الأعياد والمناسبات المعتبرة في الإسلام
الأعياد جمع عيد، والعيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، عائد: إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع أو بعود الشهور، أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أمورًا منها يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة، ومنها: اجتماع فيه، ومنها: أعمال تجمع ذلك من العبادات أو العادات وقد يختص ذلك بمكان بعينه، وقد يكون مطلقًا وكل من هذه الأمور قد يسمى عيدًا.
- التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات - مناسبات دورية -
الأعياد جمع عيد، والعيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، عائد: إما بعود السنة، أو بعود الأسبوع أو بعود الشهور، أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أمورًا منها يوم عائد كيوم الفطر ويوم الجمعة، ومنها: اجتماع فيه، ومنها: أعمال تجمع ذلك من العبادات أو العادات وقد يختص ذلك بمكان بعينه، وقد يكون مطلقًا وكل من هذه الأمور قد يسمى عيـدًا (1).
فالزمان كقوله صلى الله عليه وسلم ليوم الجمعة: «إن هذا يوم جعله الله للمسلمين عيدًا» (رواه ابن ماجه)، والاجتماع والأعمال كقول ابن عباس: "شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.." (متفق عليه). والمكان كقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تتخذوا قبري عيدًا» (حسنه الألباني).
وقد يكون لفظ العيد اسمًا لمجموع العيد والعمل فيه وهو الغالب كقوله صلى الله عليه وسلم: «دعهما يا أبا بكر! فإن لكل قوم عيدًا وإن هذا عيدنا» (متفق عليه).
لقد أكثر الناس القول في اعتبار المناسبات في الإسلام وعدم اعتبارها، ووقع فيها الإفراط والتفريط، وإذا نظرت إلى شريعة الإسلام وأحداثه عامة وخاصة؛ تجد المناسبات أو الأعياد على قسمين:
مناسبة معتبرة عني بها الشرع لما فيها من عظة وذكرى تتجدد مع تجدد الأيام والأجيال، وتعود على الفرد والجماعة بالتزود منها، ومناسبة لم تعتبر، إما لاقتصارها في ذاتها أو عدم استطاعة الأفراد مسايرتها، فمن الأول: يوم الجمعة، وقد عني بها الإسلام في الحث على القراءة المنوه عنها في صلاة الفجر، وفي الحث على أدائها والحفاوة بها من اغتسال وطيب وتبكير إليها، ولكن من غير غلو ولا إفراط فقد جاء النهي عن صوم يومها وحده دون أن يسبق بصوم قبله أو يلحق بصوم بعده، كما نهى عن إفراد ليلتها بقيام، والنصوص في ذلك متضافرة ثابتة معلومة، فكان يوم الجمعة مناسبة معتبرة مع اعتدال وتوجه إلى الله بدون إفراط أو تفريط، وذلك أن يوم الجمعة هو يوم آدم عليه السلام، فيه خلق، وفيه خلقت فيه الروح، وفيه أسكن الجنة، وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه تِيبَ عليه، وفيه تقوم الساعة..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بهذه المناسبة: "إن قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان معًا في يوم الجمعة لمناسبة خلق آدم في يوم الجمعة ليتذكر الإنسان في هذا اليوم -وهو يوم الجمعة- مبدأ خلق أبيه آدم، ومبدأ خلق عموم الإنسان، ويتذكر مصيره ومنتهاه ليرى ما هو عليه من دعوة الرسول وهل هو شاكر أو كفور؟" (أضواء البيان). وكما قيل يوم الجمعة يوم آدم، قيل في يوم الاثنين يوم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم أي فيه وُلد، وفيه أنزل عليه، فقد جاء عنه، صلى الله عليه وسلم، أنه سئل عن صيام يوم الاثنين. فقال: «هذا يوم ولدت فيه وعليَّ فيه أنزل» (مسند الإمام أحمد، ج5، ص279-299، ومسلم في صحيحه في كتاب الصيام)، وكان يوم وصوله المدينة في الهجرة.
أما ما يفعله كثير من الناس في هذه الأزمنة من احتفالات ومظاهر فقد حدث ذلك بعد أن لم يكن لا في القرن الأول ولا الثاني ولا الثالث وهي القرون المشهود لها بالخير، كما جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» (متفق عليه). والذين أحدثوا هذه البدعة هم الفاطميون في القرن الرابع، يقول الشيخ محمد أمين الشنقيطي رحمة الله عليه: "وقد افترق الناس في هذا الأمر إلى فريقين: فريق ينكره وينكر على من يفعله لعدم فعل السلف إياه ولا مجيء أثر في ذلك، وفريق يراه جائزًا لعدم النهي عنه، وقد يشدد كل فريق على الآخر في هذه المسألة".
ولشيخ الإسلام ابن تيمية في (اقتضاء الصراط المستقيم) كلام وسط في غاية الإنصاف نورد موجزه لجزالته والله الهادي إلى سواء السبيل، قال رحمه الله في فصل قد عقده للأعياد المحدثة فذكر أول جمعة من رجب، وعيد غدير خم في الثامن عشر من ذي الحجة حيث خطب النبي صلى الله عليه وسلم وحث على اتباع السنة وأهل بيته ثم أتى إلى عمل المولد، وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في عيد ميلاد المسيح، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولده صلى الله عليه وسلم عيدًا مع اختلاف الناس في مولده أي في ربيع أو في رمضان، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع له.
يضيف شيخ الإسلام: "ولو كان هذا خيرًا محضًا أو راجحًا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمًا له منا وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سننه باطنًا وظاهرًا، ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وأكثر هؤلاء الذين تراهم حرصاء على أمثال هذه البدع -مع ما لهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة- تجدهم فاترين في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عما أمروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه ولا يتبعه، وبمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه، أو يصلي فيه قليلًا، وبمنزلة من يتخذ المسابيح والسجادات المزخرفة وأمثال هذه الزخارف الظاهرة -التي لم تشرع- ويصحبها من الرياء والكبر والاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها" اهـ (اقتضاء، ص295).
وليس بصحيح ما يزعمه بعض المبتدعة من تسمية المولد إحياءً لذكر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فالله أحيا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قرن ذكره مع ذكره تعالى في الشهادتين ومع كل آذان وكل إقامة لأداء صلاة، وفي كل تشهد في فرض أو نفل مما يزيد على الثلاثين مرة، ومن المناسبات المعتبرة شهر رمضان المبارك بكامله لكونه أنزل فيه القرآن :{شَهْرُ رَمَضَانَ الَذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاس} [البقرة:185]، ومن المناسبات ليلة القدر لبدء نزول القرآن فيها لقوله تعالى: {إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ . ومَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ} [القدر:1،2]، ثم بين مقدارها {لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر:3]. وبين خواصها {تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ والرُّوحُ فِيهَا بِإذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} [القدر:4]. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفي بها ويلتمسها في العشر الأواخر وفي الوتر من العشر الأواخر، فكان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشرة كلها التماسًا لتلك الليلة، روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر".
ومن المناسبات يوم عاشوراء، فلقد كان لهذا اليوم تاريخ قديم، وكانت العرب تعظمه في الجاهلية وتكسو فيه الكعبة، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومونه؛ فقال لهم: «ما هذا اليومُ الَّذي تصومونَهُ؟ فقالوا: هذا يومٌ عظيمٌ أنجَى اللهُ فيه موسَى وقومَهُ وغرَّقَ فرعونَ وقومَهُ، فصامَهُ موسَى شكرًا، فنحنُ نصومُهُ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فنحنُ أحقُّ وأوْلَى بموسَى منكمْ، فصامَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأمرَ بصيامِهِ» (صحيح مسلم: 1130)، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسُئلوا عن ذلك فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه نبي الله موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيمًا له فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسى منكم، فأمر بصومه».
إن نجاة نبي الله موسى من عدو الله فرعون مناسبة عظيمة، نصرة الحق على الباطل وانتصار جند الله وإهلاك جند الشيطان، وهذا بحق مناسبة يهتم لها كل مسلم؛ ولذا قال عليه الصلاة والسلام: «نحن أحق وأولى بموسى منكم»؛ «نحن معاشر الأنبياء أبناء علاّت، ديننا واحد» (عمدة التفاسير:848/1)، ، وقد كان صيام عاشوراء فرضًا حتى نُسخ بفرض رمضان وهكذا مع عظيم مناسبته من إعلان كلمة الله ونصرة رسوله كان ابتهاج موسى عليه السلام به في صيامه شكرًا لله.
ومن هذه المناسبات المعتبرة عيد الفطر وعيد الأضحى وهما مناسبتان عظيمتان لحديث أنس بن مالك الذي رواه أبو داود في سننه: قدم النبي صلى الله عليه وسلم ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: «قد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى» (رواه أبو داود والحديث على شرط مسلم).
ومما يعتبر ذا صلة بهذا المبحث في الجملة ما نقله الإمام ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} [المائدة:3]. قال عندها: روى الإمام أحمد عن طارق بن شهاب قال: "جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين إنكم تقرأون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا قال: وأي آية؟ قال: قوله: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة:3]. فقال عمر: "والله إنى لأعلم اليوم الذين نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها عشية عرفة في يوم الجمعة" (رواه البخاري ومسلم). وروي عن كعب قوله: "لو أن غير هذه الأمة نزلت عليهم هذه الآية لنظروا اليوم الذي أنزلت فيه عليهم فاتخذوه عيدًا يجتمعون فيه".
الأعياد غير المعتبرة في الإسلام: عيد الميلاد:
يحتفل النصارى بيوم ولادة عيسى ويظهرون الأفراح والسرور ويعطلون الدوائر والأعمال، ويهنئ بعضهم بعضًا، ويتزاورون ويظهرون شعار دينهم، وقد قلدهم وشابههم كثير من جهال المسلمين وذوي الرئاسة والسياسة ففي أعمال كثير من المسلمين في هذا العيد أنهم يعطلون الدوائر الحكومية والشركات وبعض التجار الكبار تعظيمًا لهذا اليوم، احترامًا له ويزورون أصدقاءهم النصارى ويرسلون لمن كان منهم بعيدًا بطاقات تهنئة، والرؤساء والملوك يرسلون برقيات تهنئة للدول التي تزعم أنها تدين بالمسيحية..
وهذا العيد وغيره من الأعياد التي ابتلي بها كثير من البلاد الإسلامية كعيد الوطن، وكعيد العلم، وعيد الأم وعيد الشجرة وعيد النظافة، وعيد الولادة، وعيد الأسرة، وعيد الأولياء-كلها محرمة في دين الإسلام؛ لمشابهتها الكفار في أعيادهم ولا شك أن في هذا إحياءً لسنن الجاهلية، وإماتة الشرائع الاسلامية في قلوب المسلمين، وإن كان أكثر الناس لا يشعرون بذلك لشدة استحكام ظلمة الجاهلية في قلوبهم، ولا ينفعهم ذلك الجهل عذرًا بل هو الجريمة التي تولّد عنها كل الجرائم من الكفر والفسوق والعصيان.
قال شيخ الإسلام: "إن أعياد أهل الكتاب والأعاجم نهي عنها لسببين:
1. أحدهما: أن فيها مشابهة للكفار.
2. والثانى: أنها من البدع".
فما أُحدث من المواسم والأعياد هو منكر؛ وإن لم يكن فيه مشابهة لأهل الكتاب من وجهين:
أحدهما: أن ذلك داخل في مسمى البدع والمحدثات؛ فيدخل فيما رواه مسلم في صحيحه عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش، يقول: «صبَّحكم ومسَّاكم»، ويقول: «بعثت أنا والساعة كهاتين»، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول: «أما بعد.. فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة» (اقتضاء الصراط المستقيم ص266).
وحديث أبي سعيد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم، قلنا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟! قال: فمَن؟!»
بدع الشهور :
هناك بدع كثيرة يصعب حصرها في هذه العجالة ولكني أذكر نبذة منها:
1. استقبال الرافضة شهر محرّم بالحزن والهم والخرافات والأباطيل، فيصنعون ضريحًا من الخشب مزينًا بالأوراق الملونة يسمونه ضريح الحسين أو كربلاء، وخلال هذا الشهر تمنع الزينة فتضع النسوة زينتهن ولا يأكل الناس اللحوم وتشعل النيران ويتواثب الناس عليها والأطفال، يطوفون الطرقات يصيحون: "يا حسين! يا حسين!".
2. بدع صفر: كان بعض الناس يمتنعون فيه عن السفر أو إقامة أي حفل، ويظهرون التشاؤم والتطير.
3. ربيع الأول: بدعة المولد، أي إقامة احتفالات لمولد النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ما يسمونه بليلة الإسراء والمعراج، فتقام الولائم وتضاء الشموع وتصلَّى النوافل.
4. وفي شعبان: ما يسمونه ليلة النصف من ليلة البراءة؛ حيث يعتقدون غفران الذنوب وإطالة الأعمار وزيادة الأرزاق.
5. بدع شهر رمضان: اهتمام الناس بالجمعة الأخيرة منه فيصلي مَن كان لا يصلي بقية أيامه والصواب -الذي عليه المحققون من أهل العلم- النهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم، وعن هذه الصلاة المحدثة، وعن كل تعظيم لهذا اليوم من صنع الأطعمة وإظهار الزينة ونحو ذلك حتى يكون هذا اليوم بمنزلة غيره من بقية الأيام وحتى لا يكون له مزيَّة أصلًا.
الخلاصة: خلاصة القول أننا نستفيد من هذه العجالة أمورًا:
* منها أن الإسلام لم يشرع الاحتفال بولادة أو بموت أحد.
* ومنها: أن هذه المناسبات قد تعددت حتى غدا الإسلام احتفالات وأعيادًا.
فقد يقول قائل: "أنا أحتفل بيوم ولادة النبي عليه الصلاة والسلام"، وقد يقول آخر: "أحتفل بيوم الهجرة؛ لأنه بالهجرة فرَّق الله بين الحق والباطل واعتز المسلمون وصارت لهم دولة؛ فتستحق الاحتفال بها، وإظهار التعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقد يقول آخر: "أنا أحتفل بيوم بدر؛ لأنه يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، يوم أن نصر الله المسلمين على المشركين". وقد يقول آخر: "أنا أحتفل بيوم فتح مكة يوم دخل الناس في دين الله أفواجًا"، وقد يقول آخر: "أنا أحتفل بيوم وفاته يوم انتقل إلى الرفيق الأعلى"! وهكذا تتعدد الآراء ويتفرق الناس على غير هدى، ومن غير دليل شرعى يحسم النزاع، ويوفر الجهد.
(1) اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام ابن تيمية، ص189، ط دار المعرفة، مجلة البيان ـ العدد [4] صــ: 42 جمادى الآخرة 1407 - فبراير 1987).
_____________________________________________________
الكاتب: محمد عثمان