آن أوان سقوط الفاتيكان
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه
أجمعين أما بعد :
فلعلي أقف وقفات مختصرة مع التصريحات الأخيرة التي أطلقها بابا
الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته إلى ألمانيا ، والذي
استشهد بمقطع من كتاب يحوي محادثة بين الإمبراطور البيزنطي المسيحي
مانويل باليولوجوس الثاني وأحد المثقفين الفارسيين حول حقائق المسيحية
والإسلام في القرن الرابع عشر، حيث قال : ( أرني ما الجديد الذي جاء
به محمد . لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل أمره بنشر الدين
الذي كان يبشر به بحد السيف ).
أولاً : هذه التصريحات تأكد الحقيقة التي لا يشك فيها كل مؤمن ، وهي
بغض اليهود والنصارى للمسلمين ، والسعي للإضرار بهم والإساءة إليهم ،
وهم يتفاوتون في ذلك ، يقول سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ
تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً
وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ
وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ
إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } .
ثانياً : أن هذه الأحداث وإن كان في ظاهرها السوء إلا أن لها ثمراتٍ
منها :
أ ـ قرب سقوط الفاتيكان - بإذن الله تعالى - يقول شيخ الإسلام : "
إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه ، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ
ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمُكِّن الناس أن يقيموا عليه الحد ، ونظير
هذا ما حَدَّثَنَا به أعدادٌ من المسلمين العُدُول ، أهل الفقه
والخبرة ، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْارِ الحصون والمدائن التي
بالسواحل الشامية ، لمَّا حاصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا ،
قالوا: كنا نحن نَحاصِرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر
وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ
رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر ، ولم يكد
يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك ، ثم يفتح المكان عنوة ، ويكون
فيهم ملحمة عظيمة ، قالوا : حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح
إذا سمعناهم يقعون فيه ، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه
" انتهى.
ب ـ تأصيل عقيدة الولاء والبراء في المجتمعات والتي يسعى أهل النفاق
إلى القضاء عليها ومحاولة طمس معالمها.
ج ـ جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفهم ولمّ شملهم وهذا ما شاهدناه في
أحداث الدانمرك ولله الحمد والمنة والتي ينبغي علينا جميعاً أن نسعى
للمحافظة عليها لأنها من أسباب النصر والتمكين.
د ـ أن هذه التصريحات تجعل الغافلين من النصارى وغيرهم يسألون عن
حقيقة هذه الدعوى وهذا ما لمسناه واقعاً في حوادث سابقة.
ثالثاً : ليعتبر دعاة التعايش من هذه الحادثة وما سبقها من حوادث .
فمهما مُدّت الأيدي وطُرحت الرؤى وغُيرت المفاهيم الإسلامية القوية
فهؤلاء لا يقبلون إلا أن نكفر بالله تعالى ، يقول الله تعالى : {
وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ
النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }.
رابعاً : ثبات هؤلاء على باطلهم والاستماتة فيه والدفاع عنه على كافة
الطبقات بخلاف مواقف بعضنا فإنه يتخللها الضعف والهوان ، وقد رأينا ما
حصل في الدانمرك من عدم الاعتذار مع غضبة العالم الإسلامي عليهم ووقوف
النصارى مع إخوانهم ومساندتهم ضد المسلمين .
خامساً : أهمية أن نكون أقوياء في ظل عالم لا يحترم إلا الأقوياء ،
والأمثلة على ذلك كثيرة ، منها لما كتبت الدكتورة أميمة الجلاهمة عن
اليهود أدى ظهور المقال ضجة كبيرة في الأوساط الأمريكية ، وقدم رئيس
تحرير جريدة الرياض الاعتذار . وقال في تصريحات لمجلة نيوزويك
الأمريكية إن المقال كان خطأ مئة بالمئة .
وماذا فعلوا بأخينا حميدان التركي وإخواننا الأسرى في كوبا ؟!!
فهل تدفعنا هذه الأحداث إلى أن نستجيب لقول الله تعالى : { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن
قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ
وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ
يَعْلَمُهُمْ } ؟
سادساً : قال ابن القيم في هداية الحيارى ص 238 : " الصحابة هم الذين
فتحوا البلاد بالجهاد والقلوب بالعلم والقرآن .. والعلم إنما انتشر في
الآفاق عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهم الذين فتحوا
البلاد بالجهاد ، والقلوب بالعلم والقرآن ، فملؤوا الدنيا خيراً
وعلماً ، والناس اليوم في بقايا آثار علمهم "
نسأل الله تعالى أن يعز دينه وينصر جنده .
- التصنيف:
أمة الله الحزينة
منذبسام الحسن
منذmohamed amine
منذالليث المها جر
منذ