"صفا".. يتيمة عراقية تباع في سوق النخاسة بـ 10 آلاف دولار
خوفاً من العار، تحجم أسر عراقية عن الإبلاغ عن اختطاف فتياتهن،
خصوصاً من داخل دور الرعاية، واستغلالهن ضمن تجارة الرقيق الأبيض التي
تشهد رواجاً في ظل الفوضى الأمنية الناجمة عن احتلال بلاد
الرافدين.
وتروي صحيفة "لوكورييه إنترناسيونال" الفرنسية الأربعاء 26-4-2006
نقلاً عن مجلة "تايم" الأمريكية، قصة الفتاة العراقية اليتيمة "صفا"
ذات الأربعة عشر ربيعاً، والتي اختطفت في بغداد، وبيعت إلى شخص مقيم
في دبي بالإمارات مقابل 10 آلاف دولار، لتجد نفسها بين فتاتين
عراقيتين أخريين في منزل المشتري.
وتبدأ قصة "صفا" عندما توفي والدها في عام 2003، وبدون علم الأهل
أرسلتها والدتها إلى دار للأيتام في الأعظمية بالعاصمة العراقية؛ حيث
لم تستطع التكفل بها في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية تحت وطأة
الاحتلال.
من الملجأ إلى المشتري
وتروي "صفا" التي تتميز بجمال واضح القصة من جانبها قائلة: "اعتقدَتْ
أمي أنني سأتمتع بالأمان في الملجأ، وبالفعل كانت هناك مشرفة تتقرب
إليَّ وتحنو عليَّ... ظننت أنها مثل والدتي؛ حيث عرضت أن تتبناني، وهو
ما أسعدني كثيراً".
وأضافت: "أقنعتني السيدة أن إجراءات التبنّي ستأخذ وقتا طويلاً،
وزيّنت لي الحياة معها، واتفقنا على تمثيلية كي أخرج من الملجأ إلى
المستشفى، وفي المستشفى خرجنا لنركب سيارة كانت في انتظارنا".
لكني "فوجئت بعد ذلك بمعاملة مهينة ومساومة مع شخص في الإمارات حول
مبلغ لبيعي... وبالفعل باعوني، وعندما وصلت الإمارات وجدت نفسي وسط
فتاتين عراقيتين أخريين".
وتمكنت الفتاة اليتيمة بعد معاناة وشقاء وانتهاكات جنسية من قبل
المشتري أن تستدل على عنوان قسم للشرطة في دبي بمساعدة أحد
الجيران.
وبالفعل تم ترحيل "صفا" إلى العراق حيث ظلت 6 أشهر في السجن قبل أن
تعود مرة أخرى إلى دار الأيتام، لكن ليس كما خرجت منها، فقد صارت تشك
في كل المحيطين بها.
ألفا مختطفة
وليس بإمكان أحد تحديد العدد الدقيق للعراقيات اللاتي تم اختطافهن
والاتّجار بهن جنسيا مثل "صفا" منذ سقوط بغداد في التاسع من إبريل
2003، غير أن منظمة "حرية المرأة" بالعاصمة العراقية تقدر العدد بنحو
ألفي فتاة.
وقالت صحيفة "تايم" الأمريكية: إن الاحتلال الأمريكي اعترف أن هناك
فعلاً حالات اختطاف واسعة للفتيات والسيدات العراقيات، حيث يتم بيعهن
لأفراد في دول خليجية وفي سوريا واليمن والأردن للاتجار الجنسي
بهن.
ونلقت الصحيفة قول مسئول غربي ببغداد لم يرد الكشف عن اسمه: "نتلقى
من حين لآخر معلومات من عراقيين يعملون في مجال الإغاثة عن فقدان عدد
كبير من الأسر العراقية لبناتهن وتهريبهن بوسائل مختلفة إلى دول
أخرى". وأضاف: "للأسف فإن الوضع الأمني المتدهور في البلاد يمنعنا من
التصدي لحوادث الاختطاف هذه".
وخوفاً من العار الذي قد يلحق بهم، تحجم الأسرة العراقية عن الإبلاغ
عن اختطاف فتياتهن؛ وهو ما أسهم في تفاقم تجارة الرقيق الأبيض.
دعارة وعمليات انتحارية
وفي سجن "القادمية" للسيدات بشمال بغداد، تحدثت "آمنة" (18 عاماً)
لصحيفة "تايم" قائلة: "في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، وبينما كنت في
الخامسة عشرة من عمري، اختطفني مجهولون من دار الأيتام التي كنت
بها".
وأضافت: "تم إرسالي إلى وكر للدعارة في سامراء، ثم إلى الموصل، إلى
أن أعادوني مرة أخرى إلى بغداد، وبعد إجباري على تناول حبوب مخدرة، تم
إلباسي زي الانتحاريين، وإرسالي إلى مكتب شخصية دينية في القادمية
ببغداد لأنفذ عملية تفجيرية".
غير أن "آمنة" تمكنت من الفرار، وسلمت نفسها لقسم الشرطة، وحكم عليها
بسبع سنوات سجناً، من أجل رعايتها وحمايتها داخل السجن من انتقام
المختطفين.
لا نجد من يحمينا
"أسما" (14 عاماًُ) وشذا (15 عاماً) تم اختطافهما أيضا، حيت نقلتا إلى
الإمارات، وتمكنتا من الفرار، وتسليم أنفسهما لقسم شرطة بإمارة دبي،
ليتم تسليمهما إلى السلطات العراقية.
وتقول "أسما" وهي تجهش بالبكاء: "لا ندري إذا خرجنا من قسم الشرطة هل
سنتعرض مرة أخرى للخطف.. لا نجد من يحمينا".
ونقلت صحيفة "لوريوان لو جور" اللبنانية الناطقة بالفرنسية، عن تقرير
مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات أن السيدات والأطفال
يحتلون المرتبة الأولى لضحايا الاتجار بالبشر في العالم.
نقلاً عن اسلام أون لاين
*********************************************
رب وا معتصماه انطلقت***ملأ أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها***لم تلامس نخوة المعتصم
لا حول ولا قوة إلا بالله..
صفا وأسما ... و ءامنة و شذا
القلب يدمع والفؤاد تعوّد على تلقي الأخبار
المسلمون مليار .. بل وزد ربع المليار
غلبهتم على أرضهم قلة من كفار
باع الخونة واشترى المسلمون العار
سبايا في يد من ... أين الأخيار؟!
إن العار كل العار ..
أن يظن من بقي منهم .. همُ الأخيار
أين البنيان المرصوص في حديث المختار
أيشد بعضه بعضا ..
أم أصبح ذاك من صفات الأشرار ؟!
بل إن العار كل العار
أن نحيا مسلمين
و ننام مطمئنين في المسا
وغيرنا في كرب و ضعف و أسى
ترى كيف يكون فؤادك أيها الفتى
لو مثلا ..كانت أختك صفا !؟
.... أو أسما !
... أو ءامنة !
.. أو شذا!
أكنت ستنام الليل دون أن تخشى؟!
أن تستيقظ صباحا و القلب قد دمى
لابد أن تجد به شوك الأسى
قد شد ظهرك على الفرش شدا بدا
وغرقت في مياه .. و أنكرت الندى
... إنه النحيب
ستجد نفسك في بستان الشك الخصيب
وسيثقل اللسان بثقل غريب
وتنسى الضحك نسيانا عجيب
بل ستجد المرّ في مذاق الزبيب
وتماثل الغريب بالحبيب.. راح الحبيب؟!
وتظهَرَ على الرأس خطوط الشيب
ولكن يوما ما ستنسى !!
نعم ستنسى .. يوما ستنسى !
كما نسيت لتوِّ صفا و أسما و ءامنة و شذا!
- التصنيف:
اسامه
منذأبى معاذ المصرى
منذ