أما آن أن نعود يا شباب الأمة
مهدي بن علي قاضي
- التصنيفات: قضايا الشباب -
{ ألم يــأن للذين آمنوا أن تخشــــــــــع قلوبهم
لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل
فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون } [
سورة الحديد آية
16] .
يا شباب الحق أدعوكم وفي قلبي لهيب......
أمتي تشكو الأسى والمسجد الأقصى سليــــب
كيف قلب مسلم لله بالذل يطيـــــــــــــب......
يا شباب الحق "هبوا" ليس يجدينا النحيـــــــــب(1)
شباب الأمة (رجالا ونساء) أنتم الأمــل* ونحن نعلم أن فيكـــم الخير
العظيم والنخوة والشهامة والغيرة على دماء المسلمين وأعراضهم بإذن
الله , ولكنكم أُلهيتم وضُِّيعتم بما وجه إليكم من إفساد وتضييع
وإلهاء يقوده أعداء الدين وينفذه بعض أبناء المسلمين فأنتم أحد ضحايا
هؤلاء وحسبنا الله ونعم الوكيل .
مؤامرة تدور على الشباب.....ليعرض عن معانقة الحراب
مؤامرة تقول لهم تعالوا.....إلى الشهوات في ظل الشراب
مؤامرة مراميها عظــــام..... تدبرها شياطين الخـــــــراب*
وإن كان وجود هذا العامل ليس عذرا للشباب فكل إنسان مسؤول عن أن يبعد
نفسه عن كل مالا يرضي الله عز وجل وأن يبادر لمرضاته.
قال تعالى : { و كل إنسان ألزمناه طائره
في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. اقرأ كتابك كفى
بنفسك اليوم عليك حسيباً } [ سورة الإسراء آية ( 13
, 14 ) ] .
استشعـــــــروا يا شبابنا دائما ً (لا في لحظات عابرة فقط) ما تعيشه
أمتكم من واقع مبكٍ وحال مر يعتبر أسوأ حال مر عليها على مدى تاريخها,
واستشعــــــــروا ولا تنسوا المحن الرهيبة والآلام العظيمة التي
يتعرض لها إخوانكم وأخواتكم بل وحتــــــى أطفالهم.
والأهـــم الأهـــم...... استشعروا أنكم بتأخيــركم التوبة والعودة
تكونون سببـــــاً في تأخيــــــــــر نصر أمتكم وقرب فرجها من ألمها
الشديد الذي تعيشه.
اعلمـــــــوا يا شباب الإسلام أن سعادة الدنيا والآخرة في سلوك طريق
الله والاستقامة والدعوة إلى الله*. وحتى سعادة الدنيا الحقيقية
التامة التي يلهث كثير من الناس وراءها وخاصة الشباب ليست إلا في طريق
العودة إلى الله *. واقرؤوا كتب العائدين إلى الله لتروا بأنفسكم كيف
كان أثر التوبة على حياتهم إلى حد أن بعضهم ( خاصة الفنانين والفنانات
) يقولون بصدق نحن وُلدنا من جديد وعمرنا الحقيقي نحسبه من بداية
عودتنا إلى الله (2).
استبدلـــــــوا يا شبابنا ما شغلتم به مما يضركم في حياتكم وآخرتكم
بما يرضي الله ويجلب لكم الطمأنينة ويسعد وينقذ أمتكم الذبيحة الجريحة
المكلومة الذليلة , بل ويسعد بكم مستقبلا العالم المتخبط بأسره
؛ من سماع أشرطة الخير وحضور للمحاضرات النافعة وصحبة للصالحين
واجتهاد في الدعوة والإصلاح وبعد عما يضر من وسائل الشر والفتنه أو
الصحبة التي لا تعين على الحق وإرضاء الله.
شبابنا.... إننا نريد شبابا يشتاقون إلى الجنة * كما اشتاق
حرام بن ملحان رضي الله عنه إليها فظهر شوقه الصادق عندما غدر به
الكفار فرموا الرمح عليه من خلفه حتى خرج من أمامه فما كان منه إلا أن
أخذ من الدم النازف منه ونضحه على وجهه ورأسه وهو يقول فزت ورب الكعبة
.. فزت ورب الكعبة *.
نريد شبابا يشتاق إلى عز الأمة ونصر الإسلام لا إلى الترهات التي
يفرح بانشغالكم بها أعداء الله.
تـــــــــرى هل يرجع الماضي فإني.....أذوب لذلك الماضي حنينــــــا*
نريد شبابا يتحدى أعداء الدين والمفسدين , ويقلب الطاولة عليهم ..
الطاولة التي قدموا لهم فيها السم محلَّى بالعسل.
نحن
صممنا وأقسمنا اليمين.....أن نعيش ونموت مسلمين
مستقيمين على الحق المبين.....متحدين ضلال المبطليـــن*
نريد شباباً صادقاً
يحتـــــــرق لخدمـــــة دينه ونشـــــر الدعـــــــوة .
جدد
العهد وبادر للجهــــــاد.....بلغ الدعوة في كل البــــــلاد
طفح الكيل بظلم في الورى.....وسرى الكفر مجداً في العباد
وإليكم من القلب أيضا هذه المجموعة من الأبيات الشعرية لمجموعة من شعراء الأمة الأفاضل الذين طالما خاطبوا الشباب أمل الأمة منتظرين استيقاظهم ودورهم الكبير
أعيدوا مجدنا دنيا ودينا.....وذودوا عن تراث المسلمينا
فمن يعلوا لغير الله فينا .....ونحن بنوا الدعاة الفاتحينا *
شبابنا قد حان أن تعودوا.....لواحة الإيمان كي تسودوا
غدا بكم سيسعد الوجـــود.....ويكبت المستعبـد العنيــد*
وليكن شعاركـــــــم
:
أنا
مسلم أبغــــــي الحياة وسيلة.....للغايـــــة العظمى وللميعاد
لرضــي الإله وأن نعيش أعــــــزة.....ونعـــــد للأخرى عظيم
الـــزاد
ويروعنــــــي هذا البلاء بأمتـــي .....لما تخلـــــت عن طريق
الهادي*
وليكن همكــــــــم
:
همنـــــا
نمضـــي ونعلي
رايــة
الـقـــــرآن..... همنا في الكون أن تعلو ذرى الإيمان
همنـــــا أن يسعد الإنسان في كل مكـــان..... همنا أن تسعد الدنيا
بترديد الأذان
همنــــــــا يا
إخوتي.......... أن تسود أمـــتــــي
أن تُرى في الـقــمـــة.......... تـحمل القرآن
همنـــــــا أن نقتـــــدي.......... بالرسول الأمجدِ
كي نفوز في الغـــــدِ.......... في حـمـى الـرحـمن
يا شباب همنـــــــــــا.......... أن يـعـود عــزنــا
أن تعود للدنــــــــــا.......... نــســمــة الإيـــمــان
.فهل آن يا شباب أن نعـــــــود
ونطــــــــــــــــــــــرح الران والذنوب ؟؟
بني
الإسلام قد آن لنا أن نطرح الران.....ونصبح للهدى جندا وفي الإسلام
إخوانا
ونحيي مجدنا الماضي ونرجعه كما كان
سلوا بدراً سلوا أحدا ومؤتة عن كتائبنا.....سلوا حطين واليرموك عنا
عن قواضبنا
سلوا الأعداء واستمعوا شهادتهم بعزتنا
بني الإسلام يا أحفاد عمار وصفوان.....وزيد وابن عوف وابن عباس
وسلمان
على آثارهم سيروا تكونوا خير فتيان
غداً يا إخوتي نحيا حياة جدودنا الصيد.....غدا سنحرر الأقصى من الرجس
المناكيد
غدا سنرتل القرآن في روما ومدريد(3)
.........................................................................................................................................
(1)من ديوان- إلى أمتي:
د عبد الرحمن العشماوي, ص137 .
(2)أمثله لبعض كلمات
العائدين إلى الله سطروها بأقلامهم وكتبت في كتاب "العائدون إلى الله"
للفاضل المبارك محمد المسند ومن الجميل في كلمات بعضهم أنها توضح
اتجاههم للدعوة بعد صلاحهم ، ومن الأمثلة على ذلك : (عودة و دعوة)
:
أ-( وعزمت على التوبة
النصوح والاستقامة على دين الله ، وأن أكون داعية خير بعد أن كنت
داعية شر وفساد . وفي ختام حديثي أوجهها نصيحة صادقة لجميع الشباب
فأقول : يا شباب الإسلام لن تجدوا السعادة في السفر ولا في المخدرات و
التفحيط ، لن تجدوها أو تشموا رائحتها إلا في الالتزام والاستقامة .
في خدمة دين الله . في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ماذا قدمتم يا أحبه للإسلام ؟ أين آثاركم ؟ أهذه رسالتكم ؟
شباب الجيل للإسلام عودوا.....فأنتم روحه وبكم يـسود
و أنتم سر نهضته قـديـمـــاً..... و أنتم فجره الزاهي الجديدُ
)
( من شباب التفحيط سابقاً )
ب- (فخرجت من البيت إلى المسجد و منذ ذلك اليوم وأنا ولله الحمد
ملتزم بيوت الله لا أفارقها وأصبحت حريصاً على حضور الندوات والدروس
التي تقام في المساجد و أحمد الله أن هداني إلى طريق السعادة الحقيقية
والحياة الحقه) . (الشاب ح . م . ج )
ج-( كما أصبحت بعد الالتزام أشعر بسعادة تغمر قلبي فأقول : بأنه
يستحيل أن يكون هناك إنسان أقل مني التزاماً أن يكون أسعد مني ، ولو
كانت الدنيا كلها بين عينيه ، ولو كان من أغنى الناس .. فأكثر ما
ساعدني على الثبات بعد توفيق الله هو إلقائي للمواعظ في المصلى
، بالإضافة إلى قراءتي عن الجنة بأن فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر ، من اللباس والزينة والأسواق والزيارات بين
الناس ، وهذه من أحب الأشياء إلى قلبي .فكنت كلما أردت أن أشتري شيئاً
من الملابس التي تزيد عن حاجتي أقول ألبسها في الآخرة أفضل ).
( فتاة انتقلت من عالم الأزياء إلى كتب العلم والعقيدة )
د-( وكلما رأيت نفسي تجنح لسوء أو شيء يغضب الله أتذكر على الفور جنة
الخلد و نعيمها السرمدي الأبدي ، و أتذكر لسعة النار فأفيق من
غفلتي . والحمد لله أني قد تخلصت من كل ما يغضب الله عز و جل من مجلات
ساقطة وروايات ماجنة وقصص تافهة ، أما أشرطة الغناء فقد سجلت عليها ما
يرضي الله عز و جل من قرآن وحديث ) .
( فتاة تائبة )
هـ-( أتمنى من الله وأدعوه أن يجعل مني قدوة صالحة في مجال الدعوة
إليه ، كما كنت من قبل قدوة لكثيرات في مجال الفن ).
( الممثلة التائبة شهيرة)
(3)إشارة إلى الحديث
الصحيح الوارد عن فتح المسلمين لروما الذي بشرنا به رسول الله صلى
الله عليه وسلم ولكن لاشك أن هذا الفتح العظيم لن يحدث إلا عندما تكون
الأمة صادقة مع ربها ملتزمة بأمره داعية لدينه مجاهدة في سبيله .انظر
الحديث في سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني,ج1,ص7.