الوقوف مع الشعب الفلسطيني
سؤال أجاب عنه فضيلة الشيخ د. سلمان العودة
السؤال: في الوقت الراهن ليست هناك من قوة، وليس هناك من صلاح الدين
لكي تحرر فلسطين من الاحتلال الصهيوني، فكيف سيكون التعايش السلمي مع
اليهود؟ وما واجبنا نحن المسلمين تجاه إخواننا في فلسطين؟
الجواب: أرى أنه إذا لم يستطع المسلمون تحرير الأرض المقدسة من رجس
اليهود، فيمكنهم التوقف عن عقد صفقة السلام، حتى يأتي الجيل الذي
يتمكن من التحرير. وإذا كان لا بد، فليكن صلحاً أو هدنة مؤقتة بزمن
محدد.
واليهود ليس لهم عهد ولا ميثاق كما قال تعالى عنهم:
{
أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
} [البقرة:100]. وها أنت ترى الاتفاقيات التي يعقدونها مع الفلسطينيين
سرعان ما تأتي حكومة جديدة لتتنصل من تبعة الاتفاقيات ومسؤولياتها،
فهم أهل نكث وغدر مع الله، فكيف مع الناس؟
وواجبنا الوقوف مع الشعب الفلسطيني في محنته، وألا نتركه يواجه مصيره
بنفسه؛ فقضية فلسطين هي قضية الأمة كلها، وليست قضية شعب، أو بلد، أو
مجموعة. فيجب نصرتهم بالمواقف الصامدة، وبالمال، وباستقبال أسرهم
وشبابهم في مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا ودولنا، وألا يكون شعورنا
نحوهم عاطفة مؤقتة تنتهي بانتهاء ما يثيرها، بل استراتيجية دائمة هي
من أهم أولوياتنا.
هذه الأرض المقدسة أمانة في أعناق المسلمين جميعاً، ويجب أن نكون
أوفياء لها، وألا ننسى أن نلقن أبناءنا وأحفادنا وشعوبنا كافة
الاستمساك بهذه الأرض التي ستعود إلينا يوماً ما.
- التصنيف:
أبا عبدالله
منذ