة أو بالقرب من
جدار،وكان من رحمة الله
بنا أنه في ذلك الوقت كان الفصل صيفاً، واستمر
الحالعلى هذا المنوال إلى
أن وُجدت منظمة إنسانية اسمها "الكويكرز"
وبدأتبتقديم المساعدات
للناس، ومع ذلك كانت تلك المساعدات طفيفة، ثم جاءت
وكالةالغوث، فأعطونا خيمة
صغيرة، لكن بالنسبة لي كانت قصراً لأنها أول
بيتأسكنه، وأول بيت وعيت
عليه، وكان عمري بين ثلاث وأربع سنوات، وقد كان
هذافي بداية الخمسينيات،
ورغم صغر سني إلا أنني أذكر ذلك، حتى إنه في
ذلكالوقت أثلجت الدنيا
وأصبحت تاريخاً، فجعلوها الناس تاريخاً لهم يؤرخون
بهاالأحداث، فيقولون:
وُلد فلان سنة الثلجة، ومات فلان سنة الثلجة، وكنا
فيمخيم اسمه الشوا في
منطقة الرمال.
ثم بدأ بناء المخيمات، وانتقلنا من مكانلآخر، ومن المعاناة التي عانيتها أننا سكنّا بالقرب من جباليا، وكانتالقرية لا تزال في عقول الناس، فأهل كل قرية يحبّون أن يقيموا مع بعضهم،فأقمنا في أحد الحقول، وكان تُقام احتفالات في مواسم معينة، كان الناس قبلالهجرة يحتفلون بها، واستمروا على هذا الحال عندما هاجروا إلى غزة، فتصنعفيها الأكلات والحلويات وتؤدّى الدبكة الشعبية والمصارعة، و كنت تجدالمسرح والرواة والألعاب للأطفال، وكل الرجال يأخذون أبناءهم ويذهبون بهمإلى هذه الأماكن وأنا لا أذهب، وأظل وحدي في الحي و كنت أتألم جداً،فوالدتي تكون مشغولة بالبحث عن الرزق، وفي الفترة الأخيرة لم يكن هناك عملفكانت تذهب إلى بيوت الناس لتعمل فيها، وهذا مزّق قلبها من الداخل وحطمكبريائها؛ فقد كانت سيدة في القرية فوالدها مختار القرية، وكانت تملكالأراضي، وكل نساء القرية يطلبون منها ما يحتاجونه، والآن تعمل في بيوتالناس لتقدم الطعام لطفلها أحمد!!
كان في ذهنها خطة معينة وهي: كيف تحافظ على طفلها أحمد؟ وكنت أبكي وأقول لها اشتري لي أباً فتبكي بكاء مراً، وتقول لي: أب السوق ليس جيداً، وفي يوم من الأيام اشترت لي تيناً من السوق، ووضعته في حجري وبدأت آكله، فرأيت رجلاً يضرب ابنته ضرباً مبرحًا فسألت والدتي عن ذلك، فقالت: هذا أب السوق، أم هذه الطفلة اشترت هذا الرجل من السوق، فأخذت التين إلى أحد أقاربي، وقلت له: خذ هذا التين لا أريده، هذا من أب السوق، فلم يفهم ما أعنيه، فسأل والدتي، فقالت له القصة، وعندها كفّ بعض أقاربي عن الضغط على والدتي لتزويجها، المهم هذه الأحداث كانت تترك أثرها العميق في نفسي، عشنا فترة على هذه الحال فقررت أن أساعدها، فكنت أعمل طائرات ورقية وأصطاد عصافير، وأصنع ألعاباً أخرى، وأبيعها للأطفال، دخلت المدرسة وكنت أذهب إلى المدرسة بملابس مرقعة، وقد اختاروني في يوم من الأيام لأنظف طالب في المدرسة، فأعطوني بنطالاً لونه ازرق وآخر لونه بني، ومن يومها وأنا أحب هذين اللونيين، ثم تركت والدتي العمل في بيوت الناس، وبدأت تعمل في جمع البرتقال، وبدأت وكالة الغوث بتقديم المساعدات لنا، ثم بنوا للمهجرين مخيمات وسكنت أنا ووالدتي في هذا البيت في جباليا الذي أسكن فيه الآن، وكان ذلك في بداية الخمسينيات، وفي الثانوية العامة دخل الاحتلال عام 67 ولم أتمكن من الذهاب إلى الجامعات لعدم وجود المال، فعملتُ أعمالاً كثيرة، وقدمتُ طلباً لمعهد المعلمين في رام الله ودخلت المعهد، وتخرّجت منه مدرساً للغة الإنجليزية في عام 69.
- عُيّنت مدرّساً، وبدأت بعد ذلك مرحلة جديدة في حياتك، كيف تصفها لنا؟
- عُينت مدرّساً، وفي نهاية الشهر استلمت راتبي وجئت مسرعاً إلى والدتي وأعطيت راتبي لوالدتي حتى ترتاح، وقلت لها: هذا أول ثمر من الشجرة التي زرعتها، فأخذت النقود ورمتهم، وقالت لي: لا أريد النقود، أنا ضحيت بكل شيء من أجلك أريد أن تعيد لي أسرتي، وفعلاً تزوجت لأحقق لها ما تريد وكان عمري (23) عاماً، وقد أكرمني الله بزوجة طيبة، وأعطاني الله نفس ذرية والدتي، ثلاثة أولاد وخمس بنات، وهي مصرّة أن تناديهم بأسماء أبنائها.
- بعد هذا التشريد وهذه المعاناة التي ألمت بكم، هل يمكن أن تقبلوا بالتعويض؟
- اليهود عندما أقاموا دولتهم أقاموها على ورق، لم يكن عندهم دولة عندما عُقد مؤتمر (بازل)، لم يكن هناك شعب إسرائيلي ولم يكن لهم لغة، فكل واحد يتكلم لغة الدولة التي جاء منها، ولم يكن لهم أرض، فقط ما كان يجمعهم اليهودية، وبالتصميم والتفكير غزونا في عقر دارنا، فإذا كان لدينا إرادة وتصميم سنأخذ حقنا وسنعود إلى ديارنا، صحيح أن إسرائيل تمتلك سلاحاً نووياً لكنها لا تستطيع استخدامه ضدنا، قد تضرب به دولة أخرى لكنها لن تضربنا؛ لأننا في بطنها في قلبها، أنا ذهبت أول مرة إلى القرية مع والدتي وحدثتني عن تاريخ القرية، وكنت آخذ أبنائي وأقول لهم هذه أرضكم، وقد حافظنا على أوراق (الطابو) التي مازالت معنا، حق العودة حق شرعي وفردي، ولا يجوز لأي فرد أن يتنازل عنه بالنيابة عن صاحب هذا الحق، وحتى الرئيس لا يمكن أن يتنازل عنه، ولكن يجب أن نخطط ويكون قلبنا على وطننا، وننبذ المكاسب الشخصية. العزيمة والإصرار والتخطيط الجيد ستعيد أرضنا، وهذا صراع أجيال، أنا أشبه الصراع بيننا وبين الاحتلال بإنسان يبني حائطاً، الجيل الأول وضع حجراً والآخر وضع حجراً، وهذا الجيل إذا لم يكن قادراً على أن يبني حجراً فعليه ألاّ يهدم؛ لأن الجيل الذي سيأتي سيكمل البناء، ثم لماذا يأخذ الرؤساء خاطراً للاحتلال خوفاً من "زعلهم"، لماذا لا يفعلون ذلك معنا، نحن نمر بمرحلة تغيير والولادة لا بد لها من الآم المخاض، نحن نعيش هذه الآلام وقريباً سيأتي التغيير، وهو بالتأكيد سيكون أفضل للمواطن العربي.
- في الختام ما هي آمالك وطموحاتك؟
- في هذه السن أتمنى أن أقابل ربي وهو راضٍ عني، ورضاه لا يأتي إلا إذا صنعت جيلاً مؤمناً بربه وقضيته، لا يتخلى عن الأمل، لأن اليأس ليس من صفات المسلم، أغرس في أبنائي القيم الإسلامية، قيم الخير والعدل والعفو والتسامح؛ لأن الله اصطفانا لتعمير الأرض بالخير والأخلاق وليس بالعنف والظلم.