أخطاء يجب أن نتجنبها (1) هل الشيعة إخواننا؟
عبد الله نبيل سابق
جالستُ كثيراً من السوريين وكثيراً من المصريين؛ فوجدتُ أن هذه الكلمة شائعةٌ جداً على ألسنة المصريين بخلاف السوريين، فإنك ما تكاد تنطقها أمامهم حتى تراهم يكادون أن يبصقوا في وجهك.
- التصنيفات: الملل والنحل والفرق والمذاهب -
- جالستُ كثيراً من السوريين وكثيراً من المصريين؛ فوجدتُ أن هذه الكلمة شائعةٌ جداً على ألسنة المصريين بخلاف السوريين، فإنك ما تكاد تنطقها أمامهم حتى تراهم يكادون أن يبصقوا في وجهك.
فهل السبب هو الصراع الدائر على أرض سوريا أم أن صِراعاً آخر قائمٌ ولكن المصريين أغفلوه أو تناسوه، في حين أن السوريين لم يستطيعوا أن يتناسوه؟
الحقيقة أن الأخوة الحقيقية ليست أخوة النسب أو الصداقة، وإنما هي أُخوة الدين فكل من هو على دينك أخ لك ولو كان لا يعرفك ولا تعرفه، وكل من هو على غير دينك ليس بأخٍ لك ولو كان أخاك لأبيك وأمك.
الأخوة التي نتحدَّث عنها هي روابط الحب والمودة، والولاء والبراء، والفرح والحزن، بل ربما تصل إلى "الموت" من أجل هذه الأخوة الدينية.
لماذا لا يصح لنا أن نقول عن الشيعة أنهم إخواننا؟
- لأن الشيعة دينهم غير ديننا، وإلههم غير إلهنا، وكتابهم غير كتابنا، وصلاتهم غير صلاتنا، وعقيدتهم في الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم وفيما يكون في الدار الآخرة غير عقيدتنا.
أعلم أنك ستقول إن الشيعة ليسوا طائفةٌ واحدةٌ وإنما طوائف كثيرة، ومنهم الزيدية الذين تقارب عقيدتهم العقيدة السُنية؛ لكن الذي لا تعلمه، أن طوائف الشيعة الذين أقصدهم يعتبرون الزيدية ليسوا من الشيعة أصلاً، ويتعاملون معهم كما يتعاملون مع أهل السُنَّة، كما أن فرقة الزيدية اندثرت تقريباً ولم يبقَ منهم إلا النادر جداً.
إذن؛ فكلامي يدور حول شيعة عصرنا: الشيعة الرافضة الذين ينتمي إليهم حسن نصر الله وحزبه في لبنان، والشيعة العلوية النصيرية الذين ينتمي إليهم بشار وأتباعه في سوريا.
ولكي تعرف أن الشيعة في عصرنا لا يستحقون أن يقال أنهم إخواننا؛ فهل تطيب نفسك أن تقول له يا أخي، وهو يقول إن الله عزوجل قد حلَّت روحه في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأنهم يعبدون الله في صورة علي بن أبي طالب؟
وهل تطيب نفسك أن تقول له يا أخي؛ وهو يقول إن القرآن الذي بين أيدينا محرَّفٌ وأن فيه سوراً كاملةً ناقصة؟
وهل تطيب نفسك أن تقول له يا أخي؛ وهو يَسُب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وأغلب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويُكفّرهم؟
وهل تطيب نفسك أن تقول له يا أخي؛ وهو يتهم السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وزوج النبي الأمين صلى الله عليه وسلم بالزنا؟
وهل تطيب نفسك أن تقول له يا أخي؛ وهو لا يصلي خلفك ولا يسجد على الأرض مثلك، وإنما يضع بين جبهته والأرض حجراً من أرض فارس؟
وهل تطيب نفسك أن تقول له يا أخي؛ وهو يعتقد أن المهدي "محمد بن الحسن العسكري" سيخرج لهم قبل القيامة من سرداب ويقودهم لحرب السنة فينتصرون عليهم ويبيدونهم؟
لذلك؛ من أشد الخطأ أن تقول على الشيعة إخواننا، فلا أُخُوَّة بيننا وبينهم في الدين ولا في النسب ولا حتى في الإنسانية، لأنهم عندما تَشيّعوا فقدوا إنسانيتهم، فتعلَّموا في عقيدتهم أن ذبح أطفال السنة بالسكاكين قربانٌ عظيم يتقرَّبون به إلى الله عزوجل.
لذلك تراهم يُسرِفون في قتل الأطفال، والتمثيل بالجثث، ولا يستشعرون أبسط معاني الإنسانية في التعامل مع هؤلاء الضعفاء.
ومع ذلك؛ يخرج علينا من يقول: "الشيعة إخواننا، ويدينون بديننا، ويؤمنون بربنا، ويجب علينا أن نكون معهم يداً واحدة على اليهود أعدائنا".
أيُّ عدو أشد عداوةً لك من عداوتهم؟!
والله لا يصح إلا أن نقول: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ} [المنافقون من الآية:4].