بيارق الشيعة ترتفع في سوريا... لقد وصلت رسائلكم
مشاهد حمص والقصير والآن القلمون جاءت تتويجاً لسياسة إيرانية هدفت إلى بسط النفوذ على مجمل المشرق العربي بدأت مع تولي الخميني لمقاليد السلطة في إيران عام 1979 حيث خطف ثورة الإيرانيين ضد الشاه عندما عاد إلى طهران على متن طائرة فرنسية حملته من مخبئه الباريسي.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
منذ جاءت جحافل قوات من تسمى بفيلق القدس وقوات أبو الفضل العباس وحزب الله ومن أتى معهم من كافة أرجاء المعمورة للحرب ضد الثوار في سوريا دخلوا حاملين معهم شعاراتهم الطائفية التي أتت للانتقام للحسين ولزينب وما يسمونه تارات الحسين ولم يعد سراً أن دخولهم للحرب في سوريا هو للانتقام من أحفاد الأمويين وما يطلقون عليه زوراً وبهتاناً مظالم بني أمية وقد أعلنوا ذلك مراراً، وقد رفع مقاتلو حزب الله ومن شايعهم رايات مكتوب عليها (لبيك يا حسين) فبعد رفع راياتهم في مسجد بني أمية في دمشق، رفعوها فوق مئذنة مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مدينة القصير المحتلة والمستباحة من قبلهم ومن قبل ميليشيات بشار الأسد، وفوق مسجد خالد بن الوليد في حمص والآن في منطقة القلمون، وقد بدا هؤلاء في أشرطة الفيديو الذي يبثونها على مواقعهم وفضائياتهم الحاقدة وهم بحالة من النشوة الطائفية، ويؤكد مراقبون أن حزب الله تعمّد تسريب هذه المقطع لإيصال رسالة أن حربه في سوريا هي حرب عقدية بامتياز وأنه يقوم بأداء الدور الذي رسمته له إيران على مدى أكثر من عشرين عاما، ويبدو أن إيران هي الأخرى أرادت أن توصل للمجتمع الدولي رسالة أخرى سياسية مفادها أن اليد الطولى في سوريا أصبحت لها وأن بشار الأسد ونظامه ما هما إلا واجهة لها في بلاد الشام وأن من يرد التحدث بشأن راهن ومستقبل سوريا والمنطقة برمتها فعليه أن يدق بابها.
مشاهد حمص والقصير والآن القلمون جاءت تتويجاً لسياسة إيرانية هدفت إلى بسط النفوذ على مجمل المشرق العربي بدأت مع تولي الخميني لمقاليد السلطة في إيران عام 1979 حيث خطف ثورة الإيرانيين ضد الشاه عندما عاد إلى طهران على متن طائرة فرنسية حملته من مخبئه الباريسي.
ما قام به حزب الله ولا يزال يقوم به في سوريا، أسقط كل الأقنعة التي حاول أن يداري وجهه خلفها ودفع الشيخ القرضاوي للاعتذار علنا من علماء المملكة العربية السعودية لمخالفته إياهم الرأي بحزب الله الذي لم يخدع القرضاوي فحسب بل خدع جموع الأمة إلا الذين كانوا يدركون أبعاد وظيفته وكنه مخططه وعندما كانوا يتكلمون لا يجدون من يصغي إليهم.
لم يكن حدثا عفويا من مقاتلين قتلة دبّ فيهم الحماس الطائفي ذاك الذي جرى ويجري في معظم مناطق سوريا من قبل مقاتلين يقتلون تحت مسمى الثارات، بل هو فعل إعلامي مدروس جرى ترتيبه بليل، وكأني بأولئك الذين ما زالوا يسكنون أودية التاريخ وأقبيته الرطبة ويحملون من الحقد ما تنوء عن حمله الجبال أرادوا حسم الجدل الذي يدور عن طبيعة مشاركتكم بشار وجيشه في قتل السوريين فهم (أي السوريين) بنظر هؤلاء قتلة الحسين وأحفاد الأمويين قتلهم جهاد وتقرب من الله. وكم كان مجيدا نصر بن سيار (آخر ولاة بني أمية في خراسان) في وصفهم:
قوم يدينون ديناً ما سمعت به *** عن الرسول ولا جاءت به الكتب
ومن يكن سائلي عن أصل دينهم *** فإن دينهم أن تُقتل العرب
لقد أراد حزب الله أن يقول لجميع مخالفيه: اذهبوا واشربوا من البحر. ها نحن هنا نقاتل ونقتل ونرفع من الرايات ما نريد فماذا أنتم فاعلون. إنها رسالة واضحة لا لبس فيها لأمة كاملة جلست تتفرج على الفرس الصفويين وهم يقضمون سوريا على مدى عقد كامل بأسنان طائفية سوداء. لقد حوّلوا دمشق (عاصمة الأمويين) إلى معقل لهم بنوا فيها ما شاؤوا من (المراقد المقدسة) وشحنوها بالسلاح والرجال انتظارا ً للحظة كهذه اللحظة. لم تكن لافتة (لبيك يا حسين) في الريف الدمشقي إلا حلقة من مسلسل ممنهج لإذلال أهل السنة والجماعة في بلاد الشام (السنة ليست طائفة بل هي أمة كاملة تتطاول عليها الطوائف يقوم السوريون وحدهم دون نصير بردعها) فقد شقوا الجيوب وناحوا في مسجد بني أمية الكبير بقلب دمشق ووصلت بهم الوقاحة أن طالبوا بتغيير اسم ساحة الأمويين إلى اسم يناسب معتقداتهم ولولا خشية النظام من جراء ذلك لفعلها في حينه. وليس من المستغرب بعد ما جرى في القصير أن يصدر مرسوما ً بتغيير اسم الساحة ليصبح ساحة الخميني.
إنها رسالة لكم أيها المسلمون في أربع جهات الأرض، وتحد سافر وسافل ما جرى ويجري في سوريا كلها... فماذا أنتم فاعلون وقد ارتفعت بيارق الباطل في بلاد الشام.
علي طه