الأحلام الحوثية تتحطم على صخرة دماج الأبية
أيام مضت إن المتأمل إلى الحروب الستة التي قادها الرئيس المخلوع ضد ما يسمى بالحوثي، سيجد أنها لم تكن سوى حروب هزلية، وكانت بمثابة أكذوبة كبيرة، بل مسرحية هزلية بامتياز، كان مخرجها المخلوع علي صالح، ومساعد المخرج أحمد علي، وبطلها ما يسمى بالحوثي.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
أيام مضت إن المتأمل إلى الحروب الستة التي قادها الرئيس المخلوع ضد ما يسمى بالحوثي، سيجد أنها لم تكن سوى حروب هزلية، وكانت بمثابة أكذوبة كبيرة، بل مسرحية هزلية بامتياز، كان مخرجها المخلوع علي صالح، ومساعد المخرج أحمد علي، وبطلها ما يسمى بالحوثي.
نعم بدأت الحرب في منطقة مران ثم توسعت إلى صعدة، ثم مرت بحرف سفيان، ثم وصلت إلى الملاحيض، ثم انتهت في بني حشيش في صنعاء. كان الهدف الغير معلن من هذه الحرب هو القضاء على كل القادة العسكريين الذي وقفوا حجر عثرة أمام أحلام المخلوع المتمثلة في تنصيب نجله رئيساً للبلاد، فابتدع هذه الحرب القذرة، بل ويدعم الحوثي سراً بالسلاح والمعلومات ليتولى تصفية هؤلاء القادة، ومن ينجو منهم من رصاص الحوثي، فلن ينجو من رصاص الغدر والخيانة.
كل هذا والمخلوع يصيح بأعلى صوته بأنه يقود حرباً مصيرية ضد الحوثي، ويزبد ويرعد، بل ويهدد كل من لم يقف معه في هذه الحرب القذرة الهزلية التي راح ضحيتها عشرات الآف من العسكريين الأوفياء، ما بين قتيل وجريح ومعاق، بل حتى المدنيين لم يسلموا من هذه الحرب، فكم قتلى وجرحى وأرامل وأيتام جرَّاء هذه الحرب الهزلية، بل خرجت الدولة بعدها لتعلن أن الخزينة صفر اليدين، وتنتهي الحرب والحوثي على مشارف صنعاء.
أما اليوم، فقد قام المخلوع بصفقة سياسية مع الحوثي، واتضحت الحقيقة، ووضُعت النقاط على الحروف، وتبين للقاصي والداني: أن الحوثي هو الجناح المسلح لحزب المؤتمر الذي يتزعمه المخلوع. الصفقة السياسية تتمثل في دعم المخلوع للحوثي، للتخلص من مركز دماج، ثم بعدها يقوم الحوثي بدعم المخلوع للقضاء والتخلص من بيت الأحمر، وحزب الإصلاح.
فأقبل المعتوه بحده وحديده، وآلته العسكرية من دبابات ومدافع وصواريخ كاتيوشا، وصواريخ جراد ومدرعات، وغيرها من العتاد العسكري الثقيل والمتوسط والخفيف، ووجَّهها صوب دماج الأبية يحدوه انتصاراته الوهمية والهزلية في حروبه مع الدولة، وما هي إلا لحظات وأيام وليالي وإذا بجنوده تنتحر على أسوار دماج، ولم تستطع أن تتقدم شبراً واحداً، كيف سيتقدمون والأسود مرابطون فوق الجبال ولسان حالهم يقول: أمَّا إلى الخلف فلا؛ أي الهروب فإما أن نموت عن آخرنا أو لَنُخْرِجَنَّكم من أرضنا أذلة وأنتم صاغرون.
عندها التقى الجمعان والفريقان وتقابل الجيشان جيش يؤمن بالله الواحد الديان، وجيش هم في الحقيقة روافض ومجوس يتبعون أسيادهم في إيران، وإذا بالحوثي يصيح: "الموت لأمريكا" ويرسل صواريخه على المساجد لتتهدم على رؤوس المصلين، "الموت لإسرائيل" وإذ بالقنابل تنزل على سطوح البيوت لتسقط على رؤوس النساء والأطفال، لكن الأسود من أهل السنة وقفوا وقفة رجل واحد، وأذاقوه ويلات الحرب التي أوقد شرارتها، وجعلوه يكتوي بنارها قبل غيره، بل بفضل الله وحده جعلوا أحلامه تتحطم على صخرة دماج الأبية، ورد الله مكرهم وكيدهم إلى نحورهم، وانقلب السحر على الساحر، وإذا بالمنادي ينادي: يا خيل الله اركبي، فتحركت جموع أهل الحق من كل حدبٍ وصوب، إلى ساحات الوغى، وأصبحوا يدوسون رؤوس وجماجم الحوثيين بأقدامهم، بل جعلوا الكلاب تشبع من جثثهم وأجسادهم المتعفنة في ساحات القتال، أما من تبقى منهم فإنهم يفرون من أرض المعركة خوفا وذعرا من كتائب أهل الحق، لكن قناصة الحوثي تقتلهم من خلفهم، حتى لا يبثوا الرعب في باقي الجنود.
والحمد لله يريد أن يحاصر دماج وإذا بصعدة تُحاصَر كلها من كل حدبٍ وصوب، فلا تدخل إليها حتى شربة ماء، وحدث له ما لم يكن بالحسبان، وتمنى أنه لم يدخل هذه المعركة الخاسرة بفضل الله، بل أرسل إليه رجال القبائل الأشاوس رسالة مفادها أن دماج خط أحمر لا يمكن أن تدخلها ما دام في الجسد عرق ينبض، أو عين تطرف، أو قطرة دم تجري في عروقنا.
والحمد لله انجلى الغبار، وانكشف العوار، وتبين الفرس من الحمار، وظهر للصغار والكبار أن جموع الحوثي هم أعداء الملة والدار.
إبراهيم الحزمي