القضية الشيشانية وعنصرية النظام العالمي

منذ 2013-12-09

فماذا عن الشيشان؛ والقضية الشيشانية؟ وما هو موقف النظام العالمي الجديد تجاهها؟


بكل المقاييس، فإن ما ارتكبه ومازال يرتكبه الروس، على مرأى ومسمع العالم قاطبة، من مجازر وحشية، وانتهاكات صارخة لأبسط حقوق الإنسان يُعد وصمة عار كبرى، في نظام (معولم)، يتشدق المروجون له، صباح مساء، في أبواق دعايتهم، بالحضارة والتمدين والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، وغيرها من (المصطلحات)، التي أفرغوها من معانيها الحقيقية، وداسوا عليها بالأقدام في نظامهم المعولم الجديد. ذلك النظام القائم بالأساس على (مص دماء الشعوب).

فماذا عن الشيشان؛ والقضية الشيشانية؟ وما هو موقف النظام العالمي الجديد تجاهها؟

الشيشان؛ الجغرافيا، التاريخ، السكان:

في منطقة السفوح الشمالية لجبال القوقاز، تقع جمهورية الشيشان الإسلامية، في مساحة تقدر بنحو (20 ألف كلم2)، يسكنها ما يقارب المليونين نسمة. حدودها الشمالية متاخمة لمنطقة (ستافروبول) الروسية. أما في الجنوب، فيحدها جورجيا.
وحدودها في الشرق، مع داغستان. بينما حدودها الغربية، مع استونيا. والجمهورية الشيشانية تنقسم إدارياً إلى (12) مقاطعة، وأربع مدن رئيسية هي: جروزني، العاصمة. ومدينة كوديرميس، ومدينة مالكوبيك، ومدينة أركون. واللغة الرسمية للشيشانيين هي الناخشية[1]، العائدة إلى ما يُسمّى بمجموعة اللغات القوقازية، وحتى أواسط العقد العشريني من القرن العشرين الميلادي، كانت اللغة الشيشانية تكتب بالحرف العربي[2].

وتحوّلت في الفترة من عام (1928-1938)م إلى الحرف اللاتيني. ثم استخدمت الحروف الكيريلية الروسية (مصطفى دسوقي كسبه: الشيشان؛ بين المحنة وواجب المسلمين ص:[44]، منشورات الأزهر القاهرة 1415هـ).

الأطماع الروسية في الشيشان:

الشعب الشيشاني، الذي هو من أقدم الشعوب التي سكنت القوقاز، اعتنق الإسلام منذ أواخر القرن الثامن عشر، وكان مسلمو الشيشان قد تزعموا حركة الاستقلال في القوقاز، فيما بين عامي 1834م وَ1859م، إلا أن الروس تمكنوا من قمعها، واستولوا على منطقة القوقاز قاطبة، واعتبروها جزءاً من دولتهم.

بعد أن ارتكبوا المزيد من المجازر بحق سكانها العزل، وفي عهد ستالين، هُجّر الشعب الشيشاني إلى سيبيريا، وظل في هذا المنفى الجماعي خلال الفترة ما بين عامي 1944م إلى 1957م. ثم رجع إلى وطنه، بفضل جهاد أبنائه، الذين أجبروا خروتشوف على الاعتراف بحق العودة.

وفي أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي، طالب المؤتمر الوطني العام للشعب الشيشاني، الذي كان قد تأسس في السابع من مارس - أذار عام 1991م، بضرورة الاستقلال عن روسيا، خاصة وأن المادة الثالثة من دستور الاتحاد السوفيتي (السابق)، كانت تنص على ما يلي: "إذا خرجت إحدى الجمهوريات من قوام الاتحاد السوفيتي، فإنه يحق للجمهوريات الأخرى، التي تدخل في نطاق الاتحاد المنفصل، أن تنفصل هي الأخرى، وتستقل".

وفي السابع والعشرين من سبتمبر- أيلول، اختار الشعب الشيشاني، جوهر دوداييف الجنرال المتقاعد في الجيش السوفيتي السابق رئيساً له. وأعُلن عن قيام (الجمهورية الإسلامية الشيشانية) المستقلة. رفض الروس الاعتراف بهذا الاستقلال، وأعدوا العدة لضرب الشيشان، ولكن تراجعوا في اللحظات الأخيرة، وفي السابع من ديسمبر- كانون الأول 1994م، دخلت القوات الروسية الأراضي الشيشانية، بحجة إعادة ما أسموه (النظام الدستوري).


لقد ظن الروس أن هذه الحملة العسكرية سوف تنتهي من تحقيق أهدافها بين عشية وضحاها؛ ولكن حرباً ضروساً دارت بين الدولتين، استمرت حتى العام 1996م. تكبد خلالها الروس خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وعادوا يجرون أذيال الهزيمة، بعد أن خربوا الديار. ولم يجد الروس أمامهم سوى الاعتراف للشيشانيين بحق تقرير المصير، من خلال استفتاء عام. ووقع الطرفان على اتفاقية بهذا الشأن.

ولكن الروس، بعد أن التقطوا أنفاسهم؛ بدأوا في إعداد العدُة لحرب جديدة في الشيشان، بتكتيك مختلف، فقد تضمنت خطة الحرب: الإعداد المعنوي للقوات، واستثارتهم للانتقام. إعادة تنظيم وتدريب قوات خاصة، ودعمها بكل المتطلبات، لخوض الحرب الحديثة، بما في ذلك التوسع الكبير في توجيه الضربات النارية، واستخدام الذخائر الدقيقة التوجيه، وتخصيص قوات جوية كافية خاصة الحوامات للرصد والدعم الناري، ومطاردة القوات الشيشانية في المناطق الوعرة (بسام العسيلي روسيا وحرب الشيشان، مجلة كلية الملك خالد العسكرية العدد:[62]، ص:[22] جمادى الأولى 1421هـ أغسطس 2000م).

الإعداد الدولي للحرب؛ حيث إن الروس كانوا يدركون "أن الولايات المتحدة وأوروبا تبذل جهوداً كبيرة؛ لزيادة نفوذها في جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية، فشرعت في إثارة قضية (الأصولية الإسلامية) وتشديد روسيا تجاه مجموعة من القضايا التي تهم الأمن الأمريكي والأوروبي، مثل: قضية التسليح النووي، واتفاقية ستارت (2) المعلقة، وقضية الصراعات العرقية في البلقان.." (بسام العسيلي روسيا وحرب الشيشان، مجلة كلية الملك خالد العسكرية العدد:[62]، ص:[22] جمادى الأولى 1421هـ أغسطس 2000م).


اتجهت روسيا لتوثيق علاقاتها مع بعض البلدان العربية والإسلامية؛ بهدف تضييق الخناق على الشيشانيين، وعدم وصول أي دعم خارجي إليهم (بسام العسيلي روسيا وحرب الشيشان، مجلة كلية الملك خالد العسكرية العدد:[62]، ص:[22] جمادى الأولى 1421هـ أغسطس 2000م).

وفي صبيحة الرابع عشر من أغسطس-آب عام 1999م، بدأت جحافل الروس تعبر الحدود الشيشانية، وتتوغل في العمق.

والسبب المعلن هو القضاء على مجموعة (الإرهابيين) الذين يهدِّدون أمن موسكو.

وفي البيان الروسي الأول بشأن هذه الحرب، والذي ألقاه فلاديميرروشيلو وزير الداخلية، ورد: "أنه لأول مرة في تاريخ روسيا، تتمكن مجموعة من المجرمين من بسط سيطرتهم على واحدة من الجمهوريات الفيدرالية، وتتمكن بواسطة مساعدة من القوى الخارجية، ممارسة أنشطة تخريبية داخل العاصمة موسكو. وأن هدفهم هو السيطرة على أهم إقليم جغرافي استراتيجي في البلاد، بغية إنشاء معسكرات لاحتواء الإرهابيين الدوليين، وممارسة تدريباتهم، وفي النهاية سيؤدي ذلك إلى نشر عملياتهم الإرهابية في العالم كله".

والسؤال الذي يتبادر على الأذهان؛ ما هي الأسباب الحقيقية وراء إصرار الروس على احتلال الشيشان؟


إنها الأطماع الاستعمارية، التي مازالت تعشش في عقول قادة الدول التي صنفت نفسها ضمن دائرة الدول الكبرى، والتي ترى في الدول الصغرى وليمة يجب التهامها!

ولعل ما جاء في البيان الروسي الأول، من قول: ".. أهم إقليم جغرافي استراتيجي.."، دليل واضح على ذلك؛ فروسيا ترى في الشيشان أهمية كبرى، سياسياً واقتصادياً، إذ إن: خطوط السكك الحديدية، التي تربط روسيا بأذربيجان وجمهوريات القوقاز، تمر بالأراضي الشيشانية. الأراضي الشيشانية غنية بالنفط، وتشير التقارير، أنه في فترة الهيمنة السوفيتية على الجمهورية، نقل الروس أكثر من (400) مليون طن[3] من النفط الشيشاني، وباعوه لحسابهم.

تقع في الشيشان محطة كهروذرية[4]، تعد من المحطات الرئيسية التي تمد روسيا وجمهوريات القوقاز، بالطاقة الكهربائية. تمرّ خطوط أنابيب النفط الروسي، التي تصل إلى (محج قلعة) في داغستان، على شاطئ بحر قزوين. والتي تصل إلى (توآبه)، على ساحل البحر الأسود، والتي تصل إلى حوض الفحم، في دونيتس[5] عبر الأراضي الشيشانية. ناهيك عن الثروات الطبيعية الأخرى، التي تزخر بها الجمهورية الشيشانية، مثل: الفحم، والغاز الطبيعي، والثروة الزراعية والحيوانية وغيرها.

مجازر بالجملة والقطاعي:

لقد ارتكب الجنرالات الروس، في هذه الحرب، أبشع أنواع الجرائم؛ ارتكبوا مجازر بالجملة والقطاعي راح ضحيتها آلاف المدنيين من مسلمي الشيشان. وانتشرت عمليات الاغتصاب لفتيات الشيشان، من جانب الجنود الروس، بأمر من جنرالاتهم، وصار من الأمور المعتادة، الكشف عن مقابر جماعية، دفن فيها أطفال ونساء وشيوخ، أحياء.

وفي زيارتها، التي استمرت أربعة أيام للأراضي الشيشانية[6]، شاهدت ماري روبنسون، المبعوثة الرسمية عن المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم المتحدة، عدداً من هذه المقابر الجماعية، وقالت: "إن ما يحدث يُدمي القلب".

أما من شردتهم ترسانة الحرب الروسية، والذين زاد عددهم عن (30) ألف لاجئ، فقد تعرّض الكثير منهم لعمليات اغتيال وتعذيب واغتصاب، وأعمال سلبٍ ونهب، وغيرها من الأعمال المشينة، التي اقترفها الجنود الروس في معسكرات اللاجئين وكانت هيئة مراقبة حقوق الإنسان، ومقرها نيويورك، قد سردت في تقريرها الذي صدر أواخر شهر مارس 2001م، عشرات الجرائم والانتهاكات الصارخة، التي ارتكبها الروس في الشيشان. وأشارت إلى أن (113) شيشانياً، اختفوا مؤخراً، من بينهم أطفال ونساء (News week العدد الصادر في 3 إبريل 2001م، ص:[32]).

لقد استخدم الروس في هذه الحرب، آلاف المدرعات والدبابات، وأعداد كبيرة من مروحيات القتال، كان أكثرها من طراز (سي 8) وطائرات هجومية من طراز (سوخوي 25)، وطراز (سوخوي 27)، واستخدموا آلاف الصواريخ، والقنابل، والأسلحة المحرَّمة دولياً.

يقول بافيل فيلغينهاور، المحلِّل العسكري الروسي: "إن روسيا استخدمت علناً قنابل الوقود في الشيشان"، وهو سلاح فتاك، يُحرِّمه ميثاق جنيف. إنهم يعرضون على التلفزيون صوراً لهجمات بقنابل الوقود لقد سألت مرة أحد الجنرالات عن ذلك، فقال لي: "مواثيق جنيف لاتسري في الحرب"، هذا هو الموقف: القوانين لاتسري في الحرب" (News week العدد الصادر في 3 إبريل 2001م، ص:[32]).

عنصرية النظام العالمي:

إن ما كشف النقاب عنه من جرائم روسية، بحق المدنيين في الشيشان، على كثرتها لا يمثل سوى جزء يسير مما ارتكب على أرض الواقع. وقد جاء موقف الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية راعية النظام العالمي الجديد، مناقضاً لأبسط حقوق الإنسان، التي تتشدق بها تلك الدول، في أبواق دعايتها، ليل نهار؛ حيث اعتبرت المذابح الجماعية، والجرائم البشعة، التي يرتكبها الروس "شأناً داخلياً"! ونسيت هذه الدول، أو بالأحرى تناست، "مبدأ حق الشعب في تقرير مصيره" وتناست أيضاً، أنها كانت في طليعة الدول التي وقَّعت على الاتفاقية الخاصة بحظر ومعاقبة جرائم الإبادة الجماعية، والتي تنص في مادتها الثانية "على أن الإبادة الجماعية، تعني أياً من الأفعال التالية، المرتكبة بقصد التدمير الكلي، أو الجزئي لجماعة قومية، أو إثنية، أو عنصرية، أو دينية، بصفتها هذه:


أ- قتل أعضاء من الجماعة.

ب- إلحاق أذى جسدي، أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة.

ج- إخضاع الجماعة عمداً لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كلياً، أو جزئياً.

د- فرض تدابير تستهدف الحيلولة دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.

هـ- نقل أطفال من الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى" (نقلاً عن: تقرير لجنة "إدارة شؤون المجتمع العالمي"؛ المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة والتقرير صدر في عام 1995م، ويحمل عنوان "جيران في عالم واحد"، ص:[110]).

أما نص المادة الثامنة، فيقول: "لأي من الأطراف المتضررة أن يطلب من أجهزة الأمم المتحدة المختصة. أن تتخذ طبقاً لميثاق الأمم المتحدة ما تراه مناسباً من تدابير؛ لمنع وكبح أفعال الإبادة الجماعية، أو أي من الأفعال الأخرى المذكورة في المادة الثانية" (نقلاً عن: تقرير لجنة "إدارة شؤون المجتمع العالمي"؛ المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة والتقرير صدر في عام 1995م، ويحمل عنوان "جيران في عالم واحد"، ص:[110]).

إذا كان هذا ما اتفق عليه دولياً، فلماذا لم يطبق في الشيشان؟! ألا يُمثِّل ذلك قمة العنصرية فيما يُسمّى بالنظام العالمي الجديد؟! لقد نشرت صحيفة اللوموند، في أحد أعدادها الأخيرة، حديثاً لمسؤول روسي، وصفته بأنه (رفيع المستوى)، ورد فيه: "فلنترك لكم المجال للتدخل في بنما وهاييتي. ولتتركوا لنا المجال للتدخل في الشيشان، خاصة وأننا نقوم نيابة عنكم بملاحقة وضرب معاقل الإرهابيين المسلمين".

وكانت مجموعة الدول الأوروبية قد أعلنت، في الخامس عشر من فبراير2000م، عن هديتها للروس، وهي إسقاط ما يزيد عن 35% من الديون الواجب سدادها للمجموعة... وهكذا[7]، يعلن الغرب الصليبي عن وجهه العنصري القبيح، ويترك لروسيا القيام بدور الوكيل "لمنع قيام كيان إسلامي قوي، يملأ الفراغ الأيديلوجي الذي خلفه انهيار الاتحاد السوفييتي" (مصطفى دسوقي كسبه: الشيشان؛ بين المحنة وواجب المسلمين ص:[221]، منشورات الأزهر القاهرة 1415هـ).


ويظل الجهاد الشيشاني مستمراً، لقد دخل الروس الأراضي الشيشانية، وهم يظنون أن السيطرة عليها، في ظل الحشد الكبير من قواتهم وعتادهم، وما وضعوه من خطط، لن يستغرق سوى ثلاثة أسابيع على الأكثر، تماماً مثلما ظنوا إبان الحرب السابقة التي استمرت عامين ورجعوا بعدها إلى موسكو؛ ليحتفلوا في ساحة الكريملين "بخفي حنين"!

لقد مضى على الحرب الدائرة الآن بين الروس والمجاهدين الشيشان، أكثر من عام ونصف، وتمكن المجاهدون بفضل الله ثم بقوة إيمانهم من توجيه ضربات موجعة للقوات الروسية، التي تكبدت خسائر كبيرة في العدد والعتاد، خاصة بعد أن نقلت القيادة الشيشانية الحرب من المواجهة العلنية، التي ظلت عليها حتى أواخر ديسمبر 1999م، إلى الحرب الفدائية، التي تعتمد على نصب الكمائن للقوات الروسية، وضرب وحداتها العسكرية المتمركزة داخل الأراضي الشيشانية.

ورغم التعتيم الروسي على ما تتكبده القوات الروسية من خسائر في الأرواح والمعدات؛ تخوفاً من غضب الرأي العام، إلا أنه بين الحين والآخر، تتسرَّب الأخبار عن عمليات فدائية كبيرة للمجاهدين الشيشان، مما دفع الجنرال جينادي تروشوف، قائد القوات الروسية في الشيشان، إلى التصريح بأن "الحرب ربما تستمر لشهر قادم، أو لشهرين، وربما سنتين... وربما أكثر" (خالد كامل: كم يحتاج الكريملين من الخسائر والضحايا لإيقاف الحرب في الشيشان؟! "صحيفة العالم الإسلامي؛ العدد:[1655]، ص:[142]، ربيع الأول 1421هـ -16 يونيو 2000م)! وما أشبه الليلة بالبارحة؛ فالشيشان للشيشانيين، مهما طال أمد الحرب.

وتستوقفني هنا مقولة للأديب الروسي تولستوي[8]، قالها إبّان الحرب الروسية الشيشانية واحتلال الروس جروزني عام 1851م: "هل العدالة أن تقف إلى جانب الروسي الذي جاء إلى الشيشان طلباً للمجد. أم في جانب المقاوم الشيشاني الذي ينظر إلى بيته تأكله النيران، وإلى عائلته المختبئة تحت الأنقاض، ويمتشق بندقيته ويطلق عدة طلقات في وجه الروس الزاحفين، قبل أن تمزِّق حِرابهم جسده.." (نقلاً عن - اللواء الركن د. ياسين سويد: الروس في الشيشان؛ وماذا بعد؟ مجلة الحرس الوطني العدد:[214]، ص:[55]، المحرَّم 1421هـ إبريل 2000م).

خاتمة:

وإذا كان لنا من كلمة ختامية، فإننا نوجهها إلى أكثر من مليار مسلم، ينتشرون في ربوع المعمورة.


نقول لهم:

"ألم يحن الوقت لمد يدِّ العون، لمسلمي الشيشان، الصامدين بتوفيق الله ثم بقوة إيمانهم في وجه ثاني أكبر ترسانة حربية في العالم؟! إن ديننا الإسلامي الحنيف، يحثنا على البذل والعطاء، وأن ينصر المسلم أخاه المسلم، فهل لنا أن نفيق من غفلتنا، ونستجيب لنداء الاستغاثة (واإسلاماه)، الذي يطلقه إخواننا المسلمون في الشيشان، ليل نهار؟"

ألا هل بلغت، اللهم فاشهد.


ـــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

1- (أحمد شاكر عضيمة: القوقاز؛ هذا الحصن المنيع؛ مجلة الفيصل عدد:[225]، ص:[18]، ربيع الأول 1416هـ أغسطس 1995م).
2- (مصطفى دسوقي كسبه: الشيشان؛ بين المحنة وواجب المسلمين ص:[24]، منشورات الأزهر القاهرة 1415هـ).
3- (مصطفى دسوقي كسبه: الشيشان؛ بين المحنة وواجب المسلمين ص:[47]، منشورات الأزهر القاهرة 1415هـ).
4- (مصطفى دسوقي كسبه: الشيشان؛ بين المحنة وواجب المسلمين ص:[188]، منشورات الأزهر القاهرة 1415هـ).
5- (مصطفى دسوقي كسبه: الشيشان؛ بين المحنة وواجب المسلمين ص:[46]، منشورات الأزهر القاهرة 1415هـ).
6- (بسام العسيلي روسيا وحرب الشيشان، مجلة كلية الملك خالد العسكرية العدد:[62]، ص:[26]، جمادى الأولى 1421هـ أغسطس 2000م).
7- (عبدالكريم إبراهيم السمك: العقد الصليبي يتجدد في الشيشان؛ مجلة الحرس الوطني عدد:[215]، ص:[67]، صفر 1421هـ مايو2000م).
8- (حسني عبدالحافظ (كاتب المقالة): تولستوي؛ وعظمة التعاليم الإسلامية؛ مجلة الثقافية العدد:[36]، ص:[78-80]، صفر-ربيع الأول 1421هـ).


حسني عبد الحافظ
 

  • 19
  • 2
  • 22,304

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً