ليس حسناً بل قبيحاً!!
مع تَفهّم حجم المرارة والغصة الشديدة التي في نفوس شباب الإخوان وغيرهم من الإسلاميين تجاه قادة حزب النور، فإن هناك مسلكاً خطيراً أراه بدأ يظهر وينتشر، وأخشى أن يتحول إلى عادةٍ مطردة، وهو منع قادة حزب النور والدعوة السلفية من إلقاء المحاضرات في المساجد والجامعات والتشويش عليهم...
مع تَفهّم حجم المرارة والغصة الشديدة التي في نفوس شباب الإخوان وغيرهم من الإسلاميين تجاه قادة حزب النور، فإن هناك مسلكاً خطيراً أراه بدأ يظهر وينتشر، وأخشى أن يتحول إلى عادةٍ مطردة، وهو منع قادة حزب النور والدعوة السلفية من إلقاء المحاضرات في المساجد والجامعات والتشويش عليهم، أو الذهاب لبيوتهم وسبهم بألفاظٍ مُنْكرة، وقد قرأت عما فعلوه اليوم مع الشيخ "سيد حسين العفاني" وهو رجل مهما اختلفت مع آرائه السياسية فلا يمكن لأحد أن يَبخس فضله وأثر كُتبه الرقائقية مثل "رهبان الليل" و"علو الهمة" وغيرها على جيلٍ كاملٍ من الشباب، ولا يمكن أن يُمحى جهده ذلك كله بجرة قلم، أو خطأ في موقف.
وهذا المسلك الذي يقوم به الشباب – فيما أعتقد– أسلوب غير جائزٍ، ويُسن سُنةً خطيرةً في التعامل مع المخالف، ويولد أحقاداً وعداوات لا تنتهي، وربما تطور الأمر لما لا تُحمد عُقباه، ثم إنه بمثابة كأسٍ تدور على صاحبه الدوائر وإن أذقته مخالفك اليوم، فربما تجرّعت منه وشرقت به غداً، والبغي مرتعه وخيمٌ، ومَن سنَّ سُنةً سيئةً فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
فإن قلت لي وأين الدماء التي أُريقت وسكتوا عنها، وأين الجرائم التي وقعت وبرروها، فأقول لك مهما اعتقدت أن الحق في جانبك فليس ذلك مسوغاً لك أن تبغي وتجور، وقد ذقت طعم الظلم من قبل، ولعلنا لم ننس ما فعلته حملة إنزال المشايخ من فوق المنابر أيام الدكتور مرسي وحصار مسجد القائد إبراهيم وغيره، فهل ننتظر حتى يصل الحال إلى تلك الهُوة القبيحة.
والغاية الحسنة لا يوصل إليها أبداً إلا بطريقةٍ مشروعة مقبولة، وهذه الطريقة في الإنكار تُشوه صورتك أسوأ تشويه، وتترك آثاراً غائرةً لا تُمحى في نفوس مخالفيك، وتجعل الخلاف مع الوقت يتحول إلى خصومةٍ وثأرٍ شخصي، وسوف تجد من يصب الزيت على النار، ويُؤجج عداوات شديدة الوطأة بين الشباب، وللأجهزة السرية باع طويل في هذا الباب.
رزقنا الله العدل والإنصاف، وجنَّبنا الجور والاعتساف، وألهمنا الحكمة والصواب، والعدل مع الموافق والمخالف.
- التصنيف: