سلوكيات خاطئة في الموائد
إنه ديننا العظيم الذي لم يترك شيئا إلا بينه، حدد آدابًا يجب مراعاتها عالجت كل هذه الأخطاء فرسمت صورة المسلم في طعامه وطريقته وجعلته قدوة لغيره بل وجعلت طريقته طريقة تتفوق كثيرًا على كل ما يدعيه الغرب من تحضر وتقدم، فالإسلام هو منبع الأدب وقد هذبنا ووضع لنا في كل شيء آدابًا وقيمًا حتى في طعامنا لنكون نموذجًا يقتدى به.
- التصنيفات: الأدب مع الآخرين - آداب عامة -
كلنا عنده عيوب وأخطاء لكن كثيرًا ما نتغاضى عن عيوبنا ونتلصص لعيوب الآخرين من حولنا، فقد نرتكب أخطاء دون قصد لكنها قد تترك آثارها النفسية السيئة عند آخرين، فبقدوم شهر رمضان العظيم وكثرة الموائد وإطعام الطعام كان ينبغي علينا الالتفات إلى بعض أخطاء هذه الموائد التي قد تحدث (وكنت قد كتبت سابقًا كلمات في ذات الموضوع عن الأخطاء غير المقصودة في موائد رمضان) واردت اليوم إضافة تلك النقاط، فمن هذه الأخطاء في الموائد :
1. تتبع المحيطين أثناء طعامهم، فالكل على مائدة واحدة ولكن تجد البعض ينشغل بالنظر لمن أمامه أثناء تناوله الطعام أكثر مما ينشغل بنفسه، فيتتبع طريقة طعامه وأسلوبه وكم من الطعام أكل، وكثيرًا ما يصاب الناس حسدًا في طعامهم بسبب هذه النظرة الموجهة إليهم أثناء طعامهم، أو يصدمون حياء من النظر إليهم.
2. بعض الناس أثناء جلوسهم على الموائد لا يهتم إلا بإطعام نفسه وملء بطنه، فتجد يده تمتد على المائدة هنا وهناك ويأخذ ويضع أمامه، ولا يراعي أنه قد يتعدى على حقوق من بجانبه، وقد عالج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف هذا الخطأ حيث قال: «وكل مما يليك» (صحيح البخاري). هذه الكلمة المختصرة التي عالجت هذا الخطأ في كل مكان ومع مر الزمان.
3. بعض الناس لا يراعي من بجانبه أثناء الطعام فيصدر بعد سلوكيات قد تضايق الآخرين منه كمن يحدث صوت في الشراب، أو يتكلم والطعام في فمه، أو العبث بأسنانه وتخليلها أثناء المائدة، فيزيد نفور من بجانبه من طريقته أثناء طعامه .
4. قد يحدث من بعض أصحاب الولائم زيادة اهتمام لبعض المدعوين دون غيرهم فيقدمون لهم ولائم خاصة مزودة بالخيرات بكثرة، وعلي الجانب الآخر تجدهم في نفس الوقت يقدمون لآخرين موائد متواضعة ولا يهتمون بإعدادها على الوجه الذي يليق كما فعلوا بالموائد السابقة، على الرغم من أن المدعو الأول مثل المدعو الثاني والكرم لا بد أن يكون متعادلا للطرفين، لأن الثواب هو نفس الثواب فلماذا التمييز في مائدة دون أخرى؟ !
5. أيضًا نجد خطأ عند بعض الناس المدعوين لتناول الوليمة قد يأخذون حقهم وواجبهم في الضيافة على أكمل وجه من صاحب الوليمة، فيأكلون ويشربون ولكن عندما يخرجون من هذه الوليمة لا يتركون صاحب الوليمة إلا ويغتابوه بل وتتناثر عليه منهم الانتقادات، مثل (الطعام كان غير لذيذ)، أو (الموائد كانت غير مرتبه)، أو (الطعام كان قليل في الموائد)، وغيره... هذا بديلًا لكلمة الشكر التي يجب أن يقدمونها لصاحب الوليمة بل وقد ينسوا أن يدعو له بالدعاء بعد الطعام، ونسوا أنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله .
6. أيضًا بعض الأسر في بعض البلدان والمجتمعات يتبعون في الموائد الاختلاط فتجد الأسرة تدعو بعض الأقارب ويجهزون لهم مائدة مختلطة نساء ورجال، الكل على مائدة واحدة تجمعهم، وهو حرام شرعا ومستنكر عرفًا، وحتى لو كانت هذه المجتمعات لا تبالي بالاختلاط المحرم فعلى أقل تقدير ينبغي الحياء في الموائد والفصل بينهما!
7. الإكثار من الطعام وملء البطن بما لا تطيق، قد نصحنا النبي صلى الله عليه وسلم بوضع خطة للطعام وهو أن يجعل الثلث للطعام والثلث للشراب والثلث للنفس، كما في الحديث الشريف: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلًا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» (رواه الترمذي) .
إنه ديننا العظيم الذي لم يترك شيئا إلا بينه، حدد آدابًا يجب مراعاتها عالجت كل هذه الأخطاء فرسمت صورة المسلم في طعامه وطريقته وجعلته قدوة لغيره بل وجعلت طريقته طريقة تتفوق كثيرًا على كل ما يدعيه الغرب من تحضر وتقدم، فالإسلام هو منبع الأدب وقد هذبنا ووضع لنا في كل شيء آدابًا وقيمًا حتى في طعامنا لنكون نموذجًا يقتدى به.
أميمة الجابر