رسالة من ثَكْلى سوريّة
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
خذوا الفجرعن شامكم ودعونا *** نخبّيءُ آلامنا في المساءِ
لقد أصبح الفجرُ في الشام كفاً *** تُبَعْثِرُ ما كان تحتَ الغطاءِ
- التصنيفات: الشعر والأدب -
خذوا الفجرَ مبتسماً بالضياءِ *** مُضيءَ المُحيّا جميلَ العطاءِ
خذوه من الروض ورداً وفُلّاً *** خذوه من الطير أحلى غناءِ
خذوا الفجرَ لوحةََ أُفْقٍ مُضيءٍ *** تُشَعْشِعُ أنوارُها في الفضاءِ
أقيموا لـه مِهرجاناً كبيراً *** وغنّوا لـه بنشيدِ الصفاءِ
خذوا الفجرَ مستبشراً مستفيضاً *** أنيقاً رشيقاً نقيَّ الرّداءَ
وقولوا له بعدَ حَمْلِ سلامي *** إليهِ وإبلاغِه عن شقائي
أيمكن ألا يجيءَ إلينا *** كئيباً حزيناً غزيرَ البكاءِ؟
أيمكن للفجر أنْ لا يُرينا *** دموعَ الثكالى ولَوْنَ الدماءَ؟
خذوا الفجرعن شامكم ودعونا *** نخبّيءُ آلامنا في المساءِ
لقد أصبح الفجرُ في الشام كفاً *** تُبَعْثِرُ ما كان تحتَ الغطاءِ
لقد أصبحَ الفجر يَكشِف فينا *** دخانَ الحريقِ وهدْمَ البناءِ
يُرينا وجوهَ الطُّغاةِ عليها *** دلائلُ ما خلْفَها من جَفاءِ
رُوَيْدَكِ يا أختُ لا تَستكيني *** لهذا القنوطِ وهذا الشقاءِ
فللفجرِ معنىً إذا ما احتسبنا *** يُحَرّك فينا جميلَ الرجاءِ
نعمْ يا ابْنَةَ الشامِ للنصرِ يومٌ *** فلا تغفلي عن سهامِ الدعاءِ