د. العمر: التهاون في محاسبة الفاسدين يضر بالمجتمع بأكمله
منذ 2013-11-21
حذر فضيلة الأمين العام لرابطة علماء المسلمين الشيخ ناصر بن سليمان العمر من التهاون في محاسبة المسؤولين عن المشاريع المتضررة من مياه الأمطار وقال إن ذلك سيؤدي إلى الإضرار بالمجتمع بأكمله، داعياً إلى أن يتكاتف الجميع في كشف الفساد والمفسدين مؤكداً أن الحفاظ على حقوق الناس وسلامتهم ودرء أخطار الكوارث عنهم من أعظم القربات إلى الله.
حذر فضيلة الأمين العام لرابطة علماء المسلمين الشيخ ناصر بن سليمان العمر من التهاون في محاسبة المسؤولين عن المشاريع المتضررة من مياه الأمطار وقال إن ذلك سيؤدي إلى الإضرار بالمجتمع بأكمله، داعياً إلى أن يتكاتف الجميع في كشف الفساد والمفسدين مؤكداً أن الحفاظ على حقوق الناس وسلامتهم ودرء أخطار الكوارث عنهم من أعظم القربات إلى الله.
جاء ذلك بعد أن شهدت العاصمة الرياض السبت هطول أمطار غزيرة، استمرت عدة ساعات أدت إلى مقتل شخص وفقدان آخرين، كما تسببت في خسائر في الممتلكات وغرق العديد من الشوارع الرئيسية وتعطيل الدراسة.
وقال فضيلته خلال وقفته الأسبوعية بمسجد خالد بن الوليد بالرياض، إن الغيث وإن كان نعمة ورحمة من الله عز وجل، إلا أنه منذ سنوات أصبح الناس يخشون قدوم الأمطار لما يصحبها من أذى ومشكلات لم تتسبب بها الأمطار وإنما تسبب بها البشر، متسائلاً: "لماذا يتكرر هذا المشهد وهذا الخوف، مع أن العقول موجودة والإمكانات متوفرة والميزانيات مرصودة".
وتساءل فضيلته: "أين هيئة مكافحة الفساد وأين هيئة حقوق الإنسان من هذه الكوارث، أليس صرف المليارات على مشاريع ينتهي بها المطاف بأزمات كهذه يعد فساداً، ألا يعد الإضرار بأرواح الناس وسلامتهم وممتلكاتهم انتهاكاً لحقوق الإنسان؟ فأين هذه الهيئات عما يجري؟ وهل أوجدت هذه الهيئات لمصالح العباد والبلاد، أم لتكون عبئاً عليها؟".
وأكد فضيلته أنه لا عذر للمسؤولين فيما يجري وإن تعذروا بشتى الحجج، مورداً فضيلته مقولة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لو تعثرت دابة في العراق لخشيت أن يُسأل عنها عمر لمَ لم يمهد لها الطريق" وقال: "كيف الآن والناس تفقد أموالها وأرواحها و في العاصمة التي سخرت لها كافة الإمكانات والميزانيات!"، محذراً من التساهل مع المتسببين في مثل هذه الأخطاء، لأن هذا ينعكس ضرره على مجتمع بأسره.
واستنكر الشيخ العمر ما اعتاد عليه المسؤولون من تكرار تعليق الدراسة، وقال: "إن هذا إن لم يكن فقط لظروف استثنائية جداً فإن يؤدي إلى خلل تربوي وإضرار كبير بأبنائنا، فهو يدفعهم إلى الخوف من مواجهة الظروف الصعبة والهروب من الأزمات والمشكلات وعدم مواجهتها، في حين أن الواجب في مثل هذه الحالات هو إيجاد الحلول ومواجهة المشكلات وليس الهرب منها".
وقال فضيلته: "لم تكن تعطل الدراسة في السابق، ولم تحدث مشكلات بسبب ذلك"، مؤكداً أن المدارس إنما أوجدت لتربية أبناءنا فلماذا الآن يتم تعويدهم على الخمول والسلبية والنفور من الدراسة، داعياً المسؤولين في التربية إلى مراجعة ذلك وإعادة دراسة تأثيراته على الأبناء من شتى الجوانب وخاصة الجانب التربوي.
واستنكر فضيلته الموقف السائد من مثل هذه الأزمات ألا وهو الاقتصار على النقد، وقال: "من الإشكالات عندنا حيث وقوع الكوارث أو الأخطاء، أن يبدأ الناس في النقد ولا شيء سواه"، ومؤكداً: ""ننا لسنا ضد النقد طالما كان نقداً حقيقياً بقصد الإصلاح وليس الهدم".
وقال بأن الواجب هو الإسهام في معالجة مثل هذه الكوارث والتقليل من خطرها قدر المستطاع بوسائل شتى، كالأعمال الاجتماعية بمساعدة المتضررين وتقديم العون لهم سواء بشكل فردي أو من خلال الجمعيات الخيرية، مؤكداً أن ذلك من أفضل الأعمال.
واستدل على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سأله أبو ذر رضي الله عنه: "أَيّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟" قَالَ: «الإِيمَانُ بِالله وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ». قَالَ: قُلْتُ: "أَيّ الرّقَابِ أَفْضَلُ؟" قَالَ: «أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، وَأَعْلاَهَا ثَمَنًا». قَالَ قُلْتُ: "فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟" قَالَ: «تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ»، مؤكداً فضيلته أن قوله: «تُعِينُ صَانِعا أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ» هو ما يسمى الآن بالأعمال الاجتماعية.
كما أكد د. العمر على ضرورة أن يُستغل الإعلام الحديث في معالجة مثل هذه الأخطاء والمشكلات من خلال النقد البناء المنضبط، وأضاف: "من الواجب أيضاً المساهمة في كشف الفساد والإبلاغ عن المفسدين والمتلاعبين أو المستغلين لتلك الكوارث، والدخول على المسؤولين أو الاتصال بهم لتنبيههم وتحذيرهم من خطورة التهاون في مثل هذه المشاريع".
وأوضح الشيخ العمر أن هذه الأعمال من أبواب الاحتساب موضحاً أن الاحتساب ليس مقتصراً على المعاصي الظاهرة كما يظن البعض فهذا خلل في مفهوم الاحتساب، فالحفاظ على حقوق الناس وسلامتهم ودرء أخطار الكوارث عنهم والوقوف إلى جانبهم في الأزمات من أهم جوانب الاحتساب وهو واجب يمليه علنيا ديننا ومما ينبغي التعاون فيه.
- التصنيف:
- المصدر: