صناعة الأقليات
خالد غريب
على قاعدة برنارد لويس العراب يهودي الديانة أمريكي الجنسية، والفليسوف الأمريكي لإعادة منطقة الشرق الأوسط المؤهلة للتقسيم على أسس طائفية وعرقية وإثنية- لعبوا بكارت الأقليات الطائفية والعرقية في دول كثيرة بدأوها في لبنان، والسودان ثم العراق، ثم سوريا نظرا للتوازن النسبي العددي فتمكنوا من التمزيق المستمر، وضمان بقاءه بضمان إبقاء تلك التوازنات.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
على قاعدة برنارد لويس العراب يهودي الديانة أمريكي الجنسية، والفليسوف الأمريكي لإعادة منطقة الشرق الأوسط المؤهلة للتقسيم على أسس طائفية وعرقية وإثنية- لعبوا بكارت الأقليات الطائفية والعرقية في دول كثيرة بدأوها في لبنان، والسودان ثم العراق، ثم سوريا نظرا للتوازن النسبي العددي فتمكنوا من التمزيق المستمر، وضمان بقاءه بضمان إبقاء تلك التوازنات.
وبعد أن فشلوا في توظيف كارت الأقليات في مصر نظرا لاختلاف التوازن النسبي العددي؛ مثلا المسيحيين بالنسبة للمسلمين، أو الشيعة بالنسبة لأهل السنة... إلخ؛ فتمكنوا من تحويل الأغلبية إلى أقليات متناحرة لتحقيق نفس الهدف.
تيار مدني.. تيار إسلامي.. تيار يساري.. تيار ليبرالي.. تيار اشتراكي؛ بل حتى التيارات الإسلامية نفسها تم إعادة تفتيتها إلى مدارس متناحرة، وكذلك كل تيار في ذاته تم إعادة تقسيمة إلى مدارس متناحرة.
الغريب أن تلك الانتماءات فاقت في صراعاتها الصراعات الطائفية والعرقية والإثنية؛ لذا أصبح استخدامها كبديل لنظرية برنالد لويس أفضل وأكثر فاعلية في الدول ذات الأغلبيات الساحقة لتركيبة واحدة مثل مصر.
وهذا إنما يدل على التطور الهائل في العلوم الإنسانية والنفسية كما ذكر نعوم تشوميسكي عالم اللغويات والفليسوف المعاصر في قواعده الخاصة بالسيطرة على الشعوب؛ وتحديدا القاعدة العاشرة والتحكم الكامل في التراكيب النفسية والأنساق الفكرية لبني البشر، وتحويل معتقداتهم وحتى نظراتهم الفلسفية للحياة، والنظرة لعلاقة السماء بالأرض.
وهذا ما حدث مؤخرا في مصر بحرفية عالية؛ فأصبحت الأغلبية الساحقة (إحنا شعب، وهما شعب)؛ بل (إحنا شعوب.. وهما شعوب)!