من يجَــرَّب ؟؟!

منذ 2002-03-15
عندما نقرأ شعر امرئ القيس .. تزكمنا في الطور الأول قبل مقتل أبيه ، رائحةُ الخمر و المجون ، ثم تُلهب وجوهَنا بعده حرارة الهمة و فوران العزيمة ..!
وبغض النظر عن كون هذا الثأر باطلا بلا شك .. لكنه بعدما سدر في عوالم اللهو و القصف و العربدة ، نزل بساحته أمر ففجَّر العزيمة في عروقه ، حتى أحاط عنقه بهذه المهمة الجادة الثقيلة ..
وفي المقابل ...
كثيرون هم كثيروا الكلام الفارغ ، والنقد غير البناء قليلوا العمل المثمر ..
والعربة الفارغة تُصدر ضوضاء أكبر ! هكذا يقول المثل الإنجليزي !
*****

هي تذكرني دائما بقوس المطر


جنون الأصفر ، جرأة البرتقالي ، قوة الأحمر ، ثقة البنفسجي ، صدق الأزرق و طيبة الأخضر !
لكنها في نظر البعض .. و سأكون متفائلة و لن أقول الأغلب .. تبدوا ألما وحسب ..
يعني .. ملابس متبرجة و حجاب زينة و حفلات راقصة و أفلام عاطفية و و و !
رباه ! أتعرفون ماذا تطمح إلى أن تكون في المستقبل ؟
لاعبة تنس عالمية !

و الآن ..
هي داعية تلقي دروسا شيقة في مصلّى الجامعة ..
و تابت على يدها قبل أيام زميلة لها عن سماع الغناء ..
و حفظت سورة البقرة في مدة قياسية ..!
فماذا الذي حدث ؟
أترون لو أنه جاء أحد إليها في تلك الأيام الخوالي و قال لها مباشرة ، : " هذا حرام ! هذا تبذل ! هذا فجور ! هذا تشبه بالكافرين و اليهود و و و !"
فماذا كانت فاعلة ؟
ستلوّح بيدها بضجر و تقول : " أف ! كل شي حرام ! حتى الوناسة ؟" !!!

لا تلقوا أسلحتكم .. انتظروا ..

أنتم لم تبحروا في تيه نظراتها و هي ترمق راكعات الضحى ..
أنتم لم تسافروا في لوعة قلبها ، و هي تنظر إلى فتاة تشمخ بحجاب شرعي في عزة و سمو ..
أنتم لم ترحلوا مع شوق جوانحها ، و هي تُدعى إلى مجلس علم فتتحلق مع المدعوات ساعة لتذاكر العلم حتى لا يكون هذا المجلس حسرة عليهن يوم القيامة ..
إنها أحجار صغيرة تُلقى في بحيرة همتها الراكدة ، فتحدث أمواجا .. تثور .. تتلاحق .. تشتد ..

كان محمد بن المسيب ، يقرأ فإذا قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ، بكى حتى يُرحم ، و أنا أبكي للوعة كاذبة و شجىً باطل ؟

جلس البخاري للحديث و ما في وجهه شعرة ، و أنا في عمره أطمح إلى أن أكون .. لاعبة تنس ؟

كانت رابعة العدوية ، تنتظر الليل بأستاره الحالكة ، بكل شوق ، لتناجي في ظلماته رب السموات و الأرض ، و أنا أنتظره لألهث خلف حفلة رقص مجنونة ؟

هذا كل ما حدث ..
لقد اطلعتْ على أغوار عالم الدعوة إلى الله..
فداعب ذلك أملا أخضرا في نفسها ، و أشواقا إلى الهمة بيضاء ..
إنهن طاقة .. و فيهن خير كثير .. و حماس للدعوة ملتهب ..
لكن ..
من يجرب ، دون أن يضرب على أيديهن ، و يدعو عليهن بالويل و الثبور و عظائم الأمور ؟
ثم يشغل أنفسهن بالحق .. فترتد عن الباطل ؟
من يجرب ؟؟؟؟؟

  • 4
  • 0
  • 48,025
  • وليد عبدالهادي

      منذ
    [[أعجبني:]] ندعوا الله بالهداية والتوفيق للمسلمين أجمعين [[لم يعجبني:]] إفراط من البعض وتفريط من آخرين
  • أم عمران .

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاك الله خيرا .. جزالة في الألفاظ .. و قدرة على التعبير .. القلم سلاح في يدك .. فلا ترميه .. بوركت الأنامل .. و بوركت الهمم .
  • أم عبد الرحمن

      منذ
    [[أعجبني:]] حقيقة أن الكثير من شباب اليوم من الجنسين فيهم خير كثير بحاجة إلي قلوب مشفقة محبة للخير تأخذ بأيديهم إلي طريق التوبة والدعوة الذي يجهلون حلاوته.
  • عاشقة الشهادة.

      منذ
    [[أعجبني:]] للدعوة فن لابد من إكتسابه سواء أكان الداعية يجول ويصول بدعوته أم كان داعية بطاعته وإلتزامه فالإنسان يتعرض لمواقف من رؤيته للمنكر لابد من إمتطاء الحكمة في إنكاره له وإلا كانت العاقبة أدهى وأمر.
  • مسلمة محبة للدين الاسلامي .

      منذ
    [[أعجبني:]] أن الدنيا فانية .. ومن ينظر اليها من هذا المنطلق .. يعي جيدا أن طريقنا لابد وأن يكون على أفضل مايمكن .. فلا للحريات الفارغة .. لا لهدر الأوقات الثمينة .. لا للعبث .. لا للفسوق .. بل الطاعة ودروب السعادة الحقة .. والسلام عليكم .
  • أبو البراء المدني

      منذ
    [[أعجبني:]] أسأل الله أن يوفق الأخت الكاتبة لهذه القصة للمزيد مما يحبه عز وجل ويرضا إنه على كل شيء قدير

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً