من روائع وصايا الأمهات
الوصية الأولى
وصية أم الإمام محمد بن المنكدر له في ترك المزاح:
قال شيخ الإسلام محمد بن المنكدر رحمه الله: قالت لي أمي وأنا غلام: "لا تمازح الغلمان؛ فتهونَ عليهم، أو يجترئوا عليك" (روضة العقلاء).
الوصية الثانية
وصية أم الإمام سفيان الثوري له:
عن وكيع بن الجراح، قال: قالت أم سفيان الثوري لسفيان: "يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك من مغزلي. يا بني، إذا كتبت عشرة أحاديث -وفي رواية: عشرة أحرف- فانظر هل ترى في نفسك زيادة في مشيك وحلمك ووقارك؟ فإن لم تَرَ ذلك فاعلم أنه يضرك ولا ينفعك" (تاريخ جرجان للسهمي؛ ص: [449-450]، الترجمة رَقْم: [997]، وصفة الصفوة).
الوصية الثالثة
وصية أم الإمام مالك بن أنس له:
عن ابن أبي أويس قال: سمعت خالي مالك بن أنس يقول: كانت أمي تلبسني الثياب، وتعممني وأنا صبي، وتوجهني إلى ربيعةَ بن أبي عبد الرحمن، وتقول: "يَا بُنَيَّ، ائْتِ مَجْلِسَ رَبِيعَةَ، فَتَعَلَّمْ مِنْ سَمْتِهِ وَأَدَبِهِ قَبْلَ أَنْ تَتَعَلَّمَ مِنْ حَدِيثِهِ وَفِقْهِهِ" (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر؛ ج2، ص: [5]، ط/ دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان. ط2).
الوصية الرابعة
وصية أعرابية لابنها:
قالت امرأة من العرب لابنها: "يا بني، إذا رأيت المال مقبلاً فأنفق؛ فإن ذهابه فيما تريد خير من ذهابه فيما لا تريد" (التذكرة الحمدونية؛ ج2، ص: [268]، رقم: [944]، ط/ دار صادر – بيروت).
وهو في (محاضرات الأدباء) للراغب، بلفظ: "إذا رأيت المال مقبلاً فأنفق؛ فإنه يحتمل، وإذا رأيته مدبرًا فأنفق؛ فذهابه فيما تريد أجدى من ذهابه فيما لا تريد".
الوصية الخامسة
وصية أعرابية ابنها وقد أزمع السفر:
عن الأصمعي قال: سمعت أعرابية توصي ابنها وقد أراد سفرًا، فقالت له: "يا بني؛ احفظ وصيتي، ومحِّض نصيحتى، وأنا أسال الله توفيقه لك؛ فإن قليل توفيقه لك أجدى عليك من كثير نصحي.
يا بني؛ أوصيك بتقوى الله، وإياك والنمائمَ؛ فإنها تزرع الضغائن، وتنبت الشحائن، وتُفرّق بين المحبين.
يا بني؛ إياك والبخل بمالك، والجود بعِرضك، والبذل لدينك. بل كن بمالك جوادًا، ولعِرضك صائنًا، ولدينك موقيًا.
يا بني؛ إذا هُززت فاهتز، وإذا هَززت فاهزز كريمًا؛ فإنك تجد طيب مهزته، ولا تهزز لئيمًا؛ فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها.
يا بني؛ مَثِّلْ لنفسك ما تستحسنه من غيرك مثالاً، ثم اتخذه إمامًا. وانظر إلى ما كرهتَه لغيرك فاجْتَنِبْهُ وَدَعْهُ[1].
واعلم يا بني؛ أن مَن جمع بين الحياء والسخاء؛ فقد استجاد الحلة إزارها ورداءها".
ثم أنشأت تقول: "صافِ الكرام وكن لعِرضك صائنًا. واعلم بأن أخا الحفاظ أخوك. الناس ما استغنيت عنهم أنت أخوهم. فإذا افتقرت إليهم رفضوك!" (رواه البيهقي هكذا في: الشعب؛ عن الأصمعي. ورواه أبو عليٍّ القالي في: الأمالي [2/79] من طريق محمد بن قادم النحوي، قال: :قال أبان بن تغلب: شهدت أعرابية...". وذكره عمرو بن بحر في: البيان والتبيين، عن الأصمعي عن أبان بن تغلب[2] وهو في: التذكرة الحمدونية [3/ 337-338] عن أبان. وأورده ابن الجوزي في: صفة الصفوة؛ مختصرًا، عن أبي عبد الرحمن القرشي، عن رجل من بني ثعلب، وما بين المعقوفين له. وانظر: ربيع الأبرار ونصوص الأخيار؛ للزمخشري [5/ 299-300]).
ــــــــــــــــــــ
المراجع:
1- (يُروى أن نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم قيل له: "مَن أدبك؟" فقال: "ما أدبني أحد، ولكن رأيتُ جهل الجاهل فاجتنبته"، قال الإمام أبو حامد الغزالي: "ولقد صدق على نبينا عليه الصلاة والسلام". ومن بابه هذا ما رواه بسندٍ واهٍ أبو طاهر السِّلَفي في: الطُّيُورِيَّات؛ [3/897]، رقْم: [828]، ط/ أضواء السلف، عن إسحاقَ المَوْصِلِيِّ قال: قيل لابن المقفع: "مَن أدَّبَك؟" قال: "نفسي"، قيل: "وكيف ذلك؟" قال: "كنتُ إذا استحسنتُ أمرًا لغيري استحسنته لنفسي، وإذا استقبحته من غيري استقبحته لنفسي". ونحوه في: تاريخ الإسلام، والسير؛ للذهبي [6/209]).
2- (في نشرة دار الكتب؛ [3/221] الأصمعي عن أبان بن ثعلبة!).
وائل حافظ خلف
- التصنيف:
- المصدر: