اللغة العربية ودورها في حماية الهوية الإسلامية في الهند

منذ 2013-11-29

لقد أدركت كل الأمم أن قضية الهوية قضية مِحورية، وأن من لم ينتبه إليها سيذوب حتمًا في ثقافة غيره، وستتلاشى مميزاته الخاصة ليكون ذيلًا أو ذنَبًا للآخرين.


مقدمة:

بسم الله خير الأسماء، ربّ الأرض والسماء، جامع الناس ليوم الجزاء، وصلاة وسلامًا على خير الأنبياء، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه النُّجباء.

أما بعد:

فلقد أدركت كل الأمم أن قضية الهوية قضية مِحورية، وأن من لم ينتبه إليها سيذوب حتمًا في ثقافة غيره، وستتلاشى مميزاته الخاصة ليكون ذيلًا أو ذنَبًا للآخرين.

وأعداء الأمة لم ولن يتركوها على هويتها الإسلامية وعقيدتها التوحيدية وثقافتها الإيمانية، بل يكيدون الليل والنهار، ليُزحزِحونا عنها ويطمسوها عنَّا؛ قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة من الآية:217]، وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة من الآية:120]، وقال تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء من الآية:89]، وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} [البقرة من الآية:109].

والذي ينبغي أن ينتبه له أهل الإسلام أنَّ أعداء الإسلام يحرصون على هوياتهم، مع اجتهادهم وبذلهم الغالي والرخيص من أجل تذويب هوية المسلمين، وطمس معالمها، والنأي بهم بعيدًا عن دينهم؛ حتى تغيب شمسُ الإسلام، وتندثر تعاليمه، وتتلاشى هوية أتباعه؛ فحرصًا على تقديم نوع من النصائح والتوجيهات جاء هذا الجهد المتواضع.

من أسباب اختيار الموضوع:

1- أهمية الحفاظ على الهوية الإسلامية في كل بقاع العالم الإسلامي بمختلف أطيافه وألوان دوله، وأماكن الوجود.

2- إبراز الدور الذي تلعبه اللغة العربية في الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية في مختلف المجالات الثقافية والدينية والاجتماعية وغيرها.

3- مكانة اللغة العربية عند المسلمين؛ لنزول القرآن بلغةِ العرب، وكذلك نبي آخر الزمان من العرب.

4- معالجة العوائق والإشكاليات والصعوبات التي تواجهها اللغة العربية، والتآمر عليها من قِبَل أعداء الإسلام، سواءً في الدول العربية أو الإسلامية.

5- المساهمة في إيجاد الطرق والوسائل لنشر اللغة العربية في الهند، وبثها بين أوساط الشباب الهندي؛ ليسهُل التعرف على الموروث الإسلامي والحضاري، والحفاظ على الهوية الإسلامية وعدم الذوبان في الآخر بسلبيات.

وقد اشتمل البحث على المباحث التالية:

المبحث الأول: التعريفات.

* تعريف اللغة وأهميتها

* تعريف الهوية الإسلامية والثقافة

المبحث الثاني: ركائز الهوية الإسلامية وخصائصها.

المبحث الثالث: دور اللغة العربية في الحفاظ على الهوية الإسلامية في الهند.

المبحث الرابع: العوائق والصعوبات التي تواجه اللغة العربية في الهند.

* الخاتمة والتوصيات والنتائج.

* المراجع.

المبحث الأول: التعريفات:

مفهوم اللغة:

تشير أمهات المعاجم العربية التي وقفنا عندها إلى أن كلمة (لغة) في العربية ترجع إلى الجذر "لغو" أو "لغ"، وهو يدور حول معاني الرمي والطرح والإلقاء والإلغاء، ويؤكد على هذا المعنى الزبيدي في تاجه حين يقول: "اللغو وهو الطرح، فالكلام لكثرة الحاجة إليه يُرمى به".

ولا يخرُج صاحب لسان العرب عن المعاني التي أومأنا إليها منذ حين، والمتصلة بمدلول كلمة (لغة): فاللغو واللغا: "السقط، وما لا يعتد به من كلام وغيره، ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع... وكل ما أسقط فلم يعتدَّ به ملغى".

قال عز وجل: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [المائدة من الآية:89].

وشاع استعمال كلمة لغة، و(لغات) للدلالة على اللهجات التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية، وهي عادة ما تنسب إلى قبيلة بعينها، أو مجموعة قبائل في فضاء جغرافي معيَّن، فقيل: "لغة أهل الحجاز، ولغة أهل اليمن، أو لغة تميم، ولغة قريش، ولغة هذيل"، وسرعان ما توحَّدت (اللهجات) على أعلى المستوى الأدبي في لغة قريش التي استأثرت ميادين الأدب شعره وخطابه... وجاء القرآنُ الكريم ليجسِّد هذه الوحدة، وهو كتاب الله.

ويقال عن تعريف اللغة أيضًا:

اللغة نسق من الإشارات والرموز، يُشكِّل أداة من أدوات المعرفة، وتُعتبَر اللغة أهمَّ وسائل التفاهم والاحتكاك بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة، وبدون اللغة يتعذَّر نشاط الناس المعرفي.

وترتبط اللغة بالتفكير ارتباطًا وثيقًا؛ فأفكار الإنسان تصاغ دومًا في قالب لغوي، حتى في حال تفكيره الباطني، ومن خلال اللغة فقط تحصل الفكرةُ على وجودها الواقعي، كما ترمز اللغةُ إلى الأشياء المنعكسة فيها.


وعرَّف صاحب معجم اللغة العربية المعاصرة[1]:

"لُغَة (مفرد): جمعها: لُغات ولُغًى:

1- أصواتٌ يعبر بها كل قومٍ عن أغراضهم؛ "اللغة العربية - الفرنسية - الإنجليزية"، وتُسمّى لُغَة الضاد: وكذلك اللغة العربية.

2- كُل وسيلة لتبادل المشاعر والأفكار؛ كالإشارات، والأصوات، والألفاظ، "لغة حية - لغات أجنبية - لغة التخاطب"، أُحادي اللغَة: معبر عنه بلغة واحدة فقط، أو مَنْ يعرِف أو يستخدم لغةً واحدة فقط".


واللغة لها دَور كبير في الحفاظ على الهوية[2]:

"مما لا شك فيه أن اللغة هي أول ثابت من ثوابت الهوية عبر الأزمنة والتاريخ؛ فهي العنصر المركزي والوحيد الذي جعل الناس (جماعة) واحدة ذات خصائص محددة ومتميزة بعاداتها وثقافتها وطقوسها وحضارتها وجغرافيتها (هوية)، ومن هنا كان هذا التلاحُم باللغة والهوية إلى درجة "يتم الربط بينهما، ويتماهيان إلى درجة أنهما يكادان يصبحان شيئًا واحدًا".

ويقولون عن اللغة العربية كما ذكر في الموسوعة[3]:

"اللغة العربية هي أكثر اللغات تحدثًا ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدَّثها أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدِّثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة؛ كالأحواز، وتركيا، وتشاد، ومالي، والسنغال، وأرتيريا، والهند، وباكستان، وغيرها من الدول الإسلامية؛ حيث بدأت تنتشر وبكثرة، واللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين؛ فهي لغة مقدَّسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقانِ بعض من كلماتها.

العربية هي أيضًا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كُتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.

وأثَّر انتشار الإسلام، وتأسيسُه دولًا، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغةَ السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكَمها المسلمون، وأثرت العربية تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي؛ كالتركية، والفارسية، والأمازيغية، والكردية، والأردية، والماليزية، والإندونيسية، والألبانية، وبعض اللغات الإفريقية الأخرى؛ مثل: الهاوسا، والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية، وخاصةً المتوسطية منها؛ كالإسبانية، والبرتغالية، والمالطية، والصقلية، كما أنها تُدرَس بشكلٍ رسمي أو غير رسمي في الدول الإسلامية، والدول الإفريقية المحاذية للوطن العربي.

وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة، ويُحتفل باليوم العالمي للَّغة العربية في 18 ديسمبر، كذكرى اعتماد العربية بين لغات العمل في الأمم المتحدة.

واللغة العربية من أغزرِ اللغات -من حيث المادة اللغوية- في العالم، كما تم تدوين الكثير من المعاجم والقواميس التي تحتوي على آلاف الكلمات والمعاني".


تعريف الهوية[4]:

ما هي الهوية: "الهوية مأخوذة من "هُوَ.. هُوَ" بمعنى أنها جوهر الشيء، وحقيقته؛ لذا نجد أن الجرجاني في كتابه الذائع الصيت "التعريفات" يقول عنها: بأنها الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمالَ النواة على الشجرة في الغيب.

فهوية الإنسان أو الثقافة أو الحضارة، هي جوهرها وحقيقتها، ولما كان في كل شيء من الأشياء -إنسانًا أو ثقافة أو حضارة- الثوابت والمتغيرات، فإن هويةَ الشيء هي ثوابته، التي تتجدد ولا تتغير، تتجلى وتفصح عن ذاتها، دون أن تخلي مكانها لنقيضها، طالما بقيت الذاتُ على قيد الحياة.

"إن هوية أية أمة هي صفاتُها التي تُميِّزها من باقي الأمم، لتعبِّر عن شخصيتها الحضارية".

والهوية معناها:

تعريف الإنسان نفسه؛ فكرًا وثقافة، وأسلوب حياة، أو هي مجموعة الأوصاف والسلوكيات التي تُميِّز الشخص عن غيره.

وكما أن للإنسان هوية، كذلك للمجتمع والأمم هوية؛ فهناك مجتمع إسلامي، ومجتمع عَلْماني، وهناك النَّصراني، وأيضًا الشيوعي والرأسمالي، ولكل منها مميزاتها وقِيَمها ومبادئها.

فإذا توافَقت هوية الفرد مع هوية مجتمعه، كان الأمنُ والراحة والإحساس بالانتماء، وإذا تصادمت الهوياتُ، كانت الأزمة والاغتراب، ومن هنا يمكنك فهمُ معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «بدأَ الإسلامُ غريبًا، وسيعودُ كما بدأَ غريبًا؛ فطُوبى للغُرَبَاءِ» (رواه مسلم).

هذه الهوية هي التي تتبنَّاها النفس، وتعتز بالانتساب إليها، والانتماء لها، والانتصار لها، والموالاة والمعاداة على أساسها، فبها تتحدد شخصية المنتمي وسلوكه، وعلى أساسها يُفاضل بين البدائل.

وبالنسبة للمجتمع تعتبر الحصنَ الذي يتحصن به أبناؤه، والنسيج الضام، والمادة اللاصقة بين لَبِناته، فإذا فُقدت تشتَّت المجتمع، وتنازعته المتناقضات.

مقومات الهوية:

تقوم الهوية على العناصر التالية:

الأول: العقيدة التي تُوفِّر رؤية للوجود.

الثاني: اللغة واللسان الذي يجري التعبير به.

الثالث: والتراث الثقافي الطويل المدى، وسنذكر تعريفًا للثقافة.

الرابع: الشعب والجغرافيا التي يسكنها، فمن الصعب وجود هوية بدون أناس ونطاق جغرافي يسكنونه.

وهناك من يقول بأن الثقافة هي أيضًا يقصد بها الهوية، ولكن هوية ثقافية اجتماعية تراكمية لطبيعة المجتمع.

نذكر تعريف الثقافة:

تعريف الثقافة:

هي مجموع العقائد والقِيَم والقواعد التي يقبَلها ويمتثل لها أفراد المجتمع؛ ذلك أن الثقافة هي قوة وسلطة موجهة لسلوك المجتمع، تحدِّد لأفراده تصوراتهم عن أنفسهم والعالم من حولهم، وتحدد لهم ما يحبُّون ويكرهون، ويرغبون فيه ويرغبون عنه؛ كنوع الطعام الذي يأكلون، ونوع الملابس التي يرتَدُون، والطريقة التي يتكلمون بها، والألعاب الرياضية التي يمارسونها، والأبطال التاريخيين الذين خلدوا في ضمائرهم، والرموز التي يتخذونها للإفصاح عن مكنونات أنفسهم، ونحو ذلك، والطابع الديني، والتعالم السلوكي، والقِيَم والمبادئ، فإذا أضفينا عليها الصبغة الإسلامية كانت ثقافة إسلامية منضبطة".


من هذا التعريف يتبين "أن الثقافة[5]:

1- ذات نمو تراكمي على المدى الطويل: بمعنى أن الثقافة ليست علومًا أو معارف جاهزة يمكن للمجتمع أن يحصل عليها ويستوعبها ويتمثلها في زمن قصير، وإنما تتراكم عبر مراحل طويلة من الزمن.

2- تنتقل من جيلٍ إلى جيل عبر التنشئة الاجتماعية: فثقافة المجتمع تنتقل إلى أفراده الجدد عبر التنشئة الاجتماعية؛ حيث يكتسب الأطفال خلالَ مراحل نموهم الذوقَ العام للمجتمع.

3- ذات طبيعة جماعية: أي إنها ليست صفة خاصة للفرد، وإنما للجماعة؛ حيث يشترك فيها الفردُ مع بقية أفراد مجتمعه، وتُمثِّل الرابطةَ التي تربط جميع أفراده.

ويمكن القول: الثقافة الإسلامية والعربية التي سادت وسيطرت على المنطقة العربية وانتشرت في أنحاء المعمورة معززةً الهوية الإسلامية؛ فالثقافة يمكن القول عنها: إنها رافد للهوية، فإذا كانت ثقافة إسلامية بضوابطَ، نستطيع أنْ نقول: إنها تنتج هوية إسلامية.

مفهوم الهوية الإسلامية:

والهوية الإسلامية في الحقيقة هي الانتماء إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى دين الإسلام، وعقيدة التوحيد التي أكمَل اللهُ لنا بها الدين، وأتم علينا بها النعمة، وجعَلنا بها الأمة الوسط، وخير أمة أخرجت للناس، وصبَغنا بفضلها بخير صبغة {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} [البقرة:138]؛ فالهوية الإسلامية انتماء إلى الدين الإسلامي، وتطبيقه على الفرد والمجتمع، وتشكيل الدولة الإسلامية ذات الهوية الإسلامية المتكاملة والشاملة لجميع جوانب الحياة، والرامية إلى العالمية والرُّقي والقيادة للأمم والبشرية جمعاء.

ونظرًا لأهمية الهوية للأمم تسعى كل أمة للحفاظ على هويتها:

الأمم التي تريد أن تبقى هي التي تحافظ على هوَّيتها؛ ولذلك لا عجب أن تحاول كل دولة أو أمة أن تصونَ لأتباعها هويتهم، وتحميهم من غزو الثقافات الأخرى لثقافتهم، فعندما رأى الفَرنسيون أن اتفاقية الجات تؤدي إلى دخول المواد الثقافية الأمريكية بمعدلات كبيرة لفرنسا، مما يُشكِّل تهديدًا صارخًا لهويتهم القومية، رفضوا التوقيعَ على الجزء الثقافي من الاتفاقية، وطالبوا بتخفيض تلك المعدلات.

وأعجب من هذا أن يقوم الهندوس في بلاد الهند بمنع بيع الزهور في يوم عيد الحب "فالنتاين"، وحَرق المحلات التي تبيعه؛ لأن ذلك ليس من الهندوسية، ويحارب الثقافةَ الهندية.

وهذا كله إن دلَّ فإنما يدلُّ على مدى محافظة كلِّ أمةٍ على هوية أبنائها، وحمايتهم من السقوط في هوَّة الانبهار بثقافات الآخرين، فمتى نهتمُّ نحن لهذا ونحوط أبناء أمتنا ونحميهم من الوقوع في هذه الحمأة؟!

وكذلك اليهود يحرصون على هويتهم، والبحث عن تراثهم المزعوم، وهو هيكل سليمان عليه السلام تحت المسجد الأقصى، حِرصًا منهم على طمس هوية المسلمين، والعمل على تهجير المسلمين، وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين والمَقْدسيين؛ فهو صراع على البقاءِ على الهوية لكل أمة وشعب من شعوب العالم.

فنرى الأمم تحافظ على هويتها ولغتها، وتعمل على نشرها عن طريق المراكز الثقافية الموجودة في سفاراتها في مختلف أنحاء العالم، كما نرى الثقافة الأمريكية وغيرها".


المبحث الثاني: ركائز الهوية الإسلامية وخصائصها[6]:

"الهوية الإسلامية ذات خصائص راسخة الجذور، فمن ركائزها:

1- أنها ربانية الأصل والمصدر والمرجعية.

2- وهي عالمية لا تعترف بالحدود المصطَنعة.

3- وهي شاملة لكل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا تقبل الاحتواء والانكماش في هوية أخرى، ولا تقبل فرض نموذج أجنبي يفرض عليها إرادته أو أيديولوجياته.

4- كما تتميز باستقلال الشخصية، فلا تقبَلُ الذوبان في غيرها، إنها تُحسِن حين يُحسِن الناس، ولكنها حين يُسيئون لا تظلم، لا مانع من الأخذ عن الغير ما هو نافع، وطرح ما هو ضار؛ عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكونوا إمَّعةً، تقولون: إن أحسَن الناس أحسنَّا، وإن ظلموا ظلَمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم، إنْ أحسَن الناس أن تُحسِنوا، وإن أساؤوا فلا تظلِموا» (رواه الترمذي).

والإعلان عن الهوية وعن العقيدة من الأمور التي يجب أن يعتزّ بها كل مسلم، وألا يفرِّط فيها، أو يتهاون بحالٍ من الأحوال.

خصائص الهوية الإسلامية:

أولاً: الثبات

فلا تتأثر بأبواق العدو أو وسائل إعلامه، بل تظل متمسكة بعقيدتها ودينها معتصمة بحبل الله؛ فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف الذي يذهَبُ مع الريح أينما ذهبت، ولكن لا بد من الثبات والتمسُّك بالقِيَم، والقابض على دينه كالقابض على الجمر، وهي من علامات آخر الزمان، وعلامات الساعة.

ثانيًا: الحرص على التقدم العلمي ومواكبته

فلا تتأخّر عن ركب التقدُّم ولا تضعُف، ولا مانع من الاستفادة من الغير؛ فالحكمة ضالة المؤمن، أينما وجَدها فهو أحق بها، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث إلى العلم وبيَّن فضلَه ومكانته، ومكانة طالب العلم، والخيرية لمن تعلَّم وتفقه في الدين، وأمَر بتعلّم لغات القوم لأمْنِ مكرهم، وحث على القراءة امتثالاً لِما جاء في القرآن: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:1]، وكانت الأمة الإسلامية في مصاف الدول المتقدمة والمنتجة والخادمة للبشرية، وخير شاهد على ذلك حضارة الأندلس، وقلعة العلم في بغداد، وتفرُّد علماء المسلمين في الطب والرياضيات، وكذلك مختلف العلوم، واكتشفوا العديد من المواد، واخترعوا الكثير، مما حمل الكثير من الأوروبيين على إرسال أبنائهم ليتعلَّموا في الدول الإسلامية، وجاء المستشرقون وغيرهم إلى بلاد المسلمين ليتعلموا.

ثالثًا: استقلال الشخصية

فالشخصية والهوية الإسلامية مستقلة متفردة بقِيمها وأخلاقها، لم تتأثر بالآخر وبما يهدمُ قِيَمها ومبادئها، وكان الحرص على التميز وعدم التبعية، وجاءت نصوص كثيره تدعو إلى التميز، وذكر الرسول صلى الله عليه وسلم منها: «خالفوا اليهود» (رواه أبو داود وغيره، وصحّحه الألباني ونص الحديث: «خَالِفُوا الْيَهُودَ فإِنّهُمْ لا يُصَلّونَ في نِعَالِهِمْ وَلاَ خِفَافِهِمْ»)، فكانت مخالفتهم في كل ما يمُتُّ إلى العقائد بصلةٍ.

رابعًا: التسامح

حيث تتَّسم الهوية الإسلامية بالتسامح والتراحم مع ثباتها.

والشعار في ذلك الآية الكريمة؛ قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران من الآية:134].

وكذلك فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح مكة؛ حيث قال لهم بعد أن سامُوه أشد العذاب، وطردوه منها، قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وشعاره العفو عند المقدرة، لا كما هو حاصل عند الغرب اليوم، وكذلك في الطائف عندما جاءه ملك الجبال عليه السلام ليُطبِقَ عليهم الأخشبين، فقال: «لعل اللهَ أن يخرجَ من أصلابهم مَن يقول: لا إله إلا الله» (السيرة النبوية لابن هشام).

خامسًا: أصالة الهوية

فالهوية أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء، هوية إسلامية ناصعة البياض، تستمد قوَّتها من الدين الإسلامي، وتعاليمه المبثوثة في القرآن والسنة المطهرة، وأمر الله ورسوله، والخضوع والاستسلام لهما.

سادسًا: الشجاعة التي تدفع صاحبها إلى الجهاد في سبيل الله

فالشجاعة هي من أبرز صفات المسلم صاحب الهوية الإسلامية الأصيلة، وتقوده إلى الدفاع عن المقدسات والأوطان والأموال والأنفس، و«مَن قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتِلَ دون عِرضه فهو شهيد» (متفقٌ عليه)؛ والجهاد في سبيل الله هو من أجلِ إعلاء كلمة الله، ونشر دينه، ونصرة المظلوم، وإعانة المحتاج والمستضعفين في الأرض؛ فهذه هي أهداف الجهاد، وليس التوسع والسيطرة، كما يروِّج لذلك أعداء الإسلام.

سابعًا: من أبرز خصائص الهوية الإسلامية التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب والقيام بالعمل

فكمال الشخصية والهوية الإسلامية الاعتمادُ على الله، والأخذ بالأسباب؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق:3]، وذكر في الحديث: «اعقِلْها وتوكَّلْ» (رواه الترمذي).

ثامنًا: الأخوة من خصائص الهوية الإسلامية:

تلك الأخوة التي لا تكون إلا بالإيمان؛ فهو من أهم ركائز الأخوة في الله، والحب في الله، وإذا لم يوجدِ الإيمان لم توجد هذه الأخوة، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمنُ أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبه لنفسه» (متفقٌ عليه).

ويقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات من الآية:10]، والأخوة مكفولة لكل المسلمين في كل بقاع العالم، تجمعهم لا إله إلا الله محمد رسول الله.

تاسعًا: ومن أهم خصائص الهوية الإسلامية: إقامة العدل، وعدم الظلم أو المحاباة

وأمر بالعدل حتى مع الآخر، وقصة علي بن أبي طالب مع اليهودي عندما احتكموا إلى شريح القاضي، وكذلك قصة ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه عندما ضرَب أحد الأقباط، عندما هزمه في السباق فاقتص منه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء:135].

عاشرًا: من خصائص الهوية الإسلامية: التعمير، وعدم التخريب، وحماية الأنفس والأموال والأعراض، والسعي إلى بناء وإعمار الأرض وإسعاد البشرية

ويتجلى هذا في تعاليم الإسلام التي أمر بها أتباعه أن يعملوا على تحقيق التعمير وعدم التخريب؛ فالإسلام يرفُض العنف، وسفك الدماء، والعبث، والإفساد في الأرض؛ حيث يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص من الآية:77].

حادي عشر: إنسانية التصرُّف والتوجه؛ لأنها نابعة من إيمان وضميرٍ ديني حي

فلا تنزع إلا إلى الخير والعطاء، والسلام والاستقرار، وحب الخير للجميع، إن الهوية الإسلامية في إنسانياتها تمد يدها بالعطاء الحضاري، وبالسلام العالمي، وبالتعايش السلمي، فلا تنكفئ على ذاتها، ولا تتعصب لجنسها، ولا تحاول فرض هيمنتها على الغير، كما نشاهد هذا في "العولمة" التي تسعى إلى تغيير الهويات وتذويبها، من أجل إخضاع العالم لهوية واحدة، وسيطرة حضارة معينة، واستخدام كافة السبل والطرق لذلك حتى القوة والاضطهاد، وكبت حريات الآخرين، وفرض نوع واحد من الثقافة أو الهوية، كما نلاحظه الآن من سيطرة النظام العالمي الجديد على مجريات الأحداث في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

ثاني عشر: تعاون الهوية الإسلامية حضاريًّا وثقافيًّا مع كل الهويات والحضارات المختلفة

دون صراع أو محاولة فرض ثقافة معينة، ولا تقبل الهوية الإسلامية فرض حضارة عليها ولا ثقافة أخرى ولا هوية، مهما كان شأنها؛ لأن الحفاظ على الهوية الإسلامية واجب ديني تُملِيه العقيدة الإسلامية، والالتزام بالهوية الإسلامية ضرورة حياتية لا يمكن التنازلُ عنها، ولا الخضوع لأي هوية أخرى؛ لأنها ذات مبادئ استقَتْها من الوحي الإلهي المعصوم، ولأن مبادئها لا تتعارض مع القِيَم الرشيدة، بل تدعو إليها وإلى حقوق الإنسان، وتسعى للتعاون الحضاري مع الجميع.

المبحث الثالث:

مما لاشك فيه ولا ريب أن اللغة تعتبر عاملاً مهمًّا جدًّا للشعوب، للحفاظ على هويتها وتراثها الحضاري؛ فعن طريق اللغة عرفنا الكثير من الحضارات المختلفة، والتي اندثرت من زمن بعيد، مثل الحضارة المصرية، والبابلية، وحضارة سبأ، وكذلك الهند واليونان وغيرها، فقد دُوِّن ذلك بلغتهم عن طريق الكتابات والرسومات التي وصَلت إلينا، فحفِظت اللغة هويةَ تلك الحضارات، وعرفنا بعضًا منها.

دور اللغة العربية في حفظ الهوية الإسلامية في الهند:

1- اللغة العربية ساهمت في حفظ الثقافة الإسلامية والعربية، ومما لا شك فيه أن اللغة ترتبط بالثقافة ارتباطًا حميميًّا، وهي بذلك آلية إنتاج الثقافة، ولا يمكن أن نتصور ثقافة ما بدون لغة تكون سندًا لها ووعاء يحتويها وينقلها ويتفاعل معها؛ فـ: "هما دائرتان متداخلتان، لا يمكن أن نخلص إحداهما من الأخرى.

فنرى كيف دوَّن أصحاب قريش حياتهم عن طريق الأشعار والمعلقات، مثال بارز، والتفاخر بالشعراء والخطباء أيضًا، فبواسطة نشر اللغة وتعليمها في الهند يتم التعرُّف على الموروث الثقافي العربي ونشره في الهند لتلاقح الثقافات والحضارات المختلفة، وأخذ النافع منها، والابتعاد عن الضار.

2- حفظ الدين الإسلامي وتعاليمه، فاللغة العربية تساعد في حفظ الدين وفهمه؛ لأن الدين الإسلامي مرتكز على القرآن والسنة، وقد جاء بلغة العرب، والرسول صلى الله عليه وسلم عربي، ولفظ القرآن عربي، فيصعُب فهمُ الدين وتعاليمه بدون اللغة العربية، ومعرفة فنونها المختلفة، فلها دور بارز في حفظ الدين وتعاليمه، خاصة في الدول غير الناطقة باللغة العربية، والتي منها الهند.

3- حفظ التراث الإسلامي والعربي، مما لاشك فيه أن التراث الإسلامي زاخر بالعلوم المختلفة، وقد دوِّن باللغة العربية.

والمعرفة باللغة العربية تساعد على معرفة التراث الإسلامي والعربي، ومن ضمنها الكتب والمخطوطات العربية، والحضارة الإسلامية الكبيرة، التي أنارت للعالم، ونشرت العلم والمعرفة، وملكت زمام المنهجية العلمية والبحث العلمي؛ فبمعرفة اللغة العربية في الهند ونشرها يتم التعرُّف على التراث العربي، والمخطوطات العربية، وقد وجدت الكثير منها في الهند، وتم ترجمة الكثير من العلوم المختلفة باللغات الهندية.

4- معرفة التاريخ الحضاري الإنساني، وكذلك الأمم السابقة، فكلُّه موجود وموثَّق باللغة العربية، وخاصة ما ذكره القرآن الكريم، ونقله المفسرون وأهل السير وقصص الأنبياء وأقوامهم، فبمعرفتنا لِلُغة القرآن نستطيع التعرُّف على التاريخ الإنساني المدوَّن في القرآن، وأخذ العِبرة والعِظة من الأقوام والأمم السابقة، ونقله ونشره في الهند، وتوضيح ذلك بيُسرٍ وسهولة بواسطة اللغة العربية.

5- بمعرفة اللغة العربية ونشرها في الهند يتم مدّ الجسور الثقافية والمعرفية بين الهند والعرب، والموروث العربي الثقافي والاجتماعي، ونشر النافع منه، واجتناب الضار، وإبراز الحقيقة الإسلامية والدين الإسلامي، وإنقاذه للبشرية من الظلمات إلى النور، واكتساب العلم والمعرفة، والتعرُّف على حضارات مختلفة.

6- ومن الدور البارز للغة العربية يمكن الاستفادة في الترجمة للغات المختلفة، ونقل الموروث الهندي والحضارة الهندية إلى العرب، وأخذ النافع منها وما فيه فائدة؛ فمعرفة اللغة له دور كبير في نشر الثقافات والتبادل الثقافي والأدبي والحضاري.

7- ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي والقرآن الكريم؛ فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم، ولتنزل بها الرسالة الخاتمة: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:2].

المبحث الرابع: العوائق التي تعاني منها اللغة العربية في الوقت الحاضر


ونشير هنا إلى بعض المشروعات الجديدة الرامية إلى طمس الهوية العربية والإسلامية، وخاصه اللغة العربية[7]:

1- المشروعات الرامية إلى استبعاد مصطلح العروبة والعربية والوطن العربي والأمة العربية؛ كمشروع الشرق الأوسط الجديد، ومشروع الشراكة الأوروبية المتوسطية... إلخ.

2- محاولة استبعاد اللغة العربية من بين اللغات العالمية في هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، وكذلك اعتماد اللهجات العامية للأقاليم العربية "إقليم المغرب العربي، إقليم مصر والسودان، إقليم بلاد الشام والعراق، إقليم الخليج العربي".

3- تغيير المناهج الدراسية، وجعل اللغة الإنجليزية هي السائدة في التعليم في المدارس الخاصة والجامعات الخاصة في دول الخليج العربي، واللغة الفرنسية في دول المغرب العربي، والعاملة على تعزيز اللهجات الدارجة في القنوات الفضائية، وعلى "الإنترنت".

4- السعي إلى التعتيم على الحضارة العربية الإسلامية، وتشويه التاريخ العربي وتزويره، والدعوة إلى قطع العلاقة مع التراث، وتصوير العرب وثقافتهم ثقافة الكأس والجارية.

خلاصة القول:

إن اللغة العربية هي أهم عناصر الهُوية، والتفريط في اللغة هو تفريط في هويتنا التاريخية وقِيَمنا الثقافية والأخلاقية وسيادتنا القومية، وكلما اهتم الإنسان بلُغَتِه، كان دليلًا على قوته ونهضته وأصالته، والعكس صحيح.

أما العوائق والصعوبات التي تواجه اللغة العربية في الهند فمنها:

1- صعوبة التعلُّم لها من قِبَل الهنود؛ لكثرة قواعدها وفنونها المختلفة.

2- قلة المناهج والدراسات المنهجية لإنتاج منهج خاص مُيسَّر ومُسهَّل لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وتقييم المناهج الموجودة وتطويرها بما يناسب المجتمع الهندي.

3- قلة المراكز المتخصصة في تعليم اللغة العربية وفنونها مقارنةً بعدد المسلمين في الهند.

4- قلة البيئة المصاحبة لتعليم اللغة العربية، واستضافة أهل اللغة العربية من العرب لمساعدة الدارسين والباحثين في مجال اللغة العربية؛ فالاحتكاك بأصحاب اللغة الأصلاء يساعد على سرعة الفهم والنطق.

5- طغيان اللغة الهندية على التعامل بين المسلمين، وكذلك المدارس والمراكز الدينية والإسلامية، مما يُصعِّب سرعة الفهم والإدراك للغة العربية.

6- قلة الزيارات المتبادلة بين العرب والهند، وكذلك البعثات الطلاَّبية وتأهيل المدرِّسين في البلاد العربية على طرق التدريس، والوسائل الحديثة، والاحتكاك المباشر بأصحاب اللغة.

وغيرها من الصعوبات التي تواجهها اللغة العربية في الهند؛ كقلة الكتب والمراجع العربية، والكتب المتخصصة في مختلف فنون اللغة العربية، وكذلك المجلات والدوريات الناطقة بالعربية؛ فهي تساعد على التعلُّم ونشر الثقافة العربية والإسلامية.

وفي الأخير نُبرِز أهم التوصيات والنتائج التي توصَّل إليها الباحث:

1- أهمية اللغة العربية في حفظ الهوية الثقافية والإسلامية والحضارية.

2- مكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية وأهميتها للمسلمين.

3- الحرص على اللغة العربية وتعليمها ونشرها في الهند.

4- التنوُّع في المناهج التي تُعلِّم اللغة العربية، والسعي إلى تطويرها بما يُسهِّل الفهم والإدراك للمتعلمين.

5- التبادل الثقافي وكذلك الزيارات بين الدول العربية والهند، وإرسال البعثات الطلابية، وكذلك المعلمين؛ لأخذ الخبرة، وتصحيح النُّطق والمعنى في بلاد العرب.

6- الإكثار من الأنشطة والفعاليات التي تخدِم اللغة العربية، وتساعد على نشرها؛ مثل: المؤتمرات والندوات، ويستضاف العرب أهل اللغة للمشاركة، وكذلك النشرات والمجلات واستخدام وسائل الإعلام الممكنة والمتاحة في الهند لنشر اللغة العربية.

ونسأل الله التوفيق والسداد، ونأمل من الله أن يوفِّقَنا إلى تقديم اليسر حول الموضوع وما تيسّر جمعه وصياغته، ونطلب العون والتوفيق منه سبحانه إنه على كل شيء قدير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

- (اللغة العربية: رمز الهوية ورهان التنمية، معمر خولي، مقال منشور في الحوار المتمدن - العدد: [3671]، 2012/3/18م).

2- (معجم اللغة العربية المعاصرة، المؤلف: د. أحمد مختار عبد الحميد عمر، "المتوفى: 1424هـ"، بمساعدة فريق عمل، ج3 ص: [2020]، الناشر: عالم الكتب، الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008م).


3- (دور اللغة العربية في الحفاظ على مقومات الهوية القومية وكسب رهانات وتحديات العولمة؛ ص: [7]، جامعة الجزائر).

4- (العولمة وأثرها على الهوية: [1/2]، د. خالد بن عبد الله القاسم، 2/5/1427م، 29/5/2006م، موسوعة الشحوذ للمقالات والبحوث).


5- بقلم: د. أحمد عمر هاشم، منشور في موقع الواحة المصرية
http://www.egyptianoasis.net


6- ويكبيديا الموسوعة الحرة، تاريخ الزيارة 15/2013 بحث لغة عربية.

7- الحوار مع أصحاب الأديان مشروعيته وشروطه وآدابه، لأحمد بن سيف الدين تركستاني، ص14، منشورات موقع الإسلام.


عبد السلام حمود غالب
 

  • 6
  • -1
  • 22,137

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً