عتاب ووفاء
أرى لـك فـي وقت اللقاءِ بشاشةٌ *** بـها تبطلُ الدعوى وتصفو المشاربُ ويسعـدنـي منك ابتسامُ ومودة *** وقـولٌ جـمـيلٌ لم تشبهُ الشوائبُ
رويـدكَ إنَّ الموجَ في البحرِ صاخبُ *** وبالله لا بـالـناسِ تُقضى المطالبُ
أرى لـكَ فـي شـأني أموراً غريبةً *** أقاومُ شـكـي عـندها وأُغالبُ
أرى لـك فـي وقت اللقاءِ بشاشةٌ *** بـها تبطلُ الدعوى وتصفو المشاربُ
ويسعـدنـي منك ابتسامُ ومودة *** وقـولٌ جـمـيلٌ لم تشبهُ الشوائبُ
وتـنصحني نُصح المحبِّ، وإنما *** بـنُـصح سليم القلب تُمحى المثالبُ
ولكـنني أشقى بأمركَ، كلما *** دعـانـي إلـى نشر المبادئ واجبُ
كأنـك لم تلمس صفاءَ مشاعري *** ولـم تـنقشع عن ناظريكَ الغياهبُ
لماذا… تشكُّ في سلامة مقصدي؟ *** فـيـا ضيعة الدنيا إذا شكَّ صاحبُ
وربِـكَ مـا أرسلْتُ شعري لِرِيبةٍ *** ولا صَـرَفـتني عن همومي الرغائِبُ
أصـدُّ جيوش الوهم عني وفي يدي *** حسامٌ من الإيمان بالله ضاربُ
وما أنـا مـمن يُنْسَجُ الظنُّ حَولَهُ *** عـلـى غـير بابي تستقرُّ العناكبُ
وما أنـا مـمـن يسرِقُ المالُ لُبَّهُ *** ولا أنـا مـمـن تـستَبِيهِ المناصبُ
أُسيِّـرُ فـي درب الصلاح مواكبي *** إذا طـوحتْ بـالسائرين المواكِبُ
وأحـملُ فـي كـفي يراعاً أسلُّهُ *** عـلـى كـل فِكر ساقطٍ وأحاربُ
ولولا اقـتـدائي بالرسول ونهجهِ *** لـسارتْ بشعري في الهجاء المراكبُ
أخا الـحق لا تفتحْ لِظنك مسلكاً *** إلـيَّ فـإنـي فـي رضى الله دائبُ
وإني مُـشـيدٌ بالصوابِ إذا بدا *** وإنـي لِـمن لايُحسنُ الفعلَ عاتبُ
وأغسلُ أخـطائي بشلال توبتي *** أتـوب إلـى ربي ، وما خاب تائبُ
أخا الـحـق ما بيني وبينك فُرْقَةٌ *** كـلانـا مُـحبٌ للصلاح وراغبُ
كلانـا إلـى دينِ المهيمنِ ننتمي *** إذا ذهـبـتْ بـالـواهمين المذاهبُ
عـتابـي علـى قدر الوفاء أبثُّهُ *** وعـنـدي لأصحاب الوفاءِ مراتبُ
ولولا صفاء الودِ في النفس لم تجدْ *** صـديقاً -إذا جار الصديقُ- يعاتِبُ
فَطَـمْئِنْ على حالي فؤادكَ، إنني *** أُعـادي عـلى نهج الهدى وأصاحِبُ
وللـه وجدانـي وللـه نبضُهُ *** ومـن أجـلِهِ أرضى وفيهِ أُغاضِبُ
أخا الحقِ -عفوًا- إن شعري مُبَلِّغٌ *** رسـالـةَ قـلبي ، والقوافي ركائبُ
أسـيِّرهـا في كلِّ أرضٍ فترتوي *** بـها أنفسٌ عَطْشَى ، وتُجلى مواهِبُ
بعـثْتُ إليكَ الشعرَ يُشرِقُ لفظُهُ *** وضوحاً ، فما في قاع شعري رواسِبُ
أخا الحق.. يَفْنَى كلُّ شيءٍ وإنما *** نُـقَـاسُ بـما تُفضي إليه العواقِبُ
يدومُ لـنـا إخـلاصُـنا ويقينُنا *** ومـا دونَـهُ في هذه الأرض ذاهبُ
- التصنيف: