مسلسل القتل على الهوية، من المسؤول؟؟
ملفات متنوعة
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
منذ تفجير سامرّاء الشهير الذي استهدف مرقدي ما يسمى بالإمامين (علي الهادي) و(الحسن العسكري)، ومسلسل القتل على الهوية السنية مستمر، قد أُعطي تصريحا ليعلن ما كان يمتهنه سراً، وكان التفجير الذي رمي به أهل السنّة -بطبيعة الحال- أمراً قد بيّت بليل، قد حيكت خيوطه بدقة كبيرة لتتناغم مع مخططات صفوية ومحلية(1)؛ تستهدف إبادة أهل السنة،وتهجيرهم؛ لتشييع أراضيهم، ولتقوم(الحسينيات) على أنقاض مساجدهم، بغير ذنب جنوه سوى أنهم كفرة نواصب-زعموا- و قبل عدة أيام تجلى هذا المسلسل الدموي بوضوح فقد قام مسلحون مجهولون(!) بحي الجهاد -وهو من أكبر الأحياء السنية في بغداد- بقتل أكثر من أربعين شخصاً من رجال ونساء وأطفال؛ بعد النظر في بطاقات هوياتهم السنية إثر نقطة تفتيش وهمية قاموا بإنشائها على إحدى الطرق، وأسدل الستار على هذه الجريمة-كغيرها- ساعةَ انتهى مذيع الأخبار من قراءة نشرته، !!
أياً كان هؤلاء المسلحون؛ فإن الحكومة العراقية إن لم تكن شاركت -أو بالأصح تبنت هذا الهجوم الوحشي- فلا يشك عاقل أنها وفرت الدعم اللّوجستي لهؤلاء المسلحين، وأقل ما في الأمر أنها وفرت لهم غطاءً آمناً يسرحون فيه ويمرحون كما شاءوا، بمباركة أسيادها الأمريكان.
قد يُطرح سؤال وجيه حقاً، وهو: من هم هؤلاء المسلحون؟ وإلى أي جهة ينتمون؟ وممن يتلقون الدعم الذي يمكنهم من تنفيذ مخططاتهم؟
والجواب عن هذا يحتاج لشيء من البسط، وهو أن الميلشيات المسلحة الرافضية التي تستهدف أهل السنة بالتهجير والقتل بعد التعذيب ربما نستطيع أن نحصرها في خطين أساسيين:
أولاً: المليشيات المسلحة المدعومة من الدولة الصفوية(إيران) وأبرزها ما يعرف بـ(فيلق بدر) الميلشيا التي ترجع أصولها إلى الحرب العراقية الإيرانية، وأغلب قادتها من حملة الجنسية الإيرانية المشبعين بروح الحقد على السنة، وقائدهم الحالي هو الحاقد(هادي العامري) ومرشدهم الديني هو الهالك(محمد باقر الحكيم)، وبعد احتلال العراق، دخلوا العراق حاملين معهم حقد الروافض الصفويين لتصفية أهل السنة وخصوصاً المتدينين منهم وذوي المراكز الفعّالة في المجتمع كالعلماء؛ وأصحاب الكفاءات كالأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات ونحوهم، والله حسبنا ونعم الوكيل.
يذكر أن عمليات التصفية نشطت إثر تولي أحد قادة بدر وزارة الداخلية وهو الخائن (بيان جبر صولاغ)الفارسي الأصل، الذي شكّل من قوات بدر ما يعرف الآن بقوات(مغاوير الشرطة)- ليلبسها رداء المشروعية- وهي التي تتولى الآن تصفية أهل السنة بعد تعذيبهم والتمثيل بهم(2) بغطاء حكومي، والله المستعان.
ثانياً: الميلشيات المسلحة ذات الميل العراقي، وعلى رأسها (جيش المهدي) الذي يتربع على عرشه(مقتدى الصدر) الزعيم الشيعي المخالف-ولو لماماً- لمشاريع إيران في المنطقة - حسب رأي أحد المحللين السياسيين- وقد أنشأ الصدر(جيش المهدي) إبّان احتلال العراق لكي يقاوم المحتل وليهيئ لظهور إمامهم الغائب، ولكن سرعان ما تغيرت وجهة هذا الجيش من قتال الأمريكان إلى قتال أهل السنة بعد تسليمه لأسلحته ودخوله العملية السياسية، ولكنّ نشاطاته الإجرامية في تلك الفترة كانت سرية.
ولكن ما إن وقع تفجير سامرّاء-المؤامرة المبيتة- **حتى كشر هذا الجيش الهمجي عن أنيابه، وأزال أقنعته ليظهر بوجهه الأسود الحاقد على أهل السنة، فهجّر الآلاف من أهل السنة من بعض المناطق التي فيها غالبية شيعية، واختطف الآلاف منهم واغتالهم بعد أن عذّبهم أشد صنوف العذاب، والله المستعان. كما أن جيش المهدي انخرط الآن في صفوف الجيوش العراقية؛ و ببزّات الحرس الوطني، وصار يسوم أهل السنة سوء العذاب بغطاء حكومة العلاقمة.
والله آخذ بثأر عباده المؤمنين، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ولم يقتصر إرهاب هؤلاء الهمج؛ من أفراد جيش المهدي المنتمين إلى الحرس الوطني بقتل أهل السنة بعد تعذيبهم،وتهجيرهم بالقسر ،وتشريد أهليهم فحسب؛ بل إنه عاث في مساجد أهل السنة فساداً ،ومسلسل القتل الدموي لأئمة المساجد وللمصلين أضحى أمراً واضحاً للعيان {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}، فلقد أحرق جامع (12 ربيع الأول) بالكامل، وكذلك جامع (الحاجّة فوزية) وجامع(نداء الإسلام) وجامع (الجنابي)؛ ودمّرت جميع مستودعاتها، حتى كتاب الله لم يسلم من حقدهم، فلقد أحرقوا المصاحف، وجعلوها في حال قد لا يفعله بها عبّاد الصليب، فكيف بمن يدعي الإسلام!!
وللعلم فإني لم أتطرق في هذه الأسطر عن الأحزاب الرافضية التي لا تجاهر بحقدها على أهل السنة، كحزب (الدعوة والفضيلة)،وحزب (الجلبي) العلماني، وإنما اقتصرت على من أعلن الحرب صراحة على أهل السنة،والله عزيز ذو انتقام.
وهكذا، فإن الأبرياء من أهل السنة يتساقطون غدراً كل يوم، ويختطفون من بين أهليهم وأبنائهم، ليعذبون بتعذيب ما عذّبته معسكرات الاعتقال لـ(هتلر) و (موسليني) من استعمال المثقب الكهربائي(الدريل)، والمواد الكيميائية الحارقة، وقلع الأعين والأظافر،وتكسير الأطراف وغيرها، ومن ثمّ يلقون على قوارع الطرق بعد ما قتلوا، وما من باكٍ لهم! و تغصّ بهم السجون، ويهجّرون من ديارهم، وتسرق بيوتهم، وتستباح أعراضهم، من قبل عصابات الغدر وزمر الرافضة بمباركة وتبنٍ من حكومة المالكي الخائنة، وقبلها حكومة الجعفريّ وإياد علاّوي، عليهم من الله ما يستحقون.
اللهم انتقم لعبادك المستضعفين من أهل السنة في العراق، اللهم عليك بالروافض الفسقة اللهم لا ترفع لهم-هم و لا لأسيادهم من الأمريكان-راية، واجعلهم لمن بعدهم عبرة وآية، اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً، اللهم انصر عبادك المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم فرّج أسرى المسلمين في كل مكان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
*************
ـ** وقد أكدّ حراس الضريحين المستهدفَين أنه في ليلة الحادث؛ دخلت عليهم قوات مغاوير الداخلية(فيلق بدر) وأخذت المفاتيح منهم بالقوة، وهددتهم على ذلك بالقتل، وأخرجتهم من المكان ثم سُمع بعد ذلك دويّ انفجار!! فلاذ الحراس بمراكز شرطة المغاوير والحرس الوطني التي على مدخل سامراء فأوصدت في وجوههم الأبواب!!
(2) حتى سمي هذا الوزير بين أهل السنّة بوزير (الدريل) كناية عن أبرز عملية تعذيب يقوم بها لأهل السنّة في سجون الداخلية وهي استعمال المثقب الكهربائي، ! عليه من الله ما يستحق.