الأقلية الإسلامية في إسبانيا

منذ 2013-11-18

تاريخ الإسلام في إسبانيا وأوضاع المسلمين في الوقت الحاضر


تقع إسبانيا في جنوب غربي قارة أوروبا، في شبه جزيرة أيبريا، وتفصل جبال البرانس بينها وبين جارتها فرنسا من ناحية الشمال الشرقي، ويحدها المحيط الأطلنطي والبرتغال من الغرب، وتطل على خليج بسكاي من الشمال، ويحيطها البحر المتوسط من الجنوب والشرق، وفي جنوبها يقترب اليابس الأوروبي من الإفريقي ممثلاً في البروز الذي يشغله جبل طارق، وحيث يُطِل على مضيق طارق همزة الوصل بين المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط، والمضيق والجبل يحملان اسم فاتح الأندلس منذ نهاية القرن الهجري الأول حتى الآن.

العاصمة: مدريد، وأهم المدن قرطبة وبرشلونة.

يبلغ تِعداد سكان إسبانيا 48 مليون نسمة، يُمثِّل الرومان الكاثوليك 94% منهم، و6% لآخرين، يُشكِّل المسلمون نحو 2. 5 في المائة (مليون ونصف تقريباً).

تاريخ الإسلام في إسبانيا:

وصل الإسلام إلى إسبانيا مبكراً؛ وذلك عندما فتح المسلمون شبه جزيرة إيبريا في سنة (93هـ - 711م)، واكتسح المد الإسلامي أكبر مساحة من شبه جزيرة أيبريا في سرعة مذهلة، وأتى الفتح بنتائج رائعة، وذلك بفضل الجهاد والتسامح الديني عند الفاتحين.

ولقد كانت الموجة الأولى لفتح الأندلس من المؤلفة قلوبهم من العرب والبربر الذين آخى بينهم الإسلام فاندفعوا يفتحون قرى ومدن إيبريا، وبهذا الفتح تحول الأندلس إلى مشعل الحضارة الوسيطة، وامتد تأثير الحضارة الإسلامية إلى الممالك الأوروبية.

ظل المسلمون يحكمون إسبانيا ثمانية قرون لم يفرضوا الإسلام على أهلها وتركوا لهم حرية العقيدة، إلى أن سقطت دولة المسلمين ومارست الكنيسة الكاثوليكية الحاكمة أبشع طرق التعذيب والاضطهاد عن طريق محاكم التفتيش التي خَيّرت المسلمين بين ترك عقيدتهم ودخول الكاثوليكية وبين الإعدام أو الهجرة إلى إفريقيا سيراً على الأقدام ومن دون أموالهم ودوابهم. قتل أكثر من نصف مليون مسلم في هذه المحاكم وعذب الملايين.

أوضاع المسلمين في الوقت الحاضر:

يمكن تقسيم فئات الأقليات المسلمة في إسبانيا إلى الفئات التالية:

1- الطلاب: تزايد عدد طلاب العلم من المسلمين في إسبانيا حتى بلغ عدة آلاف. ولقد شجعت إسبانيا الطلاب العرب على الدراسة في إسبانيا لأسباب عدة، منها: تحسين العلاقات، نشر ثقافتهم، وإرضاء العناصر الأندلسية التي تحاول فصل الأندلس.

ولقد كانت مساعدة الطلاب الوافدين من أهم أعمال الجيل الجامعي السابق عليهم والذي تولى مهمة الدعوة، ولهذا تأسست الجمعية الإسلامية الإسبانية سنة (1391 هـ - 1971م).

2- العُمَّال: هم أكبر الفئات الإسلامية، فهم أكثر من ثلثي عدد المسلمين في إسبانيا، أي نحو 150 ألفاً من جملة المسلمين البالغة 250 ألف نسمة.

ازدادت هجرة العمال المسلمين في سنة (1396 هـ - 1976م)، لا سيما عُمّال المغارب العربية؛ بسبب المعاناة التي حدثت للعُمّال المسلمين في غرب أوروبا، ثم ازدادت الهجرة الإسلامية بعد ذلك حتى وصل عدد العُمّال المسلمين في لشبونة إلى أكثر من 50 ألفاً، معظمهم من المغاربة، وأغلب هؤلاء من الشباب، ومعظمهم من دون أسرهم، كما أن أغلبهم أميّ، لذا من السهل انحرافهم.

ولقد تنبّه المركز الإسلامي في إسبانيا لهذا الخطر، فأخذ يعمل على تعميق الهوية الإسلامية بين هؤلاء.

3- المسلمون الإسبان: وهؤلاء اعتنقوا الإسلام طواعيةً وعن اقتناع بعد أن تكشّفت لهم صورته الحقيقية التي حاول تشويهها المسيحيون، وأسهم في ذلك صدور قانون حرية العقيدة في إسبانيا بعد تعصُّبٍ دام قرون عدة، وهذه الفئة من المسلمين منتشرة في غرناطة، وإشبيلية، وملقا، وقرطبة، ومدريد.

4- المسلمون في الجيوب الاستعمارية الإسبانية: في الغرب في سبتة ومليلة.

يتركز المسلمون في الولايات الكاتالونية، مثل: "برشلونة، وترقونا، وخيرونا"، ثم تأتي بعد ذلك منطقة الجنوب التي تُسمّى في إسبانيا "الإقليم الأندلسي"، مثل: "منطقة قرطبة وغرناطة"، وكذلك منطقة "فالينسيا".

مع تزايد أعداد المسلمين المهاجرين بغرض العلم والعمل في المجتمع الإسباني؛ ظهرت مجموعة من الهيئات والمؤسسات الإسلامية في غرناطة، ثم انتشرت خصوصاً بعد صدور قرارات حرية الأديان، ويبلغ عددها 49، منها: "المركز الإسلامي الإسباني، جمعية المسلمين الإسبان في غرناطة، الجمعية الإسلامية في إسبانيا، الجمعية الإسلامية في قرطبة، الجمعية الإسلامية في إشبيلية، والمفوضية الإسلامية في إسبانيا".

كما يوجد "المركز الإسلامي الثقافي" في مدريد ويضم مسجداً ومدرسة تقوم بتعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية واللغة الإسبانية والقرآن الكريم، ومعملاً لتعليم اللغات، ويوجد المعهد العربي للدراسات الأكاديمية، والمعهد الإسباني العربي للثقافة في مدريد، والمدرسة العربية في مدريد".

احتياجات المسلمين في إسبانيا:

- وجود إدارة تجمعهم وتوحّد رأيهم وتفاوض الحكومة الإسبانية وتحل مشكلاتهم بشكل رسمي.

- الحاجة إلى زيادة أعداد المدارس والمعاهد العلمية الإسلامية التي تُدرِّس الدين الإسلامي لأبناء المسلمين.

- توافر أساتذة لتدريس الإسلام واللغة العربية.

- ترجمة التفاسير والكتب الإسلامية للغة الإسبانية.

- إصدار أكثر من صحيفة ناطقة باسم الأقلية المسلمة وإنشاء قناة تلفزيونية وإذاعة خاصة.

- الحاجة إلى دعاة يجيدون العربية والإسبانية للدعوة بين المسلمين ونشر الدعوة بين غير المسلمين.

____________

المراجع والمصادر:

• موقع رسالة الإسلام.
• موقع قصة الإسلام.
• Cia.
• موقع المركز الإسلامي في إسبانيا.


أحمد محمود السيد
 

  • 2
  • 0
  • 5,782

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً