قبل أن يهدم الأقصى!
هذا عنوان أول كتابٍ صدر لي قبل نحو خمسة وعشرين عاماً، كانت قضية الأقصى وقتها ضامرة وهامشية في الوعي الإسلامي، ولكنها عادت إلى حجمها المطلوب في وجدان المسلمين ضمن تفاعلات سنوات الصحوة الإسلامية في الثمانينات والتسعينات..
هذا عنوان أول كتابٍ صدر لي قبل نحو خمسة وعشرين عاماً، كانت قضية الأقصى وقتها ضامرة وهامشية في الوعي الإسلامي، ولكنها عادت إلى حجمها المطلوب في وجدان المسلمين ضمن تفاعلات سنوات الصحوة الإسلامية في الثمانينات والتسعينات.
ما أعلن مؤخراً عن مخططات يهودية لتقسيم المسجد الأقصى في القدس على غرار تقسيم المسجد الإبراهيمي في الخليل، خطوة في منتهى الخطورة لو تمَّت؛ لأنها ستعني فرض أمر واقع ينتهي إلى الهدم لا محالة، لأن صاحب كل قسم حُرٌ في إعادة بناء ما يملكه على الطريقة التي تعجبه!
المشكلة هنا أن أنين الأقصى لم يَعد يُسمع خارج الأرض المقدسة! فالمسلمون أشغلوا بمشكلاتهم داخل بلدانهم، حتى لم يَعد الجسد الواحد يتداعى لشكوى أعضائه!
لم أكن أتصوّر أن يأتي زمن تعود فيه قضية القدس والأقصى التي كانت (قضية المسلمين الأولى) إلى الضمور والانكماش مرة أخرى! ولم أكن أتصوّر أن تخرج من خطط وعمليات ما تبقى من الجيوش العربية العاملة خارج الخدمة!
المشكلة هذه المرة لم تَعد في الأنظمة التي كانت دائماً جزءاً من المشكلة لا جزءاً من الحل، ولكن الإشكال في (عودة الوعي) إلى غيبوبته! فهل نجح اليهود في هدم الأقصى في وجداننا!
لابد من إعادة هذا الوعي بتسبيح وتعظيم وتمجيد وتوحيد من قال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء من الآية:1]، فلو سبّحناه وعظّمناه ووحدناه حقاً؛ لكانت لقلوبنا حال أخرى مع المسجد الثالث والمسرى المقدس.
- التصنيف: