توقف الحرب نصر للبنان والعرب
26/7/1427 هـ - 20/08/2006 م
حذر فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على
مؤسسة الإسلام اليوم ـ من الإفراط في تتبع التحليلات السياسية للأحداث
إلى درجة يتحول معها مجرد "التحليل السياسي" إلى عقيدة نتقاتل عليها،
أو قناعة ثابتة لا يمكن أن تتغير. ورغم أنه أكد على أهمية هذه
التحليلات السياسية وضرورتها، إلا أن الشيخ العودة قال: إنها تبقى
مجرد وجهات نظر، وقد نكتشف بعد فترة من الزمن أنها كانت مجانبة
للصواب.
وأشاد الشيخ العودة بدور القنوات العربية في رفع مستوى الوعي، وتوجيه
الرأي العام نحو قضايا الأمة المصيرية كفلسطين، والعراق، وجوانتناموا،
وحوادث الاعتداء على المسلمين والمقدسات الإسلامية مما يجسد التلاحم
والتكاتف .
ويرى الشيخ سلمان أن تغطية هذه الأحداث تلح بسؤال مهم على عموم
مشاهديها يتركز حول دور كل فرد في هذه الأحداث، مشيراً إلى أن الدور
الصحيح هو من خلال بناء الشخصية الحضارية الناضجة، "فليس صحيحا أن
يندمج الناس جميعاً في الأزمة الواحدة ويتركوا القضايا الأخرى".
و في سياق آخر اعتبر فضيلة الشيخ العودة وقف الحرب في لبنان نصراً ليس
لحزب الله فحسب وإنما للبنان الذي استطاع أن يتوحد ويتكاتف بجميع
أحزابه وفصائله في هذه الحرب الظالمة، كما أنه نصر للعرب والمسلمين
أيضاً.
وعبر الشيخ سلمان عن فرحه لوقف إطلاق النار، فنحن " لا نسعد أبداً أن
نرى بلداً عربياً يتعرض للدمار". وطالب الشيخ سلمان العودة اللبنانيين
الذين انتصروا في الحرب، بأن ينتصروا في معركة السلام الداخلي، وأن
تتم أي محاسبات أو مراجعات في إطار من الهدوء و تحمل المسئولية.
وتحت عنوان "التأمل والتفكر" في حلقة الجمعة من برنامج (الحياة كلمة)
الذي تبثه قناة MBC أكد الشيخ سلمان العودة أن نصوص الكتاب والسنة
التي تحث على التأمل والتفكر كثيرة ومتواترة، وهو ما يجعل من أسلوب
التأمل والتفكر أسلوباً تعبدياً يقرب من الله تعالى.
وأشار العودة إلى أكبر سبب يبعد عن التفكر والتدبر في الآيات هو
استيلاء الغفلة بسبب العادة والتكرار، مؤكداً أن التفكير يقوي الإيمان
ويصنع المعرفة، كما أنه تجديد للعقل واللغة.
ويقول الشيخ سلمان: "من المهم جدا أن تربي نفسك على أن يكون لك أوقات
تفكر فيها، والشريعة جاءت بالاعتكاف وهدفه الاختلاء والتفكر والتدبر،
وتضعيف من التفكير الجمعي".
- التصنيف: