حوار مع بلطجي
خرجت لأشتري بعض الطلبات وفي طريق عودتي ركبت (توكتوك) وكان الذي يقوده هو كبير البلطجية في منطقتنا فانتهزتها فرصة وقلت أتحاور معه وأنصحه في الطريق لعل الله يهديه ...
خرجت لأشتري بعض الطلبات وفي طريق عودتي ركبت (توكتوك) وكان الذي يقوده هو كبير البلطجية في منطقتنا فانتهزتها فرصة وقلت أتحاور معه وأنصحه في الطريق لعل الله يهديه ...
وسبحان الله وقبل أن أفتح الكلام معه وجدته يبادرني بقوله: "عاجبك اللي بيحصل في مصر ده يا شيخ؟"
فقلت له: "وما الذي يغضبك مما يحدث؟ أليس الإخوان قد عُزلوا من الحكم؟ ومنهم من قتل ومنهم من حرق ومنهم من هو معتقل الآن؟"
فقال لي: "الإخوان دي كانت لعبة يا شيخ رجالة مبارك هما اللي عملوها ومسكوا البلد، وبكره تشوف مبارك رئيس مصر تاني".
فقلت له: "سبحان الله أنت مش كنت بتحارب الإخوان، ومش عاجبينك، ونزلت عشان تعزل مرسي؟"
فقال: "أيوه أنا مش عاجبنيي الإخوان ومعترض عليهم، بس اللي بيحصل دلوقتي ده حرام حرام قوي يا شيخ"، ثم استطرد: "يعني يا شيخ اللي كانوا في رابعة دول كلهم إخوان؟ ويعني هما الإخوان اللي كانوا في رابعة كان معاهم سلاح؟ ده حتى اللي مصورينهم معاهم سلاح ماسكينه غلط هيضربوا بيه ازاي؟ وعشان تبقى عارف بقى اللي كان بيضرب في رابعة نار على الأمن كلهم بلطجية مندسين في وسط الاعتصام ودافعين لهم عشان يضربوا على الأمن، والأمن يقتل في الإخوان، ويقولك الإخوان هما اللي ضربوا علينا".
وعند هذه الجزئية تدخل في الحوار شاب كان يركب معنا فقال: "شهادة حق لله أنا خالي بلطجي كبير، وكان في رابعة ومعاه سلاح، وكان بيضرب ساعة الفض عشان الداخلية تقول الضرب من الإخوان، وتقتلهم وكانوا دافعين له فلوس على كده".
واستمر كبير البلطجية في الحديث قائلا: أنا هقولك على حاجة يا شيخ: "أنا في رمضان في ليلة القدر لقيت واحد من الناس اللي تبع الأمن بيتصل بيا وبيقولي هات رجالتك وتعالى عند الجامع عشان الإخوان هناك وحاجزين 70 واحد جوه الجامع ومعاهم آلي بيضربوا أي حد يقرب من الجامع".
المهم خدت الرجالة ورحت على الجامع، وكلنا كان معانا نار محدش كان معاه سلاح أبيض كله معاه خرطوش أو طبنجه حي. المهم أول ما وصلنا هناك لقينا الآلي اتفتح في الهوا من جنب الجامع معرفناش مين اللي بيضرب وافتكرنا الإخوان زي ما هما قايلن لنا، ففتحنا عليهم، وقتلنا منهم، وأصبنا كتير، وأنا كنت بوجه الناس بس مضربتش غير واحد بس، وبعدين ركزت مع الآلي عرفت إن حد بيضرب من مبنى حكومي جنب الجامع -يعني مش من الإخوان- فقلت: "لما الإخوان بغبائهم معاهم آلي واحنا بنضرب ونصيب ده كله فيهم ليه مش بيضربوا علينا إصابة على طول؟ ليه بيضربوا في الهوا؟ كده اللي بيضرب ده حد من بره، وبيضرب عشان يسخنا عليهم".
فقلت للرجالة: "كفاية كده محدش يضرب تاني خلاص الإخوان مش معاهم سلاح ولو معاهم سلاح كانوا ضربوا علينا اللي بيضرب ده حد تبع الأمن، وفجأة لقيت رصاصة جاتلي في ذراعي، ونقلوني المستشفى ومفيش حد من الداخلية بنت ال ..... عبرني ولا جه قالي انت عامل إيه؟
أنا خلاص فهمت ولاد ال.... عايزين إيه، والإخوان أجبن من إنهم يشيلوا سلاح أصلاً.
ومعلش يعني أيام مرسي كانت أحسن من اللي احنا فيه ده، وأحسن من اللي جاي كمان؛ لأنه مبارك هوه اللي جاي، وخلي الشعب ابن العبيطة يصدق الإعلام الوسخ اللي أي واحد عنده عقل يعرف إنهم حرامية وقابضين كلهم ولاد ال.....
أنا خلاص معدتش أشتغل في الشغلانة الزبالة دي وهشوف أكل عيشي على التوكتوك.
بس خلي بالك في بلطجية كتير بيشتغلوا غصب عنهم؛ عشان الداخلية بتهددهم اللي له قواضي أو أحكام قديمة بيقولوا له يا تشتغل يا هنحبسك".
كنت أستمع له بكل تركيز، وتعجبت جداً من تفكيره ومنطقه، وتمنيت لو أن كل البلطجية فهموا مثل ما فهم، وكنت قد وصلت للبيت، فأعطيته ما طلب من مال وزيادة إكراماً له، ودعوت له أن يوسع الله رزقه ويوفقه ويهديه هوه وجميع من هم مثله.
- التصنيف: