اكذب حتى تصبح الكذبة حقيقة

منذ 2013-11-19

يسعى الإعلام المصري بطريقته الحالية في عرض الحقائق إلى صرف الانتباه نحو قضايا ثانوية أما القضايا الكبرى والتي تمس الشارع فيتم تجاهلها وصرف انتباه الطبقة العريضة من الشعب عن بعض القضايا الأخرى. الإعلام المصري منغلق جدًا ويغطي منطقة القاهرة فقط دون تغطية باقي مناطق الجمهورية مما يجعل أطراف الجمهورية معزولة عن العاصمة.

 

في أول ظهور رسمي له تحدث الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور عن دور الإعلام خلال فترة حكم الدكتور محمد مرسي، وقال: "إن الإعلام كان مشعلا أضاء الطريق للشعب وكشف سوءات النظام السابق"، أما ما قام به الإعلام وخلال عام مضى من حكم الرئيس مرسي ودور الإعلام المصري في بث حالة الفوضي العارمة عن طريق استخدام أساليب التهييج والإثارة وإطلاق الشائعات والفتنة والتحريض وتزييف الحقائق والتخوين فقد كان واضحاً لكل متابع.

ولهذا برع الكثير من أفراد الإعلام المصري في الاستغلال الخاطئ للمهنية وضرب معايير العمل الإعلامي عرض الحائط وخلق حالة من البلبلة والضبابية والإثارة في الشارع فأصبح يطلق الكذبات المتواصلة التي يتردد صداها في الشارع وللأسف مع الوقت تصبح تلك الكذبات حقيقة.

ومن كذبات الإعلام المصري:
1- السيناتور جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأمريكي يتعاطف مع تنظيم الإخوان المسلمين فهو شريك في تجارة سلاح غير مشروعة مع خيرت الشاطر القيادي في جماعة الإخوان المسلمين.

2- كتبت صحيفة الأهرام عن اتفاق خيرت الشاطر والسفيرة الأمريكية لتقسيم مصر والقبض على 37 إرهابياً بعد إجهاض مخطط عزل الصعيد وإعلان الاستقلال، الخطة تضمنت الاستيلاء على مبنى محافظة المنيا وتشكيل حكومة، الاعتراف الأميركي كان معدًا والأجهزة الأمنية كشفت المخطط لتقسيم مصر إلى دولتين في الشمال والجنوب، عاصمة الجنوب مدينة (المنيا). السفيرة الأمريكية كتبت خطابا شديد اللهجة للصحيفة المصرية تقول فيها أن ما نشرته ليس صحافة سيئة، لأنه لا يعتبر صحافة، ووصفت ما كتبه بأنه خيالات وتهريج لا يليق بأكبر صحيفة رسمية في مصر وأنه مجرد تحريض على العنف وزيادة التوتر في بلد هو متوتر. وتضمنت الخطة دخول 300 مسلح من غزة إلى مصر عبر الأنفاق لنشر الفوضى في القاهرة واقتحام عدد من السجون. وتحدث التقرير أيضاً عن أن القوات المسلحة ألقت القبض على 37 إرهابيًا في محافظة المنيا، وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة كانت مرسلة إليهم عبر الصحراء الغربية لتمكينهم من الاستيلاء على المحافظة وتشكيل حكومة، حيث كان الاعتراف بالموقف الجديد معد سلفاً من جانب الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية أخرى.

3- أسطورة الحرب على الإرهاب التي جرى الترويج لها إعلاميًا؛ منذ الدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتجريم الإخوان في حين أن التظاهرات كانت سلمية في مجملها لكنها صورت إعلاميًا وأمنيًا بأنها إرهابية يرد عليه بوسيلة واحدة تمثلت في استخدام السلاح وتلفيق التهم الجاهزة.

4- أسطورة التخوين والاتهام بالعمالة ونعتهم بالطابور الخامس التي جرى ابتداعها ضد الأصوات الوطنية المستقلة التي اعترضت على الأساليب المتبعة في التعامل مع الأحداث الأخيرة وخصوصًا خلال فض الاعتصامات السلمية في الميادين المصرية.

5- تقسيم مصر وبيع قناة السويس لقطر والتنازل عن جزء من سيناء لحركة حماس، وهو من الافتراءات الإعلامية التي أطلقت في الفضاء الإعلامي المصري للطعن في وطنية الفريق الرئاسي مع الدكتور محمد مرسي.

الإعلام معلومة والمعلومة يجب أن تكون حقيقية وصادقة وموضوعية، وللأسف الإعلام المصري بعد الثورة حاول الادعاء بأنه غير جلده وطريقته ولكنه هو هو في تقديم الأكاذيب والأعذار لخنق الحريات ومصادر الحقوق. لهذا تحول حلم الشعب المصري بعد الثورة بمجتمع الحرية والعدالة وفق تصنيفات وأفكار عرابي الإعلام المصري؛ تحول إلى مختبر ومعول هدم وسبب رئيس لما آلت إليه أوضاع الشارع المصري بعيدًا عن الممارسة المهنية الراقية.

في متابعة الأحداث التي مرت على مصر خلال سنة وخصوصًا عند متابعة الفضائيات المصرية يتبين أن الإعلام المصري يشارك في صناعة الرأي العام دون التعبير عن الرأي العام، أما الرقابة فهي عنصر غائب تمامًا عن الأحداث التي تمس الشارع المصري. غياب حرية الإعلام وخصوصًا عندما تكون تهم الخيانة والتجريح جاهزة ضد كل من يخالف الموقف من الانقلاب العسكري واستمرار تجاهل ملفات مصرية حساسة مثل الوضع الاقتصادي والسياحي والأمني ومصادرة الحريات في الشارع المصري.

يسعى الإعلام المصري بطريقته الحالية في عرض الحقائق إلى صرف الانتباه نحو قضايا ثانوية أما القضايا الكبرى والتي تمس الشارع فيتم تجاهلها وصرف انتباه الطبقة العريضة من الشعب عن بعض القضايا الأخرى. الإعلام المصري منغلق جدًا ويغطي منطقة القاهرة فقط دون تغطية باقي مناطق الجمهورية مما يجعل أطراف الجمهورية معزولة عن العاصمة، وللإعلام المصري بشقيه الرسمي والخاص والحزبي دور مؤثر ولكنه اقتصر على التحيز وفبركة وتزييف حقائق.
 

 

باسل النيرب
 

المصدر: مجلة البيان
  • 0
  • 0
  • 1,751

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً