للمسلم على المسلم أن يستر عورته

منذ 2014-01-01
 

(الثاني): مما للمسلم على المسلم أن يستر عورته، ويغفر زلته، ويرحم عبرته ويقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويرد غيبته، ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته ويشمت عطسته، ويرد ضالته، ويواليه ولا يعاديه، وينصره على ظالمه، ويكفه عن ظلم غيره، ولا يسلمه، ولا يخذله، ويحب له ما يحب لنفسه.



ذكره ابن حمدان في الرعاية، وليس على المسلم نصح الذمي، نص عليه الإمام أحمد رضي الله عنه.


قال أصحابنا: "ويستحب الكف عن مساوئ الناس وعيوبهم، كذا عباراتهم".


قال الحجاوي : "والأولى يجب وهو كما قال زاد في الرعاية التي (ص: 267) يسرونها، وعما يبدو منهم غفلة أو غلبة من كشف عورة أو خروج ريح، أو صوت ريح، ونحو ذلك فإن كان في جماعة فالأولى للسامع أن يظهر طرشاً أو غفلة أو نوماً أو يتوضأ هو وغيره ستراً لذلك، انتهى". 

قال المهدوي في تفسيره: "لا ينبغي لأحد أن يتجسس على أحد من المسلمين، فإن اطلع منه على ريبة وجب أن يسترها ويعظه مع ذلك ويخوفه بالله."،  قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: "الكيس العاقل هو الفطن المتغافل".



وقال بعضهم:


وإني لأعفو عن ذنوب كثيرة وفي دونها قطع الحبيب المواصل *** وأعرض عن ذي اللب حتى كأنني جهلت الذي يأتي ولست بجاهل


وأنشد الإمام ابن الجوزي في المعنى:


ومن لم يغض عينه عن صديقه *** وعن بعض ما فيه يمت وهو عائب


   ومن يتتبع جاهدا كل عثرة *** يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب


هذا كله في هجران أرباب المعاصي.

 

 

المصدر: غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب.
  • 0
  • 0
  • 2,230

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً