على بال من أنت يا قدسنا؟!!

منذ 2006-08-04

ندى الحايك خزمو ( من القدس المحتلة )

 

انتقدت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية ، التهديد الذي يواجهه حوالي 1000 مواطن فلسطيني بهدم منازلهم في بلدة سلوان المقدسية ، ووصفته بأنه أحد أكبر مخططات الهدم في القدس منذ احتلال إسرائيل للقطاع العربي الشرقي في المدينة بعد حرب عام 1967.

 

بيوت ستهدم وأطفال سيشردون ومسؤولون ينامون ولا يأبهون ....

 

كم كنت أتمنى أن يوجه هذا الانتقاد ليس من قبل صحيفة بريطانية ، وإنما من قبل مسؤول أو وزير فلسطيني أو أحد مسؤولي اللجان المختلفة التي سمعنا عنها الكثير الكثير ، ولم نشاهد منها ولا حتى القليل القليل ..

 

نعم سمعنا الكثير عن لجان ألفت منها وزارية وأخرى برلمانية وأخرى رئاسية وأخرى ... ولجنة المائة ولجنة كذا أو لجنة تلك.. هذا في فلسطين ، فما بالك في خارج فلسطين ، فما أكثرها من لجان باسم الدفاع عن القدس وعروبة القدس ومقدسات القدس، ودعم صمود أبناء القدس ومؤسسات القدس.. وأين هذا الدفاع وأين هذا الدعم ؟!

 

"الله وكيلكم ما شفنا شي غير الحكي والشعارات" هذا هو لسان حال أهل القدس وقد طفح بهم الكيل وشبعوا من الشعارات والمؤتمرات والكلام الفارغ الذي بات "كمن يرش على الموت سكر" أو كمن يرش الملح على الجرح ليزيد نار ألمه ناراً وحرقة وعذاباً!!

 

"نحن على بال من؟!" يقولها المواطنون المقدسيون ، " فهل تظنون أن من ينعم ( بفيلته ) الفاخرة وبراتبه الخيالي وبمصاريفه الباهظة وبسياراته الفارهة وحوله الخدم والحشم سيفكر بأطفال سيشردون وبمواطنين يعانون.. هل سيفكر بالقدس ومقدسات القدس ومؤسسات القدس وحارات القدس.. عاصمة كانت أو لم تكن.. امتلأت بالمستوطنات أو لم تمتلئ .. هُوّدت أو لم تُهود.. شُرّد مواطنوها أو لم يُشردوا..

 

  فهل مثل هذا الشخص يدرك معنى المعاناة وشظف العيش وماذا يعنيه التشرد والجوع والعطش، أو أن يشاهد الإنسان تعب وشقاء عمره وقد وضعه كله في بيت بناه ليؤمن لأطفاله المأوى، وهو يجد هذا البيت يهدم في لحظات أمام عينيه ويتحول إلى كومة من الحجارة" ..

 

هل سيفكر هذا المسؤول بالأراضي التي صودرت أو سلبت من أصحابها بالتزييف والخداع ، هل اهتم وقد لجأ إليه البعض يستنجدون به وهم يشاهدون أرضاً ستؤول إلى أياد إسرائيلية.. محاولين بكل الطرق والوسائل منع هذه الكارثة ولكن لا حياة لمن تنادي. وعندما يحدث ما لا يحمد عقباه يبدأ هذا المسؤول أو ذاك برفع الشعارات الرنانة ويتهرب من المسؤولية، بل ويلقي بها على آخرين ويطالب حتى بمحاكمتهم..

 

والله عيب يا ناس .. تشاهدون ما يحدث ولا تحركون ساكناً وكأنكم أصنام لا تتحرك.. فحتى أهل الكهف استيقظوا أخيراً.. وأنتم، أما آن لكم أن تستيقظوا ؟!!

 

لن أقول القدس في خطر، فقد تجاوزت القدس مرحلة الخطر لتدخل مرحلة الكارثة، كارثة حقيقية.. استعدوا يا أيها الناس لاستقبالها عندما تكتشفون أن معظم بيوت القدس وبخاصة في البلدة القديمة، بات أصحابها من اليهود الذين ابتاعوها بالحيل والخداع والتزييف.. أو عندما تكتشفون أن العديد من شبان القدس قد أصبحوا مدمني مخدرات واحترفوا السرقة لتوفير قوتهم اليومي من السموم.. أو عندما يصبح خروج الابنة إلى الشارع خطراً عليها من الفاسدين المارقين الذين أصبحوا لا يكترثون بشيء سوى إشباع غرائزهم الحيوانية.. فماذا تتوقعون من مدمن مخدرات أو فاسد أن يفعل؟!

 

وما زلنا نسمع عن لجان جاءت ليس للدفاع عن القدس بل لخدمة شعارات سياسية ودعايات انتخابية، بينما أهل القدس ومؤسساتها يئنون تحت وطأة القهر والضرائب الباهظة والمحاولات المتجددة كل يوم من أجل تفريغ المدينة من مواطنيها ..

 

ننظر إلى تلك اللجان فنجد أنها تتكون من أشخاص معظمهم ليست لهم أية علاقة بالقدس، لا يعرفون شيئاً عنها وعن مواطنيها.. لم يولدوا في القدس، ولم يعيشوا بها، حتى بعضهم لا يعرف أين يقع باب العامود أو باب المغاربة أو حتى الطريق إلى المسجد الأقصى، فكيف لهؤلاء أن يدافعوا عن القدس ويعملوا على حل مشاكل سكانها؟!

 

عشرات المؤسسات تقول إنها متخصصة بشؤون القدس، وعندما نسأل أين تقع هذه المؤسسات نجد أن معظمها خارج القدس، إما في العيزرية أو أبو ديس أو الرام !! ألا تعلمون أنكم بذلك تدعمون الاحتلال في ادعائه بأن القدس العربية هي أبو ديس أو الرام أو العيزرية وليست قدسنا الحبيبة التي نتغنى بها ..

 

وعلى بال من أنت يا قدسنا ؟! فقلة فقط يعملون من أجلك، قلة من المؤسسات وبعض الشبان الوطنيين الغيورين عليك، يعرضون أنفسهم لكل أنواع الخطر في سبيل وأد الفساد قبل أن يستفحل، وفي حل بعض المشاكل قبل أن تتحول إلى فتنة.. وماذا يستطيع أن يفعل هؤلاء لوحدهم، فاليد الواحدة لا تصفق ..

 

"بلاوي" تحدث في القدس ومن يكترث لها ؟! وكيف يكترثون ولماذا يهتمون فالقدس ليست أولوية، فالأولوية هي صراع على المناصب والكراسي، ومن يفوز بنصيب الأسد من الكعكة و ...

 

ويقولون القدس!! فأين هم من القدس ومما يحدث في القدس؟! وماذا فعلوا حتى للحرم القدسي الشريف وهم يشاهدون الخطر يحدق به من كل جهة ويستباح كل يوم ..

 

وللحديث بقية..

المصدر: خاص بإذاعة طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 8,015

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً